الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعقدان مؤتمرا صحفيا في البيت الأبيض، 4 فبراير 2025. (أ ف ب) عرب وعالم نتنياهو يعود من واشنطن عازما على استمرار حرب غزة by admin 9 فبراير، 2025 written by admin 9 فبراير، 2025 25 رجع وقد حقق أكبر إنجاز له عبر تبديد الضغط الأميركي وخلق مساحة كبيرة للمناورة اندبندنت عربية / أمال شحادة لم تجدِ محاولات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو شد الأنظار إلى الوضع الصحي للأسرى الثلاثة الذين أفراج عنهم في الدفعة الخامسة من صفقة الأسرى أمس السبت، والخروج بحملة إعلامية واسعة ضد حركة “حماس” لما سمّاه تجويع الأسرى الإسرائيليين وتهديد حياتهم. وبعد ساعات من تصريحات نتنياهو هذه شهدت مناطق عدة في إسرائيل تظاهرات واحتجاجات بعد قراره عدم إرسال الوفد الرسمي لمفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة قبل أن يعقد اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر وتأجيل الموعد الذي حدد له اليوم الأحد، كما سبق وأعلن مكتبه. وفي مقابل هذا التأجيل وكخطوة للتجاوب مع مطلب الالتزام بالمرحلة الأولى من الصفقة والبدء في مفاوضات المرحلة الثانية في اليوم الـ 16، أي الثلاثاء الماضي، أصدر نتنياهو تعليماته لسفر وفد المفاوضات مساء أمس برئاسة منسق هيئة المخطوفين والأسرى، غيل هيرش، ليتضح لاحقاً أن هذا الوفد مهني ولا صلاحيات له في التفاوض حول المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، وإنما البحث في كيفية استكمال المرحلة الأولى وتمهيد الطريق للمرحلة الثانية. استمرار الحرب وفيما ينتظر الإسرائيليون زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع المقبل لبحث التطورات في المنطقة، ومن بينها ملف الأسرى، حقق نتنياهو نجاحاً كبيراً خلال زيارته إلى واشنطن، وهو منحه الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب للعودة للقتال في غزة. وضعت المحادثات الأميركية- الإسرائيلية ثلاثة احتمالات لهذه العودة، أبرزها إصرار نتنياهو على بند مركزي في اتفاق المرحلة الثانية وهو نفي “حماس” من قطاع غزة كشرط لوقف الحرب، وهو شرط سيطر على أجندة الإسرائيليين بعد ساعات قليلة من عودة الأسرى الثلاثة، بينما لخبطت كشف هذه التفاصيل حسابات نتنياهو وحملته الإعلامية ضد “حماس” بتجويعها الأسرى وتهديد حياتهم. ورد نتنياهو على جهات عدة بينها عائلات الأسرى الذين لا يزالون في أنفاق غزة بأنه يدرك تماماً وضع الأسرى من خلال تقارير عدة قدمتها له الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ودعته فيها إلى وقف الحرب وإعادة جميع الأسرى، لكنه لم يتجاوب مع ذلك وقد امتلأت شبكات التواصل الاجتماعية بالهجوم عليه وتحميله مسؤولية من بقي منهم. النصر الحتمي وعلى رغم ما تشهده إسرائيل من احتجاجات ضد نتنياهو لكنه يصر على تحقيق هدف القضاء على “حماس” وشرط وقف الحرب في غزة بإخلاء القطاع منها، إما عسكرياً أو بنفي أفرادها طوعياً، وبحسب الخبير في الشؤون السياسية غيل تماري فإن هناك علامات استفهام كبيرة حول مدى نجاح المرحلة الثانية من الصفقة في أعقاب ما حققه نتنياهو من ضمانات من الرئيس الأميركي بعد لقائهما، ويقول “صحيح أنه عشية سفر نتنياهو تحدث الجميع عن ضغوط هائلة تمارسها إدارة ترمب عليه للانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية من صفقة الأسرى، لكنه عاد بتحقيق أكبر إنجاز له وهو تبديد هذا الضغط وخلق مساحة كبيرة للمناورة لنفسه”. ويشير تماري الذي واكب في واشنطن جميع لقاءات نتنياهو إلى ألاعيب رئيس الحكومة من خلال تصريحاته عند قوله أكثر من مرة في مختلف اجتماعاته إنه ملتزم بإطلاق آخر أسير، لكنه في الواقع بذل جهوداً كبيرة لعرقلة المرحلة الثانية من الصفقة بشرطه أن يشمل اتفاق المرحلة الثانية بأن وقف النار يحدث في حال جرى نفي “حماس” إلى خارج قطاع غزة. انهيار صفقة الأسرى وفي مقابل هذا ذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة على ما جرى في واشنطن وما يخطط له رئيس الحكومة أن نتنياهو يعتزم التسبب في انهيار صفقة الأسرى، ووفق تقرير حول موقف المؤسسة الأمنية فإن الوفد الذي وصل إلى قطر لن يتقدم في المرحلة الثانية من الصفقة، وهذا “يشير بوضوح تام إلى أن نتنياهو ليس فقط لا يريد الانتقال إلى المرحلة الثانية، بل إنه قد يتسبب في انهيار المرحلة الأولى منها، وبمجرد أن تفهم حركة ‘حماس’ أنه لن تكون هناك مرحلة ثانية فلن تكمل المرحلة الأولى أيضاً”. ويرى القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي تسفيكا يحيموفتش أن المرحلة الثانية لصفقة الأسرى، إن لم تكن الأولى، في خطر وقد ازداد مع عرض خطة ترمب لتهجير فلسطينيي قطاع غزة ثم شرط نتنياهو لوقف الحرب، ويقول “كلما اقتربنا من نهاية تحرير الأسرى وخطة ترمب تبقى الفكرة الرائدة وتزداد الأخطار، وعلى حكومة إسرائيل ومتخذي القرار الاستعداد لسيناريوهات الخطر الذي يعززه موقف نتنياهو أيضاً”. وقال يحيموفتش إنه “سواء بتصريحات نتنياهو بالقضاء على ‘حماس’ أو بالنسبة إلى خطة ترمب، فستسأل ‘حماس’ نفسها عن أية مصلحة لها في مواصلة المرحلة الأولى من الصفقة، ومن ناحية الحركة فاستمرار تحرير الأسرى حين يكون هدف المفاوضات هو إنهاء الحرب في غزة لا يتوافق مع خطة ترمب ولا مع تصريحات نتنياهو”، محذراً من أنه سواء تحققت خطة ترمب أم كانت مجرد نقطة بداية للمفاوضات فإن إسرائيل والشرق الأوسط كله يدخلون في هزة لا تحمد عقباها. اليوم التالي وفي ذروة نقاش الإسرائيليين سبل التصدي لمحاولات نتنياهو في عرقلة المرحلة الثانية والعودة للحرب، اعتبر منتدى عائلات الأسرى أن عدم الاتفاق الفوري حول المرحلة الثانية واستمرار تنفيذها بعد انتهاء المرحلة الأولى سيشكل خطراً كبيراً على جميع من بقي لدى “حماس” من رهائن على قيد الحياة، فيما كثفت عائلات الأسرى حملة دولية للضغط على نتنياهو لإنهاء الصفقة. ومن جهة أخرى اعتبر أكثر من سياسي وأمني أن إبقاء هدف القضاء على “حماس” في مركز أهداف نتنياهو وائتلافه الحكومي سيواصل عرقلة أي تقدم نحو إعادة جميع الأسرى، بعد أن تبين عدم القدرة على تقويض قدرات الحركة والقضاء عليها حتى بعد نحو 15 شهراً من القتال. من جهته يرى أستاذ العلوم السياسية يغيل ليفي أن هدف تدمير “حماس” لن يكون في أي يوم أمراً واقعاً، ويقول إن “هذا الهدف وضعته قيادة عسكرية وسياسية مصابة بالصدمة بعد بضع ساعات على مذبحة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، من دون فحص إمكان تحقيقه، وعملياً فالهدف الذي وضعته الحكومة يتلخص في ما لا يقل عن استبدال النظام في غزة والذي يقوم على البنى التحتية الفكرية والسياسية والتنظيمية لـ ‘حماس’ على رغم معرفة أن تجارب العقود الأخيرة بفرض تغيير من الخارج كان مصيرها الفشل، ومثل هذا الفشل متوقع في الظروف الخاصة في قطاع غزة”. “حماس” لا تزال قائمة وفي أكثر من تقرير أمني وعسكري جرى التأكيد أن المشاهد التي رافقت ظهور حركة “حماس” خلال الدفعات الخمس