الأحد, أبريل 13, 2025
الأحد, أبريل 13, 2025
Home » من هو ألكسندر دوغين “عراب بوتين” الذي يؤيد ترمب؟

من هو ألكسندر دوغين “عراب بوتين” الذي يؤيد ترمب؟

by admin

 

يقول الفيلسوف القومي المتطرف إن أميركا الترمبية تتقاطع مع روسيا البوتينية في نقاط مشتركة أكثر بكثير مما يعتقده الناس

اندبندنت عربية / كيفن ريل

كيفن ريل محاضر في دراسات الاستخبارات والأمن في جامعة “برونيل” في لندن. لقد صدر هذا المقال أساساً في مجلة “ذا كونفرسيشن” The Conversation وأعيد نشره بموجب ترخيص من “كرييتيف كومنوز” Creative Commons.

في مقابلة بثتها قناة “سي أن أن” في الـ30 من مارس (آذار) الماضي، أيد ألكسندر دوغين، المعروف أحياناً بلقب “العراب الروحي لبوتين” بسبب تأثيره الأيديولوجي في السياسة الروسية، سياسات دونالد ترمب.

وقال دوغين إن أميركا الترمبية تتقاطع مع روسيا البوتينية في نقاط مشتركة أكثر بكثير مما يعتقده الناس، مضيفاً أن “أنصار عقيدة ترمب ومؤيدي الرئيس الأميركي سيفهمون بوضوح أكبر طبيعة روسيا وشخصية بوتين والدوافع الكامنة وراء سياساتنا”.

والحال أن دوغين صنع لنفسه اسماً من خلال اعتناق عقائد قومية وتقليدية روسية – من بينها أفكار معادية للسامية – ومن خلال نشره، على نطاق واسع، مؤلفات عن دور روسيا المحوري في مسيرة حضارات العالم.

ومن ثم قد يُعد هذا التأييد جرس إنذار حول الطبيعة التخريبية للبيت الأبيض في ظل رئاسة ترمب، وفيه إشارة ضمنية إلى أنه بحسب دوغين، تخدم سياسات ترمب المصالح الروسية.

لقد بدأ دوغين مسيرته المهنية كناشط مناهض للشيوعية في ثمانينيات القرن الـ20. ولم يكن موقفه هذا ناجماً عن كره أيديولوجي للشيوعية بقدر ما نتج عن رفضه النزعة الأممية التي اعتنقها الحزب الشيوعي. ومن ثم، فهو انتقد الحزب بسبب انشقاقه عن القيم التقليدية – لا سيما الدينية منها.

ويقترح دوغين ما يعتبره “نظرية سياسية رابعة”، وعلى حد قوله، فإن النظريات الثلاث الأولى هي الماركسية والفاشية والليبرالية – وجميعها تنطوي برأيه على عناصر خاطئة، أهمها نبذ التقاليد وانصياع الثقافة للفكر العلمي.

أما النظرية السياسية الرابعة التي وضعها دوغين، فتستسقي بعض العناصر من السياسات الثلاث الأخرى، إنما ترفض في المقابل العناصر التي يعارضها، لا سيما تراجع أهمية الأسرة التقليدية والثقافة، علماً بأن الثمرة النهائية لهذا كله جاءت على شكل مزيج أفكار تبدو تارة ماركسية وطوراً فاشية، لكنها دائماً ما تتمحور حول الدور الحاسم للثقافة الروسية التقليدية.

أما فلسفته التأسيسية فتقوم على الفكر التقليدي، الذي يعتبره موطن قوة روسيا. ومن ثم فقد أصبح من كبار مؤيدي رئيس البلاد فلاديمير بوتين الذي لا ينفك يشدد على أهمية القيم التقليدية الروسية. ويتوافق دوغين مع بوتين في انتقاد الليبرالية الفردية المناهضة للدين، التي تعمل برأي الرجلين على تدمير القيم والثقافة التي تشكل قوام المجتمع وركيزته.

ولا شك في أن بوتين يقيم دوغين لأن هذا الأخير يمضي قدماً بأهداف الرئيس الروسي. ومن ثم، فإن الأهداف الأمنية التي وضعها بوتين تستند في جزء منها إلى مبدأ القوة في الاتحاد السياسي والمفهوم الذي يفيد بأن الانقسام السياسي مرادف للضعف. لذا لو تمكنت روسيا من الإبقاء على وحدتها بأية وسيلة متاحة، فسيظل يُنظر إليها على أنها قوية. ولو انقسمت دولة معترضة على روسيا وتشرذمت من الداخل، فقد ينظر إليها على أنها ضعيفة.

وفي هذا السياق، تدّعي حكومة روسيا أن البلاد تتمتع بوحدة سياسية كاملة. ويؤكد المتحدثون باسم البلاد تلك المزاعم عبر القول مثلاً إن القواعد الانتخابية الروسية توحدت بالكامل خلف بوتين في انتخابات روسيا الرئاسية لعام 2024، حتى إنه كان من الممكن تجنب إجرائها لما يترتب عنها من نفقات غير ضرورية. ومن ثم، زعم المسؤولون الروس أيضاً أن الشعب الروسي بأسره يؤيد حرب أوكرانيا.

أيد دوغين سياسات دونالد ترمب في مقابلة بثتها “سي أن أن” في الـ30 من مارس الماضي (أ ب)

 

ودوغين يعمل على بث الحماسة في قلوب الناخبين لمصلحة بوتين، مستنداً في دعمه الرئيس على الفلسفة القائمة على العظمة الروسية وتفوقها الثقافي، وعلى منظور الوحدة الروسية. ولا شك في أن تأثيره هذا واضح للعيان داخل الحكومة الروسية وفي أرجاء المجتمع. والحال أن دوغين يكتب بغزارة عن الموضوع، ويحاضر في الجامعات والهيئات الحكومية عن مضار ليبرالية الغرب. كذلك عمل مستشاراً لدى سيرغي ناريشكين، المدير الحالي لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسية “أس في آر”.

وما لا شك فيه أن آراء دوغين تدعم الميول التوسعية الروسية، لا سيما في اتجاه أوكرانيا. وهو يشكك في وجود أوكرانيا بحد ذاته، ويروج للحرب الروسية في البلاد بكل جوارح قلبه. لكن دعمه هذا للحرب كاد يودي بحياته. ففي الـ20 من أغسطس (آب) 2022، انفجرت قنبلة في سيارة يملكها دوغين، مما تسبب في مقتل ابنته داريا، التي كانت تقودها وهي عائدة من مهرجان للفنون التقليدية الروسية.

شتت تسد

تطبق روسيا مبدأ “الاتحاد قوة” مع خصومها أيضاً، لكن عبر اعتماد مسار معاكس. ذلك أن عدداً كبيراً من المفكرين السياسيين الروس يسعون إلى تسليط الضوء على الانقسامات السياسية داخل الدول غير الصديقة، ويبذلون جهدهم لتوسيع نطاق الانقسامات ويدعمون الأحزاب والجماعات السياسية المسببة للاضطرابات.

ولا شك في أن عمليات من هذا القبيل تمنح الحكومة الروسية القدرة على الحط من شأن القوى الخارجية التي تعتبرها روسيا كخصوم لها، عبر جعلها تبدو ضعيفة في نظر شعوبها – والأهم من ذلك في نظر الشعب الروسي.

ودوغين، من جهته، يرسي أسساً فلسفية للأحزاب الأجنبية المعترضة على الاتحاد الأوروبي والليبرالية الغربية، التي من شأنها أن تخل بالوحدة السياسية. والملفت أنه اعتُمدت آراؤه في مجموعات يمينية متطرفة من بينها “الحزب الوطني الديمقراطي” الألماني، و”الحزب الوطني” البريطاني، وحزب “الفجر الذهبي” في اليونان، وحزب “يوبيك” المجري، وحزب “التجمع الوطني” في فرنسا.

من المرجح أن مقابلة دوغين التي أيد فيها سياسات ترامب قد حظيت بموافقة مباشرة من الكرملين. فهو يروج لحملة تأييد لترمب مدعومة من الكرملين، لما لخطابه الانقسامي – وبالتالي المُضعف – من أثر في السياسة الأميركية.

بيد أن خطاب دوغين القومي الروسي المتطرف يتعارض أحياناً مع محاولات بوتين لاستيعاب جميع شعوب روسيا وتقبلها ضمن دولة موحدة قوية، بدلاً من جعل اقتصارها على العرق الروسي وحده. ولأن روسيا دولة متعددة الأعراق، فإن الحصرية العرقية قد تعوق محاولات بوتين لإظهار قوته من خلال الوحدة. إن وصف دوغين بـ”العراب الروحي لبوتين” دقيق في بعض الأحيان فقط.

والحكومة الروسية تستعين بدوغين متى كان يفيد مصالحها، وتنفصل عنه إن لم يعد تطرفه يناسبها. فهو أداة لها حين يصرح عن أمور كثيرة ملائمة ويسهل تحقيق أهداف الكرملين. وعليه، لا بد من النظر إلى تصريحاته المؤيدة لترمب ضمن سياقها المحدد، إذ تحاول روسيا تعزيز قوتها على حساب الولايات المتحدة.

المزيد عن: ألكسندر دوغينفلاديمير بوتينروسياالتقاليد الروسيةالشعب الروسيالجماعات القومية المتطرفة

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili