الجمعة, أبريل 25, 2025
الجمعة, أبريل 25, 2025
Home » “نافذة على الشعر الصيني” مختارات من الحقبات القديمة إلى اليوم

“نافذة على الشعر الصيني” مختارات من الحقبات القديمة إلى اليوم

by admin

 

مشهد شامل وتحية إلى طاغور وقصيدة مجهولة للروائي النوبلي مو يان

اندبندنت عربية / علي عطا

من الواضح ان الصين شرعت في الانفتاح على العالم في السنوات الأخيرة، تجارةً وثقافة، وبرز من ثم احتكاك كثير من مبدعيها بمنابع الأدب العالمي، في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، في ظل صخب “اقتصاد السوق” وأجواء العولمة، وتراجع الشعر أمام اكتساح الرواية.

ووفقاً لمحسن الفرجاني، وهو من أبرز مترجمي الأدب الصيني إلى العربية، فإنه  وفي ظل تنامي تأثير شبكات التواصل الاجتماعي، انقسمت ساحة الشعر في الصين إلى جماعات متنافرة، وانزاحت الكتابة الشعرية إلى أقصى حدود الهامش، وإن ظل بعض الشعراء يحتفظون بمكانة طيبة. وهذا الرأي المستند إلى خبرة عميقة في الأدب الصيني القديم والحديث، أورده الفرجاني، أستاذ اللغة الصينية المساعد في كلية الألسن في جامعة عين شمس، ضمن تقديمه لكتاب “نافذة على الشعر الصيني: مختارات نخبة من الشعراء” (سلسلة آفاق عالمية – الهيئة العامة لقصور الثقافة – القاهرة). ويتضمن الكتاب قصائد لـ 25 شاعراً صينياً، وقصيدة للشاعر الهندي رابندرانات طاغور (1861 – 1941) انطلاقاً من أنه “صاحب تأثير عميق على الأدب الصيني الحديث”، وقصيدتين لعميد الأدب الصيني الحديث لوشون؛ “ليالي الربيع” و”مشاعر الحنين”.

طاغور ومويان

المختارات الشعرية بالترجمة العربية (هيئة قصور الثقافة)

 

شارك في اختيار وترجمة هذه القصائد من الصينية إلى العربية تسعة من المترجمين الشباب؛ “بوحي من تقديرهم الشخصي وحسهم الجمالي ووعيهم بقيمة المادة المترجمة دون تدخل أو تفضيل أو ترشيح من أي جهة”، بحسب الفرجاني الذي راجع الترجمات وتولى بنفسه ترجمة قصيدة للروائي الصيني مويان (1955) عنوانها “هافانا الجميلة”، وقصيدة “أحزان الرحيل” للشاعر القديم تشيوان (340 ق م – 278 ق م). ويلاحظ أن مترجمي هذه القصائد، جميعهم من النساء، باستثناء الفرجاني والمترجم محمد حسن صبري. وبعضهم درس اللغة الصينية في المركز الثقافي الصيني في القاهرة، وورش للترجمة الأدبية، فيما غالبيتهم من خريجي كلية الأسن في جامعة عين شمس. أما المختارات نفسها، فيقتصر تمثيل المرأة فيها على شاعرتين فقط هما سان ماو، من الصين الحديثة، ولي تشينغ تشاو من الصين القديمة. وتعتبر الأخيرة في تقدير بعض الدارسين “خنساء الصين”، علما أنها عاشت بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين.

وأوضح الفرجاني في تقديمه للكتاب الذي جاء في 343 صفحة من القطع الوسط، أنه حرص على أن تتضمن المختارات قصيدة لمويان الفائز بجائزة نوبل عام 2012 للتعريف به كشاعر، في ظل اشتهاره بإنتاجه القصصي والروائي. واعتبر الفرجاني قصيدة “هافانا الجميلة” “واحدة من إبداعات مويان في غير المعهود في كتاباته، ولا يخفى أن للرجل كثيراً من المحاولات المتميزة في أكثر من جنس أدبي، وقد قال هو نفسه إن أولى محاولاته للنشر كانت عبارة عن مسرحية قصيرة” ص 47. وعن ورود قصيدة لطاغور ضمن هذه المختارات، أوضح الفرجاني أنها “تجربة عملية للمترجم محمد حسن صبري لإثبات واحدة من حقائق التبادلات الثقافية التاريخية وهي أن الصين كان لها الإسهام البارز والفضل العظيم في حفظ كثير من عيون التراث الهندي في الأساطير والحكايات والفلسفات والنظ العقائدية، وبالتالي فلا غضاضة من أن تكون الصينية جسراً طبيعياً ووسيطاً أصيلاً في النقل عن الثقافة الهندية، بحكم الجوار الجغرافي وعمق التواصل الحضاري”.

