مهرجانات بعلبك2025: “كارمن” بإنتاج لبناني-فرنسي…وهبة طوجي ومفاجآت أسامة الرحباني

المدن الالكترونية / روزيت فاضل 

أكدت رئيسة مهرجانات بعلبك الدولية، نايلة دو فريج لـ”المدن” أن الحدثين الإستثنائيين في الروزنامة الثقافية لمهرجانات صيف 2025، وهما افتتاح مهيب وضخم من إنتاج المهرجان نفسه في 25 تموز 2025 لأوبرا “كارمن” رائعة جورج بيزيه، والحفلة الغنائية الموسيقية للفنانة اللبنانية هبة طوجي في 8 آب 2025 من إخراج المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني، لا يصلحان الا أن يعرضا في كنف أعمدة معبد باخوس في قلعة بعلبك الأثرية”. 

بعد تكرار سؤالنا عن إمكانية نقل أي من العملين إلى مكان آخر، في حال تأزم الوضع الأمني في مدينة بعلبك أو محيطها قالت: “لا جواب لدي على هذا السؤال. أكرّر أن العملين صمما من حيث الشكل والمضمون وضخامة المشاركين في العملين ليعرضا في القلعة نفسها”.

كلام دوفريج جاء على هامش إطلاق برنامج المهرجانات في القاعة الزجاجية في وزارة السياحة في شارع الحمراء.

(غريس مدور)

عرضت دوفريج في كلمتها لأهمية الدورة المرتقبة من هذه المهرجانات، تحت شعار “أعمدة للخلود”، مثنية على “أهمية هذه الأوبرا، التي تتميز بمشاركة فريق غنائي لبناني فرنسي مخضرم، يضمّ فنانين من فرنسا تألّقوا في أهم قاعات الأوبرا الأوروبية، وهم الميزو-سوبرانو ماري غوترو بدور كارمن، التينور جوليان بير بدور دون خوسيه، الباريتون جيروم بوتيليه بدور إسكامليو، والسوبرانو فانينا سانتوني بدور ميكائيلا، بمشاركة أصوات أوبرالية محلية منها ميرا عقيقي، سيزار ناعسي، غريس مدور، وفادي جنبرت”. وهناك دور بارز للمستشار الفني جان-لوي مانغي، وللفنان التشكيلي اللبناني نبيل نحاس، المعروف بلوحاته الضخمة التي تجسد النجوم وأشجار الأرز والزيتون، وهو سيتولّى تصميم العناصر البصرية…

وتحدث مخرج العمل، جورج تقلا، الآتي خصيصاً من البرازيل، عن أهمية هذه الأوبرا، مشيراً إلى “مضمونها التواق إلى تعزيز حرية المرأة من خلال شخصية كارمن وتحفيز النساء على التمرّد على الظلم، وصولاً إلى مشاركتها في المجاهرة بالحرية للوطن، وهي قضايا تشغل العالم كله، لا سيما لبنان”. وشدّد تقلا في حديث لـ”المدن” على أنه “تمسك بمشاركة لبنانية فنية وغنائية ولوجستية في هذا العمل، ما عزز مشاركة قيمة للمايسترو توفيق معتوق، وهو المدير الموسيقي الذي يقود المنشدين والمنشدات في جوقة الجامعة الأنطونية في الأوبرا”، مثنياً “على دور معتوق كمرجع أساس في إكتشاف الخامات الصوتية المحترفة”. والجدير ذكره أنّ تقلا أخرج أعمالاً أوبرالية وموسيقية ضخمة في عواصم عالمية.

(ماري غوترو)

أما مصمم الأزياء اللبناني العالمي، ربيع كيروز فقال لـ”المدن” أنه “سيستوحي من كارمن تصميم 250 زياً بمشاركة مصممي أزياء لبنانيين ولبنانيات من دون أن تكون ذات طابع فولكلوري طبعاً، بل سيكون لها بُعد خاص من حيث الأحجام، والألوان والأشكال من وحي الشرق والغرب”.

وبالعودة إلى حفلة هبة طوجي، فقد أعلنت دوفريج في المؤتمر الصحافي أنها “تلاقي جمهورها في 8 آب، في عرض موسيقي منتظر لأسامة الرحباني مع أوركسترا وكورال ومفاجآت”. وأكد الرحباني لـ”المدن”: “أن الحفلة ستكون ضخمة، ويمكن للمشاهد أن يرى امتداد نظره من معبد باخوس إلى أقسام القلعة من خلال نظام إضاءة وصوت في الحفلة”، مشيراً إلى أن طوجي “ستقدّم جديداً طبعاً، مع الإشارة إلى أننا نخص بالتحية الراحل منصور الرحباني في مئويته، والى عاصي وفيروز الذين طبعوا مسيرة هذه المهرجانات”.

(هبة طوجي)

وخصّ وزير الثقافة غسان سلامة “المدن” بكلمة عن دور الوزارة في تحفيز الشباب اللبناني على متابعة الثقافة مشيراً إلى أنه “يعتقد أن ثمّة مشكلة في الثقافة والشباب في لبنان، بسبب الانجراف وراء وسائل السوشال ميديا”. وقال: “أعددنا دراسة إحصائية لرصد حاجات الشباب بالنسبة لمختلف الفنون، برز من خلالها وبوضوح، اهتمام بارز للشباب بالفنون البصرية على حساب فن الرسم التشكيلي، مع التشديد على أنهم لا يهتمون بالمسرح والموسيقى والفنون المصورة، في ظل شغفهم المتناهي بعالم وسائل التواصل الاجتماعي”، مشدداً على أنه “يضع في أولوياته كوزير إيجاد أطر لجذب الشباب إلى عالم الثقافة، مع العلم أنهم منجرفون إلى عالم وسائل التواصل الاجتماعي”.

(توفيق معتوق)

(توفيق معتوق)

يذكر أن وزيرة السياحة، لورا لحود، تحدثت في المؤتمر عن أهمية هذا المهرجان ودوره الحقيقي في النمو الاقتصادي في المنطقة، مع ما تحمله مهرجانات بعلبك من أهمية في لبنان والعالم”. وكانت كلمة لمحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، شدد فيها على السهر على الأمن في الطرق المؤدية إلى القلعة وفي داخلها.

وبعد كلمة لساندى باسيل من شركة CMA CGM كأحد رعاة المهرجان الأساسيين، أُعلن في المؤتمر الصحافي تنظيم محاضرات موسيقية عن أوبرا “كارمن” في كل من جامعات الروح القدس الكسليك، الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، والجامعة الأميركية والجامعة الأنطونية بهدف تعريف الشباب على هذه الأوبرا فضلاً عن إطلاق برامج تدريبية ومهنية للنساء، ضمن مشروع “تمكين المرأة” بمبادرة من اليونيسكو.