لم يتوقف نتنياهو عن الطعن في مشروعية السلطة القضائية (أ ف ب) لم يتوقف نتنياهو عن الطعن في مشروعية السلطة القضائية (أ ف ب) بأقلامهم منال نحاس تكتب عن: القوة السياسية الثالثة في إسرائيل تمثل “الفاشية اليهودية” by admin 25 مايو، 2025 written by admin 25 مايو، 2025 14 منذ عقدين ونتنياهو لا يكف عن التحريض على الكراهية بين اليهود والعرب اندبندنت عربية / منال نحاس صحافية @manalnahas قدمت إيفا إيلوز، الباحثة الفرنسية – الإسرائيلية في الاجتماعيات ومديرة بحوث في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس، رؤية واسعة للتوازنات السياسية في إسرائيل، حيث كانت أول من وصف القوة السياسية الغالبة على الحياة السياسية بـ”الفاشية اليهودية” ضمن مقالة قبل نحو عامين وأعادت صحيفة “لوموند” الفرنسية نشرها في الـ19 من مايو (أيار) الجاري. ورؤية إيلوز هذه تقول إن شركاء نتنياهو “الطبيعيون” هم الجماعات الدينية المحافظة. وأضيف إليها الحزب اليميني المتطرف، الصهيونية الدينية. وهو القوة السياسية الثالثة، في الترتيب الإسرائيلي اليوم. ومنذ عقدين ونتنياهو لا يكف عن التحريض على الكراهية بين اليهود والعرب، أو عن الطعن في مشروعية السلطة القضائية، وهو يرسي الهوية الوطنية على الدين. والحق أن نتنياهو شعبوي يميني “تقليدي”، يشبه ناريندرا مودي (الهندي) وفيكتور أوربان (المجري)، ودونالد ترمب (الأميركي). أما إيتمار بن غفير، زعيم الصهيونية الدينية، فيتجاوز الشعبوية، ويمثل ما ينبغي تسميته، على مضض، “فاشية يهودية”. وفي نظر من يحملون الصهيونية، شأن كاتبة هذه السطور، على حل سوغته الضرورة، تهزه كتابة هذه العبارة، “الفاشية اليهودية”، وتصدمه، إلا أن بعض الوقائع تفرض هذا الحكم. فبن غفير لم يؤد خدمته العسكرية، ورأى أن الجيش لا يستوفي بعض شروط التطوع، وهو مفرط في الغلو العصبي والقومي. ودفاعه، بصفته محامياً، عن إرهابيين يهود، وتصفيقه لعمليات إرهابية نفذها يهود، على غرار عملية باروخ غولدشتاين الذي قتل 29 فلسطينياً في أثناء صالتهم في مسجد الخليل، الأمران حملاه على تبني الإرهاب اليهودي من غير تحفظ. واقترح إلغاء هذا المفهوم، على رغم إقرار الشرطة و”الشين بت” (سلك الأمن الداخلي) الإسرائيليين به. شعبوية إسرائيلية مثل سائر الشعبويات تذهب إيلوز إلى أن الإرهاب اليهودي كان ظاهرة هامشية في إسرائيل قبل أعوام 1980. ومنذ ذلك العقد، دبرت مجموعات يهودية، على شاكلة “حماختيريت هيهوديت”، و”كاخ”، و”تيرور نيجيد تيرور”، و”بت عايين” و”ليهافا”، هجمات إرهابية أحبطت الشرطة معظمها. وبعض هذه المجموعات كان يدين بقومية مفرطة. وبعض آخر كان يعلن مناهضته للصهيونية (ويريد تقويض دولة إسرائيل واستبدالها بمملكة يهودا). وتشترك هذه المجموعات في نواة أيديولوجية واحدة ولدت من حال سياسية ثقيلة الوطأة هي استيطان الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967. ويستحيل فهم اليمين المتطرف الإسرائيلي من غير إدراك أن هذه الأراضي هي عقدته. فبين 1967 و2018، أنشئت 200 مستوطنة في الضفة الغربية، 131 منها حظيت باعتراف الحكومة، وتوصف 110 بأنها غير قانونية. قومية دينية معظم هذه المستوطنات أنشئ بعد مصادرة أراضٍ فلسطينية يملكها ملكية خاصة مزارعون فلسطينيون، وعلى هذه الأراضي، وشقت طرقات التفافية وقف السير عليها على المستوطنين اليهود. وهي، كذلك، ثمرة مصادرة أرض يملكها فلسطينيون. وتولى جهاز بيروقراطي وأمني واسع من الحواجز السهر على السيطرة الإقليمية والعسكرية على شبكة المستوطنات والطرقات والحواجز هذه، والحيلولة دون تجوال الفلسطينيين الحر. وشاعت، في الوقت نفسه أيديولوجيات تسوغ هذه الرقابة الفظة على السكان الفلسطينيين. ومجموع هذه الأيديولوجيات هو ما يسمى القومية الدينية. وتقوم القومية الدينية، على ما يذهب إليه دارس الاجتماعيات روبير فريدلاند، على أربعة أركان، الركن الأول هو الأرض. وتوصف هذه بالقداسة، وبالوديعة التي استودعت تاريخاً إلهياً لم يبلغ بعد خاتمته. والركن الثاني هو جسد المرأة الذي يسبغ عليه القوميون الدينيون أهمية بالغة قد يتقاسمها مع المثليين. ثالثاً يميز القوميون الدينيون تمييزاً قاطعاً بين أصحاب الأرض وأهل الأمة وبين الغرباء. رابعاً: يدين القومين الدينيون بالطاعة للخالق، ويلابس حبهم الخالق حب الأمة، ويسبغون على الأرض والأمة عظمة ميتافيزيقية وقداسة ربانية، يزعمون القيام وحدهم على رعايتها. وتكتسب الأرض والشعب والتاريخ دلالة كونية. ويرفع بن غفير لواء هذه الأيديولوجية. ويضيف إلى أركانها اعتقاده بجواز التوسل بالعنف إلى الدفاع المشروع عن الأرض والأمة والله. ولا يتستر على ازدرائه المعايير والمؤسسات الديمقراطية. ويعلن أنه “لا مكان لشعبين في فلسطين، ولا لتعايش أو مساكنة شعبين معاً”. دفاع ذاتي يهودي وتسلط إيلوز الضوء على مرجعية بن غفير وتياره. فالحاخام الأميركي مائير كاهانا خلف أثراً عميقاً في بن غفير وكان كاهانا أسس في الولايات عصبة الدفاع اليهودي، التي صنفتها وكالة الشرطة الفيديرالية (أف بي آي) منظمة إرهابية. وبعد انتقاله إلى إسرائيل، أنشأ كاهانا حزباً سياسياً حظره البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) في 1988. وذلك أن الحاخام اقترح ثلاثة حلول للقضية الفلسطينية: يسع العرب البقاء على شرط تعريفهم بـ”مقيمين أجانب”، أو الرحيل لقاء تعويض مادي تسدده الحكومة، أو يطردون عنوة. ورأى إسحاق شامير، رئيس الوزراء السابق وعضو جناح اليمين الراديكالي والمتشدد في ائتلاف ليكود، في كاهانا طرفاً سياسياً خطراً وينبغي طرده من الطاقم السياسي الإسرائيلي. لكن ثمة تنبيهين على ما تقدم. الأول أن اليهودية بقيت، على العموم وفي معظمها الغالب، ديناً يكره العنف في صوره كلها. والثاني، أن عصبة الدفاع اليهودي، وكاهانا نفسه، كانت صدى من أصداء الكارثة الكبيرة التي نزلت باليهود في القرن الـ20. وتنهض أيديولوجيتهم على رؤيا تاريخية تذهب إلى أن العنف اللاسامي الذي أصليه اليهود يستدعي، لا محالة، دفاعاً ذاتياً يهودياً من الصنف نفسه، والعالم كله يتهدد اليهود بعدوان لا سامي يستأصل شأفتهم، فإذا استنسخت هذه الأيديولوجية في إسرائيل، ظهر خطرها العميق. فالعنف اليهودي لا مسوغ له حيثما كان، وعلى وجه أرجح في إسرائيل، حيث اليهود غالبية ويتمتعون بمناعة عسكرية لا شك فيها، وحيث السكان العرب أقلية، وينوؤون بنير نظام شديد القساوة. الغوليم وتشير إيلوز إلى أن الوضع اليوم يذكر بأسطورة يهودية هي حكاية الغوليم التي صاغها في القرن الـ16 حاخام براغ يهودا لوريو بن بتساليل. وهي تروي قصة مخلوق سوي من غبار وطين، ونيط به الدفاع عن يهود براغ من التهجير والمذابح، لكن المخلوق هذا تحرر من سيده، وثار عليه وهدده بالقتل. وفي صيغة من صيغ الحكاية يحيل الحاخام المخلوق العنيف إلى تراب. فهل يتمتع الإسرائيليون بذكاء الحاخام؟ وهل يسعهم إحالة الغوليم الذي سواه نتنياهو إلى تراب؟ وإلى اليوم، لسان حال الباحثة “لست على يقين من الجواب”. المزيد عن: الفاشية اليهوديةبنيامين نتنياهوأيتمار بن غفيراسرائيلغوليم 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “عائشة لا تستطيع الطيران” في قاهرة الغربة next post موسم الهجرة إلى بريطانيا… طلبات الأميركيين للإقامة غير مسبوقة You may also like حازم صاغية يكتب عن: قراءة أخرى لـ«عيد التحرير»... 25 مايو، 2025 رضوان السيد يكتب عن زيارة ترمب: متغيرات المواقف... 23 مايو، 2025 دلال البزري تكتب عن: ترامب كاره الحريات… كانت... 22 مايو، 2025 مصطفى كوتلاي يكتب عن: معضلة تركيا كقوة إقليمية... 21 مايو، 2025 دلال البزري تكتب عن: الغرام الروبوتي آخر صيحات... 20 مايو، 2025 دلال البزري تكتب عن: الإبادة مستمرّة وسط ترحيب... 18 مايو، 2025 حازم صاغية يكتب عن: عودة أخيرة إلى «أوسلو» 18 مايو، 2025 جيمس جيفري يكتب عن: التحرك الأميركي الحاسم بشأن... 15 مايو، 2025 حازم صاغية يكتب عن.. بالعودة إلى اتّفاقيّة أوسلو... 15 مايو، 2025 يوسف بزي يكتب عن: من سيفاوض حزب الله؟ 15 مايو، 2025