ضمير المتكلمعربي نبيل البقيلي من هاليفاكس : خامنئي – نصر الله .. والشيطان ثالثهما by admin 14 مايو، 2020 written by admin 14 مايو، 2020 206 هاليفاكس / نبيل البقيلي – canadavoice1@gmail.com بعد ان اشعلت الارض دماراً من العراق و غزة الى سوريا و لبنان و العالم الذي عبثت به اجهزة الحرس الثوري من تصفيات و اغتيالات وفوضى ، تارة تحت شعار حماية العتبات والمقامات المقدسة وتارة تحت عنوان مستهلك وفارغ هو تحرير فلسطين . ها هي ايران تستسلم على عتبة الولايات المتحدة ، وها هو حزب الله يدعم حكومة الكاظمي المباركة من السعودية و الولايات المتحدة ومعظم المحيط الخليجي ودول العالم . المرشد الاعلى يمد يده مطالباً بالتفاوض لاطلاق «شياطين اميركا» من معابده المقدسة مقابل «ملائكة خامنئ» من سجون «المشركين» . ايران التي انتظرت المنتظر كي يزلزل الأرض في القارة الاميركية تتجرع «السم» و تمد يدها الى الشيطان الأكبر . وبأنتظار المنتظر الذي لم يأت ، كان على المرشد الأعل الأستعانة مرة اخرى بالتاريخ كي يبرر خطواته تجاه «الشيطان» فذكرنا بتغريدة الأزمات الحادة والقرارات الصعبة التي جاءت هذه المرة تزامنا مع ذكرى ولادة الإمام الشيعي الثاني، الحسن بن علي، حيث اعاد خامنئي نشر جزءا من خطاب له منذ خمسة عقود حول صلح الحسن مع الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان. المرشد الأعلى كتب في تغريدته حينها : «أعتقد أن الإمام حسن المجتبى هو أشجع شخص في تاريخ الإسلام. حيث استعد للتضحية بنفسه وباسمه بين أصحابه والمقربين منه، في سبيل المصلحة الحقيقية، فخضع للصلح، حتى يتمكن من صون الإسلام وحماية القرآن وتوجيه الأجيال القادمة في التاريخ في وقتها». اعتبر الكثير من المحللين والمراقبين أن تغريدة خامنئي هي بمثابة إشارة لاستعداده للتفاوض مع الولايات المتحدة، خاصة أنه استخدم نفس الخطاب في 17 سبتمبر 2013، أي قبل أيام قليلة من اللقاء السري الأول الذي جمع وزيري خارجية إيران والولايات المتحدة بنيويورك في 24 سبتمبر 2013، واستخدم خامنئي وصف «المرونة الشجاعة» عندما توصل إلى الاتفاق النووي عام 2015 . مما يشير الى تراجع طهران عن مواقفها المتشددة تجاه واشنطن . تصف ايران الولايات المتحدة «بالشيطان الأكبر» فيما تمارس لعبة الشياطين مع محيطها العربي . أكثر من ذلك مارس الخامنئي الشيطنه في عقيدة حكم الملالي وفي واحده من ركائز الخميني مؤسس جمهورية الملالي من خلال كلام برأ فيه الحسن شقيق الحسين ابنا الامام علي…في خطوة تشير اولا إلى أن درجة التأزم في إيران تبلغ ذروتها ولا مجال لتفادي انفجارها سوى الخنوع لمطالب / الشيطان الأكبر/ والاستجابه إلى ضغوطه. تغريدة تلخص المدى الذي قد يذهب إليه حكم الملالي في إرضاء « الشيطان» الأميركي ، حتى أن نشطاء إيرانيون يقولون تندرا « أنه لن يمر كتير من الوقت حتى نرى الملالي ينسجون حلفا مع « الشيطان» للهيمنة على دول الخليج التي تسبب صداعا كبيراً للملالي». بعد هذه التغريدة كرت السبحة في طهران و بيروت، إيران سارعت إلى الإعلان عن استعدادها « لتبادل سجناء» مع « الشيطان» الذي ينتظر تنازلات إيرانية سوف تقدمها « كمن يتجرع السم» وهي جملة يقولونها عندما يقدمون على أمر ما مكرهين أو صاغرين! وما هال المتابعين حجم التنازلات الإيرانية ، بدءا من فتوى إجازة المفاوضات مع الولايات المتحدة إلى طلب دعم صندوق النقد الدولي الذي تهيمن واشنطن على قراراته، إلى تبادل السجناء. بعد ما قالت إيران وحزب الله أنهم سيطردون القوات الأميركية من المنطقة انتقاما لمقتل سليماني. تحول التهديد إلى شراكة إيرانية أميركية في العراق أما مسألة طرد الاميركان فقد دفنت مع سليماني. بعد ان رفضت بعض التيارات السياسية في العراق ترشيح رجل المخابرات مصطفى الكاظمي المتهم «بالعمالة للأميركا» ، واتهامة بتسهيل قتل قاسم سليماني وابي مهدي المهندس ، الى جانب الموقف المتشدد من برهم صالح رئيس الجمهورية في العراق ، بل رغماً عن ارادة الحشد الشعبي وبالتحديد حزب الله العراقي ، ها هي حكومة الكاظمي تمارس اعمالها بسلاسة «اقله حتى الآن» دون اية عقبات ايرانية . على كل ، تتضح الصورة أكثر عند ملاحظة ما يجري للذراع الإيراني المتمثل بنفوذ حزب الله في لبنان , مع نظرة أخرى إلى العراق . هنا ، يجوز القول إن « فك شيفرة» إيران المتعلقة ب « الشيطان الأميركي» قد تكون من لبنان والعراق. 2/ ولكن ماذا عن فلسطين؟ اتضح زيف الشعارات الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية منذ بداية « الصيحة الأولى : زحفا زحفا نحو القدس» التي جاء بها حسن نصر الله من جمهورية الملالي . قالوا إن الهدف هوالقدس وتحريرها . لقد بدا الشعار حماسيا وعاطفيا لفترة طويلة . ولكنه في الحقيقة هو مجرد عنوان للاستهلاك العاطفي وللاستثمار السياسي ، أثبتت السنوات الماضيه أنه شعار مخادع، رفع منذ البداية عن دهاء لأهداف محددة وواضحة للعب على عواطف الشعب العربي عموما والشعب الفلسطيني الذين يتعاملون مع القضية على أنها مقدسة . سعى الملالي إلى توظيف دعم فلسطين منذ بداية توليهم السلطة في إيران للفوز بدعم الشعب العربي ، إذ سرعان ما اتضح هدف وزيف هذا الشعار بإعلانهم حروب متلاحقة بدأت بالعراق لتنتقل بعد ذلك إلى اليمن الذي يسعون إلى تفتيته ثم إلى سوريا التي تبذل ايران جهودا حثيثة لوضع اليد عليها ، كما يفعل حزب الله في لبنان. حماس على سبيل التذكير هي تنظيم اسلامي ، يلتقي مع إيران في بعض المواقف، لكن نظام الملالي عاقب هذه الحركة وتوقف عن دعمها بعدما قاومت ضغطه للوقوف إلى جانب نظام ال الاسد ضد ثورة الشعب السوري. الأحدث في مواقف الملالي أنهم اسمعوا الدنيا ضجيجا وصخبا في رفض « صفقة القرن»، وفي الوقت ذاته لم يتخذوا اي موقف عملي مساند للفلسطنيين في مقاومتهم للصفقة. الان ، وبعدما ضاق الخناق الأميركي عليها جراء العقوبات، مالت حيث تميل مصالحها وتنازلت عن « العداء للشيطان الأكبر» مقدمة كل ما يرضيه من أجل ان يصفح عنها. في هذا السياق ، اخرج الملالي الصورة على الشكل التالي: – الثابت حتى الآن أن الملالي مهدوا طريق أميركا لتنصيب الكاظمي رئيسا للحكومة بعد شغور المنصب لاشهر بسبب التجاذبات بين المكونات السياسية داخل العراق التي تدين في معظمها بالولاء لهم. – واشنطن تقدمت باسم الكاظمي وإيران واذرعها في العراق التي كانت تعرقل تشكيل الحكومة لمدة طويلة قالت إنها « لا تمانع»..