جبل نقم كما يظهر عقب قصف متكرر للمقاتلات الأميركية (اندبندنت عربية) ثقافة و فنون نقم… حضن صنعاء الملبد بالغيوم والنار والحديد by admin 13 أبريل، 2025 written by admin 13 أبريل، 2025 19 اتخذ منطقة عسكرية محذورة ومخزناً ضخماً للأسلحة الاستراتيجية القريبة من السكان اندبندنت عربية / توفيق الشنواح صحافي @tawfiq428 مع كل حرب يشهدها اليمن يطل من خلف غمارها جبل نقم الذي تسند إليه مدينة صنعاء ظهرها من جهاتها الشرقية كشاهد لا يتزحزح على سلسلة طويلة من الأحداث والمعارك التي شكلت تاريخ اليمن الحديث. وفي ظل العمليات الجوية التي تشنها القوات الأميركية ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران عاد الحديث مجدداً عن “جبل نقم” أكبر جبال صنعاء الذي تقول مراجع إن اسمه الأصلي هو “جبل غيمان” لتتصدر أخباره والأسرار التي يضمها داخل جوفه المهيب أنباء العمليات المتواترة التي تسعى إلى فك أبواب كهوفه العصية ومغاراته العميقة بهدف تدمير الأسلحة المخزنة داخله كثمن لمغامرات جماعة أيديولوجية أصولية تتهم بعدم الاكتراث بأرواح اليمنيين والمقامرة بمقدراتهم خدمة لمشروعها الطائفي. منطقة قوة مثالية بحسب بعض المراجع يسمى “جبل نقم” قديماً بجبل غيمان لكثرة الغيوم التي تحيطه، يقابله من الناحية الغربية لصنعاء جبل عيبان، ويحوي كهوفاً طبيعية دفعت إلى استخدامها كمواقع حصينة لتخزين الأسلحة حتى اليوم. وتقول بعض المراجع إن من سماه “نقم” هم الأحباش خلال فترة احتلالهم لليمن منذ عام 525 وحتى 575م، وشهدت سفوحه معارك ضارية خلال فترات تاريخية مختلفة لارتفاعه الشاهق البالغ 2900 متر وإشرافه الذي يحتضن صنعاء من جهتها الشرقية. لقطة لمدينة صنعاء ويظهر جبل نقم من جهتها الشرقية (مواقع التواصل) واشتهر هذا الشامخ كمركز ثقل عسكري واستراتيجي في دورات الصراع التاريخية المتعاقبة، لعل أبرزها المعارك التي دارت رحاها خلال ملحمة حصار الـ70 يوماً بين الجمهوريين الذين ثاروا على نظام حكم الأئمة الزيدية في العام 1962 والملكيين، وبقي استخدامه مخزناً عسكرياً حتى سيطرة الحوثيين على صنعاء في الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2014 وانطلاق “عاصفة الحزم” حين استولى الحوثيون على الأسلحة، مما أدى إلى استهدافه بطائرات التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. يقول الخبير العسكري اليمني عبدالعزيز الهداشي إن “جبل نقم يحوي كهوفاً ومغارات طبيعية وأخرى مصطنعة منذ أيام العثمانيين الذين اتخذوا منه موقعاً عسكرياً وأنشأوا في قمته قلعة مثلثة تسمى ‘القشلة’ قبل أن يغادروا البلاد عام 1918 وتسليم اليمن الشمالي لأسرة بيت حميد الدين”. ويشير إلى أن “الجبل يعد مثالياً كمخزن للأسلحة بمنحدراته الشاهقة الحصينة وتعدد مغاراته العميقة الواسعة لعشرات الأمتار. وأسهمت طبيعته الصخرية في عملية توسعته خلال فترة حكم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي اتخذ منه مخزناً للذخائر المختلفة والصواريخ”. ظل الجبل رمزاً تاريخياً مرتبطاً بصنعاء وأهلها (التواصل) تعد صنعاء من أعلا عواصم الدول العربية، وإحدى المدن الأعلى في العالم، وتتميز بتربعها على سلسلة جبال السروات بارتفاع 2300 متر. تطل عليها قمم جبل الطِيال وجبل حضُوْر المعروف بـ “جبل النبي شعيب”، الذي يعتبره التراث أعلى جبال الجزيرة العربية بارتفاع يصل حتى 3666 متر. مصدر المهند اليماني وفقاً للمؤرخين كان الجبل مصدراً مهماً للحديد الذي يستخدم في صناعة السيوف والخناجر ذائعة القوة والصيت في العهد الجاهلي وما قبله. ربما هذا يفسر طبيعة الجروف والحفريات الكهفية العميقة التي تتوزع في جوانبه كشاهد على بأس وعنفوان الإنسان اليمني الذي لا تعوقه التضاريس عن شق أعتى المصاعب لتطويع الطبيعة والحياة. وجاء على لسان الهمداني في كتابه الشهير “صفة جزيرة العرب”، “لقد استخرج الحديد من هذا الجبل، وكانت أفضل سيوف اليمن في عصر ما قبل الإسلام منه”، وهو القول الذي يستشهد به الباحثون لتسجيل أسبقية الهمداني بوجود الحديد في هذا