“نورة” فيلم سعودي يعبر مهرجان “كان” إلى دور السينما الفرنسية

يعرض تجارياً في جميع الصالات بدءاً من الـ16 من أكتوبر الجاري

اندبندنت عربية / أيمن الغبيوي صحافي @ayman999

يعود فيلم “نورة” مجدداً إلى فرنسا لمواصلة قصة نجاح أخرى بعد مهرجان “كان”، إذ تقرر عرضه مرة أخرى في أكبر سينما أوروبية (UGC Les Halles).

وقال المخرج السعودي توفيق الزايدي إن الفيلم سينطلق بعد ذلك في جولة عروض استباقية في عدد من المدن الفرنسية، قبل عرضه تجارياً في جميع صالات البلد الذي يضم أكثر من 66 مليون نسمة في الـ16 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

وكان الزايدي وأبطال فيلمه عبروا بفخر السجاد الأحمر في مهرجان “كان” بدورته الـ77 في مايو (أيار) الماضي، وحصلوا بعد عرضه على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة “نظرة ما”.

وعبّر المخرج السعودي عن شعوره بالفخر، وقال عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، “نحن نقدم قصتنا المحلية للعالم، وبخاصة في فرنسا، أنا سعيد لأن محبي السينما في فرنسا سيشاهدون أول فيلم سعودي يحصد جائزة ’تنويه خاص من لجنة التحكيم‘ في مهرجان كان السينمائي“.

ووفقاً للزايدي (42 سنة) فإن الفيلم الذي دعمته هيئة الأفلام في السعودية، حصد “خمس جوائز عالمية وجائزة محلية”، وكان آخرها جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان مونتروي السينمائي.

قصة محلية تجوب العالم

الفيلم الذي يصفه مخرجه بأنه “قصة سعودية محلية بسيطة سافرت إلى العالم”، يواصل اكتساحه للألقاب في أقل من عام منذ عرضه الأول في الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في ديسمبر (كانون الأول) 2023.

المهرجان الفرنسي السينمائي العريق، الذي يعود تاريخه إلى عام 1946، يكتسب أهمية قصوى لدى السينمائيين والدول والجهات الممولة للأفلام، والعابر ضفة سجاد “كان” لا يصبح كما كان قبلها، وهذا ما حدث للسعوديين الذين عادوا إلى “كان” وشاشات أخواتها متطلعين لمواصلة التوسع العالمي من بوابة بلاد الموضة والفنون.

وفي حديثه إلى قناة “فرانس24″، قال المخرج توفيق الزايدي “أحب أن أصنع سينما للتاريخ، أفلاماً تبقى، وهذا تعلمته من أفلام ستانلي كوبريك، وفيلم ’نورة‘ قص الشريط أمام أفلام سعودية أخرى في المستقبل”.

أول تجربة تمثيلية

في حديثها إلى “اندبندنت عربية”، قالت بطلة الفيلم ماريا البحراوي، التي جسدت دور نورة الفتاة السعودية المتمردة على التقاليد “هذا العمل هو أول تجربة تمثيلية في حياتي”، وأضافت “أنا سعيدة جداً بمشاركة الفيلم في مهرجان ’كان‘ العريق كأول فيلم سعودي، وهو حدث مهم يشعرني بالفخر والأمل”.

وأشارت ماريا إلى أنها لم تخشَ من الاتهام بالجرأة عند تجسيد الدور، لأن نورة فتاة تحاول التمرد على التقاليد بجرأة وكسر تابوهات المجتمع، مؤكدة أنها علمت بوجود نماذج حقيقية مماثلة، وسمعت عن محاولات من فتيات للسير على نهج نورة منذ التسعينيات، وهي الحقبة التي تدور فيها أحداث الفيلم.

عن تجربتها في العمل، أوضحت أنها حصلت على الدور من خلال تجربة أداء قدمتها أمام المخرج توفيق الزايدي، وبعدها اتصل بها وطلب منها الحضور إلى منطقة العلا لتقييم الكيمياء والتوافق بينها وبين بطل العمل يعقوب الفرحان، ليقرر بعدها أنها الأنسب لدور البطولة.

40  في المئة سعوديون

وفي إشارة واضحة إلى الدعم الكبير الذي تحظى به الصناعة السينمائية في السعودية، يشكل السعوديون 40 في المئة من طاقم العمل في فيلم “نورة”.

تدور أحداث فيلم “نورة” في حقبة التسعينيات، ويروي قصة مؤثرة عن حياة شابة أمية، تبدأ الحبكة مع وصول معلم جديد إلى قريتها، ليعرفها على الفن والرسم ويفتح أمامها آفاقاً جديدة من الخيال والتعبير.

وكتبت صحيفة “سكرين ديلي” البريطانية عن الفيلم “هذا أول فيلم روائي طويل متقن ومميز للمخرج توفيق الزايدي، وقد تم التعامل مع قصته بحرص، والفيلم يسلك طريقاً دقيقاً بين معالجة المواضيع الحساسة في السعودية وتقديم عمل يجذب الجمهور العالمي”.

نورة

وعن سبب اختيار اسم “نورة”، قال الزايدي في جلسة حوارية ضمن ندوة سينمائية سعودية “اخترت اسم نورة لأنه يمثل المرأة القوية، فالقصة تدور حول امرأة تبحث عن صوتها، ويبرز الفيلم أن الفن هو وسيلة للتواصل”.

وأضاف الزايدي أن الفيلم يستعرض الفارق بين الأجيال، وهذا يظهر بوضوح في اختيار شخصياته، إذ يمثل كل بطل في الفيلم جيلاً مختلفاً، الفيلم يحوي عناصر عدة، وبُني على رؤية إخراجية تعكس مبدأ أن السينما تكمن في التفاصيل.

الفيلم الذي يراهن عليه السعوديون صُوّر بالكامل في مدينة العُلا التاريخية، التي تعود آثارها ونقوشها إلى مئات الآلاف من الأعوام، شمال غربي السعودية، وقد أصبحت العُلا في الأوان الأخيرة مركزاً لتصوير أفلام عالمية كبرى مثل “قندهار” و”الهجان”، مما يعزز مكانتها على الساحة السينمائية العالمية.

المزيد عن: السينما السعوديةمهرجان البحر الأحمر السينمائيالسعوديةفيلم نورة