الخميس, يناير 9, 2025
الخميس, يناير 9, 2025
Home » هذا ما أخفاه الإسرائيليون عن الفريق الأميركي المكلف بتفتيش ديمونة

هذا ما أخفاه الإسرائيليون عن الفريق الأميركي المكلف بتفتيش ديمونة

by admin

 

الوثائق وتفاصيل مذكرة سرية من خمس صفحات عرضت على مدير قسم الأبحاث والاستخبارات في الخارجية الأميركية توماس هيوز

اندبندنت عربية / أمال شحادة

في وقت تواصل إسرائيل تهديداتها لتوجيه ضربة ضد إيران تشمل منشآتها النووية لمنعها من صناعة قنبلة نووية، باعتبارها خطراً ليس فقط على إسرائيل وإنما على العالم برمته، كشفت مجموعة وثائق استخباراتية أدرجت في قائمة السرية للغاية منذ بداية بناء مفاعل ديمونة، أن إسرائيل عملت على إقامة مجمع كبير لفصل البلوتونيوم وتتقدم في إنتاج مكونات الأسلحة النووية.

وكشف المؤرخ والشخصية الأكاديمية البارزة لمنع انتشار الأسلحة النووية والمتخصص في التاريخ النووي، أفنير كوهين، عن مجموعة من الوثائق من أرشيف الأمن القومي الأميركي تسلط الضوء على التفاصيل المخبأة في عالم السرية الغامض والإخفاء والخداع الذي أحاط البرنامج النووي الإسرائيلي خلال أعوامه الأولى، وفق كوهين.

وكشف خلال عرضه الوثائق كيف تحايلت إسرائيل على الولايات المتحدة التي شككت وفود التفتيش التي بعثت بهم إلى ديمونة بصورة مكثفة حتى عام 1969 في وجود صناعة نووية في ديمونة، وأشار كوهين إلى أن بعض البرقيات والرسائل الأميركية المتداولة بين تل أبيب وواشنطن لا تزال قيد السرية، أما الجزئية التي سمح الكشف عنها بحسبه فقد “حوت معلومات دراماتيكية حول البرنامج النووي الإسرائيلي، وتطرقت إلى تقرير صادر عن مصدرين إسرائيليين ذكرا أن تل أبيب أقرب بكثير إلى القدرة على امتلاك أسلحة نووية مما كنا نعتقد.

مستند إسرائيلي يوثق إخفاء حقيقة ديمونة​​​​​​​ (هآرتس)

ويسهب كوهين في عرضه الوثائق وتفاصيل مذكرة سرية من خمس صفحات لمدير قسم الأبحاث والاستخبارات في الخارجية الأميركية، توماس هيوز، وهي تحلل وتقيم التقارير المرسلة من تل أبيب إلى واشنطن، مشيراً إلى أن نحو ثلث المذكرة لا يزال سرياً، بناء على طلب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، ويضيف “هناك الكثير الذي يمكن أن نتعلمه منها، ليس فقط مضمون تقارير تل أبيب، وإنما أيضاً الطريقة التي جرى قبولها وتقييمها في واشنطن”.

ووفق مذكرة هيوز فقد أفادت المصادر الإسرائيلية “بأن لإسرائيل منشأة فصل لإنتاج البلوتونيوم تقع في مجمع ديمونة، وبأن مفاعل ديمونة يعمل بكامل قوته”، مضيفاً “اتخذ هيوز موقفاً حذراً ولم يتمكن مكتبه من إثبات أو دحض التأكيد بوجود منشأة للفصل في ديمونة، كما لم تكن لديه أدلة على صحة هذه التأكيدات، ومع ذلك كان الشعور أنه لا يمكن رفض هذه التقارير بصورة عرضية، وكان هناك احتمال كبير بأنها صحيحة”، واختتمت المذكرة بتوصية أنه “من وجهة نظر استخباراتية فهناك تعويل على زيارة المفتشين الأميركيين القادمين إلى ديمونة في أقرب وقت ممكن”.

