مظاهرة في مونتريال ضدّ تدريس الهوية الجندرية ومظاهرة مضادة

راديو كندا الدولي / سمير بن جعفر

نظّمت صباح أوّل أمس الجمعة جمعية ’’معاّ لحماية أطفالنا‘‘ (Ensemble Pour Protéger Nos Enfants – EPPNE) وقفة احتجاجية بالقرب من مقرّ بلدية مونتريال في الحي القديم لهذه المدينة الكندية للمطالبة بإلغاء تدريس الهوية الجندرية للأطفال في المدارس.

وتزامن هذا التجمّع الذي حضره نحو خمسين مشاركاً مع الذكرى الأولى للمظاهرات التي نُظمت في 20 سبتمبر/أيلول 2023 عبر كندا من طرف مجموعة ’’المسيرة المليونية من أجل الأطفال‘‘ (1Million March 4 Children) تحت شعار ’’من أجل حقوق الأولياء‘‘.

وفي بيان، قالت الجمعية إنّ ’’تعليم أطفالنا يواجه مرحلة حاسمة مع إدخال برنامج الثقافة والمواطنة الكيبيي الجديد لعام 2025-2024» الذي يتضمن نظرية ’الهوية الجندرية‘ المثيرة للجدل بدءا من السنة الأولى الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية.‘‘

وأضاف المنظّمون أنّهم بصفتهم ’’ آباء نحن ملتزمون بشدة بشمولية واحترام جميع الأفراد بغض النظر عن توجهاتهم. ومع ذلك نشعر بقلق عميق إزاء الآثار التي قد يتركها هذا البرنامج الجديد. ونخشى تأثيره على شبابنا الذين هم في مرحلة حساسة من حياتهم. هذا التغيير لا يمثل مجرد تعديل في البرنامج التعليمي هو تغيير جذري في كيفية تشكيل هوية ومستقبل أطفالنا فضلًا عن الأثر العميق الذي يتركه على صحتهم النفسية‘‘.

حنان مسعود (في وسط الصورة) رئيسة جمعية ’’معا لحماية أطفالنا‘‘ (EPPNE) في مظاهرة ضد تدريس الهوية الجنسية في المدارس.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وفي حوار مع راديو كندا الولي، قالت حنان مسعود رئيسة جمعية ’’معاً لحماية أطفالنا‘‘ إنّ وزير التربية [الكيبيكي]أدخل مادة الهوية الجندرية في المقرّر قبل أن تعطي لجنة الحكماء رأيها في الموضوع.‘‘

وكانت حكومة كيبيك قد أعلنت في ديسمبر/كانون الأول الماضي تشكيل لجنة حكماء حول الهوية الجندرية أوكلت لها مهمة تزويدها بصورة شاملة عن السياسات والممارسات والتوجيهات المعمول بها عبر كندا وكذلك في الدول المماثلة.

ويتعين على اللجنة أيضاً إجراء تحليل للتأثيرات المحتملة على مجتمع كيبيك بأكمله وتحديد القضايا التي ينبغي للحكومة أن تعزز تفكيرها بشأنها.

وبالتالي، على المدى الطويل، سيسمح عمل اللجنة لحكومة كيبيك باتخاذ قراراتها المستقبلية بطريقة ’’أكثر مستنيرة.‘‘

نطالب الحكومة اليوم بانتظار تقرير لجنة الحكماء قبل إدخال الهوية الجندرية في المقرّر.

نقلا عن حنان مسعود، رئيسة جمعية ’’معاً لحماية أطفالنا‘‘

وقالت إنّ الطفل في المرحلة الابتدائية لا زال لا يفهم. ’’حينما ندخل في ذهنه فكرة تغيير الجنس فقد تعجبه الفكرة لكنّه لا يفهم أنّ هذه عملية لا رجوع فيها‘‘.

وبالنسبة لها، ’’لا يمكن قيادة السيارة أو تناول الكحول قبل سنّ الثامنة عشر، وهذا [عملية التحول] أخطر من تناول الكحول. هناك من انتحر بعد أن حاول التراجع عن عملية التحول الجنسي.‘‘

وقال طارق، وهو عضو في الجمعية، غننا ’’لسنا ضدّ أيّ أحد. إذا كان الشخص مثليا أو أي شيء آخر فله الحق في أن يعيش حياته.‘‘

مظاهرة ضد رهاب العبور الجنسي بالتزامن مع مظاهرة أخرى جرت مقابلها والتي طالبت بإلغاء تدريس الهوية الجندرية في المدارس.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وحسب الجمعية، إنّ ’’مفهوم الهوية الجندرية، على الرغم من أهميته لبعض الأشخاص، لايزال محل جدل كبير ولم يتم التوافق عليه عالمياً كأساس علمي‏ أو اجتماعي. . نحن متهمون بالتعصب لمجرد أننا نعيد التفكير في هذا المفهوم، بينما تُموَّل مجموعات مؤثرة للترويج له في نظامنا التعليمي.‘‘

مظاهرة مضادة

وعلى الرصيف المقابل لمكانة تنظيم المظاهرة، تجمّع نحو مائة شخص في مظاهرة مضادة للمطالبة بحماية ’’الأطفال العابرين جنسياً‘‘.

وفي بيان، اتهم المتظاهرون جمعية (EPPNE)بالدفاع عن أفكار محافظة وتدعو أعضاءها إلى نشر خطاب الكراهية.

’’إنهم يحتجون على دروس علمية ويعارضون مجرد ذكر الأشخاص المتحولين جنسياً والأزواج المثليين‘‘، كما أكّد المنشور.

وبالنسبة لهم فإنّ ’’الأمر الأكثر ترويعاً هو الإطار النظري لهذه المجموعات التي تعتبر استقلالية الأطفال الجسدية بمثابة تآكل لحقوق الوالدين.‘‘

متظاهرون مضادون يقتربون من مظاهرة قام بها معارضو تدريس الهوية الجندرية في المدارس.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

ويعتقد المتظاهرون أنّ ’’هذه المجموعات تدعم محاولات الحكومة لتقييد ومحو وجود العابرين جنسياً.‘‘

وذكّروا أنّ ’’تعبئة الأشخاص المعارضين للعابرين جنسياً في العام الماضي أدّى إلى انشاء ’لجنة الحكماء‘، التي عملت مع EPPNE لإبطاء إصلاحات حكومة المقاطعة المؤيدة للعابرين جنسيّاً‘‘.

وليس هناك أدنى شكّ بالنسبة للمتظاهرين أنّ هدفهم ’’هو محو الأشخاص العابرين جنسيّاً من الفضاء العام، بهدف عزل الأطفال والقضاء على التعليم العام حول كل من هم غير متوافقي الجنس.‘‘

وفي البيان نفسه، تمّ وصف الجبهة المعارضة لتدريس الهوية الجندرية بتجمّع ’’ الأيديولوجيات المحافظة والفاشية بأكملها في جبهة موحدة ضد الوجود العام العابر.‘‘

وقد تؤدّي هذه التعبئة إلى ’’مهاجمة الوصول إلى الإجهاض وتحديد النسل والتربية العلمية‘‘.

وندّدوا بـ’’بتدليل الشرطة وحماية خطاب الكراهية، في حين تقوم بقمع الدعوات إلى السلام. قد أثبتت الأشهر الأخيرة من تصاعد عنف الشرطة خلال احتجاجات التضامن الكويري مع فلسطين أن الشرطة ليست موجودة لحمايتنا.‘‘

‘‘نحن نتضامن بشكل لا لبس فيه مع فلسطين والسودان والكونغو والشعوب الأصلية في جميع أنحاء جزيرة السلحفاة [أمريكا الشمالية] ونضالات جميع الشعوب المضطهدة.‘‘