25 شاعراً

الشعر الصيني والرسم (من الكتاب)

 

وبالإضافة إلى قصائد طاغور ومويان وللوشون، تضم القائمة قصائد ل- 25 شاعراً صينياً، منهم: بيداو، الذي ترجمت أعماله لأكثر من عشرين لغة ورشح من قبل لجائزة نوبل، علما أنه يعيش حالياً في هونج كونج، وسبق له العيش في الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الأوروبية. تشانغ جيو لينغ (678 – 740م)، تشيوان وهو مؤسس الأدب الرومانسي الصيني، وتعتبر قصيدته “أحزان الرحيل” إحدى معلقات الشعر الصيني القديم. جوان جين تشاو (1950) ويشغل حالياً منصب مدير الرابطة الوطنية لكتاب الأقليات. خوشه (1891 – 1962) وكانت “المختارات الشعرية” التي نشرها عام 1920 أول مجموعة شعرية عامية في تاريخ الأدب الصيني الجديد. دوفو (712 – 770) كان يلقب بـ “حكيم الشعر” وكشفت قصائده بجرأة عن التناقضات الاجتماعية في زمنه. سان ماو (1943 – 1991) درست في إسبانيا وألمانيا والولايات المتحدة وتعتبر من أبرز وجوه الساحة الأدبية الصينية في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين. شه جه (1948) وهو حاصل على أعلى جائزة في فئة الشعر بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وتضم قائمة المترجمين، بالإضافة إلى محسن الفرجاني ومحمد حسن صبري: أسماء مصطفى عيطة، بسمة طارق محمد، دينا التهامي، رانيا فتحي، ريهام سمير، سندريلا سمير،هدير مصطفى شوقي، وياسمين شورى.

المرجعية الأخلاقية

وذهب الفرجاني في المقدمة التمهيدية للمختارات إلى أنه ليس هناك أدنى مبالغة في القول بأن الشعر هو ديوان الإبداع الصيني، فهذا قول صحيح تماماً في تقدير قيمة الكتابة الشعرية الصينية، سواء أكانت قصائد غنائية في فترة مبكرة من عصر الأدب القديم، الذي انطلق قبل ألفي عام، أم في مراحل لاحقة. ويبقى القول صحيحاً، حتى مطلع القرن العشرين، حين برزت أجناس أدبية أخرى، تفوقت على الشعر للمرة الأولى في تاريخ الصين. ومسألة ربط الشعر بالأخلاقيات مفهومة في إطار الفلسفة الصينية القديمة وحكمائها الكبار. فهذا كونفوشيوس يرى في موسيقى الشعر وأوزانه تأصيلاً لفكرة “القواعد” الراسخة بوصفها مرجعا يُحتكم إليه مثلما يجري الاحتكام إلى مرجعية الأخلاق وأصوليتها. فذلك هو الشعر الصيني الذي حظي بمكانة فنية جمالية بوصفه أرفع أجناس الأدب فضلا عن صلته الوثيقة بالمرجعية الأخلاقية.

ويقول الفرجاني إن الصين عرفت الشعر في صورته القديمة التقليدية بين القرنين السابع إلى السادس قبل الميلاد. وإذا كانت الصين لم تعرف “الملحمة” ولا “التراجيديا” في عصورها البعيدة أو الوسيطة فقد قام الشعر بما كانت تقوم به هذه الأجناس من حيث ذكر بطولات الأقدمين والتغني بأمجاد عصور غابرة وتاريخ للأحداث الكبرى وترسيخ القيم العريقة. ثم جاء حين من الدهر تحوَّل فيه الأداء الشعري من الالتزام بنسق كلاسيكي، تراثي المنهل، مطروق السبيل، إلى الأخذ بنمط يسمح بالتعبير عن المشاعر الشخصية بوصفها غرضاً جديداً من أغراضه.

الثورة الثقافية

وبلور هذا التحول – يقول فرجاني – قاعدة عريقة في الكتابة الشعرية في الصين وهي أن القصيد (التقليدي والغنائي) يتضمن التعبير عن الأغراض الاجتماعية والسياسية. وامتزج الثقافي بالسياسي والاجتماعي في حركة الرابع من مايو/ أيار 1919 وبدا للمثقفين أن من أسباب وقوع بلادهم تحت نير الاستعمار الالتزام بالتقاليد الكونفوشية والنظام الاجتماعي والفكري القديم، خصوصا في الآداب والفنونوبالتالي دعوا إلى الكتابة بالعامية المتداولة وهحر الصينية الكلاسيكية، فتراجع الشعر لتزدهر الرواية والقصة والمسرح على أساس أن هذه الأجناس الأدبية أكثر ارتباطاً بأجواء المجتمع العصري. وفي الخمسينيات من القرن الماضي تدفق الإنتاج الشعري ولكن كعاصفة جامحة، ضاع في خضمها الصوت الفردي.

ولما جاءت الستينيات تراجعت موجة القصيد القصصي الواقعي ليحل محلها اتجاهان: أحدهما استغرق في وصف مظاهر الحياة اليومية عبر لوحات شعرية، بعيداً عن الاهتمام بتفاصيل الواقع المعيش. والآخر راح يربط بين الكتابة الشعرية والأحداث السياسية في خضم التطلعات الثورية، ومن بين الأعمال المهمة في هذا التيار قصيدة “نافذة قطار إلى الغرب” للشاعر هتشينغ تشي، وقصيدة “مسيرة كونلون” للشاعر قوشياو تشاو، وقصيدة “العودة إلى قرية يانغ لو” للشاعر لوتشي. وتتفق معظم مصادر تاريخ الأدب الصيني الحديث والمعاصر على أن سنوات “الثورة الثقافية الكبرى” كانت مرحلة أزمة في مسار الشعر الصيني. كانت أول كتابة شعرية ذات قيمة عقب تلك السنوات الممتدة من منتصف الستينيات إلى منتصف السبعينيات، هي قصيدة “أكتوبر الصين” للشاعر هتشينغ تشي، وربما كانت هي الشرارة التي ألهمت ساحة الإبداع الشعري باستعادة وهج الكتابة في السنوات العشر التي أعقبت قيام “الصين الجديدة”.

مرحلة جديدة

ومع بداية ثمانينيات القرن العشرين كان الإبداع الشعري الصيني على موعد مع مرحلة جديدة من تاريخه، تخلص فيها من القالب السياسي، واندفعت مسيرة تطوره في ثلاثة تيارات كبرى، بحسب فرجاني: تيار الواقعية، تيار شعر الغموض، شعر العصر الجديد. وكان طبيعياً في ظل التأكيد على الصوت الفردي، بعيداً عن أصداء الحشود أن يجري الالتفات إلى صوت الأقاليم. ويمكن القول إن منطقة سيتشوان أسهمت بشكل بارز في ظهور تيارات شعرية متمردة. كما ظهر تيار الشعر النسوي، فلمع نجم الشاعرة وانغ شياوني (1955). ولم يكن هذا التيار كما يقول الفرجاني، محاولة للكشف عن جوهر النسوية بعيداً عن المسلمات الذكورية التي حجبته طويلاً (بوصفه جزءاً متمماً لفهم العالم) بل كان تجربة فنية جمالية تبتغي إعادة تفسير النظام الكوني والأصول الاجتماعية الراسخة، تمهيداً لإبداع مفاهيم نقدية جديدة.

المزيد عن: شعر صينيمختاراتالعصور القديمةالحداثةشعراءالطبيعةالروائي مو يانالكلاسيكيةالحنين

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili