الأحد, سبتمبر 29, 2024
الأحد, سبتمبر 29, 2024
Home » من لم يمت بالحرب، مات بالكورونا!

من لم يمت بالحرب، مات بالكورونا!

by admin

مجلة رمان الثقافية / أسماء الغول – كاتبة من فلسطين

أستيقظُ صباح كلَّ يوم، أتحسسُ كتفيَّ وصدري، كأنّي أتحسسُ قنبلةً موقوتة، هل هذه آلام الكورونا أم هي مجرد عضلاتٍ متشنجةٍ بسبب سرير غير مريح؟.

أتساءلُ كلَّ صباحٍ السؤال ذاته إلّا أنَّ الإجابة لم تمنع أن يمرّ يومي، أن أذهب بدرّاجتي في شوارع المدينة الفارغة بتولوز الفرنسية، أتنفسُ الهواء النقيّ، تختفي الآلام، إذن هي بضع عضلاتٍ ليست سعيدةً بمَرتبتي.

أقود الدرّاجة أراقب ما حولي كأنّي أرى كلَّ شيءٍ أول مرة، أو كأنّني أستعيدُ تاريخ مدينةٍ أخرى، كيف يمكن للأحداث الكبرى أن يعيدها التاريخ متطابقةً تماماً لكن في مكانٍ آخرٍ وزمنٍ آخر.

غزة في حرب صيف 2014 اختفى الناس من الشوارع، كنت أمشي وحيدةً أيضاً ذاهبةً إلى المكتب وأعود وحيدة، أراقب المباني، طول الشوارع الممتدّة كأفاعي، لا يوجد ما قد تكتشف جماله في الحرب.

أقارن بين رعب الأمس ورعب اليوم، تلك الأيام كنّا نرى الصواريخ، الطائرات الحربية، نرى الجروح والدماء..اليوم الصواريخ صامتة، لا لون لها، لا صوت ولا أثر، من الممكن أن تكون في كلّ شيءٍ تحسبه عادياً كهاتفك النقال، على أعمدة الحافلة الحديديَّة الرفيعة التي تمسكها حتى لا تقع، في ملابسك، على أكياس الشيبسي والشوكولاتة والعصائر التي تشتريها لأبنائك كي يتحمّلوا أسبوعين من الحجر المنزلي.

لا يوجد من تكيل اللعنات عليه، عدوك متخفي، غير مرئيّ، ولن يكون مرئيّاً، لذلك استحالة مواجهته، إنّه في لحمك ودمك وخلاياك، يصبح جزءاً منك حتى يقتلك، ليس خارجك، ليس مدجّجاً بالقنابل، ولا يهيل الأبراج السكنية، ويقصف الدراجات النارية، إنه يقصف صدرك وحدك، رئتيك وحدك بصمت، يحاربك، يقاتلك، يفتك بك دون أي “بوووم” واحدة فتشجع نفسك لترفع معنوياتك.

أراقب المآسي التي تحصل في البلدان المجاورة بأوروبا ومدريد وألمانيا، أكلم صديقتين أصيبتا بالفايروس، الأولى في إيطاليا والثانية في ألمانيا، تسلّل إليهما ولا تعرفان كيف، لا تغادران السرير، لكنهما مفعمتان بالأمل والإيمان.

أحدثهما كأنّي أحدث كائناً آخر معهما، كأنّي أحدث “الفايروس” ، كأنّي أريد أن أقضي عليه عبر “الماسنجر”، أتذكر “الأيلينز” تلك الكائنات التي كنّ في مسلسلات الفضاء، وتحمل في بطنها وحوش صغيرة.

لكن أليس كل الأمراض بدأت كوحوشٍ صغيرةٍ داخلنا، “الأنفلونزا”، “الحصبة”، “الحمّى الشوكيّة”، وغيرها من الأمراض، ألم تحصد الآلاف قبل أن يكتشف الإنسان ترياقها، أليس هذا تاريخ الإنسان مع العلم والأمراض، وسعيه الدؤوب لإنقاذ أخاه الإنسان؟، أليس هذا عقل الإنسان الذي تغلّب على آلاف الأساطير والعواطف كيف يبقينا أحياء؟، كلّ ما في الأمر أنّنا اعتقدنا أنّه في هذا العصر مع هذه التكنولوجيا تخلصنا من كل المخاطر والأمراض، والمفاجآت التي تأتينا من الطبيعة وسيطرنا على الكون، ولم يتبقَ سوى مواجهة الصراعات والحروب التي يصنعها الإنسان بيده، لكن تصدمنا أنّ البدائيّة تبدأ من الصفر، نعم الإنسان يرجع ليكون بدائياً حين يصيبه وباءٌ موحد، بدائية المرض والعلاج، بدائية السلوك، بدائية البحث عن نجاة أو “ورق تواليت”، بدائيّة أن لا مكان في المستشفى للمرضى.

ربما لو ما حدث كان في البلاد الفقيرة وحدها، فسنحيل كلّ شيء للفساد، والفقر ونقص الرعاية الطبية، ألم نأخذ منذ زمن في المناهج الدراسيّة أنّ قياس الأمم المتقدمة يكون بقلة أعداد الوفيات، كان سيمر الخبر كأيّ مأساةٍ أخرى تحدث هناك، لكن ما يجعل العالم يعيش في ذهول أنّ هذه الكارثة عصفت بدول المال والرفاه الاجتماعيّ، لذلك فإنّ البدائيّة هنا تبدو مضاعفة، تبدو غريبة حتى على من يعيشون في دولٍ فقيرة، وكأنّهم توقّعوا أنَّ أوروبا لن يصيبها هذا يوماً،  لن تعيش أيامهم وأحوالهم، لكن هذا ما يحدث وهو ليس محل سخريّة أو تشفّي بل محل دعاءٍ للإنسانية جمعاء، فهي ببساطة ذات الدول التي تتيح لها إمكانيات البحث العلميّ أن تسابق الزمن لتجد العلاج، وستتعلم من أخطاء الحاضر الذي سيصبح ماضياً؛ لتعير القطاع الطبيّ اهتماماً أكبر.

آمنت لفترة طويلة بمقولة توماس هوبز “الإنسان ذئبٌ لأخيه الإنسان”، ربما السبب ما رأيته في ثلاثة حروبٍ في غزة وحصارٍ طويلٍ وسط عدم اكتراث الإنسانية، بقيت مقولة دكتوري في الجامعة ترنُّ في أذني لسنوات “الإنسانيّة كذبة يا أسماء”، ربما قسوة التجربة تُعرّيك من فلسفتك الكبرى، لكنّي اليوم ألمسُ أنّ الإنسانَ إنسانٌ لأخيه الإنسان، عذراً على التكرار لكنّها هكذا ببساطة.

لم أرَ عطفاً كما يحدث اليوم، اتركونا من الرؤساء والقادة، اتركونا من عقدة “الخواجا” أو الرجل الأشقر، لكن من منّا لم يشعر بقبضة قلبه وهو يرى سيارات الجيش الإيطاليّ تنقل مئات الجثث استعداداً لحرقها، أوحين رأى صورة المسن الصينيّ حين أخذه الطبيب ليرى غروب الشمس في باحة المستشفى؟، إنّنا نعيش جميعاً اليوم تحت تهديد عدوٍ لا نراه لكنّه يحصد أحبائنا جثثاً، ولن نرى وجوههم ثانية، وسنبقى نتذكّر آخر لقاءٍ بيننا إلى الأبد.

ربما ستذهب كلُّ هذه العواطف بمجرد أن ينتهي الوباء، ونعود إلى صراعنا الحضاريّ أو الدينيّ أو الإمبرياليّ كما تريد أن تسمّيه سمّيه، لكن هذه اللحظة تجمعنا ضد المجهول، تماماً كما الحرب، كان الكره يصل أَوْجه فتأتي الحرب لتشفي جراح القلوب، تبكي الناس بعضها بحرقةٍ على الرغم من أنّ أعلام الأحزاب فرّقتها دوماً، تشفق على غيرها من صاروخٍ أصابها رغم أنّ أحدهما يكون قد سبّب عاهةً للآخر في اقتتالٍ سابق، إنّ هناك داخلنا لما هو أكبر من الأديان والأحزاب والطبقات.

سذاجة؟ نعم ربما، خاصة حين أحاول شراء كمامة منذ أسبوع ولا أجد من يبيعني إيّاها، حين تبتعد عني تلك الشقراء مسافة مترين في صيدليّتها لتناولني “الفيتامينات”، لكنها تمزح مع شقراء أخرى وتأخذ منها “الروشتة” دون حماية، بالتأكيد ليس شعري الأسود هو السبب، وليست لكنتي المضحكة، لا أريد أن أؤمن بذلك، لأنَّ كلَّ شيءٍ سيمر..سيمر ويبقى الأسى الشخصيّ الفادح، العزلة المقيتة، المرض الذي يتركك ضعيفاً، خائر القوى، كل هذه التباينات والأفكار المُسبقة عن شكلك وهويتك لم يعد لها مكانٌ الآن.

إنّ الخوف الكبير في الوقت الحاضر من عاداتك التي كانت يوميّة، كأن تتنفس الهواء، أن تتحدث مع الآخر أو تقترب منه، الخوف من التفاصيل الحميميّة العاديّة كالمصافحة، كالنظر في العينين، هذا الخوف الكبير يسحب منك كلّ المخاوف السابقة، كلّ الجروح التي تبدو صغيرةً وسطحيةً أمام ما يحدث الآن، فلم يعد فقدان الحبيب مهماً، كذلك درجاتك التعليميّة، أو خشيتك من العنصريّة، وخوفك من التقصير بالعمل، لم تعد شيئاً أمام خوفك من أن تلمسَ باب السوبرماركت، كيس البقالة، تصعد إلى الحافلة أو المترو، كلّ شيء يحدث يحثُّ على العزلة الفرديّة إلى أقصاها، فأشعر أنّني جزء من فيلم عن المستقبل وأنا في طابورٍ أمام “الكاشير” الذي يضع أمامه زجاجاً عازلاً ويرتدي قفازين وكمامة، وكذلك أنا ومن خلفي الذي يبعد عني متراً يحدّده خطٌ أحمرٌ على الأرض، ومن خلفه، وهكذا.

كنت أعتقد أنّني خبرت كل ما سيحدث في العالم، أي أنَّ سنواتي الماضية أعطتني تجربةً جعلتني أُوقن ما الذي سيحدث أو كيف، كانت أسئلة الناس تنهال على صفحتي في “الفيسبوك” عند كلّ تصعيدٍ عسكريّ في غزة تعطيني مزيداً من الثقة بإحساسي، هل هذه حرب؟ متى ستنتهي؟ ماذا تعتقدين أنّه سيحدث؟ وهكذا، وغالباً إجاباتي تكون بمحلها، حدسي بالعالم لم يخب يوماً حتى حين بادرت في الثاني من أغسطس/ آب2014، وأجبرت السائق أن يقود بنا إلى مدينة رفح التي تقطّعت معها الطرق خلال هجمةٍ انتقاميةٍ من العدو الإسرائيليّ، كنت أعرف أنّني سأخرج بقصةٍ ولن نموت.

لكن اليوم أشعر بالخداع، نعم، حدث ما لم يتوقعه أحد، باغتنا الفايروس في عز بحثنا عن الحب والاستقرار، وبداية الرضا بالحياة الجديدة في الغربة، فجأة شعرنا بالتيه، الضباب، كيف يمكن للقدر أن يتكرر مرتين معك..ألم يقل غسان كنفاني “العمر لا يتسع لكذبتين كبيرتين؟” كيف يكون قد خدعنا الوطن وخدعتنا الغربة معاً؟ .

هذه الثقة التي تشبه ثقة “ترامب” ثقةً كاذبةً، مضحكةً، يعقبها مأساة، تبدّدت لديّ بمجرد أن دخلت مدرسة ابنتي كي آخذ كتبها بعد قرار إغلاق كلّ شيء. المدرسة فارغةٌ تماماً، امرأة واحدة مهمتها تسليم متعلقات الأطفال الأخيرة، دخلت صفها، ذلك كرسيّها الخشبيّ، يا إلهي.

ذاته الكرسيّ الخشبيّ البيج، ذاته الفراغ الذي كان في مدرسة ابني بغزة في 2008 حين ذهبت إلى فصله أبحث عنه في المدرسة بعد بداية القصف الإسرائيليّ الجويّ المباغت في أول لحظات الحرب الأولى، اهتززت من داخلي، وعدت إلى ذات السؤال الأول كيف يمكن أن يتكرر التاريخ؟.

حرب هنا وحرب هناك..تلك حرب نزفٍ وتدميرٍ وانفجارات، وهذه حرب الهواء والصمت إلّا أنّه ذات العجز، ذات اللحظة التي تركت بعض العائلات أبنائها يحتضرون على الطريق بعد إصابتهم وهم يهربون في هجوم الاحتلال على شرق مدينة خانيونس في 2014، والآن في هذه الحرب نترك أبناءنا لمصيرهم في المستشفيات، إمّا أن تنجو الرئتان أو يلفظون النفس الأخير، ولا توجد حتى تلويح وداع، فمن لم يمت بالحرب..مات بالكورونا! أو نجا من كلاهما.

 

 

You may also like

36 comments

зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 23 مارس، 2024 - 2:31 م

Wow that was odd. I just wrote an really long comment but after I clicked submit my comment didn’t show up. Grrrr… well I’m not writing all that over again. Anyway, just wanted to say wonderful blog!

Reply
глаз бога бот 11 أبريل، 2024 - 7:17 ص

Wow, this piece of writing is nice, my sister is analyzing such things, so I am going to let know her.

Reply
cs live casino websites 8 مايو، 2024 - 9:57 ص

These are actually wonderful ideas in concerning blogging. You have touched some pleasant factors here. Any way keep up wrinting.

Reply
Francisk Skorina Gomel state University 17 مايو، 2024 - 12:07 ص

Francisk Skorina Gomel State University

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 26 مايو، 2024 - 3:15 ص

I have read so many articles or reviews about the blogger lovers except this post is in fact a nice piece of writing, keep it up.

Reply
гостиничные чеки Санкт Петербург 26 مايو، 2024 - 2:34 م

My partner and I absolutely love your blog and find the majority of your post’s to be what precisely I’m looking for. Would you offer guest writers to write content to suit your needs? I wouldn’t mind composing a post or elaborating on some of the subjects you write in relation to here. Again, awesome weblog!

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 27 مايو، 2024 - 1:55 ص

Hey there! I know this is kind of off topic but I was wondering if you knew where I could get a captcha plugin for my comment form? I’m using the same blog platform as yours and I’m having trouble finding one? Thanks a lot!

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 27 مايو، 2024 - 1:07 م

Great post.

Reply
гостиничные чеки Санкт Петербург 27 مايو، 2024 - 11:38 م

Hi, i think that i saw you visited my website so i came to return the favor.I am trying to find things to improve my website!I suppose its ok to use some of your ideas!!

Reply
гостиничные чеки Санкт Петербург 28 مايو، 2024 - 8:38 ص

Remarkable things here. I’m very satisfied to peer your article. Thank you so much and I’m taking a look forward to touch you. Will you please drop me a mail?

Reply
Гостиничные Чеки СПБ 28 مايو، 2024 - 6:08 م

Hello! I’ve been following your web site for a while now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from Huffman Tx! Just wanted to tell you keep up the excellent job!

Reply
Гостиничные Чеки СПБ 29 مايو، 2024 - 4:34 ص

Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 29 مايو، 2024 - 3:23 م

I am sure this piece of writing has touched all the internet people, its really really good piece of writing on building up new webpage.

Reply
гостиничные чеки Санкт Петербург 30 مايو، 2024 - 2:14 ص

This post will help the internet users for building up new webpage or even a blog from start to end.

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 5:19 ص

Excellent, what a blog it is! This weblog provides helpful data to us, keep it up.

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 7:07 م

Awesome! Its really remarkable post, I have got much clear idea about from this piece of writing.

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 1 يونيو، 2024 - 7:08 ص

Hello there, just became aware of your blog through Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate if you continue this in future. A lot of people will be benefited from your writing. Cheers!

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 2 يونيو، 2024 - 6:20 م

Your style is very unique compared to other people I have read stuff from. Thank you for posting when you have the opportunity, Guess I will just bookmark this web site.

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 3 يونيو، 2024 - 5:58 ص

I am regular reader, how are you everybody? This piece of writing posted at this site is actually nice.

Reply
乱伦色情 4 يونيو، 2024 - 3:55 ص

Great goods from you, man. I’ve understand your stuff previous to and you’re just too fantastic. I really like what you’ve acquired here, really like what you’re stating and the way in which you say it. You make it entertaining and you still take care of to keep it sensible. I can not wait to read far more from you. This is actually a great website.

Reply
хот фиеста 13 يونيو، 2024 - 10:03 ص

You should take part in a contest for one of the greatest sites on the net. I most certainly will recommend this site!

Reply
hot fiesta slot 15 يونيو، 2024 - 8:29 ص

Hello there, I do think your web site may be having internet browser compatibility issues. When I look at your web site in Safari, it looks fine however when opening in IE, it has some overlapping issues. I simply wanted to give you a quick heads up! Besides that, wonderful website!

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 10:44 ص

This is the right web site for anybody who would like to find out about this topic. You realize so much its almost hard to argue with you (not that I actually would want toHaHa). You definitely put a new spin on a topic that’s been written about for many years. Great stuff, just excellent!

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 3:28 ص

Excellent blog! Do you have any suggestions for aspiring writers? I’m planning to start my own site soon but I’m a little lost on everything. Would you advise starting with a free platform like Wordpress or go for a paid option? There are so many choices out there that I’m totally confused .. Any ideas? Appreciate it!

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 7:24 ص

Truly no matter if someone doesn’t know after that its up to other people that they will help, so here it occurs.

Reply
Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 2:23 ص

You’ve made some decent points there. I looked on the web to learn more about the issue and found most individuals will go along with your views on this site.

Reply
строительство автомойки под ключ 6 يوليو، 2024 - 10:18 ص

“Франшиза автомойки” от нас подразумевает полную поддержку и совместные усилия. Мы тесно взаимодействуем с каждым из наших партнеров.

Reply
строительство автомоек под ключ 8 يوليو، 2024 - 2:19 ص

Заказывая автомойку под ключ, вы получаете полный комплекс услуг, который включает выбор местоположения, проектирование, строительство и установку оборудования для качественной мойки авто.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 4:27 ص

There is definately a lot to learn about this subject. I like all the points you made.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 6:56 م

Hello there, just became aware of your blog through Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate if you continue this in future. Many people will be benefited from your writing. Cheers!

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 7:55 ص

Great blog you’ve got here.. It’s hard to find high-quality writing like yours these days. I truly appreciate people like you! Take care!!

Reply
Jac Благовещенск 19 أغسطس، 2024 - 12:42 م

I appreciate, cause I found exactly what I used to be looking for. You have ended my 4 day long hunt! God Bless you man. Have a nice day. Bye

Reply
theguardian.com 23 أغسطس، 2024 - 11:51 ص

It’s hard to find educated people on this topic, but you sound like you know what you’re talking about! Thanks

Reply
theguardian 28 أغسطس، 2024 - 2:36 ص

I have been surfing online more than three hours today, yet I never found any interesting article like yours. It’s pretty worth enough for me. Personally, if all webmasters and bloggers made good content as you did, the internet will be much more useful than ever before.

Reply
theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 3:57 م

Hi there, I check your blogs daily. Your story-telling style is awesome, keep up the good work!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00