صحةعربي هذا المستقبل الذي ينتظر الثقافة النسوية… في عالم يتغير by admin 10 مارس، 2020 written by admin 10 مارس، 2020 143 نساء يتصدرن حركات احتجاجية دفاعا عن حقوق الانسان اندبندنت عربية/ سامية عيسى في كتابها “غرفة تخص المرء وحده” تناولت الكاتبة البريطانية النسوية فيرجينيا وولف أهمية مساهمة المرأة في الفكر الإنساني كمقدمة لولوج التغيير في منظومة الثقافة الذكورية والانقلاب عليها قيماً وخطاباً ولغة ومنهج تفكير، كأساس لا بد منه للتخلص من عبودية النساء في مجتمعات ذكورية تهمّش المرأة ودورها في صناعة التاريخ الذي بالكاد تُذكر في كتبه أو منتجاته الفكرية، بدءًا بالفلسفة ومروراً بالمؤلفات الاجتماعية والعلمية وانتهاءً بالأدب والفنون. ولكن كي يتسنّى للمرأة أن تسهم في قلب منظومة استعبادها، تحتاج إلى غرفة تخصها وحدها ومبلغ من المال يسمح لها بالتفرغ للكتابة ليمنحها الخصوصية اللازمة التي تتطلّبها الكتابة، ويوفر لها الاستقلال الاقتصادي كي تتمكّن من التفرغ للكتابة، بعيداً من ضغط التفاصيل اليومية الذي يتطلبه الدور المنوط بها كربة أسرة تمتثل لإرادة الرجل بوصفه المعيل وحارس منظومة الثقافة الذكورية بكل تنوعاتها في الوعي البشري، والمستفيد الأول منها. في كتابها “غرفة تخص المرء وحده” تخيّلت وولف ماذا يمكن أن يحدث لو توفر لامرأة تحصل على راتب سنوي بمقدار خمسمائة جنيه استرليني كإرث تتركه لها عمتها (في إشارة للتعاضد النسوي الضروري)، وأن تحظى أيضاً بغرفة تخصها وحدها، فماذا يمكن لها أن تكتب، لا سيما حين تبتدع شخصية امرأة لروايتها؟ وكيف سيختلف ما ترويه عنها عن كتابة روائي رجل؟ هل ستختلف نظرتها والغوص في أعماقها والتعرف إلى عوالمها بوصفها هي أيضاً امرأة؟ الكتاب الذي صدر عام ١٩٢٩ والذي انتمى إلى ما سُمّي بتيار الوعي آنذاك، أسّس للحركة النسوية عبر العالم، لا سيما في الحركة النقدية التي وضعت قيد البحث والقراءة كل المنتج الأدبي للأدباء الرجال – والنساء على حد سواء- تحت مجهر النقد النسوي قيماً وخطاباً ولغة ومنهجاً وبنية، وسعت إلى تفكيك النصوص في معرض السعي للتغيير في الثقافة السائدة نحو مجتمع “إنسانوي” تتحرّر فيه المرأة كإنسانة أولاً وكمواطنة متساوية الحقوق والواجبات في نظام ديمقراطي لا تمييز فيه. وشكّل هذا الكتاب نقطة التحوّل في المدارس النقدية التي تأسّست بعده (ألين شوالتر، جيرمين غرير وكيث وماري المان وميليت وجمعية كاليفورنيا ومدرسة فرانكفورت كمثال) لتخضع للنقد ليس النصوص الأدبية الحديثة، بل والقديمة منها وأكثرها رواجاً، ولم تكتفِ الموجات النسوية المتعاقبة بالمنتجات الأدبية، بل تعدّت ذلك إلى النظريات العلمية والطبية والنفسية وصولاً إلى نقد الفلسفة في قديمها وجديدها وكل ما قد يحمل من قيم تعمل على مواصلة إنتاج ثقافة ذكورية مهما تقنّعت بقناعات ليبرالية أو شيوعية، فإنها ما زالت تهمّش المرأة في ألف لبوس ولبوس. وليس من المصادفة في شيء أن نرى قضية المرأة تتصدر نضالات القوى العالمية المناهضة للعولمة، جنباً إلى جنب مع قضايا البيئة وتحرير التجارة العالمية والقضاء على المجاعات والحروب والفقر والمرض بوصفها قضايا تترابط وتؤسّس لطريق ثالث “إنسانوي” يعمل على التغيير ليس على مستوى العالم فحسب، بل على المستويات المحلية التي تشهد ثورات شعبية تتصدّر حركاتها الاحتجاجية النساء، بحثاً عن التغيير في صوغ نظم ودساتير تشترط حقوق المواطنة للنساء وترفعها جنباً إلى جنب مع شعارات حماية البيئة والتخلص من النظام الاقتصادي العالمي الجائر ومحاربة العنصرية والطائفية وتعزيز التعددية والقبول بالاختلاف وبالعدالة الاجتماعية، فتقف قضية المرأة في صدارة هذا التغيير. العقل المجتمعي ويبدو أنّ ثورات الشعوب العربية على الرغم من العثرات التي تصيبها، ماضية بعناد نحو التغيير الذي يمر من “العقل المجتمعي” في معرض تفكيك بنيته الذكورية السائدة في القيم، والتي تبثها المنتجات الثقافية في الأدب كما في السياسة والإعلام، وفي العلوم كما في النظرة الجديدة إلى العالم، وهو ما يتطلب من الأجيال الجديدة أن تنظر بعين النقد إلى جحافل المثقفين الذين ينصبّون أنفسهم بوصفهم “آلهة الكلمة” في ما هم مجرد أصنام تتهاوى مع الطغم الحاكمة في سلطات الاستبداد السياسي. الكاتبة البريطانية فيرجينيا وولف والأدب النسوي (يوتيوب) إنّ تأثير” الدومينو” الذي بدأ بكتب من مثل “غرفة تخص المرء وحده” لفرجينيا وولف و”الجنس الآخر” لسيمون دو بوفوار و”المرأة والجنس” لنوال السعداوي و”الجنس كهندسة اجتماعية” لفاطمة المرنيسي وغيرها، ممّا مرّ على ذكره آنفاً أو لم يمرّ، بدأ يتسارع ليراكم أفكاراً ونظريات نقدية ومناهج تحليل وربما فلسفات جديدة تقوض بنيات فكرية وذهنية وروحية وعقلية وعاطفية وفلسفية تراكمت عبر الزمن، لتقلب وجه العالم وتضع معايير للعيش في حياة لا عبودية فيها. ومع هذا، يرى جون ستيوارت ميل في كتابه “عبودية النساء” أن عبودية المرأة لن تنتهي بسهولة كما هي الحال في انتهاء العبودية كشكل اقتصادي ساد قديماً، واستبدل بأنماط اقتصادية لا تقلّ استغلالاً عن نظم العبودية المعلنة والمشرعة قانوناً. فعبودية المرأة ليست شكلاً اقتصادياً صرفاً، وإن كانت مكوّناً أساسياً فيه، إذ هي عبودية تنظمها بشكل أساسي منظومة العادات والتقاليد الراسخة وتختلط فيها القيم والمفاهيم السائدة في عمق الثقافات عبر العالم وتعبّر عن نفسها في العلاقات العاطفية ومفهوم الأمومة الذي – على الرغم من جماليته بالنسبة إلى الأمهات- فهو يسلبها الرغبة الطوعية في التحرّر وتمكين نفسها ومشاركة أعباء الأمومة مع من يفترض أنه رفيق حياتها وشريكها في السراء والضراء. ويدفعها إلى التفريط بقدراتها في مجالات عدّة بهدف بذل التضحيات من أجل أبيها وإخوتها وأبنائها وزوجها وحبيبها ونكران ذاتها لمنفعة هؤلاء جميعاً وبإرادة طوعية لتعيش طمأنينة زائفة ستنتهي حتماً عند أول اعتراض. وتشكّل هنا مؤسسة الزواج إطاراً أساسياً لاستعبادها، وعليه يُعتبر المدخل الرئيس لتحرّر النساء هو تحقيق المساواة داخل هذه المؤسسة كبداية لتحقيق العدالة في المجتمع والشرط الأساسي لتغيير المجتمعات من نير الاستبداد الزوجي والمجتمعي والسياسي والتشريعي. هذا يتطلّب تغييراً جذرياً في الثقافة السائدة وإخضاعها للنقد بكل تشكيلاتها الأدبية والثقافية والاجتماعية والسياسية والتشريعية، وصولاً إلى تجسيد هذا التغيير عبر التربية والتعليم وإتاحة الفرص المتكافئة في العمل والممارسة اليومية، كما في الحياة والحب والأخلاق التي تحقّق العدالة الاجتماعية في شروط تنافسية عادلة بين الجنسين كي تستقيم المجتمعات البشرية جميعها وتتحرّر من كل أشكال الاستغلال والاستبداد والعبودية. وحده الوعي الجذري بشروط التغيير هو بوابة الولوج إلى حياة لا استبداد فيها. وحده الوعي الجذري بالتغيير سيضع قضية تحرّر المرأة في صدارة القضايا ويمنح للجنسين فرصة العيش ويؤسّس للحب بينهما علاقة ندّية متساوية وحقيقية لا مكان فيها لحبّ العبد للسيد، بل لحبّ حقيقي بين حرّ وحرّة. المزيد عن: الحرة النسوية/حقوق المرأة/تحولات العصر الراهن/التظاهرات 32 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “مبادئ علم النفس” لوليام جيمس: مباشرة قبل فرويد next post ضياء العزاوي يحيّي الناصرية “عاصمة الثورة” بملصقين فنيّين You may also like عالمة كرواتية تختبر علاجاً تجريبياً للسرطان على نفسها... 15 نوفمبر، 2024 الشبكة العصبية الاصطناعية ثورة في استنساخ عمل الدماغ... 15 نوفمبر، 2024 السماح بعلاج ضد ألزهايمر سبق منعه في أوروبا 15 نوفمبر، 2024 5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط... 15 نوفمبر، 2024 تدني الرغبة الجنسية لدى الرجل: 9 نقاط حول... 15 نوفمبر، 2024 ما الذئبة الحمراء وكيف يمكن علاجها؟ 14 نوفمبر، 2024 تجربة شخصية… يمكن للأنثى أن تولد بلا رحم 13 نوفمبر، 2024 دعوة إلى حظر التونة المعلبة جراء مستويات سامة... 12 نوفمبر، 2024 (7 معلومات ) عن أنواع جراحات شرايين القلب... 