الخميس, يونيو 5, 2025
الخميس, يونيو 5, 2025
Home » هل تجسد “المدن المختلطة” في إسرائيل التعايش والمساواة؟

هل تجسد “المدن المختلطة” في إسرائيل التعايش والمساواة؟

by admin

 

إجراءات للحد من انتقال الفلسطينيين من خلال عدم إقامة مدارس أو مؤسسات تعليمية للأطفال

اندبندنت عربية / خليل موسى مراسل @KalilissaMousa‏

“المدن المختلطة” في إسرائيل لا تعكس الاختلاط والتعايش والاندماج، بحسب الفلسطينيين، لما تخبئه في زواياها وأزقتها من فوارق اجتماعية ومعيشية وغياب المساواة، لدرجة أن الفلسطينيين يطلقون عليها “منظومة الفصل العنصرية”، لرفض الحكومة في إسرائيل منحهم حقوقهم الثقافية والتعليمية والاقتصادية.

ويشير المصطلح الإسرائيلي “المدن المختلطة” إلى المدن التي يتجاوز عدد الفلسطينيين فيها 10 في المئة من نسبة سكانها، أو أكثر من 20 ألف فلسطيني.

الواقع الديمغرافي

ويأتي على رأس تلك “المدن المختلطة” حيفا وعكا واللد والرملة ويافا، التي انقلب فيها الواقع الديمغرافي رأساً على عقب بعد تأسيس إسرائيل عام 1948، إذ أصبح الفلسطينيون فيها أقلية صغيرة بعد أن كانوا الغالبية الساحقة.

حينها وضعت السلطات الإسرائيلية من تبقى من فلسطينيي تلك المدن في أحياء محددة، وتم جمع 4 آلاف فلسطيني من أصل 71 ألفاً من سكان يافا في حي العجمي بالمدينة.

وفي مدينة اللد جمعت السلطات الإسرائيلية نحو 800 ممن تبقوا من أهل المدينة البالغ عددهم أكثر من 18 ألف نسمة، في حيي السكنة والمحطة.

وغير بعيد من مدينة الرملة، حشرت السلطات الإسرائيلية 150 فلسطينياً ممن بقوا في المدينة من أصل 16 ألف نسمة، في حي الجمل الذي يحمل حتى يومنا هذا اسم “الغيتو العربي”.

وفي حيفا جرى تجميع نحو 3200 فلسطيني استطاعوا البقاء في مدينتهم في حي وادي النسناس، بعد تهجير أكثر من 75 ألفاً من سكان المدينة الفلسطينيين.

نسب الفلسطينيين

وتعتبر اليوم مدينتا اللد وعكا أكثر “المدن المختلطة” في عدد الفلسطينيين الذين يشكلون 30 في المئة من عدد السكان في كل منهما، فيما لا تتجاوز نسبتهم خمسة في مدينة يافا – تل أبيب.

كما تبلغ نسبة الفلسطينيين في مدينة الرملة 24 في المئة من سكان المدينة، وفي حيفا نحو 12 في المئة.

ويعيش نحو ثلث الفلسطينيين في “المدن المختلطة” تحت خط الفقر، وفي ظل نقص الخدمات التعليمية المناسبة وبعدها من أماكن السكن.

ولا تقتصر “المدن المختلطة” على المدن التاريخية الفلسطينية، لكنها تشمل مدناً جديدة أنشأتها إسرائيل، وأصبح يعيش فيها فلسطينيون اضطروا إلى الانتقال إليها.

ومن بين تلك المدن مدينة نوف هجليل قرب الناصرة، ومعالوت ترشيحا في الجليل الأعلى.

وعلى رغم أن أكثر من 30 ألف فلسطيني يعيشون في مدينة نوف هجليل، إلا أنه لا توجد فيها مدارس مخصصة لهم أو روضات أطفال، لذا يضطرون إلى نقل أبنائهم إلى مدارس بعيدة منهم.

وينطبق الأمر على حي الكرمل الفرنسي في حيفا، إذ يشكل الفلسطينيون نحو 40 في المئة من سكانه، لكن من دون وجود مدارس أو روضات للأطفال فيها فيضطرون إلى النزول إلى مركز مدينة حيفا.

ضرب محاولات العيش المشترك

واعتبرت مديرة صندوق “مبادرات إبراهيم” شهيرة شلبي أن “منظومة الحكم في إسرائيل تخشى التعايش بين الفلسطينيين واليهود في إسرائيل، وتعمل على ضرب محاولات العيش المشترك والتعاون بين الجانبين”. لكن شلبي أشارت إلى أن ذلك التعايش الموجود في بعض المدن المختلطة، “يبقى أقوى من تلك المحاولات التي رسخها قانون القومية”.

وينص القانون الذي أقره الكنيست قبل سبعة أعوام على أن “أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة إسرائيل، وبأنها هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير”.

وأشارت شلبي إلى أن المدن المختلطة “اختراع إسرائيلي جرى فيه تحويل المدن الفلسطينية، بحيث تكون فيها أقلية فلسطينية صغيرة في مقابل أكثرية يهودية ساحقة”، وبحسب شلبي، فإن السلطات الإسرائيلية تتخذ “إجراءات للحد من انتقال الفلسطينيين إلى المدن المختلطة سواء تلك القديمة أم الجديدة، من خلال عدم إقامة مدارس أو مؤسسات تعليمية للأطفال”، لكن مديرة صندوق “مبادرات إبراهيم” أوضحت أن “الفلسطينيين ينتقلون إلى تلك المدن بسبب أزمة السكن وعدم السماح بالتوسع العمراني في القرى والمدن الفلسطينية في داخل إسرائيل، أو هرباً من انتشار الجريمة المنظمة فيها، وسعياً وراء الجامعات وأماكن العمل”، واشتكت شلبي من “عدم وجود مخصصات مالية لإقامة مراكز تعليمية وثقافية للفلسطينيين في تلك المدن، أو منحهم حقوقهم وتقليص الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين اليهود والفلسطينيين”.

مدن جديدة

من جهته رأى الأكاديمي الفلسطيني سليم بريك أن “صفد وطبريا كانتا مدينتين مختلطتين، لتصبحا مدينتين يهوديتين بالكامل بعد طرد الفلسطينيين منها، كذلك كانت هناك مدن فلسطينية بالكامل ثم أصبحت مختلطة بعد عام 1948، مثل اللد والرملة”، وبحسب بريك فإن إسرائيل أقامت حديثاً مدناً جديدة مثل كرمئيل ونوف هجليل لتكونا مدناً يهودية استيطانية، قبل أن تتحول مع الوقت إلى مختلطة، وأشار إلى “وجود تمييز عنصري إسرائيلي في التعامل مع الفلسطينيين في تلك المدن، عبر التقليل من موازنات التعليم وعدم إقامة مدارس جديدة”، وقال بريك إن “المدن القديمة مثل حيفا وحيي خليصا وودادي النسناس يعاني الفلسطينيون فيها الإهمال، وتتحول مواقعها التاريخية إلى مواقع مهمشة تنتشر فيها الجرائم وتعاطي المخدرات”.

واعتبر رئيس “التجمع الوطني الديمقراطي” في إسرائيل سامي أبو شحادة أن مصطلح “المدن المختلطة” يشير إلى “بعد عنصري، كما كل شيء في المشروع الإسرائيلي”، وتساءل أبو شحادة عن سبب تسمية تلك المدن بالمختلطة، قائلاً “لدى الشعب الإسرائيلي عشرات اللغات والثقافات من أوروبا إلى آسيا وأفريقيا، ويختلفون في فهم وتفسير الدين اليهودي وفي أشكال زييهم وأكلهم”.

التفوق العددي

ووفق أبو شحادة فإن السلطات الإسرائيلية “تعمل وفق استراتيجية للحفاظ على التفوق العددي لليهود في تلك المدن، وتعتبر التغير الديمغرافي فيها لصالح الفلسطينيين خطراً استراتيجياً”، ونفى أبو شحادة وجود علاقات طبيعية بين الفلسطينيين واليهود في إسرائيل، “وذلك لأن المشروع الإسرائيلي مبني على الفصل العنصري، والحفاظ على الفوقية اليهودية في مجالات الحياة كافة”، لكنه أشار إلى أن ذلك “لا يعني عدم وجود علاقات بين الطرفين، إذ من الممكن أن يسكن الفلسطيني بجوار اليهودي في المبنى نفسه، ويتعاملون مع بعضهم في الأمور التجارية”.

وأقامت وزارة التعليم الإسرائيلية جهازاً منفصلاً خاصاً للفلسطينيين في إسرائيل.

وأوضح أبو شحادة أن جهاز التعليم الإسرائيلي يشكل “أداة فصل، كذلك مؤسسة الجيش التي ترفض تجنيد الفلسطينيين، وحتى بعض المصالح الاقتصادية تشكل أداة فصل بين الجانبين”.

المزيد عن: إسرائيلاليهودالفلسطينيونالمدن المختلطةالتمييز العنصريالماواةالتعايشنقص الخدماتمؤسسات تعليميةحيفااللدمدينة يافاتل أبيبمدينة عكامدارس

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili