نيوزيلندا تشكك في ادعاء كندا ضلوع الهند في مقتل ناشط سيخي في فانكوفر

راديو كندا الدولي / RCI

شكك نائب رئيس الحكومة النيوزيلندية، وزير الخارجية ونستون بيترز، في مزاعم كندا بأنّ الهند ضالعة في اغتيال ناشط كندي، هندي الأصل، من طائفة السيخ في منطقة فانكوفر قبل تسعة أشهر.

وكان رئيس الحكومة الكندية، جوستان ترودو، قد قال في 18 أيلول (سبتمبر) الفائت إنّ لديه معلومات استخباراتية ’’موثوقة‘‘ حول وجود صلة بين السلطات الهندية ومقتل الناشط السيخي هارديب سينغ نيجار بالرصاص خارج معبد لطائفة السيخ كان يرأسه، في مدينة ساري في منطقة فانكوفر الكبرى في مقاطعة بريتيش كولومبيا في 18 حزيران (يونيو) الفائت.

لكنّ وزير الخارجية النيوزيلندي، الذي زار الهند من 10 إلى 13 آذار (مارس) الجاري، شكّك، في حديث مع صحيفة هندية، في صحة الأدلة التي قدمتها كندا في هذا الشأن.

’’كمحامٍ عن طريق التدريب، أنظر إلى الأمر وأقول: ’أين الملف؟ أين الأدلة؟ أين الاكتشاف هنا، الآن؟‘ لا يوجد شيء!‘‘، قال بيترز في مقابلة أمس مع صحيفة ’’ذي إنديان إكسبرس‘‘ (The Indian Express) الهندية الصادرة بالإنكليزية.

وفي بيان أرسله إلى راديو كندا، خفف المتحدث باسم وزير الخارجية النيوزيلندي من وطأة تصريح هذا الأخير.

’’موقف نيوزيلندا بشأن هذه الادعاءات لم يتغير: إذا ثبتت صحتها، ستكون مصدر قلق بالغ. الوزير (ونستون بيترز) أكّد أنّ هذا تحقيق جنائي مستمر وأنه يجب أن يأخذ مجراه قبل استخلاص نتائج واضحة‘‘.

نائب رئيس الحكومة النيوزيلندية، وزير الخارجية ونستون بيترز، متحدثاً في مؤتمر صحفي (أرشيف).
الصورة: Getty Images / Hagen Hopkins

ونيوزيلندا، إلى جانب كندا وأستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عضو في مجموعة ’’العيون الخمس‘‘ (Five Eyes)، وهي تحالف استخباراتي.

وللادعاء بوجود صلة بين مقتل نيجار والسلطات الهندية، قالت أوتاوا إنها اعتمدت ليس فقط على مصادر ميدانية، ولكن أيضاً على معلومات مستمدة من اتصالات اعترضتها شبكة ’’العيون الخمس‘‘.

وكلام وزير الخارجية النيوزيلندي يمثل أول تشكيك يصدر عن أحد أعضاء ’’العيون الخمس‘‘ في صحة الادعاءات التي قدّمتها كندا.

وردّاً على تعليقات بيترز، شدّد مصدر في وزارة الشؤون العالمية في أوتاوا أمس على أنّ ’’العديد من العناصر تؤكد النسخة الكندية، بدءاً من لائحة الاتهام التي نشرتها وزارة العدل الأميركية‘‘.

جرت اتصالات اليوم مع النيوزيلنديين حول هذا الأمر، وإذا كانوا بحاجة إلى معرفة المزيد، يمكن حل هذا الوضع بسهولة من خلال جلسة إحاطة جيدة.نقلا عن وزارة الشؤون العالمية في أوتاوا

اجتماع ثنائي بين رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي (إلى اليمين) ونظيره الكندي جوستان ترودو في نيودلهي على هامش قمة العشرين في أيلول (سبتمبر) 2023.
الصورة: La Presse canadienne / Sean Kilpatrick

وكانت وزارة العدل الأميركية قد أصدرت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي لائحة اتهام ضد نيخيل غوبتا، وهو مواطن هندي، لمشاركته المزعومة في مؤامرة، تم إحباطها، كانت تهدف لاغتيال أحد الناشطين السيخ في نيويورك.

وكشفت لائحة الاتهام عن عدة معلومات تفيد بأنّه تمّ التخطيط أيضاً لعمليات اغتيال على الأراضي الكندية.

وتدهورت العلاقات بين كندا والهند بشكل كبير منذ اتهام ترودو السلطات الهندية في أيلول (سبتمبر) بالضلوع في مقتل نيجار. على سبيل المثال، انسحبت أوتاوا من المفاوضات الهادفة لإبرام اتفاق تجارة حرة مع الهند.

من جانبها، تنفي الحكومة الهندية بشكل قاطع الاتهامات الكندية. وتدّعي وزارة الخارجية الهندية بأنّ لكندا سمعة متزايدة كملاذ للإرهابيين والمتطرفين والجريمة المنظمة.

وكان نيجار من مؤيدي إقامة دولة مستقلة، ’’خاليستان‘‘، في البنجاب، وهو منطقة ذات أغلبية سيخية تتوزع حالياً بين الهند وباكستان.

وكانت الحكومة الهندية قد وصفت نيجار بأنه ’’إرهابي‘‘ واتهمته بقيادة جماعة انفصالية، وهو أمر ينفيه أنصاره.

(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)