مطار القليعات يبعد من الحدود السورية نحو ستة كيلومترات (صورة متداولة) عرب وعالم مطارات لبنان المنسية: فرص وتحديات تشغيل مطار القليعات by admin 16 مارس، 2025 written by admin 16 مارس، 2025 10 وزير الأشغال والنقل فايز رسامني يكشف لـ”اندبندنت عربية” عن حقيقة مساعي إعادة تشغيله ومدى جديتها اندبندنت عربية / كارين اليان ضاهر صحافية لبنانية @eliane_carine ترتفع اليوم الأصوات المطالبة بتشغيل مطار القليعات شمال لبنان كمطار ثان إلى جانب مطار رفيق الحريري الدولي، وبخاصة بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل و”حزب الله”. وزير الأشغال والنقل فايز رسامني يكشف لـ”اندبندنت عربية” عن حقيقة هذه المساعي ومدى جديتها. ليست هذه المرة الأولى التي يعود فيها مطار الرئيس رينيه معوض، والذي يعرف أيضاً بمطار القليعات في أقصى شمال لبنان، إلى الواجهة. فبعد كل أزمة أو حرب تعود المطالبة بتشغيل مطار ثان إلى جانب مطار رفيق الحريري الدولي، ويكون مطار القليعات الاختيار الأول. وهذا ما حصل بالفعل بعد الحرب الأخيرة التي شهدت تهديدات إسرائيلية ومباشرة بضرب المطار الوحيد في لبنان، كما أن باحات المطار الخارجية والشوارع القريبة جداً لم تسلم من القصف المتكرر والغارات. وأكثر بعد، أتى إقفال طريق المطار بسبب الاحتجاجات على منع طائرة إيرانية تقل لبنانيين من الهبوط، وتعرض بعض المحتجين إلى قوات “يونيفيل”، ليعزز المطالبة بتشغيل مطار ثان خلال أقرب وقت ممكن، باعتبار أن المطار الحالي يقع في منطقة نفوذ “حزب الله”. لكن حتى اللحظة، يبقى هذا الموضوع مثيراً للجدل ما بين مؤيدين لفكرة تشغيل مطار ثان لأسباب عديدة، ومعارضين لها يشككون بالجدوى الاقتصادية لخطوة مماثلة. مطار رفيق الحريري الدولي هو المطار الوحيد العامل في لبنان (أ ف ب) مطار القليعات حاجة ملحة حتى اللحظة، يبقى مطار رفيق الحريري الدولي الوحيد في الخدمة لنقل الأفراد والبضائع، وعاش مراحل ذهبية وواجه أخطاراً عديدة وتحديات وانتكاسات منذ أن دخل الخدمة رسمياً عام 1954. إنما الحرب الأخيرة والأحداث الأمنية سلطت الأضواء مجدداً على مطار القليعات الشمالي الذي يبعد كيلومترات قليلة من سوريا. وأكثر بعد، ما يزيد من حظوظ نجاح هذا المشروع، أن حكومة الرئيس نواف سلام الحالية ذكرته في بيانها الوزاري، متعهدة بإعادة تشغيله بالفعل بعد وعود كثيرة سابقة لم تنفذ يوماً. وفي المقابل كثيراً ما كانت هناك وعود بتشغيل هذا المطار لأسباب تنموية اقتصادية، إنما الفكرة تطرح اليوم بخلفية استراتيجية أيضاً بعد الحرب الإسرائيلية، فيما يؤكد المعنيون والمتابعون لهذا الملف، أن مطار القليعات الذي يستخدمه حالياً الجيش اللبناني لا يتطلب إلا توقيعاً من الوزير المعني أي وزير الأشغال العامة، في ظل إصرار بعض على أن وجود مطارين في البلاد يعد حاجة ملحة. ماذا نعرف عن مطار القليعات؟ يمتلك لبنان عدة مطارات، ومطار القليعات ليس الاختيار الوحيد المتوافر كمطار ثان إلى جانب مطار رفيق الحريري الدولي. ففي البلاد مطارات عدة، وإن لم توضع في الخدمة كلها. مطار القليعات أو مطار رئيس الجمهورية السابق رينيه معوض العسكري، يقع في أقصى الشمال اللبناني ويبعد من الحدود السورية نحو ستة كيلومترات، و25 كيلومتراً من مدينة طرابلس، و105 كيلومترات من العاصمة بيروت، وينظر إليه أنه الأقرب إلى المعايير الدولية، إذ يبلغ طول مدرجه نحو ثلاثة كيلومترات، مما يجعله صالحاً لاستقبال الطائرات التجارية. أنشأته شركة نفط العراق عام 1934 لخدمة رحلاتها الإقليمية، قبل أن يتسلمه الجيش اللبناني عام 1966، واستخدم أواخر الثمانينيات وخلال الحرب الأهلية للرحلات الداخلية بين بيروت والقليعات عبر طيران “الشرق الأوسط”. يتذكره اللبنانيون كثيراً انطلاقاً مما شهده في خريف عام 1989، حين انعقدت في إحدى قاعاته جلسة استثنائية لمجلس النواب اللبناني وانتخب الرئيس حسين الحسيني رئيساً له، وأقرت في الجلسة نفسها وثيقة الطائف، وانتخب النائب رينيه معوض رئيساً للجمهورية، الذي اغتيل بعدها بأيام. عام 2012، صدر قرار حكومي قضى بتوسعته وتطويره لاستقبال الأفراد والبضائع، وربطه بطرابلس بسكة حديد. ولكن وحتى اليوم لا يزال المشروع معلقاً ولم يدخل حيز التنفيذ، فيما الدعوات إلى تأهيل هذا المطار اليوم تنطلق من شبه جهوزيته لاستقبال الطائرات المدنية والتجارية وموقعه المهم، فيما يؤكد خبراء أن ساحاته تتسع لنحو 10 طائرات، لكن بنيته التحتية تحتاج إلى تطوير جوهري. ويضاف إليه وجود مطار آخر في حامات شمال لبنان وكذلك رياق في البقاع وبعذران في الشوف ومطار الخيام جنوباً، وكلها مطارات وجدت قبل عقود لكن بعضها لم يستعمل على الإطلاق. يشكك كثر اليوم بأن الوعود التي أطلقت بافتتاح مطار القليعات أمام الطيران المدني ستنفذ، وبخاصة أنها ليست الأولى وتكررت مرراً خلال العقود الماضية، إنما يعد آخرون أن ذكر الحكومة هذا الوعد في بيانها الوزاري، قد يكون مؤشراً إلى أن المساعي لتشغيله جدية هذه المرة، وأن الخطوات تتسارع لتنفيذ هذه الخطوة أخيراً وتأمين التمويل اللازم لها. ملف له الأولوية في العهد الجديد في هذا الإطار، كشف وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني في حديث خاص مع “اندبندنت عربية” رداً على المشككين بجدية المساعي الحالية لتفعيل المطار، أن هذا الملف يعد من الأولويات الرئيسة لديه على صعيد شخصي، إضافة إلى كونه أولوية لدى رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، كما هو ملف يسعى إلى تنفيذه بقوة نواب منطقة عكار الشمالية، بغض النظر عن الحوادث الأخيرة التي حصلت على طريق المطار في بيروت. وقال رسامني إن وجود مطارين في لبنان حاجة ملحة، وفكرة تشغيل مطار القليعات مطروحة منذ فترة طويلة وليست بمستجدة. وأشار مطمئناً الجهات التي تطرح تساؤلات إلى أن هذا المطار سيكون مطاراً ثانياً ولن يكون مطاراً بديلاً عن مطار رفيق الحريري الدولي، ويمكن الاعتماد عليه أيضاً خلال الوقت نفسه، وبخاصة في حال حصول أزمة أو كارثة داخل البلاد بما أن وجود مطارين في البلاد طبيعي كما في أية دولة في العالم. نسأل الوزير عن كلف إعادة تشغيل هذا المرفق الجوي، فيكشف لنا أنه حالياً هناك دراسات جارية لتحديد كلف إعادة تشغيل المطار، والخيارات المتاحة لهذا المشروع للبدء بالتنفيذ الجدي خلال أقرب وقت ممكن، مؤكداً جدية المساعي والإجراءات التي تتخذ حالياً لإعادة تفعيل المطار الذي تبلغ مساحته 1700 متر مربع، فيما من الممكن إضافة مساحة معينة له لتوسيعه. وشدد رسامني على أن تشغيل مطار القليعات ليس مجرد مشروع مستقبلي، بل ضرورة لتعزيز البنية التحتية الجوية في لبنان وتحقيق التنمية المتوازنة. يمتلك لبنان عدة مطارات، ومطار القليعات ليس الاختيار الوحيد المتوافر كمطار ثان (الوكالة الوطنية) عن المراحل والإجراءات المطلوبة والمدة المتوقعة لإنجاز تشغيل المطار أمام حركة الطيران المدني، أوضح وزير الأشغال لـ”اندبندنت عربية” أنه “سيُكلف استشاري لإجراء دراسة جدوى، على أن يسلك الملف مساره القانوني لاحقاً في أقرب وقت ممكن. كما وضعت دراسات كثيرة، وستتم دراسة الكلفة بحسب حجم الاستثمار فيه وحجم الإيرادات المرغوب بها منه، فتؤخذ أمور كثيرة بعين الاعتبار لتحديد ذلك”. بين التأييد والمعارضة في مواجهة موجة التأييد الكبيرة