الباحة الخارجية للمتحف في حلة جديدة (خدمة املتحف) ثقافة و فنون مهى سلطان تكتب عن: الرسام هنري ماتيس يعود إلى مسقط رأسه في إطلالة جديدة by admin 23 فبراير، 2025 written by admin 23 فبراير، 2025 22 المتحف الشهير الذي يضم أعمالاً تشكيلية ساحرة يعيد فتح أبوابه اندبندنت عربية / مهى سلطان يعد المتحف الذي أنشأه الرسام ماتيس في عام 1952 خلال حياته واحداً من أهم المعالم الثقافية في المنطقة، حيث يحتضن مجموعة واسعة من أعماله ويطلق عليه اسم “متحف فرنسا”، على رغم أن للفنان متحفاً ثانياً داخل مدينة نيس الفرنسية التي عاش في أحضانها وأودعها روائعه الفنية، وبقي فيها حتى وفاته عام 1954. أعلن المتحف فتح أبوابه بعد 18 شهراً من الإغلاق، بسبب التوسعة التي نشأت بعد شراء السوق القديم المغطى المجاور للمتحف، الذي تم الحفاظ على واجهته الجميلة المبنية من الطوب من قبل المهندس المعماري برنارد ديسمولين، إذ بعد ازدياد عدد التبرعات من الأعمال الموهوبة إلى المتحف كان من الضروري دفع الجدران للكشف عن كل هذه الثروات، مما أسهم في زيادة مساحة العرض بمقدار 1000 متر مربع، وأصبحت مساحته الإجمالية قدرها 5000 متر مربع. وقد أُعيد تصميم المسار بالكامل لمنح أجنحة المتحف إطلالة معاصرة. ويقدم المتحف فرصة لاكتشاف مسيرة ماتيس الفنية من خلال مجموعة غنية من أعماله، إلى جانب معارض تفاعلية تبرز تأثيره في أجيال الفنانين الذين جاؤوا من بعده. ويتضمن التجديد تحديثات تقنية لإبراز تفاصيل اللوحات بالوسائط الرقمية تتيح الغوص في عالم ماتيس بأسلوب مبتكر. تاريخ إنشاء المتحف واجهة متحف ماتيس في كاتو كومبريزي بعد التوسعة والتجديد (خدمة المتحف) ولدت فكرة المتحف من رغبة وجهاء بلدة كاتو كامبريزي بإنشاء متحف مخصص للفن الحديث، وبصورة أكثر تحديداً للفنان الأكثر شهرة الذي ولد في البلدة. قرروا الذهاب لمقابلة الرسام في جنوب فرنسا، وخلال هذا اللقاء وعد ماتيس بتقديم أعماله ما دام المكان يتسع لها، فوافق على منحهم مجموعة من 82 عملاً وتولى ترتيبها بنفسه وفق تسلسلها التاريخي. وحين افتُتح المتحف خلال الثامن نوفمبر (تشرين الثاني) 1952 بحضور مدير متاحف فرنسا، غاب ماتيس عن ذلك الحدث بسبب تدهور حالته الصحية، ورحل دون أن يرى مقتنياته معلقة في متحفه الخاص. وكان متحف ماتيس يقع في الأصل داخل مبنى البلدية، ثم نُقل خلال عام 1982 إلى قصر فينيلون التاريخي قبل أن تشتريه الإدارة، وكان التوسع الأول خلال عام 2002 بعد أن أُثريت مجموعة المتحف بنحو 400 عمل من أعمال ماتيس التي وهبتها عائلته، فضلاً عن مجموعة رجل الأعمال “أوغست هيربين” التي تضم أعمالاً لفنانين معاصرين، وبعد أن أصبح متحفاً إدارياً خلال عام 1992 خضع لعملية تجديد في نهاية التسعينيات، وأعيد فتح أبوابه خلال الثامن من نوفمبر 2002 بعد ثلاثة أعوام من العمل. نافذتان على تاهيتي في متحف ماتيس (خدمة المتحف) وفي الـ26 من يناير (كانون الثاني) 2008، تلقى المتحف تبرعاً من عائلة تيرياد Tériade التي جلبت قليلاً من الضوء الجنوبي إلى المجموعة، مع انضمام أعمال لفنانين كبار معاصرين لماتيس منهم بابلو بيكاسو ومارك شاغال وخوان ميرو وجورج روولت، وفرناند ليجيه وألبرتو جياكوميتي. وذلك فضلاً عن “غرفة الطعام” التي صممها هنري ماتيس وزينها لفيلا ناتاشا التي يملكها الزوجان تيرياد. ويمتاز متحف ماتيس فضلاً عن مقتناياته الفنية بمكانته التاريخية في ذاكرة الفرنسيين، فقد كان موقع قصر فينيلون مقراً دينياً يشغله رؤساء أساقفة كامبريزي منذ القرن الـ11. ويدين اسمه إلى فينيلون رئيس الأساقفة (من عام 1695 إلى عام 1715)، وكان مربياً ومثقفاً وكاتباً. وأعيد بناؤه في القرن الـ18 وجُمِّل بالبوابة الكلاسيكية الجديدة الضخمة. وبعد الثورة الفرنسية كان بمثابة ثكنات للنمسويين، قبل أن يشتريها رجل أعمال فرنسي عام 1812 وقام بتركيب مصنع قطن هناك ثم أضيفت إليه أنوال النسيج. تم شراؤه عام 1883 من قبل فعاليات المدينة التي حولته إلى مدرسة وسوق مغطى وحديقة عامة، ليدخل بعدها في سجل الآثار التاريخية للمدينة عام 1944. منحوتة برونزية (خدمة المتحف) على رغم أن والد ماتيس كان تاجر بذور فإنه كان يتحدر من سلالة من النساجين، وداخل سان كونتين تلقى ماتيس دروساً في الرسم بمدرسة كوينتين دي لا تور، التي تدرس تصميم المنسوجات. ولذلك فليس من المستغرب أن يكون طفل لوكاتو متأثراً إلى حد كبير بعالم المنسوجات هذا، وبخاصة أن بلدة بوهاين أون فيرماندوا التي تتحدر منها عائلته، كانت في ذلك الوقت بمثابة حاضنة لصناعة المنسوجات الفاخرة. والمعروف أنه قد حمل معه أثناء زياراته إلى الجزائر والمغرب العربي (طنجة) عدداً من المنسوجات التي استوحى زخارفها ودخلت في صلب أعماله. سقف غرفة نوم ماتيس التجوال في قصر فينيلون بعد التوسعة أضحى فسيحاً. ويستضيف السوق السابق بداية مسار العرض الذي يقدم الأعوام التكوينية للفنان وصالات قسم الرسم والنقش، ويشتمل المستوى العلوي على بقية الجولة، بما في ذلك العودة إلى الكاتو كومبريزي، والبدايات في الجنوب الفرنسي داخل مدينة نيس، وغرفة “منحوتات الظهر” أو الجذوع La salle des Dos وهي منحوتات جصية لعاريات من الخلف، والرحلة إلى تاهيتي ولوحات من أربعينيات القرن الـ20، والمرحلة الأخيرة من القصاصات الورقية Cut-outs وهي المرحلة الزخرفية الأرابسكية الجميلة المليئة بالنباتات المائية والأسماك العائمة والأزهار وأحلام الحدائق. 82 عملاً من الشباب إلى النضج، هذه هي الهدية الهائلة التي قدمها هنري ماتيس إلى مسقط رأسه. وكان مريضاً جداً ولا بد أنه شعر بأن الوقت حان للتفكير في “ما بعد ذلك”، لذلك قدم لبلدته كاتو مجموعته الشخصية. وتشكل هذه الأعمال التي رافقته طوال حياته أساس المتحف، مع مقتنيات عائلته بما يقارب (150 عملاً) التي يمتلكها المتحف اليوم. وهي في الواقع تعكس عدداً من المجالات الأخرى والتخصصات غير الرسم التي زاولها ماتيس ببراعة، مثل النحت والتقنيات الطباعية وأعمال الرسم على الزجاج الملون فضلاً عن الكتب المصورة. وعلى رغم أن الفنان أنتج في حياته 84 عملاً نحتياً بين عامي 1894 و1950، فإن النحت لا يزال يمثل جزءاً ضئيلاً من المتحف الجديد. عازفة العود (خدمة المتحف) من بين ميزات المتحف المدخل الذي صمم بأسلوب معاصر و”غرفة السقف”، حيث يُدعى المشاهد للجلوس على أريكة ذات ظهر مائل قليلاً، وسيكون لديه متسع من الوقت لمراقبة السقف القديم لغرفة نوم ماتيس داخل نيس، حيث رسم الفنان صور أحفاده الثلاثة وكان في الـ80 من عمره. والرسوم التي رسمها بالفحم الملتصق بعصا طولها متران، قيل إنها خرقاء بعض الشيء ولكنها مؤثرة جداً. ويقدم المتحف أيضاً جولة افتراضية في كنيسة فونس التي زينها ماتيس برسوم على الزجاج الملون، والتي أصبحت ممكنة بفضل التكنولوجيا الرقمية. المعرض الموقت الافتتاحي في المتحف الجديد، يقام المعرض الأول الافتتاحي والذي يحمل عنوان “كيف صنعت كتبي” ويسلط الضوء على جانب أقل شهرة في أعمال ماتيس، الرسم التوضيحي، إذ إثر حركة شعبية في بداية القرن الـ20 قام الفنان برسم النصوص الأدبية لمؤلفين عظماء (بودلير ورونسار ومالارميه، وغيرهم)، مطلقاً العنان لإبداعه لبناء حوار بين النص والرسم. ويقدم المعرض 14 كتاباً مصوراً بين عامي 1932 و1954 وأربعة أعمال من نسخ الرسومات، التي أُنتجت بين عامي 1920 و1954. واستخدم فيها ماتيس تقنيات مختلفة (الحفر والنقش على الخشب والطباعة الحجرية، وما إلى ذلك)، إضافة إلى أعمال القص بألوان الغواش ليجعل من كل كتاب عملاً فنياً متكاملاً. حسناوتان بفستانيهما (خدمة المتحف)ا ومن الأمثلة البارزة كتاب “الجاز” عام 1947 وهو أشهر كتاب لماتيس، والذي نشرته دار تيرياد ويحوي 20 لوحة مرسومة باستخدام الغواش والورق المقصوص، مصحوبة بنص مكتوب بخط اليد. موسيقى الجاز مستوحاة من عوالم مختلفة، بما في ذلك السيرك والسفر والحكايات الشعبية. لوحتا “تاهيتي” تجتمعان بعد فراق وخلال مارس (آذار) 1930، أبحر ماتيس إلى تاهيتي التي ارتبط سحرها أكثر ما يكون بحياة وأعمال الفنان بول غوغان. وعمل ماتيس قليلاً هناك ولكن من ناحية أخرى فقد حصد حصاداً جيداً من الأحاسيس والعواطف والانطباعات، والتي ستفيده كثيراً خلال الأعوام التالية. ولدت لوحتا تاهيتي الأولى والثانية من هذا الإلهام، ولعل مفاجأة المتحف أنه أتاح الفرصة للمرة الأولى لتعليقهما جنباً إلى جنب. وإذا كانت “نافذة في تاهيتي” الثانية وهي لوحة غواش مع تامبرا (1936) جزءاً من المجموعة التي تبرع بها الفنان لمتحف كاتو، فإن “نافذة تاهيتي الأولى” أو Papeete وهي زيت على قماش (1935-1936) فقد اقتُرضت من متحف ماتيس في نيس. “إنها تاهيتي أو مجرد بضعة من أشعة الشمس تتسلل عبر المصاريع”، بحسب قول الفنان. ثمة لوحات مودعة من متحف جورج بومبيدو والمتحف الوطني للفن الحديث، ذلك فضلاً عن أعمال تعد من روائعه بدءاً من المرحلة الأكاديمية، انتقالاً إلى المناظر الطبيعية للريف والموانئ البحرية ولوحات لنساء بالأزياء العربية والعاريات من الداخل، ومن بينها “كبيرة الجواري بالبنطال المقلم” وهي عمل طباعي فريد يعود إلى عام 1925، ومنحوتة “العارية الكبرى” وهي برونزية لعارية جالسة بمقاييس كبيرة تعود إلى عامي 1922 و1929 منفذة في نيس، وهي من أبرز هبات الفنان. كان ماتيس عاشقاً للألوان، وهو الشخصية المركزية للحركة الوحشية التي بدأت عام 1905، وجاءه هذا البحث عن اللون من خلال الكشف عن الضوء في الطبيعة. ولعل من أبرز المحطات التي أطلقت هذه الحركة هي المناظر التي رسمها في كوليور، ومن بينها تبرز في المتحف لوحة “كوليور، شارع الشمس”. وفي هذه الأثناء، اكتشف الجنوب وأضواءه القوية وألوانه المشرقة من خلال زيارته لمدينة نيس، التي استمتع بدفء شمسها وخلجانها ومتنزهاتها وحدائقها المتلألئة باللون. الطبيعة في نيس عام 1917 انتقل ماتيس للسكن في سيميز (ناحية راقية من مدينة نيس على شاطئ الريفييرا الفرنسية)، حيث يكمل العمل في أسلوبه النيوكلاسيكي الجديد الذي بدأ وقتئذ يستقطب الإعجاب. ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى انتهت معها مرحلة الطليعية الباريسية، واستأجر غرفة في فندق “بوريفاج” تطل على رمل الشاطئ مباشرة. وأخذ ينهض باكراً، يتناول فطوراً خفيفاً من مطعم الفندق، وينصرف إلى الرسم بنهم غريب، فأنتج عدداً كبيراً من اللوحات متأثراً بما تطل عليه نافذته من ضوء ساطع بين البحر والفضاء. عام 1922 قام برحلة إلى المغرب العربي وبعض مدن شمال أفريقيا ورسم مجموعة لوحات عن الجواري والإماء في حرمهن النسائي، عاد بها من رحلته فأحدثت ضجة لما فيها، عدا العري غير الفاضح، من تفاصيل شرقية أضافت مذاقاً خاصاً إلى مناخات أعماله. وتعد لوحاته المستشرقة سمة بارزة من سمات تلك الحقبة. أمضى ماتيس الـ15 سنة الأخيرة من حياته مقعداً بسبب عملية جراحية ألزمته الفراش، فأنتج من فراشه بكثافة مذهلة زين خلالها جدران بيته بالعاريات الزرق Nus bleus والراقصات ونبات الحدائق. وإذ عجز عن الوقوف أو الجلوس أمام الـملون كي يضع لوحاته الزيتية، فاستعاض عن الريشة بالمقص في أعمال فنية خلاقة، تميزت بألوانها المشرقة وخطوطها الحرة وبساطتها في التركيب. وساعدته على تنفيذها سكرتيرته في المحترف ليديا ديليكتورسكايا ومن بينها “حزن الملك” و”البهلوان الأزرق”. وتعد كنيسة الوردية في فانس (على الشاطئ اللازوردي الفرنسي) التي افتتحت عام 1951، واحدة من بين أهم أعماله الأخيرة. فقد صمم ماتيس الكنيسة بالكامل من النوافذ الزجاجية الملونة إلى الزخارف والرسومات الجدارية وحتى ملابس الكهنة، ليكون هذا المشروع تتويجاً لمسيرته الفنية. وعدَّها ماتيس “تحفته الحقيقية” التي استطاع أن يجسد فيها رؤيته الفنية الكاملة. لم يبرح ابن الشمال ماتيس مدينة الجنوب الفرنسي نيس حتى وفاته عام 1954 فقد بهرته بجمالها وضوئها. وقال “عندما أدركت أنني سأرى هذا النور مرة أخرى كل صباح لم أستطع وصف فرحتي. وقررت ألا أغادر نيس، وبقيت هناك طوال حياتي تقريباً”. المزيد عن: هنري ماتيسرسام فرنسيمتحفالفن الحديثالفن الوحشيالألوان الساحرةالطبيعةتاهيتيلوحات 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عندما دخلت “أفلام التحريك” عالم السياسة واللؤم الاجتماعي next post ما سر حضور الفيلسوف كيركغارد في الثقافة العربية؟ You may also like “كونتيننتال 25” يواجه الأنظمة المعاصرة في برلين 23 فبراير، 2025 ما سر حضور الفيلسوف كيركغارد في الثقافة العربية؟ 23 فبراير، 2025 عندما دخلت “أفلام التحريك” عالم السياسة واللؤم الاجتماعي 23 فبراير، 2025 بول شاوول يكتب عن: “كتابة الأنا” بين الأدب... 22 فبراير، 2025 محمد أبي سمرا يكتب عن.. عباس بيضون: العالم... 22 فبراير، 2025 فادي أبو خليل الشاعر الذي قرّر أن يختفي 22 فبراير، 2025 قضية غزة تثير سجالا سياسيا في مهرجان برلين 22 فبراير، 2025 في الجزائر أم واحدة ولغتان عربية وأمازيغية تتواجهان 22 فبراير، 2025 كيف نحافظ على اللغة الأم في عصر العولمة... 22 فبراير، 2025 أوسكار وايلد يفضح في “زوج مثالي” نفاق المجتمع... 22 فبراير، 2025