مفاجأة ثانية… الساموراي يطعن الماكينة الألمانية

وتقدمت ألمانيا بهدف إيلكاي غوندوغان من ركلة جزاء في الدقيقة 33، لكن ريتسو دوان أدرك التعادل للمنتخب الآسيوي في الدقيقة 75، قبل أن يحرز تاكوما أسانو هدفاً رائعاً قبل النهاية بسبع دقائق، عندما استقبل تمريرة طويلة وأطلق تسديدة قوية في سقف مرمى الحارس مانويل نوير.

وكما نجح مدرب “الصقور الخضر” هارفي رينارد، في قلب الطاولة على “راقصي التانغو”، أبدع المدرب الياباني هاجيمي موريياسو في قراءة مجريات المباراة لصالحه عبر تبديلين حققا له الفوز في الشوط الثاني. ولعب الحارس الياباني دوراً كبيراً في التصدي للهجمات الألمانية، بخاصة في الدقائق الأخيرة.

لا شك أن المنتخب الياباني تطور كروياً، بخاصة في السنوات الأخيرة، واعتماده على محترفين يتوزعون في أندية أوروبية مختلفة خصوصاً ألمانيا، والتميز بالسرعة والارتداد ما بين الدفاع والهجوم، لكن ثمة عامل أساسي ساعد في اجتيازه الامتحان الألماني.

بات واضحاً أن المنتخبات الكبيرة والمرشحة الدائمة لنيل اللقب، تقلل من أهمية لقاءاتها مع منتخبات آسيا تحديداً. استهتار يعتمد على حسابات ورقية، بين منتخبات تملك ألقاباً عالمية وموازنات بملايين الدولارات، ودوريات قوية ومحترفين حول العالم، وبين منتخبات لا حول ولا قوة لها إلا العمل والمثابرة والقوة والعزمية لإثبات النفس.

حصل الأمر مع الأرجنتين الذي قلل من أهمية مباراته مع السعودية، فباغتته الأخيرة بهدفين وفوز تاريخي، سبب له دماراً في الصحافة العالمية وانتقادات لاذعة لنجومه بخاصة ميسي، وتكرر الأمر ذاته مع ألمانيا التي استهانت بالسرعة اليابانية، ففعلت طوكيو، ما فعلته الرياض، ونجحت باقتناص فوز تاريخي جديد، ومفاجأة جديدة في كأس العالم 2022.

ويبقى الأهم أن يستثمر المنتخبان الآسيويان السعودية واليابان، ما حققاه من ثقه بالنفس للاستمرار بالنجاح الكروي، وعدم الانجرار صوب الغرور أو الثقة الزائدة، بخاصة أن لكل مباراة ظروفها.

وفي تفاصيل المباراة، بدا واضحاً الخطأ التكتيكي الذي وقع به المدرب الألماني عبر إخراجه لاعبه النجم غوندوغان الذي كانت تتمحور حوله كل الكرات، ويعيد توزيعها لزملائه، لكن إخراجه سبب فراغاً كبيراً في وسط ملعب الفريق الألماني، وهذا ما استغله المدرب هاجيمي موريياسو، عبر إجراء تغييرات جوهرية على تشكيلته، ونجح فيها في العبور إلى شط الأمان.

فرض منتخب ألمانيا سيطرته المطلقة على مجريات المباراة على مدار 75 دقيقة، وتسابق لاعبوه في إهدار جميع الفرص السهلة التي سنحت لهم، ليأتي عقاب المنتخب الياباني قاسياً، بعدما قلب الطاولة على منتخب “الماكينات” في ربع الساعة الأخير من عمر اللقاء، ليلحق به الخسارة الأولى في المونديال.

وتقدم منتخب ألمانيا، المتوج باللقب أربع مرات، بهدف عن طريق إيلكاي غوندوغان في الدقيقة 33 من ركلة جزاء، قبل أن ينتفض منتخب اليابان في الشوط الثاني، بخاصة مع التبديلات التي أجراها مدربه هاجيمي موريياسو في الشوط الثاني، ليحرز هدفين في غضون ثماني دقائق عن طريق البديلين ريتسو دوان وتاكوما أسانو في الدقيقتين 75 و83 على الترتيب.

وباتت هذه ثاني مفاجآت مونديال قطر المدوية التي تأتي عن طريق المنتخبات الآسيوية، بعدما تغلب المنتخب السعودي بالنتيجة ذاتها على منتخب الأرجنتين ضمن منافسات المجموعة الثالثة أمس الثلاثاء.

قبل المباراة، غطى لاعبو المنتخب الألماني أفواههم بأيديهم اليمنى لدى تجمعهم لالتقاط الصورة الفوتوغرافية التي سبقت مباراتهم الافتتاحية للفريق في مونديال قطر، في احتجاج واضح ضد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحظر ارتداء الشارة متعددة الألوان التي تحمل شعار “وان لاف” (حب واحد).

وكان مانويل نوير حارس المنتخب الألماني، وستة من قادة المنتخبات الأوروبية المشاركة في المونديال، يخططون لارتداء الشارة دعماً لكل أنواع  التنوع في كأس العالم. ولكن “فيفا” هدد بفرض عقوبات رياضية ضد المخالفين لقراره، وبحسب الاتحادين الألماني والدنماركي اليوم الأربعاء، فإن العقوبات قد تتضمن إجراءات تأديبية تتجاوز البطاقات الصفراء.

وقال بيرند نويندورف رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم قبل المباراة لمحطة “ايه ار دي” إن “فيفا يعمل بالتخويف والضغط”، مضيفاً “نحن نعارض فيفا” الذي حضر رئيسه جياني إنفانتينو في ملعب المباراة.

وللمباراة الثانية على التوالي، يسقط منتخب ألمانيا أمام أحد منتخبات القارة الصفراء في كأس العالم، بعدما اختتم مشواره في المونديال الماضي بروسيا عام 2018، بالخسارة صفر / 2 أمام منتخب كوريا الجنوبية التي تسببت في خروجه من دور المجموعات بالبطولة آنذاك. وفي مباراته الـ 22 التي يخوضها في كأس العالم، حقق منتخب اليابان، الذي يشارك في المونديال للمرة السابعة في تاريخه، انتصاره السادس في مسيرته بالبطولة، التي بدأت عام 1998، في مقابل خمسة تعادلات و11 خسارة.

وفي المقابل تلقى منتخب ألمانيا خسارته الـ23 في مقابل 67 انتصاراً و20 تعادلاً، في مشاركته الـ20 بنسخ كأس العالم. وحضرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر مباراة منتخب بلادها أمام نظيره الياباني وهي ترتدي الشارة المحظورة “وان لاف” المؤيدة للمثليين. وأظهرت فيزر التي تنتمي لحزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، الشارة التي كانت ترتديها تحت سترتها الوردية، وذلك بعد أن خلعت السترة خلال الشوط الأول. وتابعت فيزر المباراة رفقة رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم بيرند نويندورف، وكان الاثنان عقدا قبل المباراة اجتماعاً مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو. يذكر أن وزيرة الداخلية في ألمانيا هي المسؤولة عن قطاع الرياضة.