الجبل قبل اكتشافات الجيولوجيين الذين أيدوا قوله لاحقاً. اشتُهرت صنعاء منذ القدم بصناعة أجود أنواع السيوف والنصال حتى اليوم (مواقع التواصل) ترصد بعض المراجع نقوشاً سبئية تقول إن صنعاء بُنيت في القرن 15 قبل الميلاد، أي قبل 3500 سنة وأطلق عليها السبئيون اسم صنعو بمعنى الحصن، لكن الهمداني يقول إن المدينة وجدت منذ الأزل، ثم رُفع سور من حولها بأمر من الملك “شاعر وتر” وهو الملك الذي حكم اليمن في القرن الثاني قبل الميلاد أي قبل حوالي 2130 سنة وبهذا السور صار اسم المدينة صنعو. سر جوفه وفق السكان يبدو نقم مملوءاً بالأسلحة التي كلما طاولها القصف يلاحظ السكان تفجرها وتطايرها، إلا أن الهداشي يستبعد بقاء أسلحة في الجبل حتى هذه الأيام “لأن الحوثيين نقلوا كل الأسلحة الثقيلة التي سيطروا عليها إلى كهوف الجبال في صعدة وعمران” (شمال اليمن). ومن وجهة نظر استراتيجية يؤكد أن “قصف المقصوف في جبال نقم دليل على عدم دقة بنك الأهداف لدى القوات الأميركية لأنه بات خالياً من الأسلحة عدا بعض البقايا، بينما معلوم أن الحوثيين نقلوا ما وقع تحت أيديهم أو ما يصلهم من إيران إلى أماكن أخرى غير معلومة معظمها في كهوف جبلية مجهولة”. ويشير سكان في صنعاء إلى أن الميليشيات الحوثية منذ سيطرتها على العاصمة اليمنية، باشرت بنهب مقدرات الدولة والمعسكرات ومخازن الأسلحة بما فيها مخازن نقم. ويؤكد السكان رؤيتهم شاحنات ظلت تنقل على مدى أسابيع حمولات ضخمة من الصواريخ والذخائر والمعدات التي كانت داخله وحاولت تعتيمها بأغطية قماشية حتى لا يتعرف عليها الأهالي. ومع ذلك لا يستبعدون بقاء بعض الشحنات داخل مخازنه الواسعة. خلال تفجر الأسلحة بداخله عقب استهدافه في الحرب الدائرة (مواقع التواصل) وقوبل الإبقاء على اتخاذ الجبل كمنطقة عسكرية محظورة ومخزناً ضخماً للأسلحة الاستراتيجية بسخط مجتمعي كونه يلاصق ظهر العاصمة الشرقي، وظل مصدر خطر داهم على حياة المدنيين الذين تسجل الأحداث وقوع ضحايا بينهم جراء تفجره في دورات الصراع المختلفة، في ظل عدم اكتراث الميليشيات الحوثية التي تحيطه بسياج أمني وسرية وسط تحرك عناصرها منه وإليه. قشلة صنعاء وفي قمة “نقم” تنتصب قلعة “القشلة” التاريخية الحصينة التي بُنيت خلال العهد العثماني كحامية عسكرية لمدينة صنعاء تزامناً مع بناء مجمع “العرضي” الخاص بالجنود الأتراك المجاور لـ”باب اليمن” التاريخي الذي تحول في عهد الجمهورية إلى مقر لوزارة الدفاع. وقبل يومين تعرضت القلعة لقصف جوي أميركي دمر أجزاءً منها لتعيد التذكير بمكانتها التاريخية. صورة للجبل وتظهر في قمته قلعة “القشلة” وقد تعرضت لبعض الدمار جراء الغارات الأميركية (اندبندنت عربية) تحوي هذه القلعة على نقوش عثمانية وبركة لجمع مياه الأمطار. وتتميز بوقوعها على رأس شاهق تحيط به منحدرات حادة تحول دون أي حركة بشرية حوله باستثناء ممرات محمية محدودة. والقشلة تعني بالتركية المكان الذي يمكث فيه الجنود، أي الحصن أو القلعة. المزيد عن: اليمنصنعاءالحوثيجبل نقمالغارات الأميكريةقصف صنعاءترمب 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الذكاء الاصطناعي يعيد خبراء “القدرات البشرية” إلى مقاعد الدراسة next post RCMP seek assistance in locating missing teen last seen on Highway 102 You may also like “غيبة مي” لنجوى بركات: الغائبة الحاضرة في كل... 14 أبريل، 2025 شوقي بزيع يكتب عن: رثاء البشر في شيخوختهم... 14 أبريل، 2025 أيقونة الأدب اللاتيني.. وفاة أديب نوبل البيروفي ماريو... 14 أبريل، 2025 هاروكي موراكامي والرواية بوصفها مهنة 14 أبريل، 2025 عبده وازن يكتب عن: 50 عاما على الحرب... 13 أبريل، 2025 فيلم هادي زكاك يشهد على ماضي “سينمات” طرابلس 13 أبريل، 2025 أفلام هوليوودية تمجد الانعزالية الأميركية “العائدة” 13 أبريل، 2025 ما الذي يفتح شهية المنصات لدراما المراهقين؟ 13 أبريل، 2025 الغزاة الاسبان واجهوا سكان أميركا الشمالية بوحشية 13 أبريل، 2025 كيف ولد كتاب ليفي ستروس الأشهر من رحم... 13 أبريل، 2025