بحسب نص التقرير الأميركي السري، وسع "حزب الله" نفوذه وحقق مكاسب كبيرة في جنوب لبنان على حساب حركة "أمل" (اندبندنت عربية) X FILE هكذا تفوق “حزب الله” على حركة “أمل” في جنوب لبنان by admin 3 يناير، 2025 written by admin 3 يناير، 2025 31 أنفق زعماء الحزب مبالغ كبيرة من الأموال التي قدمتها لهم إيران سعياً إلى كسب التأييد الشعبي في المناطق الجنوبية اندبندنت عربية / جوزيان رحمة مديرة مكتب اندبندنت عربية في بيروت @josianerahme أكثر من أية مرحلة سابقة، يدور حديث جدي اليوم في لبنان عن نزع سلاح “حزب الله” وكل سلاح غير شرعي بقي مع انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية وتوقيع اتفاق الطائف بين الفرقاء اللبنانيين. ولعل ما عزز الانطباع الجدي للتعامل مع هذا الملف هو تسليم مراكز الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة والموجودة في مناطق بقاعية شرق لبنان للجيش خلال أيام قليلة، بعدما بقيت “عصية” على الشرعية والسيادة اللبنانية لعقود من الزمن. وسط هذه الأجواء تطرح تساؤلات مشروعة عن مستقبل “حزب الله”، الذي تأسس عام 1982، واستمراره كتنظيم عسكري بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، بخاصة أن هذه الحرب انتهت بتوقيع الطرفين اتفاقاً قضى بأبرز بنوده على أن يسلم الحزب مراكزه وسلاحه جنوب لبنان للجيش اللبناني وألا يوجد جنوب الليطاني مسلحون أو عناصر تابعون له. كما ذكر في بنوده أن لا سلاح في لبنان خارج المؤسسات الأمنية التابعة للدولة، وبالتالي تسليم كل سلاح غير شرعي، وهو ما قرأه كثيرون على أنه بداية نزع سلاح الحزب. في هذه الظروف الأمنية التي يعيشها لبنان وإسرائيل والحديث عن سلاح “حزب الله”، تنفرد “اندبندنت عربية” بنشر وثيقة رفعت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” السرية عنها بعد عقود من العمل عليها، أعدها مكتب تحليل الشرق الأدنى وجنوب آسيا وتحمل رقم التصنيف CIA – RDP86T01017R000202090001-7، وتحمل في طياتها أحداثاً ومعطيات شهدها لبنان والجنوب قبل أربعة عقود. تعود هذه الوثيقة لعام 1986 وتطرقت إلى الوضع الأمني جنوب لبنان في خضم الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990)، وفيها حديث عن صعود نفوذ “حزب الله” وكيف عمل على ترويج نفسه في مقابل الجماعات المسلحة الأخرى حينها جنوباً التي اعتبرت أكثر “اعتدالاً”، وعلى رأسها حركة “أمل” بقيادة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري التي تشكلت في منتصف سبعينيات القرن الماضي على يد الإمام موسى الصدر. وثيقة أميركية سرية عن جنوب لبنان عام 1986 يبدأ معدو هذه الوثيقة تقريرهم بتوصيف الوضع حينها في لبنان متوقعين أن يتسبب التصاعد المستمر لما سموه “التطرف” الشيعي في لبنان وعودة تسلل مقاتلين فلسطينيين في تفاقم حال عدم الاستقرار السياسي في الجنوب، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد كبير لدورة العنف بين القوات الإسرائيلية وخصومها عبر الحدود، ويذكرون “يواجه الإسرائيليون خيارات صعبة في التعامل مع تنامي العنف، ويدرك قادتهم أن أي رد عسكري قوي لن يكون من شأنه سوى تصعيد الوضع، في وقت أن الضغوط السياسية الداخلية (الإسرائيلية) تدفعهم إلى التحرك واتخاذ إجراءات حاسمة”. تذكر الوثيقة كيف أن العمليات العسكرية الإسرائيلية حينها أسهمت بتعزيز نفوذ جماعة “حزب الله” واصفة إياها بالمتطرفة، وتسببت من جهة ثانية في إضعاف ميليشيات حركة “أمل” الأكثر اعتدالاً، التي أصبح قادتها يشعرون بضغوط متزايدة من خصوم أصوليين في مختلف أنحاء لبنان. وفي نصها “يواصل المتطرفون الشيعة استفزاز الإسرائيليين لشن أعمال انتقامية، مما يؤدي إلى تصعيد الموقف، ويزيد من تطرف السكان، ويجذب مزيداً من المجندين إلى كنف الحزب، فيما يدفع المعتدلين في حركة “أمل” إلى اتخاذ مواقف أكثر تشدداً. رواتب “حزب الله” أعلى من “أمل” بحسب نص التقرير الأميركي السري، وسع “حزب الله” نفوذه بصورة ملاحظة وحقق مكاسب كبيرة في جنوب لبنان على حساب حركة “أمل”، ويكشف التقرير ما يقول إنه إنفاق زعماء “حزب الله” مبالغ كبيرة من الأموال التي تقدمها لهم إيران، سعياً إلى كسب التأييد الشعبي للجماعة في الجنوب. وتشمل هذه المشاريع إعادة بناء منازل كانت دمرتها القوات الإسرائيلية، وتشييد مدارس ومساجد وتعبيد الطرق، وتوزيع شحنات غذائية وأدوية مصدرها إيران، وتقديم منح دراسية للطلاب الشيعة، وإنشاء نظام رعاية اجتماعية. ويفيد مسؤولون في الأمم المتحدة في المنطقة، وفق وثيقة الـ”سي آي إيه” بأن “حزب الله” يدفع لجنوده ومسؤوليه رواتب أعلى بكثير من الأجور المعتادة التي تدفعها حركة “أمل” وغيرها من الجماعات اللبنانية لمناصريها. ويواصل زعماء “حزب الله” شبه العسكريين توسيع شبكتهم من الحاميات ومعسكرات التدريب ومخابئ الأسلحة في جنوب لبنان. لا قدرة على وقف تدهور الوضع أعد هذا التقرير السري بعد نحو أربعة أعوام على الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وهو الثاني خلال الحرب الأهلية، ووصل الجيش الإسرائيلي حينها خلال أيام قليلة إلى العاصمة بيروت، مما ولد شعوراً كبيراً بالعداء لإسرائيل التي انسحبت من العاصمة، لكنها بقيت في مناطق جنوبية عدة، قبل أن تخرج منها نهائياً عام 2000. خلال ثمانينيات القرن الماضي كان مضى على وجود قوة “حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان” (يونيفيل) نحو ثماني سنوات، لكن انتقادات عدة وجهت إليها، ولا تزال حتى اليوم، بأنها لم تستطع إحلال السلام جنوب لبنان. وسع “حزب الله” نفوذه بصورة ملاحظة في بدايات الثمانينات على حساب حركة “أمل” (ا ف ب) في الوثيقة السرية يذكر المعدون أن قوات “يونيفيل” تواجه عجزاً في وقف تدهور الوضع اللبناني الجنوبي، ويضيفون “انسحابها (قوة حفظ السلام) المتوقع الشهر المقبل، قد يمنح دفعاً معنوياً للميليشيات هناك، ويؤدي إلى تسريع الصراع المحتوم من أجل السيطرة على جنوب لبنان”. وفي سياق عدم القدرة على حسم الأمر جنوب لبنان، يقول نص الوثيقة إن الضغوط السياسية الداخلية في إسرائيل تفرض ضرورة تأمين حماية الحدود الشمالية، مما يجعل من المستحيل تجاهل الهجمات التي تتعرض لها، فيما حاولت تل أبيب التقليل من الآثار السلبية طويلة الأمد لعملياتها في جنوب لبنان من خلال تقصير مدتها. كذلك يشير التقرير إلى أن القادة في تل أبيب يترددون في نشر أعداد كبيرة من قواتهم في لبنان، لأن هذا من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى ارتفاع عدد الضحايا الإسرائيليين، كذلك لا توجد رغبة لديهم في التخلي عن المنطقة الأمنية (جنوب لبنان)، خوفاً من أن يتسبب ذلك في تزايد الهجمات على المستوطنات الشمالية، وهو ما من شأنه هو الآخر أن يثير انتقادات في الداخل الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه ترفض إسرائيل فكرة السماح لقوات “يونيفيل” بالانتشار في الجنوب، لأنها ترى أن وحداتها غير فعالة في منع الهجمات الإرهابية عنها. الأنشطة الفلسطينية وعودة شبكاتها عام 1986 كان مر على خروج منظمة التحرير الفلسطينية ومعها زعيمها ياسر عرفات من لبنان أكثر من ثلاث سنوات، ومعها خفتت وتيرة العمليات الفدائية نحو الشمال الإسرائيلي، لكن الأمر لم يدم طويلاً. في هذا السياق تكشف الوثيقة الأميركية نفسها كيف أن الجماعات الفلسطينية المسلحة عملت في تلك السنة على إعادة تأسيس شبكاتها جنوب لبنان، ويقول المعدون “تقوم الفصائل المؤيدة لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وتلك المؤيدة لسوريا، على نقل أفرادها ومعداتها إلى منطقة صيدا في الجنوب، وتشير التقديرات إلى وجود ما بين ألف وألفي مقاتل فلسطيني في مختلف أنحاء الجنوب. ويعتقد الزعماء الفلسطينيون أن منظماتهم قادرة على أن تعمل بفاعلية في بيئة لبنان الفوضوية، ويرون في الجنوب القاعدة الوحيدة القابلة لمواصلة عملياتهم ضد إسرائيل”. وهنا يبرز دور حركة “أمل ” في مساعيها إلى الحد من الأنشطة الفلسطينية في جنوب لبنان، لكن التعاون بين المقاتلين الفلسطينيين وأعضاء في “حزب الله” قوض تلك الجهود، بحسب النص الأميركي، الذي يضيف أن بعض الفصائل الفلسطينية قام بتقديم التمويل والتدريب لـ”حزب الله” في مقابل تعاون تكتيكي وتأمين حرية المرور عبر المناطق التي تسيطر عليها مجموعات شيعية. بين “أمل” و”حزب الله” عرف اللبنانيون عموماً وأبناء الطائفة الشيعية خصوصاً في لبنان ما يصطلح على تسميته اليوم بـ”حرب الأخوة” الذي يشير إلى معارك دامية وقعت بين مقاتلين من الحزب والحركة في سنوات الحرب الأخيرة، وتحديداً بين عامي 1988 و1990، أما أسبابها فتعود بصورة أساسية للتباين بين المجموعتين حول الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان والعمليات التي كان يقوم بها، فيما شنت الحركة وبدعم سوري ما يعرف بـ”حرب المخيمات” ضد المخيمات الفلسطينية لمنع عودة ظهور منظمة التحرير الفلسطينية بسلاحها في لبنان، فرد الحزب بدعم المنظمة. تقارن الوثيقة الأميركية حينها بين المجموعتين الشيعتين بالقول “يبدو أن الحركة لا تزال تتفوق عددياً على الحزب في جنوب لبنان، لكن هذا الاتجاه يتحول بوضوح لمصلحة الأصوليين. وعلى رغم أن كثيراً من الشيعة في الجنوب يعارضون التطرف الديني ويسعون إلى العيش بسلام، فإن الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمنطقة الأمنية والقصف المتكرر للقرى الشيعية من ’جيش لبنان الجنوبي‘، يسهمان في زيادة تطرف مواقف السكان المحليين”. وتضيف أن “حزب الله” عمل بنشاط على تقديم نفسه كقوة جريئة وناشطة، وهو ما يتناقض بصورة حادة مع التصور الشائع عن حركة “أمل” بأنها خاملة وفاسدة، كما أن لـ”حزب الله” مصلحة قوية في الإبقاء على حال التوتر في جنوب لبنان وتصعيد هجماته على القوات الإسرائيلية وقوات “جيش لبنان الجنوبي”، حليف إسرائيل جنوب لبنان. تتناول وثائق أميركية سرية عدة صعود الراديكالية الشيعية في لبنان وأسبابها (موقع السي آي إيه) تطور الأصولية الشيعية قبل هذه الأحداث بأشهر، وتحديداً عام 1985، وصف تقرير سري أميركي آخر يحمل التصنيف CIA-RDP86T00587R000400440002-6 الوضع التنافسي بين الحزب والحركة، وكشف كيف أن الحكومة الإيرانية حينها أسهمت في تسريع تطور الأصولية الشيعية المسلحة في لبنان، فيما سمحت الحكومة السورية، التي كان لها نفوذ كبير في لبنان، لـ”حزب الله” بالعمل من قواعد في وادي البقاع الخاضع للسيطرة السورية على رغم معارضة الرئيس السابق حافظ الأسد للأهداف النهائية للأصوليين الشيعة. وفي السياق نفسه، يتوقف معدو هذه الوثيقة عن أسباب انتشار الراديكالية الشيعية في لبنان ومن بينها صعود شهرة الإمام موسى الصدر، قبل الحرب الأهلية وفي بداياتها، كذلك أسهمت الثورة الإيرانية في توجه راديكالي لدى جزء من الشيعة، أيضاً دشن تمركز وحدة من الحرس الثوري الإيراني في وادي البقاع شرق لبنان في صيف عام 1982 حقبة جديدة من النفوذ الإيراني مع الشيعة اللبنانيين. وليس بعيداً من هذه الأجواء، أثار الاحتلال الإسرائيلي المطول لجنوب لبنان بعد اجتياح عام 1982، غضب عدد من الشيعة، وأعطى المتطرفين قضية يمكن البناء عليها لحشد مزيد من التأييد، فيما بدا بالنسبة إلى جزء كبير من أبناء الجنوب أن الدولة اللبنانية كانت عاجزة تماماً عن الدفاع عنهم. بالعودة لعام 1981، أعد المركز الوطني للتقييم الخارجي في الوكالة المركزية الأميركية مذكرة سرية حول نشأة حركة “أمل” ونشاطاتها في لبنان. ومما تكشف عنه هذه المذكرة أن الحركة في بداياتها كانت تضم مجموعة من الفصائل لكن أكبرها كانت بقيادة نبيه بري، الذي وصفته بأنه “موال للولايات المتحدة الأميركية، ويتلقى تمويلاً من سوريا وإيران، ويعارض النفوذ السوفياتي (حينها) في لبنان”. كما توصف هذه الوثيقة الأميركية علاقة “أمل” بالفلسطينيين في تلك الفترة بالباردة، وهم يعتبرون أن ليبيا عدوهم الأكبر محملين إياها مسؤولية خطف واختفاء الصدر عام 1978. المزيد عن: حركة أملحزب اللهجنوب لبنانإسرائيلالحرب الأهلية اللبنانيةوثائق سريةوثائق أميركية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “حزب الله” وتحدي ترميم قدراته العسكرية next post إيران تبلغ الخارجية: الأموال في الطائرة لتسديد نفقات تشغيلية You may also like الرياض المقصد الأول لوزير خارجية سوريا وعشرات القتلى... 4 يناير، 2025 المقاومة بالسرد الجميل.. تجربة القصة الفلسطينية القصيرة من... 4 يناير، 2025 مأساة أميركا الخفية: سجناء أبرياء وعدالة مشوهة 2 يناير، 2025 شخصيات ثقافية وإبداعية بارزة رحلت في 2024 30 ديسمبر، 2024 وثائق سرية لنظام الأسد تكشف محاكمة أطفال –... 30 ديسمبر، 2024 نيويورك تايمز : تفكيك «حزب الله»… سنوات من... 30 ديسمبر، 2024 مخاض عسير يؤسس لنظام عالمي جديد 29 ديسمبر، 2024 التاريخ السياسي للعلويين قبل حكم “البعث” 29 ديسمبر، 2024 ديون 25 عاماً من الأسئلة العراقية 26 ديسمبر، 2024 إيران في ربع قرن… صراع «الثورة» والدولة 26 ديسمبر، 2024