الثلاثاء, يونيو 3, 2025
الثلاثاء, يونيو 3, 2025
Home » هؤلاء مشاهير مجدوا هتلر فهل للشر رواية أخرى؟

هؤلاء مشاهير مجدوا هتلر فهل للشر رواية أخرى؟

by admin

 

آخرهم كانييه ويست المطرود من هوليوود ودراسة فسرت سر التعلق بالزعيم النازي وشعار “أميركا أولاً” في قفص الاتهام

اندبندنت عربية / حميدة أبو هميلة كاتبة

حينما يتعلق الأمر بتمجيد النازية يأتي العقاب فورياً، فلا مجال للمسامحة، بخاصة في دول أوروبا، لكن الأمر قد يشهد نوعاً من التحايل في الروايات الأميركية، بخاصة مع تنامي الحس القومي المتطرف وترديد شعار “أميركا أولاً” المرتبطة بمفاهيم مثل التفوق في كل المجالات والشعور بالتميز وتضخم الذات، والرغبة في جعل البلاد عظيمة مرة أخرى، وهو الشعار الذي ربح به دونالد ترمب جولته الانتخابية الثانية ليصبح سيد البيت الأبيض مجدداً.

لهذا السبب ظل الوضع مع كانييه ويست مغني الراب الأميركي البارز والمعروف بتأييده ترمب، بين أخذ ورد حينما لمح منذ سنوات لأفكاره التي عبر عنها بتصريحات سلبية عن اليهود ودعوات للهجوم عليهم، حيث أبعد وقتها جزئياً وخسر عدة تعاقدات، لكنه ظل مطلوباً في الحفلات ومدعواً لكبرى التظاهرات الفنية، إلا أن الأمر اختلف تماماً بالطبع حينما غنى “يحيا هتلر” مختتماً عمله بجزء من خطاب للزعيم النازي راعي المحرقة.

لكن كانييه ويست المعروف أيضاً باسم “يي” ليس الأول من نجوم عالم الترفيه الذين أبدوا إعجابهم برؤية أدولف هتلر، بكل ما يثيره اسمه من خراب ودمار خلال ثماني سنوات قبل أن تخسر بلاده الحرب العالمية الثانية 1945، فقد سبقه مشاهير آخرون دفعوا ثمن آرائهم فورياً ومن دون نقاش، بل على العكس قد يكون كانييه أكثر حظاً، في ما يتعلق بطريقة تعامل مجتمع الترفيه معه، حينما أبدى تقديره لمسيرة زعيم من المفترض أنه يتمتع بالسمعة الأسوأ بين قادة العالم كسياسي وعسكري متطرف هندس الهولوكوست وأشرف بنفسه على حرب إبادة، حتى بات يمثل نموذج الشر الخالص، وهو أمر راسخ في الثقافة الشعبية عالمياً.

كانييه ويست مغرم بهتلر

الأغنية التي تحمل عنوان “يحيا هتلر” وطرحت بالتزامن مع الذكرى الـ80 لانتهاء الحرب العالمية الثانية التي حلت في مايو (أيار) الجاري، أثارت عاصفة حادة، إذ حذفها موقع “يوتيوب” بعد وقت قصير، ثم ما لبثت أن بقيت متاحة فقط عبر موقع “إكس” باعتباره يتمتع بقيود أقل مقارنة ببقية المنصات، ونالت عشرات ملايين المشاهدات وآلاف الآراء المصدومة.

اللافت أن الألبوم المرتقب لويست كان من المفترض أن يحمل اسم “كوك”، بعدما كان اسمه “الحرب العالمية الثالثة”، فالاسم السابق له دلالة تتوافق كثيراً مع الأغنية التي تتغنى بالزعيم الألماني النازي، لكن وفقاً لآراء كثير من المتخصصين، بات مصير الأغنية مجهولاً بعد هذا الجدل، ومن المتوقع ألا تُطرح في ألبوم النجم الذي كان بطل واقعة شهيرة منذ عدة أسابيع حينما ظهرت معه زوجته بيانكا سينسوري عارية في حفل توزيع جوائز الغرامي، حيث حاز منها 24 نسخة كصانع موسيقي مهم في هذا العصر.

“فضيلة الاستفزاز”

لآراء كانييه ويست الذي كشف أخيراً عن إصابته بالتوحد، ليست جديدة، وهو دائم الترديد لعبارة “أنا أحب هتلر”، كذلك تسببت محبته هذه في إغلاق مواقع بيع الأزياء من علامته التجارية “ييزي” بسبب إصراره على بيع قطع أزياء تتزين بالصليب المعقوف، رمز النازية، كما أثار حنق مؤيدي إسرائيل حينما نشر في ما قبل هذا الرمز وهو يعانق نجمة داوود. كما أنهت أديداس قبل عامين تعاقدها معه وأوقفت خط الأزياء المخصص له. وعلى رغم كل هذا ظل متواجداً كاسم من الصعب تجاهله في عالم الهيب هوب.

في ما بعد الواقعة الأخيرة، تم حذف الأغنيات من منصات الاستماع، إضافة إلى إلغاء حفلاته التي كان مقرراً أن يحييها في كوريا الجنوبية نهاية الشهر الجاري، فيما قامت مجموعة من المعارضين لويست ومن يتهمونه بمعاداة السامية بتسريب أغنيات ألبومه المرتقب، معلنين أنهم سوف يذهبون بعوائد المشاهدات لمتحف الهولوكوست في الولايات المتحدة الأميركية.

لكن مع ذلك، فإن شعبية ويست منحته بعض الدعم المعلن الذي لا يمكن تجاهله، فهناك عدد من المشاهير ممن أبدوا إعجابهم بعمله الموسيقي المثير للجدل، وبينهم مغنية الراب الأميركية أزيليا بانكس التي وصفت كانييه ويست (48 سنة) بـ”الفنان الأسطوري” الذي تفخر به، وصاحب الأداء البارع الذي قدم لعبة استفزاز مبررة للجمهور متهمة البعض بالعمل على تشويه سمعة فناني هذا اللون الموسيقي.

وعبر حسابها الرسمي بموقع “إكس”، اعتبرت أن الأغنية هي نوع من التمرد على لعنة التدقيق الإعلامي التي يتعرض لها النجم الشهير على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث وجدته أنه نجح في أن يستعيد سلطته على عرش الراب من خلال فضيلة الاستفزاز، مشيدة بتأثيره الثقافي الواسع. بالطبع، تعرضت بانكس لحملات مناهضة واتهمت بمعاداة السامية، وسط مطالبات بأن يعاقبها المجتمع الموسيقي بسبب هذا الموقف.

شعارات ترمب متهمة

هذا الزخم الذي خلفته أغنية كانييه ويست التي تتغزل بالزعيم النازي، فتح نقاشاً عن مدى توغل شبح النازية في المجتمع الأميركي، ولماذا تخرج مظاهر الإعجاب بهتلر بين عام وآخر للعلن وتغادر الأحاديث السرية على استحياء، وبخاصة في عالم الترفيه. من المهم هنا الإشارة لمقال مطول نُشر قبل عدة سنوات في مجلة “تايم” الأميركية، يشير بوضوح إلى أن موجة الترحيب بأفكار النازية ودعم أفكارها لم يعد مرتبطاً أبداً بثلاثينيات القرن الماضي فقط، حينما كانت هناك تيارات تُعلن توافقها مع توجهات الرايخ الثالث، وربط الباحث برادلي دبليو في تصريحاته لـ”تايم” ربط بين التعاطف مع هذه الأيديولوجية وبين شعار الرئيس ترمب حينها “أميركا أولاً”، موضحاً أن انتشار رمز الصليب المعقوف في الشوارع الأميركية في القرن الـ21 أمر يثير صدمة عميقة.

لكن الحقيقة أن الإعجاب بشخصية هتلر يبدو وكأنه داء سري ينتشر بين مشاهير التمثيل والموضة والموسيقى، والفنون بشكل عام وليس فقط في الولايات المتحدة. وبعضهم ينجح في كبح جماح هوسهم به، ويحتفظون بوجهة نظرهم في إطار دوائرهم الضيقة فقط، وآخرون تجعلهم الظروف يعلنون عن تطرفهم في مشاعرهم تجاهه، وهو سلوك يأتي عادة بالوبال عليهم. وبينهم جون غاليانو، مصمم الأزياء البريطاني البارع، الذي ارتبط اسمه بدور أزياء بارزة وتاريخية مثل جيفنشي وكريستيان ديور، حيث طُرد من الأخيرة شر طردة بعد أن ظهر في فيديو عام 2011 وهو يعلنها: “أنا أعشق هتلر”، ثم وجه حديثه لليهود: “أمثالكم من المفترض أن يكونوا موتى الآن، آباؤكم تم قتلهم بالغاز”، فيما سُمّي حينها بـ”فضيحة غاليانو”، حيث لم تمنحه الدار الفرنسية أي فرصة بعد أن قضى نحو 15 عاماً يعمل كمدير فني للدار، يبدع تصميماتها الشهيرة وأسهم في صنع مجدها، ومُنع من العمل في أي من الشركات التابعة للمجموعة.

رسالةً كُتب عليها “ترامب أشاد بهتلر” على شاشة ماديسون سكوير غاردن (أ ف ب)

 

واتهم غاليانو بنشر الكراهية ومعاداة السامية والتحريض ضد اليهود، وذلك على إثر تصوير مقطع فيديو له في أحد المقاهي الفرنسية وهو في مشادة مع أحد الأشخاص، وعلى إثرها حدثت الأزمة، التي جعلت النجمة ناتالي بورتمان، وكانت وجهاً دعائياً للدار في ذلك الوقت، أن تقول بشكل واضح إنها ترفض أن يرتبط اسمها باسم هذا الشخص باعتبارها يهودية بالأساس، وعلى رغم اعتذاراته المتوالية وتأكيده أنه كان تحت تأثير الكحول، ولم يكن يقصد مضايقة أي طائفة، لكنه ظل مبعداً لنحو ثلاث سنوات بشكل كامل، ثم عاد لعالم الموضة على نطاق محدود في دار ميزون مارجيلا، التي لا تقارن بالطبع بعراقة وسمعة كريستيان ديور في عالم الموضة الفاخرة، وعلى رغم ذلك لم يحدث هذا إلا بعد أن أعلنت المؤسسات التي تكافح التشهير ضد اليهود عن مسامحته، حينما كشف أنه دخل مصحة للعلاج لتعديل سلوكه.

البحث عن سر الإعجاب بالنازية

قبل نحو 15 عاماً، افتتح في ألمانيا معرضاً لصور الزعيم النازي هتلر، لمحاولة البحث عن سر إعجاب الألمان بعقيدة هذا الديكتاتور في أوج انتشارها، وحمل المعرض عنوان “هتلر والألمان”، بيد أن المعرض تضمن صوراً ومقتنيات لم تقل الكثير، والتبرير حينها أن الطاغية لم يكن يسمح لأي مصور من أن يقترب من ملامحه كثيراً، وبالتالي محاولة التفرس فيها للحصول على إجابات معينة كانت مهمة شاقة.

ربما يمكن تلخيص الأمر في ما وصلت إليه رسالة الماجستير لستيفاني فونتانا عام 2021 والتي قدمت في جامعة ويسترن سيدني بأستراليا، بعنوان “اختراق النفس البشرية: دور العواطف في الدعاية النازية”، والتي استنتجت أن هناك علاقة وثيقة بين الدعاية والتلاعب العاطفي أسهمت في حشد الدعم المتعصب للنظام النازي، وهي أمور أسهمت في حشد الدعم للنظام لارتكاب أفعاله الشريرة، في حين قدمت “بي بي سي” في نهاية تسعينيات القرن الماضي، فيلماً وثائقياً تعاونت فيه مع عدة هيئات بحثية وإعلامية، حمل عنوان “الجاذبية القاتلة لأدولف هتلر”، حيث يفند الرأي القائل بأن الدعم الكبير للنازي منذ الثلاثينيات أولاً جاء لقناعة الشعب الألماني بأنه أنهى مصاعب الكساد الاقتصادي الكبير، وانتشل البلاد من المصاعب المهينة التي عاشت بها قبلاً، وبالتالي دعموه في تأسيس إمبراطورية عملاقة تمنحهم الهيبة.

متظاهرون رفعوا لافتةً تُصوّر ترمب على هيئة هتلر للمطالبة بالإفراج عن ناشط فلسطيني (أ ف ب)

 

وربما ما طرحه الفيلم يظل صالحاً لعدة تفسيرات، لا سيما ارتباط الإعجاب بهتلر بشعارات العظمة والتفوق القومية المتطرفة، وهي أفكار عابرة للأزمنة. ونفس الوثائقي عبّر عن انتشار الرغبة لدى غالبية الشعب الألماني آنذاك في التخلص من اليهود لاقتناعهم بتأثيرهم السلبي على مجتمعهم.

