ثقافة و فنون ممثلون وممثلات سوريون بدون “الرئيس”!… عن مظلوميّة “أيتام” القصر الجمهوري المشبوهة ! by admin 28 يناير، 2025 written by admin 28 يناير، 2025 48 درج ميديا / محمد السكاف- فراس دالاتي- عمّار المأمون في خضم المواقف المتعددة للفنانين والممثلين والإعلاميين السوريين، برز مصطلح “أيتام القصر الجمهوريّ” كوصف لمجموعة ممن لم يستطيعوا حتى الآن تقبّل واقع وجود سوريا بلا الأسد وأسرته التي أغرقت عليهم “الخدمات” مقابل الولاء الأعمى! سارع الكثيرون من العاملين في الوسط الفني والثقافي عشية سقوط نظام الأسد إلى ساحة الأمويين احتفالاً بهروب بشار الأسد، وشارك بعضهم مواقفهم “الجديدة” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سواء كانوا من الحلقة المقربة من السلطة والمطبّلين لها، أو ممن حافظوا على حياد معقول لا يدان قدر ما يدان أولئك الذين حرفياً قبّلوا الحذاء العسكريّ! تلك الفئة من السوريين، الأكثر شهرة وعلى تنوّع أطيافهم، تختلف علاقتهم مع القصر سواء كنا نتحدث عمن يظهرون في الصور مع بشار الأسد أو المقربين من السلطة إلى حد أنهم أصدقاء شخصيين لماهر الأسد كحالة باسم ياخور. ظهر علينا ياخور في بودكاست مع نايلة تويني يؤكد فيه تمسّكه بموقفه، قائلاً إن علاقة الفنانين والممثلين بالسلطة ليست حكراً على سوريا، بل هي ظاهرة تاريخيّة، مؤكداً أيضاً أنه استفاد من علاقته مع السلطة لمساعدة الكثيريين، الأمر ذاته قام به قبله الممثل مصطفى الخاني، الذي قرر الاعتذار من نفسه على موقفه! مورطاً الكثيرين بذكر أسمائهم شارحاً قربهم وعلاقتهم مع السلطة. نحن اليوم أمام طيف واسع من العاملين في الوسط الفنيّ والثقافي، وعلاقتهم مع “القصر” وأجهزة المخابرات، والأهم لا شكل واضح للمحاسبة التي لا بد أن تأخذ بالاعتبار بين الرأي الشخصي وبين الترويج والتحريض على القتل، ناهيك بأن سوق الإنتاج تتحكم به حالياً دول الخليج، خصوصاً السعوديّة، التي تستقبل باسم ياخور، المواطن السوري- الكاريبي في مهرجان جوي أووردز، حيث انتشرت صورة له محدقاً بعلم الثورة السورية الذي رفعه بوجهه بين الجمهور، الشاب سعيد العطار. في خضم المواقف المتعددة للفنانين وتعليقات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، برز مصطلح “أيتام القصر الجمهوريّ”، كوصف لمجموعة من الفنانين والإعلاميين ممن لم يستطيعوا حتى الآن تقبل واقع وجود سوريا بلا الأسد! كحال الممثلة سلاف فواخرجي التي كتبت على جدارها الشخصي: “لن أتنكر لما كُنت عليه سابقاً ولم أكن خائفة ولن أكون…”. بعضهم أيضاً ما زالوا في حالة إنكار لحقيقة أن ولاءهم الذي صاغته عقود من الدعاية والتعبئة والمصالح المشتركة، لن يدخل طي النسيان في ذاكرة السوريين المشبعة بمواقفهم ووقفاتهم الداعمة للأسد، هؤلاء “الأيتام” الذين وجد الكثيرون منهم أنفسهم “بلا سند” و”أب قائد” اكتسبوا من السلطة ميزات وخدمات تفوقوا فيها على أقرانهم من جهة، وعلى عموم السوريين من جهة أخرى، تلك التي يتحدث عنها مصطفى الخاني مثلاً كالسماح له بجمركة سيارته في ظل منع هذا الأمر على باقي السوريين! سلطة القصر: من الفني إلى الشخصي! تطرح الباحثة الإيطالية دوناتيلا ديلاراتا مفهوم “استراتيجيّة الهمس” للإشارة إلى الدور الذي تلعبه المخابرات السورية في تقديم مواضيع على حساب أخرى ضمن الإنتاج التلفزيونيّ، هذه الاستراتيجية والتسهيلات بقيت أسيرة المقابلات الشخصية والأقاويل أو التصريحات المباشرة كما قال فارس الحلو في لقاء معه، مؤكداً أن مسلسل “بقعة ضوء” أُنتج بموافقة من ماهر الأسد! هذه المقاربة حوّلت المسلسل التلفزيوني السوري إلى “فيتش” أكاديمي، ينكب عليه الدارسون والباحثون في أوروبا وأميركا لمحاولة فك شيفرات السلطة المدغمة في الحكايات والجماليات التلفزيونيّة، وفي الوقت ذاته لمحاولة رصد شبكة العلاقات الفنية- الأمنية التي تحكم هذه الإنتاجات، والتي اليوم، مع سقوط النظام، وانتشار كم هائل من الوثائق، يتكشف أمامنا أن هذه العلاقة لم تعد مجرد فرضيات، بل حقائق تكشف عن ضرورة “موافقة” المخابرات على تفاصيل صغيرة، كأن نقرأ في وثيقة موجودة في فرع أمن الدولة، تعلم رئيس الفرع 300 بالموافقة على منح أحدهم/ إحداهن تأشيرة دخول إلى سوريا للمشاركة في إنتاج مسلسل رمضانيّ عام 2023. وثيقة كهذه، التي تبدو بيروقراطيّة، موجودة في فرع أمن، صاحب السلطة على عملية الإنتاج، والقادر على عرقلته خصوصاً أن الوثيقة مذيّلة بملاحظة تقول إن العمل المراد تصويره “لم ينل الموافقات اللازمة بعد”، بصورة ما، تكشف الوثيقة أن أفرع الأمن، تتدخل حتى في شؤون الإنتاج الخاصة بالفنيين والعاملين، كما أكد مصطفى الخاني: “الكل بيعرف أنو تلفون واحد من اللواء ماهر لمحمد حمشو بينفرض فيه بطولات المسلسلات بشركة سوريا الدوليّة”. يذكر أنه لم ترد أي أخبار رسمية عن عرقلة عمليات الإنتاج التلفزيوني في سوريا من الإدارة الجديدة، والكثير من شركات الإنتاج أعلنت عودة عمليات التصوير، لإنهاء الأعمال المنتجة قبل سقوط الأسد! ما يثير الاهتمام أيضاً أن علاقة “أيتام القصر” من السلطة تتجاوز الفني نحو الشخصي، لنيل امتيازات لا تتاح للسوريين “العاديين”، إذ نقرأ في ملفات أبو سليم دعبول، مدير مكتب حافظ الأسد، طلباً مقدماً إلى رئاسة الجمهورية من فنان/فنانة للحصول على الجنسية السوريّة لأبنائه/ بناته، الامتياز الذي لا تتمتع به فئة كبيرة من العراقيين والليبيين والفلسطينيين المقيمين في سوريا، عدا فئة قليلة، الذين للمصادفة معظمهم من الممثلين، كحالة الممثلة السورية شكران مرتجى التي مُنحت الجنسية السورية عام 2012، ولم توفر مناسبة لتملّق القصر الجمهوري! الولاء والمظلوميّة ينطبق على هؤلاء الصبيان وبدقة وصف” اليتيم”، الرعاية الفائقة والاهتمام المفرط والمصالح المتبادلة، كانت سمة العلاقة بين “القائد الأسد”و أيتامه، العلاقة التي تتجلى باستثناءات تتجاوز القانون السوري، ليأتي خلع الأسد الذي ترك خلفه أطناناً من الوثائق والملفات وتصفية الحسابات بين العاملين في الوسط الفنيّ، فرصة لنكتشف بدقة “شغف” أيتام القصر بمصالحهم على حساب باقي السوريين. المفارقة أن الكثيرين حاولوا إعادة إنتاج مواقعهم ضمن الخريطة الفنية الجديدة، خصوصاً أن رؤوس الأموال التي تتحكم بالإنتاج ليست سوريّة بمجملها، كما عمد البعض، كحالة باسم ياخور ومصطفى الخاني، إلى الاستثمار في استفزاز السوريين، ومن دون أي اعتذار، في محاولة لتلميع صورهم عبر وضعية المظلومية، واتباع تقنيّة الاتهام، ليكون لسان حال واحدهم: “أنا لست الوحيد المستفيد من السلطة، بل كل زملائي أيضاً!”، بصورة ما هي محاولة لتعميم البلاء، وأن “الجميع” متّهم. هذه التقنيّة الذي وجد بها ياخور والخاني أسلوباً لتوسيع “المعركة” نحو الآخرين، لا تفيد أحداً إلا السوريين أنفسهم، ما كنا نسمعه من أقاويل وحكايات عن علاقة القصر مع الوسط الفني، أصبح الآن بشهادات من داخله، ووثائق تنتشر بصورة شبه يوميّة، لكن هل هذا يعني أن الجميع يستحقون العقاب؟ لا، خصوصاً في ظل غياب إطار قانون، لكن يكفي المشاهد السوري أن يفهم الدور السياسي الذي أنيط بالممثلين في سوريا، الذين حولتهم السلطة منذ بداية الثورة إلى مفاوضين، ومصالحين، وعمل السلطة على مصادرة مفهوم المثقف من الكتاب أو الصحافي نحو الممثل بسبب شعبيته لا كفاءته الثقافية أو السياسيّة. يعيدنا ما سبق إلى ما قاله باسم ياخور نفسه في اللقاء مع نايلة تويني، فالسلطة لطالما احتفت واحتوت الفنانين، وهذا لا اختلاف عليه، بل ولطالما، اعتبرت مهنة الممثل نفسه موصومة أخلاقياً بسبب طبيعتها إلى حد نفي المسارح إلى خارج المدن، والسعي الى الوجود في البلاط كوسيلة لنيل الحظوة، لتكون براءة الممثل هي بحضور الأكاديميات، ما يعيدنا إلى الكلمة التي يرددها الممثلون السوريون واصفين أنفسهم بـ”ممثل أكاديمي”، لإضافة قيمة إلى مهنتهم لا تتعلق فقط بالاحتراف، بل بـ”الثقافة”. مع ذلك، يقول الكثيرون إن هذا ما كان عليه كل قطاع الإنتاج الفني في عهد الأسد، فلا بد من علاقة مع الأجهزة الأمنيّة ليستمر “العمل”. لكن اليوم، وبعد سقوط الأسد، هناك استحقاقات قد تبدأ بالاعتذار كما فعل الممثل محمد حداقي، وحق الجمهور أن يعلم ماذا يمكن أن يدور من أحاديث بين قائد الفرقة الرابعة، المتهم بجرائم حرب، وممثل كوميدي لم يتردد بالعمل مع ممثلين من “المعارضة”؟ 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ماذا قالت إسرائيل وإعلامها عن مشاهد العودة في غزة؟ next post Federal government orders audit of ferry service between Nova Scotia and P.E.I. You may also like محمود الزيباوي يكتب عن: أفاعي موقع مسافي في... 28 يناير، 2025 جماليات التجريد الغنائي في لوحات جنان الخليل 28 يناير، 2025 قضايا الحرية والهوية والاغتراب تشغل 5 مجموعات قصصية 28 يناير، 2025 ياباني يكتب رواية صينية معاصرة عن الذاكرة الثقافية 28 يناير، 2025 مبادرات لدعم القارئ والناشر في معرض القاهرة للكتاب 28 يناير، 2025 هل يستحق “إميليا بيريز” 13 ترشيحا لـ”الأوسكار”؟ 28 يناير، 2025 المؤرخ الفرنسي هيرفي لو برا: لا يوجد عرق... 28 يناير، 2025 هل كان بلزاك نابوليونيا أم اكتفى بالإمبراطور كأدب؟ 28 يناير، 2025 تزوير اللوحات الفنية ظاهرة تشهد تناميا في المغرب 28 يناير، 2025 اعتراف مكسيم رودنسون الأخير: قد أغير كتبي لو... 27 يناير، 2025