نبيل البقيلي من هاليفاكس : لبنان .. زمن الاستباحات ولى

نبيل البقيلي/ canadavoice1@gmail.com

كم تمنت منظومة الفساد في لبنان أن تدفن ثورة ١٧ تشرين فور انطلاقتها ، وكم سعى حزب الله ، حارس هذه المنظومة ، الى وأد الثورة منذ صرختها الاولى . هو وهم ،

الفاسدون ، انتهجوا وسائل دموية ومارسوا حيلا خبيثة ليس اقلها التهويل ، والتهديد ، بجائحة كورونا لمنع التجوال والتجمع والتظاهر .

الثورة هدأت حينها قليلا .
كانت تعمل على صياغة خطة ذات افق اوضح ، ووضع خارطة طريق لزخم جديدة ، على قاعدة « خطوة خطوة « ..

لكنهم ، ويا لغبائهم ، ظنوا أنن الثورة قد خمدت .

الفاسدون ركًبوا الدنيا على الدين وصرخوا في وجه الثوار:
عملاء ، سفارات أجنبية ، خونة ، وكادوا يعلقون المشانق لاعدام مليون لبناني خرجوا في « الثورة الجميلة» .

ثوار ، صبايا وشباب ، استعانوا بالفرح والامل ، الاصرار والعناد ، بالمثابرة والصبر. ما كانوا خائفين ولا مترددين .
كانت الورود تتفتح في شرايين قلوبهم و اذرعهم .

الحمقى ، في محيط الدين والدنيا ، ظنوا أن مسيرة الثوار لن تطول ، اعتقدوا انه عبر عدد قليل من الدراجات النارية يقودها زعران ، وحرائق وتخريب في خيم الثوار في ساحة الشهداء ، سوف يكون كفيلاً بوقف مسيرة الثورة وتشتت سير الصبايا والشباب إلى العلى.

الفاسدون انفسهم ، كانوا مشتبكين في ما بينهم حول الحصص في اكبر عملية نهب متوحشة للوطن ، فيما كان الثوار بالمرصاد يتحينون لحظة الحصاد.

المنظومة ذاتها تنتج نفسها وحسبت أن الغلبة صارت لها وبيدها وكادت أن تعلن دفن الوطن و الثورة قبل 4 اب.

قبيل انفجار المرفأ الدموي تحضًر الثوار واستعدوا ، بما لديهم من فائض عزيمة ، لحسم المواجهة مع فائض السلاح وفائض السلطة.

4 اب ، يوم تفجير المرفأ بزنة أكثر من 2700 طن من مواد مدمرة كان إشارة دامية إلى أي مبلغ وصل الفساد والتسلط والاستباحة لهذا الشعب العظيم الذي رفض الانجرار نحو الحرب الاهلية . وتحقيق رغبة حزب الله في الاقتتال الطائفي من اجل تدمير فكرة الوطن اللبناني الفريدة والمميزة في التعايش بين الطوائف والاقليات .فكرة لبنان الوطن المميز في المنطقة ، والتي حاربت اسرائيل بقوة انتصار هذه الفكرة الخارجة عن مفهومها العنصري ،

جاء من يعيد صياغتها عبر الحزب الطائفي ،حزب الله المحصن برايات وهمية ،الحسين بريء منها والأئمة رفضوها في سيعيهم نحو السلام بين الشعوب .

المنظومة الدائمة منظومة النظام قوضت كل شئ في لبنان ، كل شئ، حتى بلغ بهم الإجرام قتل اللبنانيين في بيوتهم وعلى أسرتهم ، كبارا ، صغارا .

ما هذا ؟
ما هذا ايها القتلة!
يا قتلة الارحام، ياقتلة الاخوة ،يا قتلة العذارى وهن على ابواب ليلة دخلتهن في الليلة العظيمة.
وتطلبون بعد كل ما فعلتموه أن تكون الثورة «سلمية» استسلامية خانعة لرغباتكم الطائفية المريضة ؟.

كلا ، فقبضة الثورة عادت إلى الساحات والى جانبها عُلقت المشانق ، فالرؤوس قد أينعت . أنه وقت الحصاد ، وقت القرار .

ثورة لبنان وهي تقف امام ضريح بيروت ستنتصر وسيخرج الطائر اللبناني العتيق مغرداً من جديد..

نعم انه وقت الحصاد.