ثقافة و فنونعربي منازل مغربية إيكولوجية تقاوم الكوارث الطبيعية by admin 26 أغسطس، 2020 written by admin 26 أغسطس، 2020 12 يساهم قطاع البناء في البلاد بنسبة 19 في المئة من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري ويستهلك 40 في المئة من الطاقة اندبندنت عربية / إلهام الطالبي صحافية مغربية و معدة أفلام وثائقية وبرامج تلفزيونية لمواجهة الكوارث الطبيعية التي تهدد القارة الأفريقية، أنشأ شبان مغاربة مشروع “إيكو دوم ماروك” لبناء بيوت صديقة للبيئة، تجمع بين الجمال المعماري، ووسائل الراحة الحديثة، وتتكيف مع التغيرات المناخية بتكلفة أقل من البناء التقليدي. المنازل المبنية باستخدام التربة يمكنها أن تدوم مئات السنوات (إيكو دوم ماروك) خفض تكاليف البناء يقول يونس وزري مهندس مغربي، مؤسس مشروع “إيكو دوم مغرب”، “بدأت الفكرة عام 2014، كنا حينها ما زلنا طلاب هندسة في المدرسة الحسنية للأشغال العمومية في الدار البيضاء، واستغرقت دراستنا للمشروع مدة سنتين، لننجح عام 2016 في تأسيس شركتنا”. أضاف وزري لـ”اندبندنت عربية”، “نجحنا في تشييد بيوت صديقة للبيئة في عدد من المناطق المغربية، ونستعمل تربة الأرض المحلية في البناء، ما يسمح لنا بتشييد منازل إيكولوجية بكلفة أقل.” مقاومة للزلازل والأعاصير تابع المهندس المغربي، “من خصائص البناء على شكل قبب، مقارنة بباقي الطرق التقليدية، استعمال التربة الطبيعية المحلية التي تمكننا من تحقيق عزل الصوت والحرارة بطريقة طبيعية، كما أن شكل القبب للبيوت يجعلها مقاومة للزلازل والأعاصير”، ولفت إلى أنها “تتكيف بطريقة طبيعية مع الظروف المناخية، ففي الصيف تكون معتدلة وفي الشتاء دافئة، ما يسهم في عدم استهلاك الطاقة في التدفئة وتكييف الهواء”. تسهم المنازل صديقة البيئة في الحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وعدم استهلاك الطاقة (إيكو دوم ماروك) قبل الشروع في البناء يجري فريق وزري دراسة جيوتقنية على تربة موقع البناء لتحليل مكوناتها، وقياس طاقتها الحرارية الأرضية. وبلغ عدد فريق مشروع “إيكو دوم ماروك” 15 شاباً، وشيدوا منازل صديقة للبيئة في عدد من المناطق المغربية، مثل نواحي مدينة الخميسات وتيفلت، والرباط، وعين عودة، وبن سليمان، وبن جرير، ونواحي ورزازات. حنين للتراث المغربي المعماري الأصيل أضاف مؤسس مشروع “إيكو دوم مغرب”، “المغاربة كانوا قديماً يعتمدون بناء تقليدياً بمواد خام محلية، وكانوا يبنون المنازل بتراب المنطقة، ويشيدون بنايات صديقة للبيئة لا تستهلك الطاقة، وتتكيف بشكل طبيعي مع المناخ”. وكشفت نتائج دراسة لوزارة السكنى وسياسة المدينة، أن قطاع البناء يساهم بنسبة 19 في المئة من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، ويستهلك نسبة 40 في المئة من الطاقة، وأوصت الوزارة بضرورة المزاوجة بين التحديث والجودة في إنجاز البنايات، مشيرة إلى أهمية احترام البعد البيئي والتنمية المستدامة، لأجل الإسهام في الحد من هذه الانبعاثات الحرارية، ومكافحة التغيرات المناخية. وعن ارتباط المغاربة بهذه البيوت صديقة البيئة، يجيب المهندس المغربي، “هناك من لديه ارتباط عاطفي بهذا النوع من البناء، لأن جده كان لديه منزل بُني بالتراب حيث عاش طفولته. عدد ممن شيدنا لهم البيوت لديهم حنين للتراث المغربي المعماري الأصيل”، ويشير إلى أن خصائص هذه المنازل تمزج ما بين التقليدي والعصري. غياب الوعي الإيكولوجي وتابع المتحدث ذاته، “من طموحاتنا أن نكون الشركة الرائدة الأولى في البناء الإيكولوجي في المغرب، وأن نتوسع أيضاً في القارة الأفريقية لأن لديها أيضاً تاريخاً مع البناء الإيكولوجي المقاوم للتحديات المناخية”، وأشار وزري إلى أن “المغرب من الناحية القانونية والرؤية فهو متقدم في القضايا البيئية، أما على مستوى الواقع والميدان نجد أن هناك هوة كبيرة بين ما هو نظري وما هو تطبيقي”، وأوضح أن “بعض المسؤولين عن منح رخص البناء، ليس لديهم وعي بيئي، وليست لديهم معلومات عن العمران الإيكولوجي”. المنازل البيئية تدوم مئات السنين ذكر المهندس المغربي التحديات التي واجهتهم في البناء، موضحاً أنه “من أبرز العوائق أن نجد شباناً يتشاركون معنا الطموحات والأهداف نفسها لإحياء هذا التراث المغربي، وواجهنا في البداية مشكلة التمويل المادي، وأحياناً نجد صعوبات في الحصول على رخص البناء، وأن نشرح لبعض المسؤولين أن هذا النوع من البناء آمن ولا يشكل أي خطر”. ومثلت الشركة المغرب في نهائيات مسابقة “كلين تك” العالمية بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، وحصلت على جائزة اختيار الجمهور في جوائز أفريقيا للشركات الناشئة عام 2018. وحسب وزري، فإن المنازل المبنية باستخدام التربة يمكنها أن تدوم مئات السنوات، وقال “في التصميم والتشطيبات الداخلية والخارجية، نستعمل بعض التقنيات المغربية النموذجية التي تضفي الجمال المعماري للمبنى، ويكون المنتج النهائي منزلاً تقليدياً مجهزاً بجميع وسائل الراحة الحديثة”. المزيد عن: مهندسون مغاربة/منازل إيكولوجية/إيكو دوم ماروك/البناء الإيكولوجي 1 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كيف تم الإفراج عن رونالدينيو بعد 5 أشهر بين السجن والإقامة الجبرية؟ next post فاضل السلطاني يفكك الأساطير في قصائد الحب والحرب You may also like المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 فيلم “مدنية” يوثق دور الفن السوداني في استعادة... 21 نوفمبر، 2024 البلغة الغدامسية حرفة مهددة بالاندثار في ليبيا 21 نوفمبر، 2024 من هي إيزابيلا بيتون أشهر مؤثرات العصر الفيكتوري؟ 21 نوفمبر، 2024 1 comment saber 20 فبراير، 2022 - 10:14 ص Thank you for posting the very nice informative article. Looking forward to reading more articles from you. Visit my website and Join our community!! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.