نبيل البقيلي من هاليفاكس : انه طلال حيدر

نبيل البقيلي canadavoice1@gmail.com

من يعرف طلال حيدر ، يعرف انه لا يستحق كل هذه القساوة في النقد ، او التعليق على قصيدة خاض فيها مغامرة اخرى من مغامراته العبثية في الشعر او الكتابة او السلوك .

لقد شكل طلال حيدر دائماً حالة خاصة في الحياة الثقافية ببيروت ، وهي الحالة العبثية التي تجاوزت المحظور ، وتمادت الى حد العبث بالعبثية ذاتها ، فكانت خصوصيته مدرسة في فن الفجور  .. الفجور بمعناه الاخلاقي احياناً او في دلالاته الفنية في معظم الاحيان .

زين المدينة بعبثيته وعباءته البعلبكية ، واعطى بيروت معناها الحقيقي في الحرية .

كتب للرحانبة بسرية تامة ، غنته فيروز بعلانية فاضحة. كان قومياً بلا دلالات واضحة على قوميته ، ولكنه بالتآكيد كان “رفيقاً” محترماً في اوساط القوميين السوريين نظراً لصداقته الخاصة مع رفيقه الشهيد كمال خير بك .  وقصيدته الشهيرة (ناس قالوا قتل .. ناس قالوا مات .. ناس قالوا دخل عتمة خيالو  ومات )  ربما لست دقيقاً في النص .

كانت بيروت تليق بجنون طلال حيدر .. اقام الاعراس في جرود بعلبك .. صرخ في الوديان .. ودعى الطيور الى احتفالاته ..

هو فنان ومبدع وخاص .. له الحرية في ان يقول ما يريد ان يقول بعيداً عن مواقف النقد المفتعلة المبنية على اسس سياسية .. رفض طلال دائماً الدخول في متاهاتها .

قد تكون قصيدة الإمس استفزت معظم الذين لهم مواقف سياسية من المملكة العربية السعودية .. ولكن فلنتخيل انه امتدح ايران “وربما يكون قد فعل ذلك ذات يوم ” .. فهل هو على صواب ..؟

ومع ذلك خرج طلال حيدر  في قصيدته المثيرة للجدل مرتدياً العباءة السعودية  رافعاً سيف آل سعود .. ولكنها بالتآكيد احدى عبثياته المحببة الى القلب .

انه طلال حيدر