في التاريخ المعاصر يتم تنقيح هذه الأفكار، لكنها تظل متأصلة أيضاً في العقل الجمعي، حيث يتم اختزال الأمر في بعض الأوقات، بأن هناك مجموعة تثير المتاعب فينبغي القضاء عليها بحل وحيد وسريع، وهي وجهة نظر عبر عنها بشكل شبه ساخر المخرج الدنماركي الشهير والذي رُشح لجائزة الأوسكار لارس فون ترير، حينما قال في مؤتمر عرض فيلمه “ميلانكوليا” بمهرجان كان السينمائي 2011 إنه متعاطف كثيراً مع هتلر، مضيفاً “إسرائيل تثير الإزعاج والمتاعب فعلاً”، وكأنه يبرر له ما فعله، فتم طرده فوراً من المهرجان، مع إصدار بيان رسمي بأنه شخص غير مرغوب فيه، مع التأكيد على أنه خالف قيم الإنسانية والتسامح التي يدعو لها المهرجان السينمائي العريق، لكن بعدها ظل المخرج الشهير يقدم أعماله وإن لم ينجز سوى خمسة أعمال فقط منذ ذلك الوقت، معبراً عن اعتذاره وندمه.

تمجيد هتلر بين المشاهير

لطالما ارتبط اسم هتلر بعالم الفن، سواء في ما يتعلق بمن يدعمون أفكاره، أو حتى باهتمامه هو بالفنون، ووفقاً لما جاء في دراسة قدمها نهاية العام الماضي محمد عبد السلام الصادق، أستاذ تاريخ الفن بقسم التصوير- كلية الفنون الجميلة- جامعة الإسكندرية بعنوان “الإنتاج الفني لأدولف هتلر بين القيمة التاريخية والاستثمار السياسي”، فإن أعمال هتلر كفنان تشكيلي كانت مهمة ولم تكن رديئة كما يُشاع.

قالت الدراسة إن “الموهبة التي تكشفت في أعمال هتلر موهبة متأصلة وليست نتاج صدفة”، متهماً الولايات المتحدة الأميركية بأنها دأبت على إخفاء عناصر تميز أعماله باعتبارها المنتصر في الحرب العالمية الثانية ومن ثم لها امتياز تقديم سرديتها. حيث أكدت الدراسة أيضاً أنه كان لأميركا دور في التعتيم على التجربة الفنية لـ”أدولف هتلر”، فقد أتاح لها الانتصار في الحرب العالمية قيادة العالم ثقافياً، والإبقاء على الصورة النمطية التي دمغت شخصية “هتلر” في معظم الدراسات التاريخية بصفات الديكتاتورية والفاشية وقمع كل أشكال الثقافة.

لكن التاريخ أيضاً يذكر أن هتلر كان يمتلك مكتبة تضم 16 ألف كتاب، وأنه كان مهووساً بالمطالعة كما هو مهووس بالإبادة، كذلك كان معروفاً بحبه للوحات الفنان التشكيلي الألماني كاسبر ديفيد فريدريش، إضافة إلى أن النازية أيضاً توصف بأنها فكرة مستقاة من نظريات الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه الذي مات قبل نحو ثلاثة عقود من بزوغ نجم هتلر، لكنه اعتُبر كأب روحي رسمي للنظام النازي، حيث يتمتع بقداسة خاصة لدى مؤسسي هذه الحركة، فقد توافق كلاهما على عداء لليهود.

ويقال دوماً إن نيتشه فكر وهتلر نفّذ، وقد حظي الأخير خلال حياته بدعم من الطبقة الفنية والأدبية أيضاً، وبينهم الشاعر الأميركي البارز وعميق الموهبة عزرا باوند (1885- 1972) الذي كان موسيقياً وناقداً كذلك، وقد صُنف على أنه في صف هتلر ومعادٍ لليهود، وكذلك عبر عن إعجابه بالفاشية. وعقب الحرب العالمية الثانية دين بالخيانة وسُجن نحو 12 عاماً، كذلك أحاط هتلر نفسه بمبدعين في مجالات شتى، وبينهم النحات أرنو بريكر الذي كان صديقاً مقرباً منه وعضواً في الحزب النازي، إضافة إلى كلاوس بيرغن الذي كانت رسوماته من ضمن مقتنيات المجموعة الشخصية لهتلر.

المزيد عن: كانييه ويستمغني الرابالولايات المتحدةترمباليهودالمحرقةهولوكوستأدولف هتلرالنازيةهتلرمكتبة هتلرهتلر فنان تشكيليمعاداة السامية

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili