الجمعة, فبراير 21, 2025
الجمعة, فبراير 21, 2025
Home » منير الربيع يكتب عن: حديث الصراعات داخل “الحزب” ومع “أمل”: حرص على المركزية

منير الربيع يكتب عن: حديث الصراعات داخل “الحزب” ومع “أمل”: حرص على المركزية

by admin

 

كان الشيخ صبحي الطفيلي يمثل وجهة النظر المحفزة على الدخول في صراع بوجه حركة أمل، بينما كان عباس الموسوي ضد هذا الصراع مع أمل، علماً أن ذلك كان انعكاساً لخلافات داخل البنية الإيرانية.

منير الربيع  – رئيس تحرير جريدة “المدن”

هل فعلاً هناك انشقاق أو صراع أجنحة داخل حزب الله في هذه المرحلة؟ منذ وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان وإبرام اتفاق وقف إطلاق النار، بدأ يدور كلام كثير عن صراعات واختلافات في الآراء والمقاربات داخل حزب الله. والبعض منها منسوب إلى تباين في الآراء أو صراعات داخل إيران أيضاً.
يُحكى الكثير عن الاختلاف في التوجهات بين حزب الله وحركة أمل حول اتفاق وقف إطلاق النار، علماً أن القرار اتخذ بموافقة الطرفين معاً. ويُحكى عن أن الاختلاف في وجهات النظر داخل الحزب انعكس على مقاربة ملف الانتخابات الرئاسية، ولا يزال مستمراً حول آلية التعاطي مع الاستحقاقات السياسية الداخلية، وفي كيفية مقاربة الوضع العسكري في الجنوب، بين الجناح العسكري في الحزب الذي يفضّل قلب الطاولة، والعودة إلى خوض المواجهة العسكرية، وبين جزء من الجناح السياسي الذي يرفض العودة إلى الحرب، ويعتبر أنها لن تكون مفيدة، وأن لا قدرة للحزب أو الطائفة الشيعية على تحمّل ظروف تجدد الحرب.

الحزب ونتائج الحرب القاسية
يعرف حزب الله النتائج القاسية للحرب وتداعياتها على المستويين السياسي والعسكري. ويعلم حجم الضغط الدولي الكبير لإضعافه كلياً أو لإخراجه من المعادلة السياسية. وهو ما يخلق نقاشات كثيرة حول كيفية مقاربة المرحلة المقبلة، بين التركيز على الداخل وتغيير آليات العمل كلياً، مع قناعة بانتفاء “الدور الإقليمي”، وبين من لا يرى إلا بالصراع العسكري والتصعيد طريقاً للحفاظ على الدور وتطويره. ولكن هل ذلك يمكن أن يؤدي إلى انشقاق داخل الحزب؟ تنفي المصادر القريبة ذلك، وتؤكد أنه على الرغم من وجود نقاشات وآراء مختلفة، إلا أن القرار المركزي يركز على “الوحدة”، وعلى استمرار التفاهم والمواءمة مع حركة أمل أيضاً، وأنه لن يكن هناك أي مجال للانشقاقات ولو أدى ذلك إلى تدخل إيراني مباشر في كل التفاصيل.

تاريخ من الصراعات 

مرّ حزب الله في تاريخه بمراحل كثيرة من الانشقاقات أو الاختلافات أو حتى الصراعات الداخلية. فخلال تولي الشيخ صبحي الطفيلي الأمانة العامة للحزب، مرّ حزب الله بظروف استثنائية، فيها الكثير من التضارب في التوجهات والانشقاقات. أبرزها خلال الصراع بين حزب الله وحركة أمل. في الثمانينيات كانت الاتجاهات داخل الحزب مختلفة، فكان الطفيلي من أنصار مواصلة الصراع مع “أمل”، بينما كان السيد عباس الموسوي وهو الذي يقود منطقة الجنوب في تلك الفترة من أصحاب الصلح مع أمل وحقن الدماء. في تلك الفترة، دخل الموسوي في مفاوضات مباشرة مع مسؤولي حركة أمل، بتفويض من الرئيس نبيه بري، للمصالحة ولوقف الحرب. عقدت المفاوضات يومها في منزل السيد الراحل محمد حسن الأمين في مدينة صيدا واستمرّت حوالى الأسبوع. لكن الطفيلي أجهض كل محاولات الصلح وأصر على مواصلة القتال.

اتجاهات الطفيلي لم تكن تلائم الإيرانيين، وهو كان يتسم بالعناد والصلابة وعدم الديبلوماسية. قبيل إخراجه من قيادة الحزب، والتي استدعت اقتتالاً داخلياً، أجرى الطفيلي زيارة إلى إيران وكانت سلبية جداً. إذ أنه كان في غاية الوضوح مع الإيرانيين، وطلب منهم عدم التدخل بالشأن اللبناني وترك اتخاذ القرار له، وهو يصرّ على سحق “أمل” وحسم المعركة عسكرياً. علماً أنه في تلك الفترة كان يتم العمل بين الإيرانيين والنظام السوري على إنهاء الصراع بين حركة أمل وحزب الله بالتفاهم وتوزيع “النفوذ”. لكن الطفيلي كان مصراً على مواصلة الحرب ليسيطر على الوضع الشيعي كاملاً ومن دون أي منافس. في المقابل، كان الإيرانيون يرون ضرورة وجود طرف شيعي ثان مقابل لحزب الله، ولا يكون على صراع معه. ومن هنا اعتبر الإيرانيون أن الرئيس نبيه بري هو حاجة وضرورة أساسية لحزب الله، نظراً لما يمتلكه بري من خطاب لبناني أو عربي وانطلاقاً من علاقته بسوريا، من دون أن يكون على صدام مع الحزب أو في مواجهة معه. ففي التسعينيات لم يكن حزب الله قد انخرط داخل الدولة اللبنانية، فحينذاك كانت الظروف مختلفة، والحزب يعمل بمقتضيات الصراع مع إسرائيل، في مقابل السند السياسي الكبير للحزب داخل الدولة، وهو برّي.

خوف حزب الله
عندما اتخذ حزب الله قرار الدخول إلى الدولة في العام 2005، وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كان قراراً استراتيجياً بعد خروج الجيش السوري من لبنان، وتغير الوضع بشكل كامل. تكوّن خوف لدى حزب الله من إمكانية زيادة منسوب الضغوط الكبيرة دولياً وعربياً وداخلياً على برّي، فلا يتمكن من الوقوف إلى جانب الحزب. وعندها قرر الحزب بالتوافق مع الإيرانيين الانخراط بشكل مباشر في الدولة والشأن الداخلي، على قاعدة التوازن مع حركة أمل في داخل بنية الدولة اللبنانية، وذلك كي لا يتم محاصرة الحزب.
وللمفارقة، ذلك الخوف في تلك الفترة، يتكرر اليوم بعد الحرب الإسرائيلية وكل الضغوط السياسية والمالية التي تُمارس، ومع كل محاولات الضغوط لإخراج حزب الله من الدولة أو من السياسة، ومحاولة فصله عن حركة أمل. وهو ما لا يزال الحزب يواجهه. ولذلك هناك استمرار لدى الطرفين في تثبيت معادلة الثنائي الموحد على موقف واحد، لأن أي فرقة أو ابتعاد ستؤدي إلى إضعاف الطرفين وتغيير الوقائع كلها على الساحة الشيعية.

الصمود” بوجه 17 تشرين

لا شك أن المعركة الأخيرة التي خرج منها الحزب، أحدثت إرباكاً كبيراً، وحتى الآن لم تتكون وجهة نظر واضحة حول آلية الخروج من المأزق. لكن الأكيد أنه لن يكون هناك أي مجال للسماح لأي تعدد بالآراء أو صراع للأجنحة، ولو اقتضى ذلك تدخلاً إيرانياً مباشراً، ولو أدى إلى إبعاد شخصيات قيادية كثيرة، لإعادة ضبط الميكانيزم الكامل داخل الحزب. هنا تجدر الإشارة إلى أنه خلال ثورة 17 تشرين في العام 2019، تؤكد المعلومات أن برّي كان يقرأ حقيقة المشهد، وفكّر في فترة من الفترات بالتماهي مع ما يجري في الشارع ومع كل الضغط الدولي، وأن لا يكون في صدام مع هذا التحرك الشعبي الكبير. حينها حصل تدخّل مباشر من قبل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله شخصياً، فتواصل مع برّي وأبلغه بضرورة الصمود، والالتفاف على كل هذه التحركات. وكما أكد له أن هذا الالتفاف هو مسؤولية الحزب وهو سيأخذ ذلك على عاتقه، وسيتمكن من التصدي للمشروع.

مركزية نصرالله

الآن يخرج حزب الله من مرحلة إلى مرحلة جديدة، يستعيد فيها كثيرون مسألة الانشقاق أو الخلافات في التوجهات داخل الحزب. علماً أن كل المعلومات تؤكد بأنه بعد تولي السيد حسن نصرالله الأمانة العامة للحزب، تم توحيده بشكل كامل وترسيخ “مركزية القرار”. لا سيما أنه قبل وصول نصرالله كان هناك وجهات نظر مختلفة في حزب الله، وكان هناك أجنحة وفرق، وحتى داخل المؤسسات الإيرانية التي كانت تعمل على هامش حزب الله بالأمن، العسكر، والإعلام. ولكن بعد تولي نصرالله توقف عمل كل هذه المؤسسات وأصبحت مدموجة ضمن استراتيجية الحزب المركزية.

وكما أسلفنا سابقاً، فكان الشيخ صبحي الطفيلي يمثل وجهة النظر المحفزة على الدخول في صراع بوجه حركة أمل، بينما كان عباس الموسوي ضد هذا الصراع مع أمل، علماً أن ذلك كان انعكاساً لخلافات داخل البنية الإيرانية. مع استلام الموسوي بدأ العمل على توحيد مركزية القرار التي تعززت وتكرست أكثر مع نصرالله. قبل ذلك كانت الاتجاهات المختلفة واضحة. إذ كان مثلاً الشيخ حسين كوراني يمثل حالة مختلفة عن مركزية القرار، ويبرز بنشاط بارز انطلاقاً من دوره في هيئة دعم المقاومة، وكان متعاطفاً مع الشيخ صبحي الطفيلي. كذلك كانت هناك وجهة نظر يمثّلها محمد رعد ومحمد فنيش، والشيخ نعيم قاسم مؤيدة نسبياً لاتجاه الطفيلي. يُذكر أن نعيم قاسم كان إلى جانب صبحي الطفيلي، وإلى جانبهما محمد رعد. وهم الثلاثة أتوا إلى حزب الله من حزب الدعوة. وكانوا على تلاق بعيد المدى مع محمد فنيش الذي جاء من لجان العمل الإسلامي، وكان في فترة من الفترات رئيساً للمكتب السياسي في حزب الله.

لا انشقاقات داخل الحزب
حالياً، تتحدث بعض الروايات عن وجود مجموعات إيرانية ومجموعات في الحزب تعمل خارجة عن القيادة المركزية. لكن هذا الأمر تنفيه المصادر القريبة من الحزب بشكل كامل، وتؤكد أنه لا وجود لطرف أساسي وقوي قادر على مواجهة الشيخ نعيم قاسم. تنفي المصادر وجود أي انشقاقات أو خلافات داخل الحزب، ولكن طبعاً هناك وجهات نظر مختلفة ومتنوعة، وهناك نقاش مفتوح. كما أن الإيرانيين لن يسمحوا بحصول أي تفاوت أو خلافات داخل بنية الحزب وجسده، لأنهم ينظرون إلى ذلك بأنه يمثل تهديداً وجودياً. هناك من يشير إلى الكثير من الملاحظات حول الشيخ نعيم قاسم، والذي في أول خطاب له بعد وقف إطلاق النار تحدث بوضوح عن الدولة والطائف، إلا أنه بعدها غيّر من لهجته، وشدد على أن اتفاق وقف إطلاق النار يسري على جنوب نهر الليطاني فقط، وهو ما بدا استجابة لضغوط كبيرة حصلت داخل الحزب. ينظر هؤلاء إلى قاسم بأنه يمثل مرحلة انتقالية ولن تكون ثابتة إلى فترة طويلة، إلا ضمن سياق إعادة انتاج القيادة بشكل كامل. علماً أن بعض معارضيه يصفونه بأنه شخص إداري ممتاز ولكنه ليس سياسياً بحضوره القوي، وهو لا يشكل أي توازن مع الصورة التي كان قد قدمها نصرالله. بناء على كل ما تقدّم، فإن حزب الله يعيش تحديات كبيرة، أولها إعادة ترميم قيادته وإنتاجه لتثبيت مركزية القرار. ثانيها، الحفاظ على الانسجام وتعزيزه مع حركة أمل للحفاظ على وحدة الصف الشيعي. ثالثها، التمسك بالوجود داخل الدولة وقرارها السياسي لمواجهة أي محاولة لإضعافه واستبعاده.

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili