تشتهر سلطنة عمان بواحة الأمن وقلما وقعت حوادث تطرف على أراضيها (مواقع التواصل) عرب وعالم هجوم الوادي الكبير يوحد العمانيين ضد الإرهاب by admin 20 يوليو، 2024 written by admin 20 يوليو، 2024 83 مراقبون يطالبون بدراسة الجريمة الداعشية ونشطاء يطلقون منشورات لنبذ الأفكار الضالة عبر مواقع التواصل اندبندنت عربية / نجلاء رشاد صحافية @NajlaaRshad تلفظ أرض عمان أي بذور للفرقة والشقاق والتعصب، ولم تسمح يوماً بأن تنبت فيها الأفكار السامة والمنحرفة، وكثيراً ما اشتهرت بأسلوبها المتفرد في النأي بالنفس عن أي صدام مع دول الجوار. هكذا عرفت السلطنة عبر التاريخ بخلوها من أمراض التعصب الطائفي، وتمتعها بالسلام والأمان ورقي الوعي والفكر، وما حدث أخيراً في الوادي الكبير من هجوم على أحد المساجد يعد أمراً غريباً على المجتمع العماني، واستنكر العمانيون بشكل واضح أن الجناة من أبناء جلدتهم. وما يؤكد نضج “الفكر” على رغم غرابة الواقعة التي لم يألفها المجتمع العماني، ودهشتهم من أن مرتكبيها عمانيون، تكاتف ردود فعلهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأجمعت على أن التطرف مهما كانت تسمياته، والتعصب مهما كانت أشكاله، والتحزب مهما كانت دوافعه ومنطلقاته، لا بد أن تجتث من جذورها، مؤمنين أن دولتهم منفتحة على العالم وتتأثر وتؤثر، ولا توجد دولة خالية من الحوادث والجرائم، ولا بد من أخذ العبرة ومحاربة الإرهاب بالوعي والتثقيف. لا للتعصب الطائفي رئيس جمعية الصحافيين العمانية الدكتور محمد العريمي في حديثه إلى “اندبندنت عربية” وصف الهجوم على أحد المساجد بمنطقة الوادي الكبير قرب العاصمة مسقط بأنه “حادثة إجرامية تستدعي التوقف ودراسته من جميع الجوانب، إذ ستتم من المؤسسات السلطنة المعنية سواء الأمنية أم غيرها”. وقال العريمي إن سلطنة عمان خالية من أمراض التعصب الطائفي التي فتكت بعدد من الدول في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن بلاده منفتحة على العالم تؤثر فيه وتتأثر به، وحادثة الوادي الكبير من شباب عمانيين أكبر دليل على تلوث عقولهم بهذا المرض المقيت والآفة الدخيلة عليها وشعبها. وأضاف “أنا كعماني لم أتوقع بأن يكون الجناة من أبناء وطني، ولكن من المهم الآن أن نحلل كل المعطيات، ونستفيد من الإخفاقات ونتعامل معها بكل حرفية ومهنية”، مؤكداً إيمانه بأن القانون حاضر وبقوة في السلطنة. وأبدى العريمي ثقته بأن الحادثة لن تمر مروراً عادياً ومن دون قراءة متأنية، مؤكداً أنه كما تعاملت المؤسسات ذات الاختصاص بكل شفافية في حادثة الوادي الكبير، ستعلن تباعاً عن المستجدات في هذا الموضوع، إذا ثبت تورط أحد من المواطنين أو غيرهم في هذه القضية. وبين أن الوضع الأمني في سلطنة عمان قبل وبعد الحادثة مميز مقارنة بما هو موجود في المنطقة والعالم، إذ تعد عمان في المراتب المتقدمة في الشأن الأمني، منوهاً إلى أن الأهم حماية السلطنة من هذه الحوادث وألا تؤثر الحادثة سلباً. إزالة الغشاوة من جهته، قال الباحث العماني علوي المشهور في تصريح خاص “شخصياً لم أتوقع ولو للحظة أن الجناة عمانيون، وهذا أمر مؤسف وصادم، إلا أن الجيد في الأمر أنه يساعدنا على إزالة الغشاوة التي تجعلنا لا نُبصر عيوبنا، أو توهمنا بأننا نختلف عن غيرنا، وهذه اللحظة من الانكشاف ضرورية لمعالجة المشكلات التي قد تكون في بيئتنا ولا نراها لاستقرار أوضاعنا”. وتابع “العماني لا يختلف عن بقية الجنس البشري، أي إنه ليس محصناً من التطرف والعنف، وعلى رغم ذلك يظل ما حدث عابراً ونادراً، فثقافتنا عموماً مسالمة وتحترم التعدد”. ونبه المشهور إلى أن هجوم الوادي الجديد “حالة نادرة جداً، وليست ظاهرة معبرة عن وجود ثقافة أو تيار فكري”، مشيراً إلى أن “تحقيقات شرطة عمان السلطانية بينت أن الجناة الثلاثة من العائلة نفسها مما يوضح عدم تأثر محيطهم بهم وخشيتهم من مشاركة أفكارهم المتطرفة مع غيرهم. عمان منذ سنين طويلة تتبنى رؤية دينية متسامحة، والقانون يكفل الحريات الدينية لجميع المذاهب الإسلامية ولا يفرق بينها”. وزاد “الدولة تحاول أن تكون على مسافة واحدة من الجميع، ومع كل هذا لا بد من دراسة هذه الحالة، حتى لا تتكرر الحادثة، ولا بد من العمل على معالجات متعددة منها ما هو متعلق بالأفكار وجذور التطرف”. مراجعة السياسات الأمنية بدوره اعتبر المحامي والمحكم السابق في عمان الدكتور خليفة الهنائي “الحدث الأمني الغريب على السلطنة سيشغل الناس مدة من الزمن”، قائلاً “السياسات الأمنية كغيرها من السياسات هي محل تقييم ومراجعة وتقويم باستمرار، وهي اليوم أدعى للمراجعة من أي وقت مضى بخاصة أن هناك خلطاً بين مفهوم الحرية والتجاوز، وتعدي دائرة المباح إلى نقطة المحظور”. وختم حديثه في منشور له على منصة “إكس” بقوله “بما أننا في عصر تلاطمت أمواجه، وتداخلت اعتباراته فإن التعويل على المؤسسات الرسمية وحدها في القيام بواجبات الوطن ليس صواباً، فالمواطن والمقيم عليهما واجب المساهمة في الحفاظ على أمن الدولة ومكتسباتها، والكل مطالب أن يرصد ما يلاحظه من تصرفات غير سوية ليفضي بها إلى الجهات المتخصصة التي لها سلطة الدراسة والتقدير، فالوطن لا يختص به أحد من دون سواه، فهو كالجسد الذي إذا أصابه بؤس عم الألم سائر الأعضاء”. بواسل الوطن وأطلق مستخدمو منصة “إكس” عدداً من المنشورات تدعو إلى الوطنية والوقوف ردعاً أمام الأفكار الضالة والمنحرفة والغريبة عن المجتمع العماني، كما دشنوا وسوماً مختلفة مثل (شكراً بواسل الوطن، وعمان بلد الأمان، والأوطان مهد الأمان)، وجميعها مستوحاة من خطب الجمعة اليوم في أرجاء السلطنة. بدوره وصف المغرد عبدالله السيابي في منشور له “ما فعله الجناة الثلاث بأنه لا يمثل عائلاتهم، وإنما تصرفات فردية تخلق العار لمرتكبيها”. فيما كتب محمد اليحيائي “سيبقى هذا الوطن واحة للأمن والأمان تحرسنا العناية الإلهية ثم أجهزة الدولة الساهرة، ومهما كانت جنسية منفذي عملية الغدر عمانيين أو غيرهم، فيجب ألا تثير القلق الشديد للمواطنين أو المقيمين على تراب عمان الطاهر”. الحادثة الإرهابية وأعلنت الشرطة العمانية أمس الخميس أن منفذي هجوم إطلاق النار على مسجد في منطقة الوادي الكبير بمسقط هم مواطنون عمانيون قتلوا خلال مقاومتهم لرجال الأمن، وأكد البيان تأثر الجناة بأفكار ضالة، وأسفر الهجوم عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم ثلاثة مهاجمين وشرطي، إضافة إلى إصابة 28 شخصاً من جنسيات مختلفة، منهم أربعة من رجال الشرطة والدفاع المدني. وأعلن تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم عبر تطبيق “تيليغرام” الثلاثاء الماضي، ونشر تسجيلاً مصوراً للهجوم. المزيد عن: سلطنة عمانالإرهاب تنظيم مسجد 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كشف أسباب العطل التقني العالمي next post “سرايا المقاومة” اللبنانية ستارة “حزب الله” الداخلية You may also like “أمير العسس” رئيسا لاستخبارات سوريا الجديدة 27 ديسمبر، 2024 زيارة قائد الجيش اللبناني للسعودية رئاسية أم أمنية؟ 27 ديسمبر، 2024 شهر من الخروق الإسرائيلية لهدنة لبنان… ماذا بعد... 27 ديسمبر، 2024 السودان في 25 عاماً… حرب تلد حروباً 27 ديسمبر، 2024 إسرائيل تصدّ «رسائل دافئة» من دمشق 27 ديسمبر، 2024 لبنان تحت مجهر الإنتربول في تعقّب مسؤولي النظام... 27 ديسمبر، 2024 هل عاد المطلوب بالإعدام رفعت عيد من سوريا... 27 ديسمبر، 2024 “موقف المترقب”: متى تقبل مصر بإدارة سوريا الجديدة؟ 27 ديسمبر، 2024 مسؤولان لبنانيان يؤكدان هروب رفعت الأسد إلى الإمارات،... 27 ديسمبر، 2024 الإسلام السياسي وكعكة سوريا الجديدة 27 ديسمبر، 2024