عرفت فتيحة بربار بحضورها الهادئ ورقيها بحيث استطاعت أن تجمع بين الفن والنضال خلال حرب التحرير (مواقع التواصل) ثقافة و فنون نجوم الأمس يُضحكون أجيال اليوم في الجزائر by admin 12 فبراير، 2024 written by admin 12 فبراير، 2024 178 وردية ورويشد وبوبقرة ما زالوا يسكنون ذاكرة الشعب ووجدانه وأفلامهم تحصد ملايين المشاهدات على مر الأيام اندبندنت عربية / إيمان عويمر صحافية @imaneaouimeur لا تزال مقاطع أفلام ومسرحيات مؤسسي الفن في الجزائر تحصد ملايين المشاهدات في زمن الـ”شوسيال ميديا”، وتزرع البهجة وسط الجمهور والعائلات الجزائرية، حيث تصفهم الذاكرة الشعبية بعمالقة الكوميديا في البلاد والنجوم التي لن تأفل أبداً. كما تبدو كل الأعمال الفنية المقدمة من بعد هذه القامات عاجزة عن سد الفراغ الذي تركوه أو إضحاك المشاهدين الذين باتوا يفتقدون الفن البسيط الهادف القادر على ملامسة حياتهم بعفوية. هذا التقرير يستعرض أشهر رواد السينما والمسرح في الجزائر ممن ناضلوا وقاوموا الاستعمار الفرنسي وكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في ريبرتوار الفن الجزائري، ولا يزالون يحظون بالشعبية نفسها التي كسبوها قبل عقود. اللاعب الفنان ربع قرن مضى على رحيل الفنان الكوميدي الجزائري البارز أحمد عياد المعروف بـ”رويشد”، الذي توفي يوم 28 يناير (كانون الثاني) 1999، لكن ذاكرة الجزائريين بقيت تحتفظ باسم الممثل الفكاهي الجزائري الذي ولد عام 1921 بحي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة، إذ تميز بقدرة عالية على إضحاك الجمهور. تعتبر فئة مهمة من الممثلين الجزائريين أن رويشد “خلق ليكون ممثلاً”، إذ كان عصامي التكوين عشق الرياضة لكن التمثيل اختاره وضمه إلى صفه، وقد أدى الكوميدي الراحل أعمالاً مسرحية وفكاهية عدة، منها “الدراوشي” و”اشرب واهرب” التي تروي قصصاً اجتماعية بطريقة ساخرة ومضحكة، لكن كل ذلك التاريخ الفني لم يمنع الاحتلال الفرنسي من اعتقاله بسجن “سركاجي” في العاصمة سنتين ونصف السنة. ظل نجم رويشد يسطع على رغم الحبس، وواصل مسيرته الفنية بعد استقلال الجزائر من خلال أدوار خالدة أحبها الجمهور، منها “حسان طيرو” و”الغولة” و”آه يا حسان”. كذلك أدى رويشد أدواراً خالدة في التسعينيات منها “الأفيون والعصا” و”حسان طاكسي” و”حسان النية”، في حين كان أول ظهور سينمائي لرويشد في معركة الجزائر، وهو أشهر الأفلام الثورية التي نقلت معاناة الجزائريين مع المستعمر الفرنسي ونضالاته من أجل نيل الحرية. وعرف عن رويشد كتاباته من عمق الواقع الاجتماعي بأسلوب ساخر وناقد، وقام بأداء الأدوار الرئيسة وطورها عن طريق الارتجال والتفاعل مع الظروف المقترحة أثناء العروض أو خلال تصوير أفلام سينمائية كـ”حسان طيرو” و”هروب حسان طيرو” و”حسان النية”، مما جعله ظاهرة جديرة بالدراسة. في عام 1993، كتب رويشد مذكراته التي كانت مزيجاً من الكوميديا والتراجيديا، بخاصة بعد تأثره الشديد بوفاة ابنه منير (13 سنة)، وكان ذلك الحزن سبباً في تفاقم مرضه إلى أن أدركته المنية في 28 يناير 1999. سيدة الارتجال لم تكن أيقونة الكوميديا الجزائرية ممن يعشن رفاهية الفنانين، فقد اشتغلت عاملة نظافة في أشهر مستشفيات الجزائر (مصطفى باشا) أثناء فترة دراستها، قبل أن تتحول إلى أكثر الشخصيات الفنية كسباً لقلوب الجزائريين بأعمالها الدرامية حتى لقبوها بـ”سيدة الكوميديا”. تعتبر فئة مهمة من الممثلين الجزائريين أن رويشد “خلق ليكون ممثلاً” (مواقع التواصل) الفنانة وردية حميطوش، التي ولدت خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر (1931)، بدأت حياتها كفنانة من الإذاعة الجزائرية، ومن أعمالها “كحلة وبيضا” و”خوذ ما عطاك الله” و”الطاكسي المخفي” و”هوليوود في تام”، وأعمال أخرى جعلتها محبوبة الشاشة حتى وفاتها عام 1991 بنوبة قلبية خلال زيارة ابنتها في فرنسا. ويرجع نقاد السينما سر نجاح وردية في إمتاع الجزائريين إلى عدم التزامها الحرفي بالسيناريوهات وتوظيف العفوية والارتجالية في كثير من الأفلام الكوميدية. الثنائي الساحر “لانسبكتور” و”لبرانتي” ثنائية كوميدية لم تتكرر في تاريخ السينما الجزائرية لقرابة نصف قرن، فالحاج عبدالرحمن الملقب بـ”لانسبكتور الطاهر” والكوميدي يحيى بن مبروك المعروف باسم “لبرانتي” اختارا زرع الابتسامة في وجوه الجزائريين، حيث بدأ مشوارهما السينمائي معاً في 1968، وقدما مقاطع كوميدية تلفزيونية ومسرحية ممتعة، وصنعا مجداً سينمائياً عبر أعمال مشتركة عدة، لكن “عطلة المفتش الطاهر” يبقى من بين الأفلام الأكثر شعبية في الجزائر. “لانسبكتور” أدى دور مفتش الشرطة الذي يقود التحقيقات، بينما يظهر “لبرانتي” في دور المنفذ للأوامر، وما زاد من شهرتهما هو لهجتهما وطريقة كلامهما المميزة. ومثلما جمعتها الحياة ضمهما كذلك الموت، إذ انسحب “لابرانتي” من الساحة الفنية عقب وفاة رفيق دربه “لانسبكتور” عام 1981، وظل غائباً إلى غاية وفاته في 2004 بعد صراع طويل مع المرض. المرأة المثالية فتيحة بربار ممثلة صنعت هي الأخرى مجد الكوميديا في الجزائر، ولدت في 11 فبراير (شباط) 1945 بالقصبة وسط العاصمة، حيث بدأت مشوارها الفني وهي طفلة صغيرة بعد أن تألقت على خشبة مسرح محيي الدين بشطارزي، ولم يتجاوز عمرها 14 سنة، ومع أن أسرة فتيحة عارضت دخولها عالم التمثيل لكنها تشبثت بحلمها. تقمص “بوبقرة” شخصيات نابعة من قلب الريف، إذ اشتغل في بداية حياته حلاقاً (السينما دوت كوم) عرفت بحضورها الهادئ ورقيها بحيث استطاعت أن تجمع بين الفن والنضال خلال حرب التحرير، إذ كانت تجمع الأدوية خفية لفدائيي الثورة بموازاة عملها بالتمثيل والمسرح، وكونت ثنائياً ناجحاً مع الراحل رويشد في فيلم “حسان الطاكسي”، ومن أفلامها “عايش بـ12″ و”عايلة كي الناس” مع الممثل عثمان عريوات. وبرزت فتيحة بربار عام 1965 لدى مشاركتها في فيلم “أمهاتنا” لمصطفى بديع، كما شاركت في “المرأة المثالية” لفاروق مزران عام 1969، كما يشير الموقع الرسمي للمسرح الوطني الجزائري. كثير من النقاد رأوا أن هذه الممثلة لم تفجر كامل طاقتها، لكنها أبهجت مجالس الجزائريين بعطاءات حافلة امتدت لستة عقود غدت معها هذه المرأة، التي استهواها الغناء قبل أن يغويها فن التمثيل، أيقونة في سماء الفن الجزائري قبل أن يودعها جمهورها في 16 يناير 2015، حيث توفيت في باريس إثر سكتة قلبية عن عمر ناهز 76 سنة، ووريت الثرى في تراب وطنها. خلف القضبان تحتفظ الذاكرة الفنية كذلك باسم بارز يعتبر أحد مشاهير الفن السابع بالجزائر، هو حسن الحسني المعروف فنياً بـ”بوبقرة”. والذي ولد عام 1916 بمنطقة بوغار بولاية المدية، ويوصف بـ”مدرسة الضحك” في الجزائر. كانت وردية أكثر الشخصيات الفنية كسباً لقلوب الجزائريين حتى لقبوها بـ”سيدة الكوميديا” (مواقع التواصل) تقمص “بوبقرة” شخصيات نابعة من قلب الريف، إذ اشتغل في بداية حياته حلاقاً، وسجنه الاستعمار الفرنسي بسبب أعماله الفنية الوطنية، لكنه نقل عروضه المسرحية الفكاهية إلى السجن، حيث رفع رسالة تنمية الحس الوطني تجاه تحرير الجزائر. شارك حسن الحسني في أفلام تجاوزت الـ40، أبرزها “ريح الأوراس” و”الأفيون والعصا” و”وقائع سنين الجمر” و”بو عمامة”، كما شارك أيضاً في أفلام إيطالية وفرنسية كفيلم “الاعترافات الحلوة” و”مصرية مثل سوق القرية”. وسقط الحسني أثناء تمثيل آخر لقطاته عام 1987 ليلفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة. بين الجديد والقديم مع كل استحضار للوجوه القديمة للتمثيل والكوميديا في الجزائر يستعر النقاش حول عجز الجيل الجديد عن خلافة تلك الأسماء التي كانت تصنع الابتسامة، لكن البعض لا يتفق مع هذا الطرح، إذ تقول الإعلامية المهتمة بالشأن السينمائي فاطمة حمدي، إن “الفرق بين الجيلين أن القديم خدمته النصوص الكوميدية القوية، وكانت السينما تخضع لرقابة من نوع خاص، وهي رقابة ذاتية يمارسها الفنان على نفسه، والمخرج على فريقه، والكاتب على نصه، بحيث ينافس السينما العربية والأجنبية”. وتضيف المتحدثة، “اليوم لا تنقصنا الأسماء الفنية القادرة على إبراز نفسها وإضحاك الجمهور، بل بالعكس هناك وجوه استطاعت أن توجد لنفسها مكانة، كما أن هناك وجوهاً فنية تنشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتالي فإن تحديات الجيل الجديد أكبر”. وتواصل حمدي، “المشاهد الجزائري في جيل رويشد وبوبقرة لم تكن لديه خيارات كالتي يملكها المشاهد الآن، وعلينا أن نخرج من تقديس جيل على حساب جيل آخر، فالميزان يجب أن يكون عادلاً حتى لا نحكم على جيل كامل بالمثالية أو الرداءة”. المزيد عن: الجزائرنجوم الكوميدياالإذاعة الجزائريةالاحتلال الفرنسيفتيحة بربارباسم بارزالفن السابع 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “إيكونوميست” تسلط الضوء على تاريخ عنف المستوطنين في الضفة الغربية next post فك رموز مخطوطة عمرها 2000 عام باستخدام الذكاء الاصطناعي You may also like محمد حجيري يكتب عن: جنبلاط أهدى الشرع “تاريخ... 26 ديسمبر، 2024 دراما من فوكنر تحولت بقلم كامو إلى مسرحية... 26 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يتابع الكتابة عن العودة إلى دمشق:... 26 ديسمبر، 2024 كوليت مرشليان تكتب عن: الصحافي والكاتب جاد الحاج... 26 ديسمبر، 2024 إسماعيل فقيه يكتب عن: “دعوني أخرج”!… قالها الشّاعر... 26 ديسمبر، 2024 عقل العويط يكتب عن: سوف يصفّق في الظلام... 26 ديسمبر، 2024 روؤف قبيسي يكتب عن جاد الحاج … صفحات... 26 ديسمبر، 2024 بول شاوول يكتب عن: أمير القصة العربية يوسف... 25 ديسمبر، 2024 محمد أبي سمرا يكتب عن.. جولان حاجي: الكتابة... 25 ديسمبر، 2024 (20 رواية) تصدّرت المشهد الأدبي العربي في 2024 25 ديسمبر، 2024