ثقافة و فنونعربي “موتى يافا”… فلسطينيّ واحد وتوابيت كثر by admin 31 مارس، 2020 written by admin 31 مارس، 2020 178 عرب 48 / فسحة / سماح بصول يبدأ فيلم “موتى يافا” بنقل طلال (الممثّل الفتى جهاد باباي) في صندوق، وينتهي الفيلم به ومعه في صندوق آخر! ينضمّ هذا الفتى الفلسطينيّ الجَسور المتمرّد إلى تعداد أموات يافا، في ظروف تُحاكي ظروف كثيرين ممّن سبقوه. ليس الأموات وحدهم مَنْ يُحْمَلون في توابيت هنا، ثمّة أحياء أيضًا، تلفّهم مساحات ضيّقة تشبه في حصارها عتمة التابوت! ربّما تكون هذه مساحات الكينونة الشخصيّة، أو مساحات الذكريات، أو الصراعات القوميّة، أو المعاناة الاجتماعيّة. رغبة ريتا وخشية جورج يُنقل ثلاثة أولاد تهريبًا من قرية في الضفّة الغربيّة إلى آخر بيوت أقاربهم في يافا، زوجان لم يُرزقا بأطفال تحطّ عليهما هديّة سماويّة، ثلاثة أولاد لأمّ غابت وأب أسير. تفرح ريتا (الممثّلة ربى بلال) بهذه العطيّة من الله، على عكس زوجها جورج (الممثّل يوسف أبو وردة)، صاحب الدكّان البسيط الّذي تلاحقه أطياف الماكثين بلا تصاريح من فلسطينيّي الضفّة الغربيّة في مدينته. يعي جورج تمامًا كيف تنظر الشرطة إلى هؤلاء، كيف تطاردهم وتؤذيهم، وتؤذي كلّ مَنْ يقدّم لهم المساعدة. يختبر جورج بنفسه لحظة انكسار عندما يعجز عن احتواء محاولة جندب، وهو شابّ فلسطينيّ، آثر الاحتماء في دكّانه هربًا من أصفاد الشرطة. يترنّح جورج بين رغبة ريتا في تربية الأولاد الثلاثة، وبين قناعته المبطّنة بعدم أهليّتها النفسيّة لذلك، ناهيك عن عدم امتلاك تصاريح لوجود الأولاد في يافا. يُعارض بقاءهم كثيرًا، لكنّه في نهاية الأمر ينصاع لقدرة التحدّي في جورج الإنسان الفلسطينيّ، ورابط الدم بينه والأولاد الثلاثة، مقابل المنظومة الّتي تقتل وتحتمي بالقانون. ربّما يومان وربّما ثلاثة، يمكث أولاد في بيت عائلة، يأكلون ويشربون ويزورون البحر، دون أن يلتفت أحد إلى حاجة هؤلاء للاستحمام وتغيير الملابس! إنّ الإنسان الطبيعيّ، مهما كان معارضًا لوجود طفل غريب في بيته، إلّا أنّ الغريزة الإنسانيّة تدفع به إلى اقتراح أبسط الأمور لتحسين جودة حياة هذا الطفل: النظافة الشخصيّة. القتل خدمة لسيناريو المخرج ربّما يكون المخرج الإسرائيليّ رام ليفي قد تحدّى المؤسّسة الإسرائيليّة عام 1978، عندما أخرج فيلمه “خربة خزعة” عن رواية للكاتب س. يزهار. وضع ذلك الفيلم المرآة أمام المجتمع الإسرائيليّ، والجيش والقيادات السياسيّة حول فظائع الاحتلال، وارتكاب المجازر، وجمع الفلسطينيّين العُزّل وتكديسهم في شاحنات، ترمي بهم على الحدود مع الدول العربيّة المجاورة. لكن ليفي في فيلمه هذا، المقتبس عن رواية جلعاد عفرون، لم يعُد إلى عام 1948 فحسب، بل تعمّق في الرواية الفلسطينيّة عائدًا بنا إلى فترة الانتداب البريطانيّ، من خلال عرض قصّة مخرج إنجليزيّ، جاء يصوّر فيلمًا في يافا عن والده المجنّد، ووالدته، وطبيبها الفلسطينيّ الّذي قتله زوجها. يعود المخرج إلى يافا ظانًّا منه أنّ الدراما كفيلة بمعالجته من الشعور بالذنب والإنكار، لكنّه في حقيقة الأمر يضيف طبقة عازلة على تاريخ لم يُكتب. ليفي في فيلمه هذا، المقتبس عن رواية جلعاد عفرون، لم يعُد إلى عام 1948 فحسب، بل تعمّق في الرواية الفلسطينيّة عائدًا بنا إلى فترة الانتداب البريطانيّ تتداخل قصّة جورج والأولاد الثلاثة، بفيلم المخرج الإنجليزيّ الّذي يتّخذ من جورج ممثّلًا لأداء دور الطبيب – ضحيّة رصاصة والده – يقتل المخرج جورج مجازًا من خلال السيناريو، ويُقتل طلال فعليًّا خدمةً لنفس السيناريو! حكايات متشابكة تشارك الشرطة الإسرائيليّة في مقتل طلال، وتسعى – كما تفعل دائمًا – إلى حماية أفرادها من العقاب، بذرائع الخوف والمباغتة والصدفة! لكن هناك، في مقرّ الشرطة الإسرائيليّة، لا تزال أرواح موتى يافا حاضرة في رمزيّة مثيرة لطيف الفلسطينيّ، الّذي يلاحق جلّاده أينما حلّ. يُثقل علينا ليفي بعرضه مجموعة متشابكة من الحكايات، الّتي تعكس مراحل العبث بمصير الفلسطينيّين، بدءًا بالإنجليز الّذين فتحوا الطريق لاحتلال الأرض، والإسرائيليّين الّذين هَجّروا وقتلوا وشرّدوا، ولا تزال تنهكهم مطاردة أشباح الفلسطينيّين، وحكاية ذاك الفلسطينيّ المنتفع الراغب في إرضاء الأطراف الأقوى، مرورًا بحكاية ريتا وجورج الشخصيّة، ورغبة ريتا في أن تكون أمًّا، وحكاية النسيج المتداعي في علاقات الفلسطينيّين على طرفَي الخطّ الأخضر! ينسج ليفي واقعًا مركّبًا متبَّلًا بعيّنات متنوّعة من الناس، لها أهمّيّتها في التطوّر الدراميّ وفي الواقع المطروح؛ فالمحامي رمزي (الممثّل سليم ضوّ) نموذج لعربيّ جيّد أفرزته السياسات الإسرائيليّة، مواطن هُلاميّ يتكيّف مع الظرف الآنيّ، يرى في المنفعة الفرديّة طريقًا، يناور ويراوغ ويدحر المشاعر جانبًا، لا موقف سياسيًّا لديه ولا مبادئ؛ فالمصلحة صاحبة الرأي والقرار. طلال… الرواية الأبقى لكنّ الرواية الأبقى رواية طلال، فتًى عاش 13 سنة من حياته في ظلّ الاحتلال. طلال مُقاوم بالفطرة ومتمرّد حتّى الشهادة. وصل طلال في صندوق سيّارة إلى يافا، وخرج منها على سقف ذات السيّارة في صندوق آخر أكثر عتمة. يتحدّى طلال كلّ المنظومات، يتحدّى أوامر جورج الساعي إلى إخفائه عن عيون الجيران، ويتحدّى محاولات طمس حكايات النكبة والتهجير، عندما اختار صُحبة الموتى الّذين تعيش أرواحهم في بيوت شُرِّدوا منها، يراهم وهم يعيشون حياة زاخرة بالمتعة، يراقبهم وهم يرحلون، ثمّ ينضمّ إليهم على يد القاتل نفسه. لا يخشى هذا الفتى التعبير عن رأيه – ولو أنّ في ذلك بعض المبالغة الدراميّة – ينضمّ إلى مظاهرة متخيَّلة، ثمّ يتحوّل قائدًا لها، ثمّ شهيدًا لتفاقمها وتحوّلها بين مسرحين: مسرح الفيلم السينمائيّ ومسرح الواقع الفلسطينيّ. هنا، ومع موت طلال تتضافر من جديد حكايات جورج وريتا، والفيلم الإنجليزيّ والسيطرة الإسرائيليّة! التحدّي لا شكّ في أنّ لهذا الفيلم وقعًا خاصًّا نظرًا إلى رسالته السياسيّة، لكن يُؤخذ عليه عدد كبير من الحوارات الّتي لم تُضف إلى الحبكة ولا إلى الشخصيّات، فضلًا عن أداء بعض الممثّلين فيه؛ ذلك الأداء الّذي لم يرتقِ ليعبّر عن الشخصيّات الّتي يجسّدونها. تُبشّر نهاية الفيلم بولادة جديدة تتحدّى الموت، تتحدّى المكانة السياسيّة، تتحدّى الحلقة الأقوى في الصراع، تقف بالمرصاد لمحاولات شقّ الفلسطينيّين إلى شقّين جغرافيّين يَحولان دون الشعور بالانتماء إلى ذات الشعب. تقف ريتا مراقِبةً نقل جثمان طلال عائدًا إلى الضفّة الغربيّة، تركض نحوها شقيقة طلال الصغيرة مندفعة من سيّارة الشرطة الإسرائيليّة، في لحظة تحدٍّ للنظام الشرطيّ والقانون الإسرائيليّ، تختبئ تحت فستان ريتا لحظات، تفاديًا ما سيحدث، ثمّ تُولد من جديد، من تحت فستان ريتا، تظهر يدها الصغيرة قبل وجهها، وتلامس يد جورج علّه ينطلق في مغامرة أبوّة أبديّة. “موتى يافا” (2020)، إخراج: رام ليفي، سيناريو: جلعاد عفرون وعلاء حليحل، بطولة: يوسف أبو وردة، وربى بلال، وسليم ضوّ. سماح بصول تسكن في الرينة، شمال فلسطين. صحافيّة، محرّرة ‘دوغري نت’ بالعربيّة، ومركّزة مشروع الإعلام العربيّ في مركز ‘إعلام’. حاصلة على البكالوريوس في اللغة العبريّة وأدبها، والماجستير في ثقافة السينما، وتدرس حاليًّا الماجستير في الأدب العربيّ. المزيد عن : يافا /أمومة /طفولة /فلسطينيون /تصاريح /الضفة الغربية /قبل النكبة /الانتداب /موت /توابيت /سماح بصول /رام ليفي 49 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post العالم يتغير بعد كورونا.. الدبلوماسية الافتراضية هي الحل next post أغنية جديدة لبوب ديلن عن اغتيال جون كينيدي You may also like أول ترشيحات “القلم الذهبي” تحتفي بالرعب والفانتازيا 17 نوفمبر، 2024 شعراء فلسطينيون في الشتات… تفكيك المنفى والغضب والألم 17 نوفمبر، 2024 “بيدرو بارامو” رواية خوان رولفو السحرية تتجلى سينمائيا 16 نوفمبر، 2024 دانيال كريغ لا يكترث من يخلفه في دور... 16 نوفمبر، 2024 جاكسون بولوك جسد التعبيرية التجريدية قبل أن يطلق... 16 نوفمبر، 2024 المخرج والتر ساليس ينبش الماضي البرازيلي الديكتاتوري 16 نوفمبر، 2024 الحقيقة المزعجة حول العمل الفائز بجائزة “بوكر” لهذا... 16 نوفمبر، 2024 فرويد الذي لم يحب السينما كان لافتا في... 16 نوفمبر، 2024 يونس البستي لـ”المجلة”: شكري فتح السرد العربي على... 15 نوفمبر، 2024 مرصد كتب “المجلة”… جولة على أحدث إصدارات دور... 15 نوفمبر، 2024 49 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 22 مارس، 2024 - 5:22 م Hello just wanted to give you a quick heads up. The text in your content seem to be running off the screen in Firefox. I’m not sure if this is a format issue or something to do with internet browser compatibility but I thought I’d post to let you know. The design and style look great though! Hope you get the problem solved soon. Kudos Reply глаз бога тг 9 أبريل، 2024 - 11:47 م Usually I do not read article on blogs, however I wish to say that this write-up very forced me to try and do so! Your writing taste has been amazed me. Thank you, quite great article. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 11 أبريل، 2024 - 9:43 ص Your style is very unique compared to other people I have read stuff from. Thanks for posting when you have the opportunity, Guess I will just bookmark this page. Reply глаз бога тг 11 أبريل، 2024 - 10:21 م Appreciate the recommendation. Will try it out. Reply глаз бога бот 12 أبريل، 2024 - 6:44 م My spouse and I stumbled over here from a different page and thought I might check things out. I like what I see so now i am following you. Look forward to exploring your web page for a second time. Reply глаз бога телеграмм 13 أبريل، 2024 - 4:21 ص My coder is trying to persuade me to move to .net from PHP. I have always disliked the idea because of the expenses. But he’s tryiong none the less. I’ve been using Movable-type on a number of websites for about a year and am anxious about switching to another platform. I have heard fantastic things about blogengine.net. Is there a way I can transfer all my wordpress content into it? Any kind of help would be really appreciated! Reply глаз бога телеграмм бесплатно 13 أبريل، 2024 - 2:49 م Good way of explaining, and nice post to get data about my presentation topic, which i am going to convey in college. Reply глаз бога тг 14 أبريل، 2024 - 1:08 ص I’m now not positive where you are getting your info, however good topic. I needs to spend a while studying more or understanding more. Thank you for great information I used to be looking for this information for my mission. Reply глаз бога тг 14 أبريل، 2024 - 11:28 ص What’s up, its nice piece of writing about media print, we all understand media is a wonderful source of information. Reply глаз бога 14 أبريل، 2024 - 8:59 م It’s awesome in favor of me to have a website, which is useful for my experience. thanks admin Reply глаз бога тг 15 أبريل، 2024 - 6:30 ص It’s really a cool and helpful piece of information. I’m glad that you shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thank you for sharing. Reply глаз бога бот 15 أبريل، 2024 - 4:46 م When someone writes an piece of writing he/she keeps the thought of a user in his/her mind that how a user can know it. Thus that’s why this post is great. Thanks! Reply глаз бога телеграмм 16 أبريل، 2024 - 3:06 ص I blog frequently and I really appreciate your content. This great article has really peaked my interest. I will bookmark your website and keep checking for new information about once a week. I subscribed to your RSS feed as well. Reply глаз бога телеграмм 16 أبريل، 2024 - 1:39 م This post gives clear idea in favor of the new people of blogging, that in fact how to do blogging and site-building. Reply Большой бисер купить 17 أبريل، 2024 - 7:03 م Nice blog here! Also your website a lot up fast! What host are you using? Can I am getting your associate link for your host? I want my website loaded up as fast as yours lol Reply steam csgo skin gambling sites 7 مايو، 2024 - 3:58 م Hi there just wanted to give you a quick heads up. The text in your post seem to be running off the screen in Firefox. I’m not sure if this is a format issue or something to do with internet browser compatibility but I thought I’d post to let you know. The style and design look great though! Hope you get the problem resolved soon. Kudos Reply Francisk Skorina Gomel state University 16 مايو، 2024 - 1:29 م Francisk Skorina Gomel State University Reply Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 8:32 ص I always used to read piece of writing in news papers but now as I am a user of web so from now I am using net for posts, thanks to web. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 7:52 ص I am in fact thankful to the owner of this web site who has shared this impressive piece of writing at at this place. Reply 乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 9:18 ص Good day I am so thrilled I found your weblog, I really found you by error, while I was searching on Askjeeve for something else, Regardless I am here now and would just like to say thanks a lot for a incredible post and a all round interesting blog (I also love the theme/design), I dont have time to look over it all at the minute but I have book-marked it and also added in your RSS feeds, so when I have time I will be back to read a lot more, Please do keep up the awesome jo. Reply Гостиничные Чеки СПБ 10 يونيو، 2024 - 12:39 م Your method of explaining everything in this piece of writing is in fact pleasant, all be able to easily understand it, Thanks a lot. Reply russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 11:25 ص Keep this going please, great job! Reply russa24-diploms-srednee.com 12 يونيو، 2024 - 1:31 ص wonderful issues altogether, you just won a emblem new reader. What might you suggest in regards to your publish that you simply made a few days ago? Any sure? Reply hot fiesta играть 13 يونيو، 2024 - 12:31 م I was recommended this website by my cousin. I am not sure whether this post is written by him as no one else know such detailed about my problem. You are wonderful! Thanks! Reply hot fiesta играть 14 يونيو، 2024 - 11:06 م Hey there would you mind letting me know which hosting company you’re utilizing? I’ve loaded your blog in 3 completely different web browsers and I must say this blog loads a lot quicker then most. Can you suggest a good internet hosting provider at a honest price? Kudos, I appreciate it! Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 1:20 م Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter updates. I’ve been looking for a plug-in like this for quite some time and was hoping maybe you would have some experience with something like this. Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 3:28 ص Hey! I know this is somewhat off topic but I was wondering which blog platform are you using for this site? I’m getting fed up of Wordpress because I’ve had issues with hackers and I’m looking at options for another platform. I would be awesome if you could point me in the direction of a good platform. Reply Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 1:11 م Hi there, I enjoy reading all of your article. I like to write a little comment to support you. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 9:58 ص You really make it seem so easy with your presentation but I find this topic to be really something which I think I would never understand. It seems too complicated and very broad for me. I am looking forward for your next post, I will try to get the hang of it! Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 12:21 ص Incredible points. Solid arguments. Keep up the amazing work. Reply мойка самообслуживания под ключ 5 يوليو، 2024 - 2:18 م Мойка самообслуживания под ключ – это модернизированный и клиентоориентированный подход к организации моечного сервиса, где каждый может быстро и эффективно очистить свое авто. Reply строительство автомойки под ключ 7 يوليو، 2024 - 3:35 ص Заказав автомойку под ключ, вы получите полностью готовый и оснащённый бизнес. Ваша мойка будет работать безупречно! Reply автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 4:21 م Строительство автомойки под ключ – это наша доменная зона. Мы создаем проекты, которые приносят прибыль и радуют клиентов. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 6:58 ص I used to be recommended this blog by way of my cousin. I am now not positive whether this post is written by way of him as no one else recognize such targeted approximately my difficulty. You are amazing! Thank you! Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 9:07 م Since the admin of this web site is working, no hesitation very rapidly it will be famous, due to its quality contents. Reply автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 7:58 ص “Мойка самообслуживания под ключ” привлекает владельцев автомобилей своей оперативностью и качеством. Инвестируйте в перспективу еще сегодня! Reply мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 4:30 م 1Строительство автомоек под ключ – наша специализация. Мы предлагаем полный пакет услуг и качество по доступным ценам. Reply автомойка под ключ 16 يوليو، 2024 - 1:03 ص “Франшиза автомойки” от нас подразумевает полную поддержку и совместные усилия. Мы тесно взаимодействуем с каждым из наших партнеров. Reply строительство автомойки под ключ 16 يوليو، 2024 - 9:31 ص Строительство автомойки под ключ – это удобный способ получить готовый бизнес без хлопот. Мы предоставляем полный пакет услуг, от проектирования до запуска. Reply строительство автомоек под ключ 16 يوليو، 2024 - 6:18 م 1Мойка самообслуживания под ключ – уникальная возможность начать простой в управлении бизнес. Идеально для начинающих предпринимателей. Reply автомойка под ключ 17 يوليو، 2024 - 3:18 ص Автомойка самообслуживания под ключ – наше предложение для тех, кто ценит эффективность и инновации. С нашей помощью вы войдете в рынок быстро и без проблем. Reply автомойка самообслуживания под ключ 17 يوليو، 2024 - 12:09 م Преимущество строительства автомойки под ключ заключается в оперативности запуска проекта и минимизации забот для заказчика, так как исполнитель берет на себя все этапы работ. Reply купить JAC 18 أغسطس، 2024 - 11:37 م It’s really a nice and helpful piece of information. I’m satisfied that you simply shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thanks for sharing. Reply theguardian.com 23 أغسطس، 2024 - 2:32 م I like the valuable information you provide in your articles. I will bookmark your weblog and check again here frequently. I am quite certain I will learn lots of new stuff right here! Good luck for the next! Reply theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 3:26 م My family members all the time say that I am wasting my time here at net, except I know I am getting knowledge every day by reading such nice posts. Reply theguardian.com 26 أغسطس، 2024 - 6:20 ص Hi there I am so happy I found your weblog, I really found you by mistake, while I was researching on Digg for something else, Nonetheless I am here now and would just like to say thanks a lot for a incredible post and a all round interesting blog (I also love the theme/design), I don’t have time to read through it all at the minute but I have saved it and also added in your RSS feeds, so when I have time I will be back to read a lot more, Please do keep up the excellent job. Reply theguardian 26 أغسطس، 2024 - 8:59 م hey there and thank you for your information I’ve definitely picked up anything new from right here. I did however expertise some technical issues using this web site, since I experienced to reload the site a lot of times previous to I could get it to load properly. I had been wondering if your web hosting is OK? Not that I am complaining, but sluggish loading instances times will often affect your placement in google and can damage your high quality score if advertising and marketing with Adwords. Anyway I’m adding this RSS to my e-mail and can look out for a lot more of your respective intriguing content. Make sure you update this again soon. Reply theguardian 28 أغسطس، 2024 - 4:38 ص Having read this I thought it was extremely informative. I appreciate you taking the time and effort to put this information together. I once again find myself spending way too much time both reading and commenting. But so what, it was still worth it! Reply theguardian 28 أغسطس، 2024 - 5:55 م Way cool! Some very valid points! I appreciate you writing this article and the rest of the site is extremely good. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.