النهار العربي
لا تقتصر الفائدة من تلقي لقاح الأنفلونزا على تأمين الحماية من فيروس الأنفلونزا ومن مضاعفاته، فقد أظهرت دراسة كندية حديثة أن لقاح الأنفلونزا قد تساهم في الحد من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، بحسب ما نشر فيSanteMagazine.
كان قد تبين سابقاً أن لقاح الأنفلونزا يمكن ان يحد من خطر الإصابة بالذبحة القلبية ومن احتمال دخول الاشخاص المصابين بمشكلات قلبية إلى المستشفى. وكان الهدف من هذه الدراسة التأكد مما إذا كان اللقاح له ميزات الحماية نفسها بالنسبة للأشخاص الذين هم عرضة للإصابة بالجلطة الدماغية. وقد تبين في الدراسة أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاح حديثاً واجهوا خطر الإصابة بجلطة دماغية بمعدلات أقل. علماً أنه يمكن أن يستفيد من ذلك كل الأشخاص الراشدين وليس فقط من يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بالجلطة الدماغية. وقد تناولت الدراسة أكثر من 4 ملايين ملف طبي على مدى 9 سنوات ومع مرور 10 مواسم أنفلونزا. وقد أخذت بعين الاعتبار عوامل عدة كالعمر وتناول مسيلات الدم والمشكلات الصحية المزمنة. وقد تبين فيها أن خطر التعرض لجلطة دماغية تراجع تراجعاً ملحوظاً خلال الأشهر الـ6 التي تلت تلقي لقاح الأنفلونزا، وقد اعتبر الخبراء أن هذه النتيجة يمكن أن تشكل أساساً لاعتماد استراتيجية للصحة العامة، تقضي بإجراء حملة تلقيح واسعة للوقاية من الجلطة الدماغية.
وفي هذه الدراسة، تبين للباحثين أن ثمة علاقة وثيقة ظهرت بين تلقي لقاح الأنفلونزا والحماية من الجلطة الدماغية، وقد ظهرت لدى النساء والرجال على حد سواء. هذا، وقد بدا واضحاً أن معدلات الاستفادة تزايدت تزايداً واضحاً مع التقدم بالعمر مع تراجع معدلات الإصابة بالجلطة الدماغية في حال تلقي لقاح الأنفلونزا.
تجدر الإشارة إلى أن ثمة دولاً، كفرنسا، يجرى فيها لقاح الأنفلونزا بتغطية شاملة بنسبة 100 في المئة، ويستفيد منها أولاً حتى 15 تشرين الثاني (نوفمبر) من تخطوا سن 65 سنة والأشخاص الذين عانوا أمراضاً مزمنة أو مشكلات صحية، كالقصور في جهاز التنفس أو في القلب أو الانسداد الرئوي المزمن أو الربو أو السكري، وأيضاً الحوامل والمصابون بالسمنة ومن يعيشون في محيط أشخاص يعانون ضعفاً في المناعة أو في محيط أطفال رضع بعمر هم دون سن الـ6 أشهر. كما يستفيد من حملة التلقيح العاملون في المجال الصحي وفي المراكز الطبية ومن يقدمون الرعاية لأشخاص أكثر هشاشة ومن هم أكثر عرضة للإصابة بفيروسي أنفلونزا الطيور أو أنفلونزا الخنازير. أما بعد هذا التاريخ فيمكن لباقي الناس الاستفادة من حملة التلقيح.