من المرحلة الأولى لصفقة الأسرى دليل على أن الحركة لا تزال قائمة، بل إنها تمكنت من إعادة بناء بعض قدراتها في إدارة النظام بشكل سريع، إضافة إلى قدرتها على تجنيد مئات الشبان من غزة ضمن صفوفها والشروع في تدريبهم. وكما يرى ليفي فإن مشاهد حركة “حماس” التي رافقت الإفراج عن الأسرى فاجأت إسرائيل بصورة كبيرة على رغم أنه ما كان يجب أن تشكل مفاجأة، ويقول إن “ما شاهدناه متوقع أن يحدث عندما يسيطر الفكر العسكري ويخلق الوهم بأن قتل المقاتلين واحداً تلو الآخر وتدمير الأنفاق ومصادرة السلاح والقتل الجماعي للمدنيين وتدمير البنى التحتية المدنية سيؤدي إلى استبدال النظام، وما لا يقل عن ذلك تضليلاً هو النقاش حول اليوم التالي”. ونتنياهو متهم من قبل الوسط – يسار بأنه بسبب عدم الدفع قدماً بخطة “اليوم التالي” فقد سمح لـ “حماس” بالبقاء لأنه منع الدفع قدماً بسلطة بديلة تحكم في غزة، ولكن برأي ليفي فهذا “انتقاد لا أساس له من الصحة كون دولة كإسرائيل كان يفترض أن تكون لديها القدرة على هندسة نظام جديد في غزة”. إقامة نظام جديد كما ينتقد ليفي من سماهم أصحاب الاختراع الخاص بإقامة نظام جديد في غزة في “اليوم التالي”، ويقول “سواء كان الاقتراح السلطة الفلسطينية أو قوة متعددة الجنسيات فإن الجوهر اليوم أن ‘حماس’ نجحت في إعادة تجنيد آلاف المقاتلين وتستغل كراهية إسرائيل من قبل الذين يحاولون العودة في الشتاء لبيوتهم المدمرة والقدرة على معارضة أي نظام سيجري فرضه من الخارج، ولا سيما على خلفية تهديد الترانسفير”. وبرأي ليفي فلا بديل عن “اليوم التالي” باستثناء مقترح رئيس الحكومة الفلسطينية السابق سلام فياض، وفي مجمله “تعزيز السلطة الفلسطينية الضعيفة من طريق توسيع منظمة التحرير الفلسطينية لتستطيع كل الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية الرئيسة بما في ذلك ‘حماس’ و’الجهاد الإسلامي’ عبر السعي إلى اعتراف إسرائيل بحق الفلسطينيين بالدولة”. ويؤكد ليفي أن “عملية سياسية كهذه يمكن أن تمكّن من استئناف سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع ككيان سيادي شرعي مع إمكان دمج مقاتلي ‘حماس’ في القوة الخاضعة لسيادة السلطة التي جرى تعزيزها، والتي يوجد لها اتفاق سياسي مع إسرائيل، ولكن من أجل الدفع قدماً بهذه الفكرة فان اليمين واليسار في إسرائيل يجب عليهما التخلي عن وهم تدمير الحركة”. المزيد عن: غزةحماسإسرائيلحرب القطاعقطراتفاق وقف إطلاق النارنتنياهوأميركاترمب 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عبده وازن يكتب عن: “المساحات هشة” خريطة عاطفية لفلسطين بالفرنسية next post هدايا “حماس” للرهائن رسائل “استفزاز” إلى إسرائيل You may also like هادي طرفي يكتب عن: لغة الغزل بين بزشكيان... 9 فبراير، 2025 حكومة نواف سلام: 10 أسئلة 9 فبراير، 2025 هدايا “حماس” للرهائن رسائل “استفزاز” إلى إسرائيل 9 فبراير، 2025 الرجل صاحب الخطة: محاضر في جامعة واشنطن أرسل... 9 فبراير، 2025 انسحاب إسرائيل يوفر «شبكة الأمان» للحكومة لإنقاذ لبنان 9 فبراير، 2025 من هن سيدات الحكومة اللبنانية الجديدة؟ 9 فبراير، 2025 ماذا يعني الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم؟ 9 فبراير، 2025 آلاف المعارضين الإيرانيين يطالبون من باريس بموقف دولي... 8 فبراير، 2025 أندريه كوليسنيكوف يكتب عن: الحرب الباردة التي يريدها... 8 فبراير، 2025 تقارير: المغرب ومنطقتان متنازع عليهما في الصومال تُدرس... 8 فبراير، 2025