ذكر تقرير صادر عن مصدرين إسرائيليين أن “تل أبيب أقرب بكثير إلى القدرة على امتلاك أسلحة نووية مما كنا نعتقد” (أ ف ب)

السر الداخلي

ويعود كوهين لولادة مشروع ديمونة واصفاً إياه بنوع من الـ “بوشكا” الروسية، أي هو سر مخفي في سر، ويقول “كان السر الخارجي هو وجود اتفاق واسع النطاق للتعاون النووي الفرنسي – الإسرائيلي الذي أدى إلى إنشاء مفاعل ديمونة، فلقد جرت المفاوضات وجرى توقيع الاتفاق في سرية تامة، وجرى الاعتراف بالسرية كالتزام أساس لكلا الطرفين الذين كانا على معرفة بحساسية الاتفاق نفسه، لكن داخل هذا السر الخارجي كان هناك سر داخلي فائق، بمثابة قدس الأقداس للصفقة بأكملها”، كما يقول كوهين، مضيفاً أنه “سر كان من الممكن أن يؤدي الكشف عنه إلى إظهار الهدف الوحيد للمشروع، وهو خطة بناء منشأة لفصل المواد الكيماوية تحت الأرض، كان هدفها الوحيد هو إنتاج البلوتونيوم للاستخدام العسكري”.

وجرى اكتشاف مجمع ديمونة نفسه، السر الخارجي، وتحديده على أنه مجمع نووي قيد الإنشاء من قبل الأميركيين في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) عام 1960، وفي أعقاب ذلك سارع رئيس الحكومة ديفيد بن غوريون إلى الإعلان أن إسرائيل تبني مفاعلاً في ديمونة لأغراض سلمية فقط، أي لأغراض البحث وليس الأسلحة.

من ناحية أخرى يضيف كوهين أن “السر الداخلي بقي على هذا النحو لعقود وجرى الكشف عنه للمرة الأولى عام 1986 من قبل مردخاي فعنونو الذي اعتقلته إسرائيل لكشفه أسرار النووي في مفاعل ديمونا”.

وأصبح إعلان بن غوريون المقتضب داخل الكنيست في ديسمبر 1960 أن مفاعل ديمونة أنشئ لأغراض سلمية، وفق كوهين، جوهر القصة التي عرضت على أول فريق أميركي من المفتشين الذين زاروا ديمونة في مايو (أيار) 1961.

ووفق هذه الرواية فقد شملت الوثيقة تقريراً قدمه مدير “ديمونة” عمانويل فرات إلى الأميركيين، يؤكد أن الهدف من المشروع هو “اكتساب الخبرة في تشغيل مجمع نووي من شأنه أن يجهز إسرائيل لعصر مفاعلات الطاقة على المدى الطويل”، والوثيقة تبين أنه جرى تقديم ديمونة على أنه مشروع تكنولوجي نووي واسع النطاق يهدف إلى تدريب العلماء الإسرائيليين في معظم جوانب دورة الوقود النووي للأغراض السلمية.

لم يستبعد تقرير صادر عام 1966 احتمال وجود محطة فصل سرية في الموقع أو حتى مفاعل آخر في مكان آخر داخل إسرائيل (أ ف ب)

وفي وثيقة أخرى تظهر خريطة مفصلة من المفترض أن تتضمن جميع مكونات المجمع خلال مراحل البناء المختلفة جرى تسليمها للأميركيين، وشملت مساحة صغيرة مخصصة لبناء “مصنع تجريبي لبلورة الوقود” في المستقبل بسعة ضئيلة (كيلوغرام واحد من وقود المفاعل المشع يومياً)، وكان الأساس المنطقي لبناء مثل هذه القدرة في المستقبل هو الرغبة في “تزويد العلماء والمهندسين الإسرائيليين بالخبرة في بلورة الوقود أي اليورانيوم المشع”.

ويشرح كوهين خلال استعراض هذه الوثيقة أن الإسرائيليين عادوا وأكدوا أن هذه مجرد قدرة تجريبية لن تتعامل إلا مع جزء صغير جداً من الوقود المشع في قلب المفاعل، وأوضح كوهين أنه في خريطة ديمونة الرئيسة كما جرى تقديمها للأميركيين، اختفى مصنع الفصل الكيماوي الذي كان في بداية إنشائه ذلك الوقت.

وفي الوثائق التي كشفت هناك ورد وصف لمصنع الفصل الكيماوي لإنتاج البلوتونيوم “فمن الخارج يبدو وكأنه مبنى متواضع من طابق واحد، أو كأنه مستودع كبير أو متجر، وكانت التسمية الرسمية لهذا المبنى هي ‘مكاتب الإدارة والصيانة’ كما قيل للمفتشين الأميركيين في الستينيات، لكن المظهر المتواضع للمبنى لم يكن سوى الجزء العلوي والمرئي مما كان في الواقع موقعاً ضخماً مثل طرف جبل الجليد”، كما يصفه كوهين، “وكان المبنى مدخلا لمنشأة معالجة تحت الأرض متعددة المستويات يزيد عمقها على 210 أقدام، حيث جرت معالجة الوقود النووي المخزن في مفاعل الماء الثقيل المحاذي، وفي هذا المبنى أنتجت إسرائيل البلوتونيوم لاستخدامه في قلب الأسلحة النووية”.

حملة خداع معقدة

وفي لقاء جمع بين بن غوريون وجون كينيدي في فندق والدورف أستوريا في نيويورك بعد أسبوع من زيارة مفتشين أميركيين للموقع، أخبر رئيس الحكومة الإسرائيلي الرئيس الأميركي أنه “في غضون ثلاثة أو أربعة أعوام سيجرى بناء مصنع تجريبي صغير لفصل البلوتونيوم في ديمونة”، وخلال الزيارات اللاحقة (1964-1967) أظهر مديرو ديمونة للفرق الزائرة المساحة الفارغة للمحطة التجريبية، وأن سببها الصعوبات المالية وغيرها، وجرى تأجيل بناء المصنع وإلغاؤه في النهاية.

ويقول أفنير كوهين إنه “من أجل تعزيز صدقية هذه الرواية كان على إسرائيل أن تنفذ حملة خداع معقدة استمرت طوال العقد الذي زار فيه الأميركيون ديمونة، والحملة لا تهدف إلى إخفاء سر نواة ديمونة وحسب، بل أيضاً ملاءمة كثير من المكونات التكنولوجية الموجودة في الموقع، وعملياً الموقع بأكمله، لدعم الادعاء بأن هذا مركز أبحاث وليس مركزاً لإنتاج المواد الانشطارية”. ويضيف، “كانت عملية الاحتيال المنهجية هذه بعيدة كل البعد عن كونها سطحية من الناحيتين السياسية والتقنية، فقد بدأ هذا مع رئيسي الحكومة بن غوريون وأشكول على المستوى السياسي، واستمر مع قيادة ديمونة ومسؤولين كبار كانوا مسؤولين عن بناء مخطط زائف ولكن ذا صدقية لديمونة”.

وبين عامي 1961 و1969 أجرت الولايات المتحدة تسع زيارات تفتيشية إلى ديمونة، وخلال الأعوام الأخيرة فقط بدأت الجهود الفكرية والمادية المستثمرة في المجمع سنوياً تنكشف، قال كوهين. وأضاف “حتى نشر الوثائق الحالية كان هناك انطباع بناء على الوثائق الأميركية الموجودة بأن الولايات المتحدة لم تكن تعلم على وجه اليقين أن الصفقة الإسرائيلية – الفرنسية تتضمن منشأة فصل، في حين تكهن كثيرون في الولايات المتحدة بأن الدافع وراء المفاعل في ديمونة يجب أن تكون له علاقة بالأسلحة”.

وثيقة “سي آي إيه”

وفي تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الصادر في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 1960، تبدأ الوثيقة بالبيان العام بأن “إسرائيل منشغلة في بناء مجمع مفاعل نووي في النقب قرب بئر السبع”، لكنها تقر بأن هناك كثيراً من الاحتمالات لتقييم هدف هذا المجمع، بما في ذلك الأبحاث وإنتاج البلوتونيوم وتوليد الطاقة النووية ومزيج من الأمور”، ويشير كوهين إلى أن جزءاً من الوثيقة لا يزال سرياً ولذلك من المستحيل التأكد من أنه لا يذكر صراحة منشأة فصل.

لكن في وثيقة نشرتها اللجنة المشتركة لاستخبارات الطاقة الذرية مطلع ديسمبر 1960، فقد جاء بالتفصيل أنه من المفترض أن يضم مفاعل ديمونة “منشأة لفصل البلوتونيوم”.

ويقول أفنير كوهين “احتلت قضية البلوتونيوم في ديمونة، أي اختبار وجود قدرات تقنية حالية أو مستقبلية لإنتاج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة، مكانة مركزية في كل زيارة من زيارات التفتيش، وليس فقط أن المفتشين لم يجدوا دليلاً على وجود مرافق فصل، وإنما لم يجدوا أيضاً أي دليل غير مباشر مثل النفايات عالية المستوى وتواتر طرد عناصر الوقود من المفاعل، وما إلى ذلك مما يمكن أن يشير إلى فصل سري للبلوتونيوم”.

ومع ذلك فخلال عامي 1965 و1966 حذر المفتشون من أنه إذا قررت إسرائيل تغيير مسارها فستكون قادرة على تحويل ديمونة من البحث إلى الأسلحة في غضون فترة زمنية قصيرة تراوح ما بين 12 و18 شهراً.

وفي تقرير صدر عام 1966 جاء فيه أن الطاقم لا يستطيع استبعاد احتمال وجود محطة فصل سرية في الموقع أو حتى مفاعل آخر في مكان آخر داخل إسرائيل، وبالتالي يجب على الاستخبارات الأميركية “إجراء مراقبة استخباراتية مستمرة لتحديد ما إذا كان مثل هذا المصنع أو مصانع كهذه موجودة أو يجرى بناؤها”.

وفي فبراير (شباط) 1967 وصلت التقارير نفسها من مصادر إسرائيلية إلى السفارة في تل أبيب، ووفقاً للتقارير فتوجد في ديمونة، أو ستوجد قريباً، منشأة لفصل البلوتونيوم، فمفاعل ديمونة يعمل بكامل طاقته والأهم من ذلك أن إسرائيل على بعد ما بين ستة إلى ثمانية أسابيع من القنبلة، ومن هنا حذر الأميركيون من أن “إسرائيل أصبحت للتو دولة عتبة نووية”.

ويُظهر التوثيق الأميركي سواء من السفارة أو من واشنطن أن “هذه الحبة المرة كان من الصعب جداً على الأميركيين ابتلاعها، وأصر مدير الاستخبارات في وزارة الخارجية توماس هيوز في مذكرته على أن التقارير لا تتعارض بالضرورة مع نتائج المفتشين من العام السابق 1966، ولا تشكك في صدقيتها، موضحاً أنه “كان هناك وقت كاف للإسرائيليين منذ الزيارة الأخيرة لبناء منشأة فصل”، يقول كوهين.

المزيد عن: إسرائيلمفاعل ديمونا النوويفريق تفتيش أميركيفصل البلوتونيومإيرانمنشآت نوويةوثائق سريةديفيد بن غوريونالكنيستاليورانيوم المشع

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00