نبيل البقيلي من هاليفاكس : معركة حزب الله البوليسية.. لماذا العلامة الأمين؟

هاليفاكس / نبيل البقيلي – canadavoice1@gmail.com

فجر قرار المحكمة في بيروت اتهام العلامة السيد علي الامين بالعمالة لإسرائيل مخاوف وقلق وتساؤلات كثيرة في لبنان، وفتح أبوابا واسعة على نقاشات تتصل بشكل مباشر بلجوء أطراف متخاصمة إلى اتهامات بالعمالة لإسرائيل ، وهي تهمة باتت تستخدم للمس بشخصيات دينية وسياسية وفنية ، إضافة إلى ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ، بغية تلطيخ سمعتهم بهدف الضغط من أجل اخضاعهم وتبديل مواقفهم وقناعاتهم من قضايا ، في الغالب ذات طابع سياسي.

التساؤلات والقلق بشأن مثل هذه التهم ليست أمرا جديدا بالنسبة للبنانيين ، لكنه كان متداولا بحذر منذ مدة طويلة ، ومنشأ الحذر يعود إلى أن من يشكك بملف ما حول متهم بالعمالة ، يعرض نفسه لذات التهمة ويثير حوله شبهات بالعمالة ، خصوصا أن التهمة باتت سلاحا لتصفية حسابات سياسية ، أو لقمع الحريات .

منذ اندلاع ثورة 17 تشرين وحزب الله كان من ابرز مستخدمي هذا السلاح ضد خصومه، عندما فاجأ الثوار بوضعهم على قائمة ” خيانة الوطن “.

في ١٧ تشرين اول اندلعت الثورة ، ويوم 25 قال السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة أن الثورة ممولة من سفارات أجنبية . 4 ايام وحسم مصير الثورة ، بغزوات على الساحات بالعصي وحرق خيم في أماكن الاعتصامات بذريعة أن الحزب يواجه ” ثورة ممولة من السفارات ” .
لم يحتمل الحزب أكثر من ٤ ايام ليرمي ثورة مليونية بتهمة العمالة!

يأتي التذكير بهذه الواقعة ، للقول أن من يتهم اكثر من مليون لبناني ، خرجوا في ثورة وطنية سلمية ، بالعمالة، لن يقف ، أو يتردد عند اتهام كأن من كان بالعمالة لإسرائيل .

هناك من اتهم حزب الله مباشرة بالوقوف خلف ” ملف السيد الأمين ” . موقف العلامة الأمين من ممارسات حزب الله ( وهو موقف حاد وصارم) اثار أيضا شبهات ، على خلفية ” ان لا احد يجرؤ على اتهام رجل دين ، وطني ، بقامة السيد الأمين ، بالعمالة، من دون غطاء ” قوي وحديدي” ، في إشارة إلى قوة ونفوذ حزب الله في لبنان وكلمته النهائية في رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ، ومجلس النواب .

التهمة التي وجهت للمرجع الديني الشيعي البارز ،و الذي يوصف بأنه من اشد المناوئين لحزب الله ، كانت صادمة على ألمستويين الشعبي والرسمي. فتهمة العمالة تعني خيانة وطنية ، وهذا أمر لم يصدقه الوسط الشعبي ، ومعظم الوسط الرسمي الذي لا يدين بالولاء إلى ” محور الممانعة” حيث يتموضع حزب الله . يقول الادعاء في التهمة المسجلة ضد رجل الدين الشيعي : أن النيابة العامة في منطقة جبل لبنان وجهت للامين تهمة ” الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين في البحرين ، ومهاجمة المقاومة وشهدائها بشكل دائم ، والتحريض بين الطوائف، وبث الدسائس والفتن ، والمس بالقواعد الشرعية للمذهب الجعفري ” …

عقوبة هذه التهم في القانون اللبناني هي الإعدام ، أو الحبس المؤبد .

الوكالة الرسمية ، التي انتظرت يوما بطوله وليلة بطولها حتى تكتشف ” الزلة”، استدركت متأخره أنها وقعت بحفرة حفرها غيرها للإيقاع ” بأخيه” ولم ينفع الاعتذار للتغطية على من كان يكيد لرجل الدين المناوئ لسلوك حزب الله.

ما حدث في ” ملف الأمين ” هو جولة خسرها الساعون خلف ” النظام البوليسي ” والممارسات البوليسية … وهم لن يتراجعوا … و الشعب اللبناني لن يتوقف عن المواجهة، لانه يعرف فداحة أن توزع التهم ب” بالخيانة الوطنية” يمينا وشمالا على المواطنين من دون مقاومة هذه السياسة المدمرة للأخلاق والقيم ، والمدمرة للوطن.

هل هذا ما كان ينقص لبنان؟!

حزب الله وجماعته من المليشيا الألكترونية يخوضان حرب بوليسية شرسة ضد الرموز الدينية والإ علامية المناوئة لخطهم السياسي الانتحاري و لا يتوقفون عن نصب الكمائن لشباب وصبايا ثورة 17 تشرين . هذه الثورة التي اقلقت الحزب والنظام ،والتي شكلت مفترقاً مهماً في رسم خطوط المواجهة القادمة التي ستتأجج وتنطلق في اية لحظة .

ان نظام حزب الله وحكومته يغرقان في آتون الفوضى الإقتصادية والسياسية ، و الحزب نفسه يجتاز حالة من الفوضى والتمزق بإنتظار لائحة العقوبات القادمة والتي ستضع النقاط على حروف كثيرة.