الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » مهدي عامل (مقدّمة لمختارات «الماركسية العربية والتحرر الوطني»)

مهدي عامل (مقدّمة لمختارات «الماركسية العربية والتحرر الوطني»)

by admin

مجلة رمان الثقافية / جلبير الأشقر / أكاديمي وباحث لبناني

ترجمة: رهام درويش

النص التالي هو ترجمة لـ مقدمة جلبير الأشقر لكتاب مختارات مهدي عامل باللغة الإنكليزية الذي صدر قبل أيام بعنوان الماركسية العربية والتحرر الوطني عن دار بريل الأكاديمية في سلسلة “المادية التاريخية” (الطبعة الحالية للمكتبات، على أن يصدر الكتاب في العام القادم بغلاف ورقي). وقد حرّر الكتاب وكتب مقدمته هشام صفيّ الدين، ونقلت النصوص من العربية إلى الإنكليزية أنجيلا جيورداني.

المقدمة

إذا طلبت من أي مطّلع على الماركسية في العالم العربي ذكر اسم مفكر عربي ماركسي بارز، ستتضمن الإجابة في الغالب، باحتمال ثمانية أو تسعة من عشر مرات، أحد الاسمين التاليين: سمير أمين أو مهدي عامل. وإذا قلّصت سؤالك ليكون عن كُتّابٍ ماركسيين كتبوا معظم أعمالهم باللغة العربية، فسيكون مهدي عامل الإجابة الأولى على الأرجح وباحتمالات مماثلة. وقد كان مهدي عامل، وهو الاسم المستعار لحسن حمدان، أحد أولئك المفكرين الذين رأوا أن النظرية الثورية لا يمكن فصلها عن الممارسة الثورية، والذين لم يردعهم خطر التعرض للقتل عن التزامهم الفعلي بقناعاتهم السياسية.

إن الاغتيال على يد مجرمي التيارات الرجعية هو طبعاً بمثابة أعلى أوسمة الشرف لدى من تعرّض له من رموز الحركة العمّالية أمثال جان جوريس وروزا لوكسمبورغ. بيد أن صدى كل اغتيال متناسب بالطبع ومقدار الشهرة التي نالها من ذهب ضحيته قبل وقوع الجريمة. فقبل وقت طويل من مقتله عن واحد وخمسين عاماً في الثامن عشر من مايو/أيار عام 1987، وقف مهدي عامل رمزاً شامخاً في مجال الفكر العربي وخصوصاً الماركسي منه. فقد أصبح أشهر مفكري الحزب الشيوعي اللبناني في زمن نهضته التي انطلقت عام 1968، بعد سنوات من الأفول والتحنّط. وخلال الخمسة عشر عاماً اللاحقة التي شملت النصف الأول من سنوات الحرب الأهلية اللبنانية الطويلة (1975-1990) حتى الاجتياح الإسرائيلي في عام 1982 – وهي سنوات لعب فيها الحزب دوراً بالغ الأهمية في القتال ضد تدخل القوات السورية لإنقاذ اليمين اللبناني في عام 1976، كما في القتال ضد الاجتياحات الإسرائيلية في عامي 1978 و1982 – وصل عدد أعضاء الحزب الشيوعي اللبناني إلى ذروة، وقُدّرت عضويته بخمسة عشر ألفاً في بلد قارب عدد سكانه آنذاك الأربعة ملايين.

فبعد تخلصه من قيوده الستالينية، تحوّل الحزب الشيوعي اللبناني بدءاً من عام 1968 إلى أحد أكثر الأحزاب انفتاحاً وحيوية بين الأحزاب الشيوعية وثيقة الصلة بالاتحاد السوفييتي، وهو ما مكّنه من اكتساب دينامية اجتماعية وسياسة جديدة، والانخراط في الصراع الإقليمي الذي كانت منظمة التحرير الفلسطينية قد تصدّرته بعد حرب يونيو/حزيران 1967 العربية-الإسرائيلية. وقد لعب الحزب الشيوعي اللبناني دوراً مفصلياً في الحركة الوطنية اللبنانية، التي شكلت بدورها طرفاً أساسياً خلال أولى سنوات الحرب الأهلية متحالفة مع منظمة التحرير. وبعد الاجتياح العسكري الإسرائيلي لنصف لبنان عام 1982، كان الحزب أول من شنّ ونظّم المقاومة المسلحة ضد الاحتلال.

هذا وبدءاً من عام 1973 عندما صدر أول أعماله الكبرى، أصبح مهدي عامل نجم الحزب الشيوعي اللبناني الفكري في مرحلة الذروة. فبإحيائه تقاليد الماركسية الثورية التي طالما كانت مقيّدة بالماركسية السوفييتية المحنّطة، تناسب فكره الماركسي الطريف والخلّاق مع نهضة الحزب وشكّل أسطع مثال على تعدديته الفكرية الجديدة. بيد أنّ أفكار مهدي عامل ظلّت على العموم أكثر جذرية من النهج الحزبي الرسمي، ولم يُنتخب إلى عضوية لجنته المركزية سوى قبل وفاته بوقت قصير.

شكّل الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 نقطة تحول مصيري في تاريخ الحزب الشيوعي اللبناني. وفي حين كانت الحركة الفلسطينية هدفَ الاحتلال الرئيسي، كان الحزب هدفه اللبناني الأبرز. ففي جميع المناطق التي وقعت تحت سيطرتها، بحثت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن مكاتب الحزب وصادرت أسلحته، كما حاولت اعتقال أعضائه البارزين. أما النتيجة الأخرى التي نجمت عن الاجتياح والتي سوف تؤثر تأثيراً كبيراً على الحزب، فهي ظهور تيار ديني شيعي مدعوم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما أدّى إلى الإعلان الرسمي عن إنشاء حزب الله في عام 1985.

نظّم حزب الله مقاومة إسلامية نافست جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي كان الشيوعيون قد أسسوها. وسعى إلى احتكار المقاومة بالقوة وإضفاء هوية طائفية شيعية عليها بغية توسيع هيمنته على الجماهير الشيعية اللبنانية. وقد كان لحزب الله منافسان رئيسيان في هذا الصدد، الأول شكّلته حركة طائفية شيعية أخرى هي حركة أمل، كانت الحاضنة الأصلية التي انشقت عنها نواة حزب الله التأسيسية. وقد انتهى الأمر إلى تسوية بين الطرفين تحت رعاية النظام السوري، الوصي الأساسي على حركة أمل. وكان الحزب الشيوعي اللبناني المنافس الثاني، وقد كانت له قاعدة واسعة بين شيعة جنوب لبنان الذين شكّلوا نسبة هامة من عضويته.

أما وجها الحزب الشيوعي الأكثر شهرة والأعلى مكانة بين أعضائه المنحدرين من الجنوب اللبناني، فقد كان كلاهما معروفاً كمفكر أكثر منه كقائد حزبي. أولهما حسين مروة المولود عام 1910 بحسب الوثائق الرسمية، والذي أرسلته أسرته إلى مدينة النجف العراقية لدراسة العلوم الإسلامية وهو لا يزال في سن المراهقة. وستمكنه هذه الخلفية الدينية بعد عقود من نشر دراسة ضخمة عن التيارات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية صدرت عام 1978، وهي دراسة لم تتم ترجمتها بعد إلى أي من اللغات الأوروبية. وقد جرى اغتيال حسين مروة في السابع عشر من فبراير/شباط عام 1987.

أما ثاني أبرز أعضاء الحزب الشيوعي المنحدرين من جنوب لبنان فكان حسن حمدان. وإذ ترعرع في بيئة شيوعية، لم يكن حسن حمدان أقل ارتباطاً بجذوره المحلية، وهذا ما يشير إليه اختياره لاسمه المستعار، حيث يدلّ اسم “عامل” على مسقط رأسه في جبل عامل الواقع في جنوب لبنان، كما يحيل إلى الطبقة العاملة المحبّبة لقلب أيّ ماركسي. أما اسم “مهدي” فيحيل إلى معنى ديني ذي أهمية خاصة في الإسلام الشيعي. وقد جرى اغتيال مهدي عامل في الثامن عشر من مايو/أيار عام 1987، بعد ثلاثة أشهر من إلقائه مرثيّة حسين مروة في جنازة هذا الأخير.

في الحادي عشر من مايو/أيار عام 2020، تُوفيت إيفلين بران التي شاركت حسن حمدان حياته طيلة ما يقارب الثلاثين عاماً، وقد التقاها أول مرة في مدينة ليون الفرنسية حيث كانا طالبين في الجامعة. كانت إيفلين حمدان قد نشرت قبل سنتين مذكرات مؤثرة عن زوجها بعنوان «رجلٌ في خُفّين من نار» (دار الفارابي، بيروت، 2018). نُشر الكتاب في نسخة ثنائية اللغة، تشابك فيها النص الفرنسي الأصلي بالترجمة العربية، وذلك في إشارة رمزية إلى الطريقة التي ترابطت فيها وتشابكت حياة وثقافة كل من حسن وإيفلين. وتتبدل لغة الكتاب على مدار أجزائه، فتُخاطب إيفلين حسن بصيغة المخاطَب أحياناً، وتتحدث عنه بصيغة الغائب في أحيان أخرى.

هذا ويعطي وصف إيفلين للظروف التي أحاطت باغتيال مهدي عامل فكرة قوية عن شخصية مفكرنا الاستثنائية:

تعودُ إلى المنزل، في واحد من أَمسية نيسان، حاملاً بيدك نشرة دورية، وتقول لي: “هذا حكم الإعدام المنزَل بي!” وتروح تضحك وتضحك ضحكة محمومة مهتاجة مكهربة في آن واحد، ولكنها أيضاً متخمة بالالتذاذ. أما المجلة، فإنها مجلة العهد الصادرة أسبوعياً عن حزب الله. وبإصبعك، تحدد خاتمة أحد المقالات، فتقرؤها لي: “لن يطول الأمر بالذي خطب بمناسبة مأتم حسين مروة في دمشق، حتى يرى أن دوره قد أتى”…

(الثامن عشر من مايو/أيار) إنه شارع في بيروت، شارع الجزائر. آلة الموت، التي تستقوي بها البغضاء المتعصبة، تتأهب. ثمة سيارة تركن كل يوم، منذ بعض الوقت، قبالة منزلنا. سيارة لاحظها أهالي الحيّ جميعهم. سيارة ب. م. ڤ. (BMW) تنتظر. شارع الجزائر: إنك الآن في جوار قصر كتّانة. إنها العاشرة وخمس دقائق. هنا، في هذه الساعة، ستُقتَرف مأساة الجريمة… يظهر فجأة رجل ملثّم، يدنو منك منادياً: “دكتور حسن حمدان؟”. تستدير، وترى اليد الممسكة بالمسدس مسدّدة إليك، فتقبض عليها بعنف. يندفع إذّاك من السيارة آخر، وبمسدس مزوّد بكاتم للصوت يطلق الرصاص في الرأس والصدر والبطن. تنزلق أرضاً. الدم سيّال. تفرّ السيارة بالرجال الثلاثة الملثّمين عبر أزقة الزيدانية. أيا أنت، غير المهزوم، الذي رأى الموت بأمّ عينه ينقضّ عليه، فناوأه بحركة كفاحية أخيرة ونهائية، بمقاومة الحياة!

كانت إيفلين بران حمدان تنتظر صدور هذا الكتاب بفارغ الصبر. وكانت سعيدة للغاية بأن يتمكن قرّاء اللغة الإنكليزية قريباً من الاطلاع على مختارات من كتابات مهدي عامل. فقدّمتْ جلّ ما بوسعها للتعجيل في عملية النشر، لكنها، يا للأسف، لم تعش بما يكفي لتمسك هذا الكتاب بيديها. ولذا، فإن هذه المقدمة مهداة لها، هي التي ستبقى مرتبطة إلى الأبد بذكرى الرجل في خفّين من نار.

 

You may also like

48 comments

Elvira 3 يناير، 2021 - 8:38 م

Excellent blog here! Also your site loads up
very fast! What host are you using? Can I get your affiliate link to your host?

I wish my site loaded up as quickly as yours lol

My blog … May tinh van phong gia re HCM

Reply
Molly 4 يناير، 2021 - 7:13 م

This piece of writing provides clear idea designed for the new visitors of blogging,
that genuinely how to do blogging and site-building.

Feel free to visit my blog post :: money

Reply
Deon 4 يناير، 2021 - 9:40 م

Wrіte more, thats all I have to say. Literally, it seems
as though you relied on the video to maкe your рoint. You clearly ҝnow wһat youre talking about, why waste your іntelligence
on just posting videos to your blog whеn you could be giving us something informative to read?

My site :: guardedly

Reply
WilliamKeego 28 يوليو، 2021 - 12:59 م

dating seiten
catholic dating sites

Reply
KevinPep 7 أغسطس، 2021 - 8:25 ص

gay dating nudity free
gay girls dating
arab gay dating website

Reply
beans keto diet 7 أغسطس، 2021 - 2:57 م

keto diet prepared meals https://ketodietione.com/

Reply
gay college dating site 9 أغسطس، 2021 - 12:23 م

gay dating sites madrid https://gaychatrooms.org/

Reply
free gay dating site in canada 9 أغسطس، 2021 - 8:09 م

gay cowboy dating site https://gaydatingzz.com/

Reply
gay dating planet 10 أغسطس، 2021 - 2:07 م

gay dating sites college https://gaychatgay.com/

Reply
KevinPep 11 أغسطس، 2021 - 11:49 ص

i need 2021 gay dating site
seriuos online gay dating
gay dating is impossible

Reply
KevinPep 14 أغسطس، 2021 - 10:12 ص

gay dating websites nz
discreet gay dating site
gay hanging out vs dating

Reply
KevinPep 17 أغسطس، 2021 - 7:57 ص

free filipino gay dating
jacked gay dating site
gay dating sites california

Reply
off web hosting 28 أغسطس، 2021 - 2:23 ص

This is really interesting, You’re a very skilled blogger.
I have joined your rss feed and look forward to seeking
more of your wonderful post. Also, I have shared your web site in my social networks!

Reply
j.mp 29 أغسطس، 2021 - 10:28 م

each time i used to read smaller content that as well clear their motive, and that is also happening with
this piece of writing which I am reading now.

Reply
our time gay dating 2 سبتمبر، 2021 - 1:11 ص

dating tips for gay guys https://freegaychatnew.com/

Reply
Patrickwor 2 سبتمبر، 2021 - 12:28 م

gay dating pueblo
gay dating scammers in ukraine
free gay chat dating sites uk

Reply
an asmr 3 سبتمبر، 2021 - 8:27 ص

Spot on with this write-up, I truly feel this amazing site needs a lot
more attention. I’ll probably be returning to see more, thanks for the advice!

Reply
Patrickwor 5 سبتمبر، 2021 - 2:14 م

best gay sites for dating
no email gay dating site
best gay dating sites in europe

Reply
asmr or 5 سبتمبر، 2021 - 2:17 م

I don’t even know how I ended up here, but I thought this post was good.
I do not know who you are but certainly you’re going to a
famous blogger if you are not already 😉 Cheers!

Reply
Michaelsig 7 سبتمبر، 2021 - 10:52 ص

gay jewish dating
gay dating buffalo ny
gay dating phoenix k

Reply
dating sites for gay kids 8 سبتمبر، 2021 - 11:37 م Reply
gay dating eharmony 9 سبتمبر، 2021 - 2:50 ص

gay dating sites for free https://dating-gaym.com/

Reply
gay dating ads in biloxi 9 سبتمبر، 2021 - 3:02 م

gay cum in my mouth dating now https://gayedating.com/

Reply
free gay dating online 10 سبتمبر، 2021 - 7:41 م

gay dating salt lake city utah https://gaydatinglosangeles.com/

Reply
gay couples dating resources 11 سبتمبر، 2021 - 12:26 م

gay catholic dating sites https://datinggayservices.com/

Reply
Henrytiz 12 سبتمبر، 2021 - 9:25 ص

gay taurus dating
reddit gay dating tips
gay military dating websites

Reply
Henrytiz 15 سبتمبر، 2021 - 7:17 ص

dating naked gay
iphone gay dating sites
gay daddies dating site

Reply
writing persuasive essay 28 سبتمبر، 2021 - 3:51 م

write essay online https://essayghostwriter.com/

Reply
australia essay writing service 29 سبتمبر، 2021 - 8:55 ص Reply
help writing an essay 11 أكتوبر، 2021 - 10:15 م

paid to write essays https://essaypoints.com/

Reply
persuasive essay writing 12 أكتوبر، 2021 - 2:13 م

write essay for you https://essaytag.com/

Reply
write a essay about yourself 13 أكتوبر، 2021 - 3:40 ص

write an essay for me https://essaysnet.com/

Reply
MatthewElibe 14 أكتوبر، 2021 - 5:12 ص

pay to do homework
affordable editing services

Reply
writing personal essay 14 أكتوبر، 2021 - 7:34 ص

easy essay writing https://onlinecasinos4me.com/

Reply
professional essay writing services 14 أكتوبر، 2021 - 10:53 ص

cheap custom essay writing service https://online2casino.com/

Reply
online casino play for real money 27 أكتوبر، 2021 - 4:06 ص

free bonus no deposit casino https://onlinecasinoad.com/

Reply
online casino deposit bonus 27 أكتوبر، 2021 - 2:28 م

casino welcome bonuses https://casinoonlinek.com/

Reply
online casino bonuses 27 أكتوبر، 2021 - 3:52 م

best free casino bonus no deposit https://casinoonlinet.com/

Reply
professional essay writing service 29 أكتوبر، 2021 - 7:37 م

writing an admissions essay https://buy1essay.com/

Reply
what to write college essay on 30 أكتوبر، 2021 - 10:31 ص

writing the essay nyu https://essaytodo.com/

Reply
help me write a essay 30 أكتوبر، 2021 - 12:38 م

best essay writing https://dollaressays.com/

Reply
how write an essay 30 أكتوبر، 2021 - 9:30 م

writing a college essay https://multiessay.com/

Reply
BrandonCeF 4 نوفمبر، 2021 - 9:26 ص

writing an essay online
focus on writing paragraphs and essays
essay on writing

Reply
DonaldKiz 9 نوفمبر، 2021 - 8:50 م

illustration essay
interesting argumentative essay topics
thesis statement argumentative essay

Reply
beverly lynne sex games cancun 24 نوفمبر، 2021 - 6:21 م

wii u sex games https://sexgameszone.com/

Reply
lesbian girls playing sex games 25 نوفمبر، 2021 - 12:06 ص

free sex games for ipad https://cybersexgames.net/

Reply
role play sex games 26 نوفمبر، 2021 - 8:28 م

mom family sex games https://sexgamesx.net/

Reply
3d sex games download 27 نوفمبر، 2021 - 1:12 م

force sex games https://winsexgames.com/

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00