عرب وعالمعربي هل باتت المصالحة بين أمراء الحرب في ليبيا ضرورية؟ by admin 10 يناير، 2023 written by admin 10 يناير، 2023 52 “السلاح يعتبر ميزان توازن لدى أطراف الصراع المحلي الذي تغذيه أطراف دولية” اندبندنت عربية \ كريمة ناجي صحافية @karimaneji أثار تجدد الاضطرابات الأمنية في عدة مدن ليبية في الآونة الأخيرة على غرار مدينة الزاوية والعجيلات غرب البلاد، ارتفاع مخاوف الليبيين من انزلاق البلد نحو مربع الاحتراب الداخلي من جديد، لا سيما في ظل انتشار ظاهرة حمل السلاح بشكل غير قانوني في يد قوات مسلحة غير شرعية. وتشير آخر التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة لعام 2021 أن “ليبيا بحوزتها 29 مليون قطعة سلاح”. التقرير أوضح أن “ليبيا باتت تشكل المخزون الأكبر في العالم من ناحية حيازتها للأسلحة غير الخاضعة للرقابة”، كاشفاً أن “الكمية المقدرة تترواح بين 150و200 ألف طن من السلاح في جميع أنحاء البلد”. ويصل عدد الميليشيات المسلحة في ليبيا وفق تقديرات أممية إلى 300 ميليشيا مختلفة التسليح من دون أي وضع قانوني في ظل غياب حكومة وطنية موحدة تبسط سيطرتها في أنحاء البلاد بسبب فشل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية على خلفية “الانقسام السياسي الذي تتحكم فيه قوة السلاح”، وفق الباحث في المركز المغاربي للإعلام والدراسات، عز الدين عقيل الذي أكد أن “ليبيا لا تحتاج الآن إلى مصالحة وطنية شاملة بقدر ما هي في حاجة ماسة إلى مصالحة بين قادة الميليشيات المسلحة في الغرب والشرق والجنوب”. برنامج “DDR“ وفي تعليقه على تجدد الاشتباكات المسلحة، قال عقيل لـ “اندبندنت عربية” إنه “كان يتوجب على المجلس الرئاسي باعتباره القائد الأعلي للقوات المسلحة الليبية أن يشتغل أولاً على مصالحة حقيقية بين أمراء الحروب عوض التركيز على الملتقى التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية الذي تحتضنه العاصمة طرابلس من 8 حتى 12 يناير (كانون الثاني) الجاري بمشاركة ممثلين عن الأطراف الليبية من بينهم زعماء قبائل ورؤساء أحزاب وجهات عربية وإقليمية مع تسجيل لغياب أمراء الحروب الجهة الاكثر ثقلاً في الأزمة الليبية”. وأضاف أنه “لا يجب أن ننسى أن جميع المبادرات السياسية على مدار السنوات الماضية فشلت بسبب سيطرة قوة السلاح على مطبخ صنع القرارات السياسية”، وأكد أن “ليبيا بحاجة ماسة إلى برنامج DDR مثلها مثل أي دولة مرت بنزاع مسلح”. وفي حديثه عن برنامج النزع والتفكيك وإعادة الإدماج “DDR” أوضح عقيل “هناك شق فني تقوم به إدارة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة باعتبارها الجهة الوحيدة التي تمتلك منظومة مخازن دقيقة لتجميع الأسلحة وضمان عدم خروجها مرة أخرى، إضافة إلى الورش المتنقلة التي تسهر على تدمير جميع الأسلحة المتهالكة التي لا تشكل خطراً على الإنسان فقط بل تمتد خطورتها إلى البيئة والتربة التي تنعكس في ما بعد على الأمن القومي للبلد”. وشدد أنه “لا يمكن الحديث عن إجراء انتخابات وطنية في ظل وجود قرابة 29 مليون قطعة سلاح في يد مئات الميليشيات ما يقتضي بالضرورة تركيز بعثة أمنية للإشراف على التفاوض بين أمراء الحروب على نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج”. وأشار عقيل “إلى أن نجاح الشق الفني لبرنامج DDR يقتضي بدوره حضور الشق السياسي الذي يتطلب ضغوطات من المجتمع الدولي بمختلف مكوناته الكبرى المتمثلة في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي على قادة الميليشيات لإجبارهم على نزع السلاح لأن هذه الضغوطات بدورها هي من ستؤدي إلى استجابتهم للجلوس على طاولة التفاوض لأن أمراء الحرب عادة لا يقبلوا بنزع أسلحتهم بل يقع إجبارهم عبر عقوبات دولية” . تجارب دولية ودعا عقيل إلى “الاستئناس بتجارب عدة دول سبق ومرت بتجربة النزاع المسلح على غرار لبنان وأنغولا والبوسنة والهرسك”، وربط نجاح برنامج النزع والتفكيك وإعادة الإدماج بـ “ضرورة وجود جنرال من جنرالات القبعات الزرقاء يتمتع بتجربة دولية في أحد البلدان التي مرت بحالة الاحتراب الداخلي ليكون رئيساً على رأس البعثة الأمنية في ليبيا”. ونوه أن “عملية نزع وتسليم السلاح لا يمكن أن تنجح إلا مقابل حصول قادة الميليشيات على بعض الضمانات لتبدأ بذلك عملية عودة الاستقرار السياسي والأمني لليبيا، بما في ذلك التفاوض معهم حول اختيار رئيس للحكومة حتي نتجنب الخطأ الذي وقعت فيه البعثة الأممية في ليبيا على مدار سنوات وهو تعيين رئيس للحكومة بمعزل عن المتحكمين الحقيقيين في خيوط العملية السياسية”. وأكد عقيل “أن تطبيق الشق السياسي لبرنامج DDR بنجاح والذي سينهي بدوره إشكالية السلاح في ليبيا يتطلب أن يتفق أمراء الحرب على شخص رئيس الحكومة مثلما جرى ذلك في دايتون بالبوسنة والهرسك أو في الكونغو عندما اتفق قادة المليشيات المسلحة على كابيلا كرئيس للوزارء لأن المفاوضات تتطلب التنازلات عن شيئ مقابل تقديم شيء آخر، ثغرة التفاوض مع أمراء الحرب غفل عنها المجتمع الدولي ما عطل تفعيل العملية الانتخابية في ليبيا”. التسوية السياسية أولاً من جهته، أكد الباحث في مركز مدريد للإعلام محمد الصريط أنه “يجب إنهاء الصراع السياسي أولاً، قبل المرور إلى أي برنامج لنزع السلاح، لأن أطراف الصراع السياسي هم من ساهموا في تغول الميليشيات المسلحة باعتبارهم يحتمون بها ويدعمونها مالياً”. وأضاف أن “نزع السلاح يتطلب مؤسسة أمنية قوية تستطيع أن تفرض سيطرتها على البلاد ومن ثمة تتوجه لنزع السلاح وهذا لا يمكن أن يحصل إلا تحت راية حكومة وطنية وليس عن طريق بعثة أممية أمنية يمكن أن يعكر وجودها على الأراضي الليبية المشهد أكثر خاصة أن العديد يعتبرها وجهاً من وجوه الاستعمار”. ودعا الصريط إلى “ضرورة العمل على تفعيل العملية الانتخابية لانهاء الإشكالية السياسية التي تتغذى عليها الميليشيات المسلحة التي تستخدم بدورها كأذرع عسكرية من قبل أطراف الصراع لتحقيق أهداف سياسية على الأرض”. وعارض دعوة عز الدين عقيل “للانخراط في برنامج النزع والتفكيك وإعادة الإدماج”، داعياً إلى “الالتفاف حول مبادرة المجلس الرئاسي (المصالحة الوطنية الشاملة) التي ستفضي بدورها إلى توحيد السلطة التنفيذية التي ستسهر على توحيد المؤسسة الأمنية ومن ثمة سينتهي انتشار السلاح بشكل تدريجي”. وشدد أنه “من المستحيل تطبيق برنامج DDR في ليببا حالياً لأنه إذا طلب من المعسكر الغربي نزع سلاحه سيتعلل بوجود معسكر شرقي يمكن أن يهاجمه في أي لحظة، والمعسكر الشرقي من جانبه يشرعن لنفسه امتلاك الأسلحة بصفته يمثل مؤسسة الجيش الوطني الليبي”. لكل صراع خصوصية وعن إمكانية تبني إحدى التجارب الدولية في نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج برعاية جنرالات القبعات الزرقاء قال الصريط إن “لكل صراع سياسي خصوصية معينة فلا يمكن أن نتبنى مثلاً نموذج أنغولا أو البوسنة والهرسك لأن السلاح في ليبيا حالياً يعتبر ميزان توازن لدى أطراف الصراع المحلي الذي تغذيه أطراف دولية”. ونوه أن “الإشكالية ليست في برنامج DDR أو أي برنامج آخر لنزع السلاح، بل الإشكالية أن هناك صراع سياسي تطور إلى صراع مسلح أخذ بدوره أكثر من جولة حربية ما خلق حالة من انعدام الثقة بين الميليشيات المسلحة في ليبيا لذلك يبدو أنه من الصعب تطبيق أي برنامج لنزع السلاح قبل إحداث مصالحة سياسية”. وتابع المتحدث نفسه أن “قوة الردع الخاصة مثلاً في غرب البلد هي ميليشيا مسلحة ولكن لديها شرعية لأنها تتبع رئاسة الوزراء مباشرة وتؤمن موكب النائب العام الليبي، ونفس الأمر في شرق البلد هناك قوات مسلحة تتبع القيادة العامة ولديها إطار قانوني بينما خصمها من المعسكر الغربي يقدمها على أنها ميليشيات ويعتبر نفسه القوة الشرعية التابعة للحكومة الحالية”. وحذر من “التوجه نحو أي مشروع أممي لنزع السلاح من دون توافق سياسي لأن الإشكالية الليبية تكمن في تفاقم أزمة الثقة بين القطبين العسكريين الغربي والشرقي وكلاهما غير شرعي وهذا هو مربط الفرس الذي لن يحل إلا بمصالحة وطنية تفضي إلى توافق السياسي”. المزيد عن: ليبيا\الأزمة الليبية\الانتخابات الليبي\ةشرق ليبيا\طرابلس\الميليشيات المسلحة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post شركة “ميتا” تسمح بشعار “الموت لخامنئي” next post “هجوم روسي قوي” على سوليدار وزيلينسكي: صامدون You may also like عامُ “البجعات السوداء” في العالم العربي! 25 ديسمبر، 2024 وثائق خاصة لـ”المجلة” تكشف تجسس نظام الأسد على... 25 ديسمبر، 2024 دمشق تحمل إيران تداعيات تصريحاتها وتركيا تسعى لترسيم... 25 ديسمبر، 2024 خيمة اليأس والرجاء… نساء المختطفين اللبنانيين في سوريا 25 ديسمبر، 2024 الاعتراف بسورية مزارع شبعا قد ينزع شرعية “حزب... 25 ديسمبر، 2024 حكايات وأرقام مفزعة للمختفين قسرا في سوريا 24 ديسمبر، 2024 أكراد سوريا… معركة التاريخ والمخاض الجديد 24 ديسمبر، 2024 مخطوفون ومطلوبون… ما مصير رجالات الأسد في لبنان؟ 24 ديسمبر، 2024 الغموض يكتنف مصير السوريين في مصر بعد الإطاحة... 24 ديسمبر، 2024 لبنان يبحث عن جثامين مفقوديه وينتظر الانسحاب الإسرائيلي 24 ديسمبر، 2024