7 نوفمبر، 2024 أطعمة تسرع عملية الشيخوخة… تعرف عليها 7 نوفمبر، 2024 32 comments зарубежные сериалы смотреть онлайн 22 مارس، 2024 - 11:19 م Hi, i think that i saw you visited my blog so i came to return the favor.I am trying to find things to improve my site!I suppose its ok to use some of your ideas!! Reply глаз бога тг 11 أبريل، 2024 - 4:16 م What’s up friends, nice piece of writing and nice arguments commented here, I am in fact enjoying by these. Reply cs2 gambling site 2024 8 مايو، 2024 - 2:57 ص Hello would you mind letting me know which hosting company you’re working with? I’ve loaded your blog in 3 completely different web browsers and I must say this blog loads a lot quicker then most. Can you suggest a good web hosting provider at a honest price? Thank you, I appreciate it! Reply Francisk Skorina Gomel state University 16 مايو، 2024 - 3:50 ص ГГУ имени Ф.Скорины Reply Гостиничные Чеки СПБ 25 مايو، 2024 - 11:26 ص Thanks for ones marvelous posting! I truly enjoyed reading it, you are a great author. I will be sure to bookmark your blog and will eventually come back in the foreseeable future. I want to encourage you to ultimately continue your great writing, have a nice holiday weekend! Reply купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 10:14 م Good way of explaining, and nice post to get information regarding my presentation subject matter, which i am going to convey in academy. Reply www.russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 1:42 ص I all the time used to read post in news papers but now as I am a user of web thus from now I am using net for posts, thanks to web. Reply hot fiesta играть 13 يونيو، 2024 - 3:02 ص An intriguing discussion is worth comment. I do believe that you should write more on this subject, it might not be a taboo subject but generally people don’t speak about such topics. To the next! All the best!! Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 3:44 ص It’s really a nice and helpful piece of information. I’m satisfied that you shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thank you for sharing. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 10:11 ص This article is in fact a pleasant one it helps new web viewers, who are wishing for blogging. Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 1:06 ص Because the admin of this website is working, no uncertainty very rapidly it will be well-known, due to its quality contents. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 12:33 ص Hiya! Quick question that’s entirely off topic. Do you know how to make your site mobile friendly? My website looks weird when viewing from my iphone. I’m trying to find a theme or plugin that might be able to fix this problem. If you have any suggestions, please share. Cheers! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 5:27 م It’s really a nice and helpful piece of information. I’m glad that you simply shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thank you for sharing. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 7:19 ص Hi, this weekend is good in favor of me, because this point in time i am reading this wonderful informative piece of writing here at my house. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 8:55 م I’m impressed, I must say. Rarely do I encounter a blog that’s both educative and interesting, and let me tell you, you have hit the nail on the head. The issue is something that not enough folks are speaking intelligently about. I’m very happy that I found this in my search for something concerning this. Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 10:50 ص There is definately a lot to know about this subject. I love all the points you made. Reply автомойка под ключ 6 يوليو، 2024 - 8:52 م Строительство автомойки под ключ – неутомимая забота и полный контроль на каждом этапе, от проекта до открытия. Ваш бизнес в надежных руках! Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 10:15 ص Reply строительство автомойки 8 يوليو، 2024 - 10:07 ص “Франшиза автомойки” от нашей сети – это готовое решение для старта вашего бизнеса. Мы предлагаем полную поддержку и профессионализм. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 2:02 م Hey there, You have done an excellent job. I will definitely digg it and personally recommend to my friends. I am sure they will be benefited from this web site. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 4:44 م Fantastic post however , I was wondering if you could write a litte more on this topic? I’d be very grateful if you could elaborate a little bit more. Appreciate it! Reply мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 12:24 م Автомойка под ключ – это быстрый старт в автомобильном бизнесе. Наши специалисты помогут вам во всём. Reply автомойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 8:58 م Строительство автомойки под ключ – это наш профиль! Обещаем качество, соблюдение сроков и построение устойчивого бизнеса от идеи до открытия. Reply мойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 5:29 ص Строительство автомойки — это ответственный процесс. Наша компания гарантирует качество работы на всех этапах строительства. Reply мойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 2:04 م Автомойка самообслуживания под ключ – это современное решение для максимально выгодного бизнеса. Без перерывов и выходных, 24/7 для клиентов. Reply автомойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 10:58 م Ищете надежного партнера для строительства автомойки? У нас есть качественные решения под ключ, чтобы сделать ваш проект прибыльным. Reply строительство автомойки 17 يوليو، 2024 - 7:59 ص Строительство автомойки под ключ – это наш профиль! Обещаем качество, соблюдение сроков и построение устойчивого бизнеса от идеи до открытия. Reply Джак 19 أغسطس، 2024 - 8:40 م What’s up, its good post concerning media print, we all understand media is a great source of information. Reply theguardian 25 أغسطس، 2024 - 8:10 ص We are a group of volunteers and starting a new scheme in our community. Your site provided us with useful information to work on. You have performed an impressive task and our whole community will probably be grateful to you. Reply theguardian 25 أغسطس، 2024 - 10:57 م This piece of writing will help the internet viewers for creating new website or even a blog from start to end. Reply theguardian 26 أغسطس، 2024 - 1:57 م Hi there, I check your new stuff like every week. Your story-telling style is awesome, keep doing what you’re doing! Reply theguardian 29 أغسطس، 2024 - 2:21 م Everything is very open with a very clear explanation of the issues. It was really informative. Your website is extremely helpful. Thank you for sharing! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.