اي أن التعطيل الايراني توقف وتحول إلى دعم الكاظمي مراضاة للشيطان. خلاصة هذا الأمر أن الملالي أعلنوا توقف المواجهة مع واشنطن على الساحة العراقية ، لتسجل الإدارة الأميركية « نصرا» على طهران في دولة تعتبرها إيران عمقا وامتدادا لجمهوريتها! – سوريا ، العمق الآخر للملالي في ما يطلق عليه سياسيون عرب «مثلث اللعنات» في إشارة الى ما جرى من خراب وتدمير في هذه الدولة على ايدي إيران وحزب الله وحليفهما بشار الاسد ، بدأت تتفلت من قبضة إيران . بل تشهد انسحابات عسكرية ايرانية من عدة مواقع تحت الاشراف الروسي المباشر . نفوذ طهران في هذا البلد بدأ يتقهقر ، مرة على ايدي الروسي الذي يبرم صفقات مع تركيا تتعلق بتسهيل بسط سيطرة أنقرة على مناطق شاسعة في سوريا ، متجاهلا طهران. ومرة أخرى يغض الروسي النظر على تعزيز أميركا لنفوذها في سوريا من خلال سيطرتها على مناطق غنية بالنفط فيما إيران مرتبكة بمسألة تزويد سوريا بالوقود . اما الأهم فهو فتح الأجواءالسورية امام الضربات الاسرائيلية ضد الاهداف الايرانية ، هذه الضربات التي تحولت الى شبه يومية ، وتحقق مكاسب مهمة بالنسبة لاسرائيل على مستوى ادارة اللعبة داخل سوريا واصطياد حزب الله في الوقت والزمان المناسبان . الخيبة الإيرانية في سوريا تتعزز بعدما فتح الروسي مصير بشار الأسد على مصراعيه من خلال اشعال النيران بين جناحي السلطة ، آل الاسد وآل مخلوف. وهكذا ، عطل الأميركي نفوذ الملالي في بغداد ، وضرب الروسي طموحهم في دمشق. « الشيطان» تمكن من أن يحول الملالي من « حكام» بغداد الى متفرجين ، وفوق ذلك تحولت دمشق إلى عاصمة تتلاشى فيها احلام طهران. السؤال الذي ربما يحوم فوق طهران في هذه الأيام هو : هل احكام قبضة حزب الله على لبنان يعوض ما خسره حكم الملالي؟ الإجابة عند المتابعين لعملية تقهقر محور الملالي ما زالت مبكرة ، لكنهم يرجحون « أن حزب الله لن يقف متفرجاً ، سيبقى لاعبا اساسيا ، أو وحيدا …لكن قواعد اللعبة في لبنان تتغير كل يوم ، مثل الدولار اللبناني»! و يعلق متابعون لبنانيون على « تراجع « الايراني في ميادين سوريا والعراق ، «أن ملف حزب الله سوف يوضع على الطاولة الإسرائيلية وهي لن تفتحه وتقلٌب أوراقه قبل معرفة نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري في تشرين الاول المقبل» . وفي رأي مغاير يقول اخرون أن ثورة تشرين سوف تتولى كافة الملفات في لبنان ، سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية …وغيرها من ملفات ستطفو على السطح حال استئناف تحرك الثوار ، بعد هدوء عاصفة كورونا» 3/ في لبنان ، تراجع حزب الله عن مقاومة اللجوء إلى البنك الدولي ( كما فعلت إيران قبله) الذي كان يقول عنه أنه يسعى إلى فرض وصاية على لبنان. إلى ذلك، توقف الحزب عن حملته الشرسة لإقالة ، ومحاكمة، حاكم مصرف لبنان ، الذي يتهمه الحزب بتنفيذ سياسة عقوبات عليه أكثر تشددا مما تطلبه الإدارة الأميركية. لكن السيناريو الاكثر إيلاما للبنان ، الذي يتداوله سياسيون وحزبيون أن لبنان كما هو الآن يلفظ أنفاسه الاخيره واوشك على بلوغ نقطة النهاية ، من خلال انهيار النظام الاقتصادي والمصرفي الذي سيؤدي الى عجز المصرف المركزي عن تأمين احتياجات اللبنانين من دواء وغذاء ووقود و يتخوف هؤلاء من أن « يُضرب» المصرف حتى العجز عن تأمين رواتب موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين …هنا نقط النهاية . ويلاحظ السياسيون والحزبيون عينهم « أن حزب الله يتحضر ل «وراثة» كل شيئ ، من مؤسسات وأجهزة وأموال ليدخل لبنان عمليا في « عصر الملالي « وتعويض إيران ، جزئيا ، ما فقدته في العراق وسوريا. سيناريو قاتم ، يقول هؤلاء، الذين يراهنون على معونات صندوق النقد الدولي حيث بدأت ( الأربعاء) اولى جلسات التفاوض عن بعد بسبب كورونا. ويخلص هؤلاء إلى القول» أن أحزابا فاعلة ستشهد انهيارات مالية وتنظيمية ، وفي هكذا ظروف يقف نصر الله فاتحا يديه لتلقف الوطن وما فيه» ! شروط صندوق النقد الدولي ستكون قاسية وواضحة في مطالبته باصلاحات جوهرية في النظام الاقتصادي والقضائي ، بل وفي شكل ودور «منظومة الفساد» التي تحكم في لبنان وسوف يكون رأس حزب الله وشروط وجوده ودوره على قائمة المفاوضات ولو كانت تتم عن بعد . سيناريو يثير القلق في لبنان خصوصا أن حزب الله يُعد نفسه لمعركة حامية يستخدم فيها كل إمكانياته وقدراته لاختطاف البلد ، عندها ستجد إيران بيدها ورقة قوية تضعها على طاولة المفاوضات ، مجددا ، مع « الشيطان» لتحسين أوضاعها في الإقليم بعد انهيارات العراق وسوريا . مدافعون عن إيران واذرعها يقولون إن ما يقومون به من « مناورات» والانصياع للمطالب الأميركية القصد منه شراء الوقت لاشهر قليلة قبل أن يحين موعد الانتخابات الأميركية، أملا في فشل ترمب للحصول على ولاية ثانية . مهما بدت صحة هذا التقدير عالية ، إلا أن الأكيد أن إيران واذرعها أصيبوا بضعف وارتباك يحتاج إلى فترة طويلة لكي يتعافى …لكن ما تقوم به إيران يشير بأنها تعمل وتتنازل للشيطان وكأنه باق في البيت الأبيض. بعد ان كان لبنان ، اصبح العراق بوابة السلام في الشرق الاوسط . منه تنطلق المحاور «الملائكية» ، وعبره تمر شياطين السياسة والحروب . في هذه الأثناء تتدفق المشاريع بسوريا والعراق الذي سيتحول إلى بوابة « السلام الأميركي» في المنطقة بعلم ورضى نظام الملالي … دمشق تتراجع في أجندة طهران وبغداد تتقدم .. منها سوف تنطلق المفاوضات «الملائكية» ، اوعبرها ستمر الحروب . 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الرئيس التونسي يتهم النواب بخيانة الأمانة next post رواية فرنسية عن فشل الأكراد السوريين في الاندماج You may also like قصة الطائرة الفرنسية المخطوفة على يد جزائري عام... 29 أبريل، 2024 هكذا هرب جنرال إيراني إلى أحضان “سي آي... 25 أبريل، 2024 هل تقف أوروبا “عاجزة” أمام التجسس الصيني؟ 25 أبريل، 2024 أحمد عبد الحكيم يكتب عن: قصة تحول عقود... 24 أبريل، 2024 “حزب الله”… من النشأة إلى حكم الدويلة والسلاح 23 أبريل، 2024 يوليوس قيصر… هل اغتال نفسه؟ 19 أبريل، 2024 من قتل الفرعون الصغير توت عنخ آمون؟ 12 أبريل، 2024 ماذا تبقى من “حزب البعث” في الذكرى الـ77... 10 أبريل، 2024 هل لدى روسيا حلفاء في مواجهتها الضارية مع... 1 أبريل، 2024 هل يدفع “المركزي البرازيلي” فاتورة تأييد الاستعباد في... 28 مارس، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.