لافتتاح مطار ثان في لبنان، واعتبار أن تشغيل مطار القليعات سيساعد على تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية في منطقة الشمال، وخلق فرص عمل لأبناء المنطقة البعيدة من بيروت، وجعل السفر والتنقل أكثر سهولة وأقل كلفة، هناك من يعارض هذا المشروع من منطلق أن تشغيل مطار القليعات سيكلف الدولة أموالاً طائلة من دون أن يكون لهذه الخطوة أية جدوى اقتصادية. وينطلق المعارضون من قناعة أن حركة المسافرين في المنطقة لن تكون كافية وبالحجم الذي يسمح للمطار ولشركات الطيران باستعماله بمعدلات كافية تفادياً للخسائر المحتملة. كما أن الكثافة السكانية تتركز في العاصمة بيروت وليس في الشمال، من ثمَّ لن تكون هناك جدوى اقتصادية من تشغيل مطار بنسبة ضئيلة من الركاب. ويعد بعض أن تسيير رحلات تجارية وسياحية ممكن من مطار القليعات، لكن لن ينتقل المسافر ثلاث ساعات من بيروت للسفر من هناك، من ثم لن يُستخدم المطار بصورة أساس إلا من قبل أهالي المنطقة ربما أو محيطها. وفي هذا الإطار، تحدث المتخصص الاقتصادي الدكتور جاسم عجاقة بالقول إن الاستراتيجية المطروحة في تشغيل مطار القليعات أو أي مطار ثان آخر إيجابية من نواح عديدة، فهي تخدم عدة محاور على رأسها المحور الاقتصادي. ويقول “لا شك أن تفعيل عدد من المطارات يخلق وظائف وفرص عمل لكثر، وبأعداد يصعب تصورها. كما يُسهم بصورة أساس في الإنماء المناطقي من خلال خلق شركات خدماتية حول المطار، ومن خلال تعزيز الوصول إلى مناطق على الأطراف ستكون مرشحة للازدهار بحكم تطور القطاع الخاص، وبخاصة الصناعي والزراعي والخدماتي”. ويتابع عجاقة “يجب ألا ننسى أن بدء عملية إعادة إعمار سوريا، سيكون له وقع اقتصادي كبير على هذه المناطق التي تقع عند الحدود السورية اللبنانية أيضاً، من خلال استخدام مطاراتها في عمليات لوجيستية. يضاف إلى ذلك أن خلق مطارات جديدة يسمح بتخفيف التركيز السكاني عن بيروت وجبل لبنان ويريح بنيتها التحتية، ويؤسس لمرحلة جديدة في عملية الإنماء المناطقي والمساواة بين اللبنانيين وتفادي الهوة الكبيرة بين المناطق، وإنصاف الضواحي الفقيرة”. “لا تقتصر أهمية تشغيل المطار على الإطار المناطقي، بل على الصعيد الوطني أيضاً لما لهذه الخطوة من نتائج إيجابية مهمة”، يوضح عجاقة مؤكداً أن زيادة حركة الوافدين إلى لبنان واستخدام المطار من قبل الشركات الأجنبية سيزيد دخول العملة الصعبة، مما سيؤدي إلى دعم العملة الوطنية. المزيد عن: لبنانمطار رفيق الحريريمطار القليعاتالرئيس رينيه معوضوزارة الاشغال اللبنانيةحزب الله 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل تروي صحراء ليبيا عطش فرنسا للنفوذ الأفريقي؟ next post وزير المالية اللبناني: لا شطب للودائع وسحب سلاح “حزب الله” غير وارد خلال أسابيع You may also like إيران تنأى بنفسها عن الضربات الأميركية ضد الحوثيين 16 مارس، 2025 مصادر: 4 مرشحين لمنصب حاكم مصرف لبنان وأميركا... 16 مارس، 2025 وزير المالية اللبناني: لا شطب للودائع وسحب سلاح... 16 مارس، 2025 هل تروي صحراء ليبيا عطش فرنسا للنفوذ الأفريقي؟ 16 مارس، 2025 ميتشل لـ”اندبندنت عربية”: إسرائيل تتفاوض بحسن نية و”حماس”... 15 مارس، 2025 واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا وتصفه بأنه “يكره”... 15 مارس، 2025 مسؤول أميركي “سعى” إلى وقف المساعدات للبنان ولاجئي... 15 مارس، 2025 موقف روسيا من الهدنة الموقتة: نعم مشروطة ولا... 15 مارس، 2025 سوريا… محاولات تاريخية لاستنهاض مشروع “الدولة الدرزية” 15 مارس، 2025 ابن عم نائب الرئيس الأميركي يقاتل الروس في... 14 مارس، 2025