الجمعة, ديسمبر 27, 2024
الجمعة, ديسمبر 27, 2024
Home » موسى اليوسف من بيروت : نصر الله والثورة المضادة

موسى اليوسف من بيروت : نصر الله والثورة المضادة

by admin

خاص – بيروت/ موسى اليوسف

..تختلف ثورات ما بات يعرف بالربيع العربي من دولة إلى أخرى ، وبطبيعة الحال النتائج تراوحت بين الفشل في تحقيق الأهداف ، واندلاع حروب داخلية دامية جاءت سوريا قائمتها ، في حين عصفت حرب في اليمن « بتحالف عربي « تقوده السعوديه ودولة الإمارات .

أما ليبيا فقد انتهى ربيعها الى حرب داخلية هي الاكثر دموية بين ثورات الربيع .
دول اخرى ما زالت متعثرة وتعاني الامرين من أجل الوصول إلى خاتمة ، غير معروفة حتى الان .

اللافت في دول الربيع العربي أن قادتها هم رجال مسنون حكموا لسنوات طويلة بلغت الثلاثين , ومن بينهم حكام يوصفون ب « الاموات الاحياء» ، مثل حالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي قاد البلاد وهو عاجز عن النطق السليم ومن على كرسي متحرك.
واللافت أيضا أن معظم الذين كانوا يحكمون وخلعوا جاؤوا من المؤسسة العسكرية ، أو من خلفية عسكرية.
إضافة إلى هذا الحال وحدت شعوب دول الربيع مطالبها إلى حد ظهور تطابق» حرفي» في أسباب الثورات واهدافها.

من تونس، أطلق محمد البوعزيزي شرارة الثورات.
الرجل من أسرة فقيرة أضرم النار في جسده في ١٧ كانون الاول عام ٢٠١٠ غضبا من البطالة ومصادرة العربة التي كان يرتزق منها من قبل الشرطة.
في اليوم التالي خرج آلاف التونسيين إلى الشوارع تنديدا بالبطالة وغياب العدالة وتفاقم الفساد داخل الدولة.

من هناك طافت ثورات الربيع في عدد من الدول العربية، ومعها اوجاع الناس وشعاراتهم حتى بلغت لبنان.

الشعارات التي رفعت هنا وهناك، طموحة وكثيرة ومتطابقة، أبرزها وأشهرها شعار « الشعب يريد اسقاط النظام»، وفي صلبه ثلاثية (القضاء على الفساد ، وتحسين الحياة المعيشية ، والحريات).

هذه الموجة « الثورية» وصلت لبنان نصا وروحا .
تلقفها اللبنانيون ونزلوا بها إلى الساحات ، وكأن كلاما من نوع «كل العرب في الهم واحد» يصح من دون نقاش،وهو يعبر عن الواقع العربي البائس.

قبل عشرة أيام دخلت الثورة بيوت اللبنانيين وساحاتهم في أجواء يسودها الاعتقاد أن الثورة ستنجح لا محالة بسبب فقدان اسباب وظروف ظهور « ثورة مضادة» التي تغلبت على ثورات الربيع.

اصحاب هكذا اعتقاد يستندون إلى اعتقاد اخر مفاده ، « في لبنان لا يجرؤ أحد على المجاهرة والاعلان أنه ضد ثورة الشعب، و»الأقوياء» في السلطة وحماتهم سيتجنبون خيار الوقوف ضد الثورة خشية أثار مواجهة سياسية أو عنفية.
خاب الظن ، وحدث انقسام داخل المنظومة المهيمنة على البلاد .
– قوة سياسية انحنت أمام الثورة ، ليس احتراما وتقديرا وتأييدا، ولكن تربصا حتى تمر العاصفة.
– قوة سياسية التزمت الصمت واختارت « النأي بالنفس « مع قليل من مناورة تمثلت في مسايرة الناس تحسبا لحدوث تغييرات عن مؤكدة.
– قوة ثالثة، هي القادرة على الاعتراض وإظهار العين الحمراء .

ثلاث لاءات: ( لا تساير ولا تسامح ولا توارب) في اعلان اي عمل واي رأي.
هذه القوة هي حزب الله.
وفقا لناشطين في الساحات، أن الثورة حسبت حساب كل شيئ وادرجت الحزب في رأس قائمة هذه الحسابات ، وهو ان الحزب لن يرضى ولن يتسامح « باي عمل يقوض الواقع القائم في الحياة السياسية التي توصف بالفاسدة. ولكنها تلائم الى حد بعيد ظروفه واهدافه السياسية .

موقف الحزب من الثورة اصبح اكثر وضوحاً حين أعلن نصرالله ، في اليوم الثالث على الثورة، أن هذا الحراك لن يسقط « النظام « وان إطاحة الرئيس ميشال عون غير ممكنة ، مخاطبا الساحات بعبارة « ما تعبوا حالكن». الى « لا نقبل بإسقاط العهد ، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا انتخابات نيابية مبكرة».

خطا نصرالله فيما بعد الى ابعد من ذلك باللجوء إلى «سياسة التخوين» ، متهما نشطاء في الثورة بتلقي أموالا « من جهات أجنبية» وهم على اتصال ب « سفارات» ، لتمويل الحراك ، متحديا أن يكشفوا عن هوايتهم! مع تذكير الثورة بأن» اقوى طرف في لبنان هو المقاومة».
بعد تهم « الخيانة» حذر نصر الله من « حرب أهلية».

اتهام ثورة تحشد مليوني مواطن بالعمالة ، حسب النشطاء، ليس أمرا عابرا وستكون له تداعيات ، « لأن اتهاما بهذا الحجم يعتبر « أخبارا» يحرك السلطات الأمنية والقضائية. لفتح تحقيق بتلقي قادة في الثورة أموالا من دول اجنبية ،

هل يريد السيد التحقيق مع الثوار بتهمة « الفساد» ، أو « الخيانة العظمى»؟.

عما اذا كان لموقف نصر الله تأثيرات محتملة على الثورة يقول احد الناشطين البارزين : «بالتأكيد لن يكون هناك تأثيرات سلبية .الثوار يتوقعون حملة مضادة، او ثورة مضادة. ويتوقعون تشكيكا بنزاهتها من جهات عدة ، في المقدمة حزب الله ، وهو كان شكك في خطاب سابق بقدرة الثورة على أحداث تغيير جوهري ، في حين أن قصر بعبدا عاش حالة نكران استمرت ثمانية أيام حتى «اقتنع» الرئيس عون بوجودها …والتحاور معها».

ويلفت إلى أن زعماء حزب الله يتميزون بخطابات « حديدية» وحاسمة إلا أن هذه الصفات تخونهم عندما يتعلق الأمر بحدث او موضوع يكون على صلة مباشرة بهم.

يضيف ، «نصر الله توجه إلى جمهوره . تحت الضغط ، ضغط الثورة وضغط « حاضنته» وقاعدته التي شاركت في الثورة ببيروت و مدن كبرى في جنوب لبنان ، مثل ساحات في مدينة صور والنبطية .خرج ليقول لهم « ابتعدوا عن ثورة ممولة من سفارات اجنبية تستهدف سلاح حزب الله» .
«لو لم تتمدد الثورة إلى كل مناطق نفوذ الحزب بالمشاركة والتأيد والدعم ، لكان نصر الله أرجأ خطاب التخوين والتخويف إلى وقت آخر».

يستمر الناشط أن « الخطاب القي بصوت هادئ الا أن مضمونه جاء صاعقا على الثوار الذين صدموا مرة أولى في «خطاب السبت» الذي لم يكن له اي تأثيرات سلبية .
وينتهى إلى القول « المؤمن لا يتعرض للصدمة مرتين»…ونحن مؤمنون بالثورة بلا حدود» .

تداعيات على مستوى الحزب

في لبنان يوجد ثلاثية يصفها حزب الله بالذهبية، وهي ( جيش ، شعب ، مقاومة) يقول الحزب أن ترابط الثلاثية هو سر قوة لبنان واستقراره.

هذه الثلاثية ستكون أول ضحايا موقف السيد من الثورة. فالشعب ،هو الأساس والأقوى في الحلقة الذهبية . حزب الله وضع نفسه في مواجهة مع هذا الشعب ، أما القول إن الشعب ليس هو الثورة ففي هذه الحالة يمكن القول إن نصف الشعب ثورة، ولا يمكن أن يقال إن نصفه الاخر سيبقى في الحلقة مع الحزب وهذا النصف الآخر لا يكفي لبقاء القاعدة الذهبية على فعاليتها. خصوصا أن الثورة قامت من اجل محاربة الفساد والفاسدين في الدولة من دون استثناء .
حتى الان الثورة تتحرك « بنصف محرك» اي نصف الشعب وتحقق هذه الانجازات الكبيرة في غضون عشرة أيام ، ماذا عن عشرة أيام أخرى؟

في الساحات واثقون من نجاح ثورتهم ، ويشيرون الى إن فشل بعض ثورات الربيع العربي يعود إلى لجوء الثورة المضادة والدولة العميقة إلى العنف.
يقول احد الناشطين « الشعب اللبناني لن يكون من الفاشلين انه يقوم بآخر ثورات الربيع العربي. وثورتنا تحمل سلة أهداف ابرزها اسقاط هيمنة الحزب على الدولة. واتخاذه قرارات غير حكيمة ادت الى توتر العلاقات بين لبنان ومعظم الدول العربية والدولية .نتيجة السطو بقوته العسكرية على قراري الحرب والسلم اللذين يعودان إلى الرئاسات الثلاث مجتمعة» .

وتقول احدى الناشطات «مشكلة بعض اللبنانيين ممن في السلطة ومن داعميها انهم يعتقدون ان الثورة هشة يقودها صبايا وشبابا غير محترفين وما زالوا خلف مقاعد الدراسة ولا يعرفون ماذا تعني الثورة… الثورة انضجتها الظروف ، وحددت اهدافها بعنياية فائقة ، ابرزها تحقيق العدالة للجميع وقيام دولة المؤوسسات ، والخروج من جحيم الطائفية التي سيطرت على عقول الناس ومنعتهم من تحقيق مصيرهم في وطن حر ،مستقل يعيداً عن التدخلات الاجتبية »

«هم يذكرون أن تحركنا كان بالنسبه اليهم مفاجأة..
ونصرنا سيكون مفاجأة الثورات العربية القديمة والحديثه».

«نحن في ثورة لبنانية جديدة، صرفة .. نقية ونظيفة .نعلم أن أشقاؤنا في الوطن العربي ينظرون الينا بدعاء وتضامن وامل ، والامل لا يموت».

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00