الأربعاء, فبراير 12, 2025
الأربعاء, فبراير 12, 2025
Home » مصر…رؤية بديلة لخطة ترمب حول غزة

مصر…رؤية بديلة لخطة ترمب حول غزة

by admin

 

أحدثت خطة ترمب للاستيلاء على غزة صدمة في المنطقة

المجلة / عمرو إمام

تعكس ردود فعل بعض مسؤولي الإدارة الأميركية على خطة الرئيس دونالد ترمب للاستيلاء على قطاع غزة وطرد سكانه وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، ملامح أسلوبه في التعامل مع أقدم صراع قائم في المنطقة.

فقد صرّح وزير الدفاع الأميركي بيت هِغسِيث، قبل لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 5 فبراير/شباط، أن الإدارة الأميركية مستعدة للنظر في جميع الخيارات المتاحة بشأن غزة. بينما قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك وولتز، في وقت سابق، إن خطة الرئيس ترمب بشأن غزة لا ينبغي أن تكون الكلمة الأخيرة في هذا الملف، مشجعا الحلفاء على تقديم بدائلهم الخاصة لإعادة إعمار الأراضي الفلسطينية.

تضاف هذه التصريحات إلى أخرى أدلت بها المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في اليوم نفسه، حيث أكدت أن الرئيس لم يلتزم بإرسال قوات إلى غزة، رغم أنها لم تستبعد هذا الخيار تماما.

وإذا كانت هذه التصريحات تعكس أي فهم لطريقة تفكير ترمب، فقد يكون مسؤولو الإدارة الذين أدلوا بها يسعون إلى الإيحاء بأن خطة الاستيلاء على غزة ليست سوى عرض أولي ضمن عملية تفاوضية مأمولة.

وبدلا من تحديد حد أدنى للمزايدة، يطرح الرئيس الأميركي مطلبا متطرفا، على أمل تحقيق أكبر مكسب ممكن بعد المفاوضات وردود الفعل المتوقعة من الأطراف الأخرى.

تتماشى هذه النظرية مع شخصية ترمب المعروفة بنهجها القائم على المعاملات التجارية، كما تثير تساؤلات حول ما يمكن أن يقدمه القادة العرب الذين سيلتقونه في الأيام المقبلة، وعلى رأسهم الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لتحقيق مكاسب تتناسب مع مصالح بلدانهم وتخدم القضية الفلسطينية ككل.

خطة مثيرة للقلق

أحدثت خطة ترمب للاستيلاء على غزة صدمة في المنطقة، خاصة في مصر، حيث ساد تفاؤل بأن ولايته الرئاسية الثانية ستكون امتدادا لسياسته في ولايته الأولى. إذ اتسمت تلك الولاية الأولى بعلاقة ودية وإعجاب متبادل بين ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. إلا أن هذا التفاؤل سرعان ما تبدد مع عودة ساكن البيت الأبيض، لتجد مصر نفسها أمام معضلة حقيقية: إما رفض خطته وإغضابه وتحمل العواقب، وإما إرضاؤه وتعريض أمنها القومي للخطر، والسماح بانهيار حلم الدولة الفلسطينية.

يمكن لهذا السيل من التصريحات الصادرة عن مسؤولي الإدارة الأميركية أن يشكل رسالة واضحة للقادة العرب الذين تمت دعوتهم إلى البيت الأبيض حتى الآن، وعلى رأسهم الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي

لكن السيسي لن يسمح بأن يُسجَّل في التاريخ  على أنه القائد المصري الذي جعل حلم الدولة الفلسطينية يتلاشى. فحتى في أصعب الأوقات، وضعت مصر القضية الفلسطينية في صلب تحركاتها الدبلوماسية، بما في ذلك خلال مفاوضات السلام مع إسرائيل، وهي العملية التي أفضت إلى معاهدة السلام الموقعة بين الجانبين عام 1979.

ومع ذلك، تبدو هذه المعاهدة نفسها الآن في خطر، في ضوء الرفض القاطع الذي تبديه مصر لمقترح ترمب بقبول لاجئين من غزة. ففي 29 يناير/كانون الثاني، أعلن الرئيس المصري أن بلاده لن تكون جزءا من عملية تفريغ غزة من سكانها، واصفا هذا السيناريو بأنه “حل جائر بحق الفلسطينيين”.

وبعد أيام قليلة، أبلغ مسؤولون مصريون رفيعو المستوى نظراءهم الأميركيين وغيرهم بأن خطة ترمب بشأن غزة ستعرض اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل للخطر. وتبدو القاهرة مستعدة للأسوأ، وهو ما قد يفسر التحركات العسكرية الجارية في سيناء.

خطة بديلة

في لعبة الشطرنج، يُطلق على هذا الوضع مصطلح “اللعبة المغلقة”، حيث تبقى معظم البيادق ثابتة، مما يعيق حركة بعضها البعض. ومع ذلك، فإن ترمب، المعروف بمهاراته في التفاوض، قد لا يرغب في أن تصل اللعبة إلى هذا الجمود. فمن المرجح أنه يسعى إلى دفع اللاعبين الآخرين لتحريك بيادقهم بطريقة تفتح المسارات الجانبية، ما يتيح للقطع الأخرى إمكانية المناورة.

رويترز / ترمب ونتنياهو عند مدخل البيت الأبيض في الرابع من فبراير

لكن كيف يمكن للدول العربية، لا سيما مصر والأردن، اللتين خصهما الرئيس الأميركي بالذكر في خطته لاستقبال لاجئي غزة، إعادة تحريك الخطوط بحيث تستأنف اللعبة مسارها؟ على الأرجح، يمكنهما تحقيق ذلك من خلال تقديم بديل مقنع لخطة ترمب.

وقد شدد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، على هذه الحاجة، إذ صرّح في 6 فبراير/شباط بأن ترمب عرض التدخل ليكون جزءا من الحل، مضيفا: “إذا كانت هناك دول أخرى مستعدة للتقدم والقيام بذلك بنفسها، فسيكون ذلك رائعا، لكن لا يبدو أن أحدا يهرع للقيام بذلك”.

باختصار، لخّصت تصريحات روبيو جوهر المرحلة الحالية: الحاجة إلى بديل عملي وقابل للتنفيذ لخطة ترمب.

المضي قدما

يمكن لهذا السيل من التصريحات الصادرة عن مسؤولي الإدارة الأميركية أن يشكل رسالة واضحة للقادة العرب الذين تمت دعوتهم إلى البيت الأبيض حتى الآن، وعلى رأسهم الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل لقائهما المرتقب مع الرئيس الأميركي خلال الأيام المقبلة.

تدمير إسرائيل لكل شيء في غزة خلال حربها التي استمرت 15 شهرا لم يكن عبثيا، بل كان هدفه واضحا: إجبار سكان القطاع على الرحيل، سواء طوعا أو قسرا

ويبدو أن مصر تمتلك بديلا. ففي 2 فبراير/شباط، أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن بلاده لديها خطة لإعادة إعمار غزة، لا تتطلب تهجير سكانها.

ولن يهتم كثيرون خارج غزة، وخاصة في الولايات المتحدة وإسرائيل، بنوعية المساكن التي سيعيش فيها سكان القطاع المدمر بعد انتهاء الحرب، رغم أن وجود غزة قابلة للحياة قد يعني استقرارا لا يشكل تهديدا لجيرانها.

لكن في الواقع، ما يشغل ترمب بالدرجة الأولى هو أن لا تتحول غزة إلى تهديد أمني لإسرائيل. وهذا يعني أن الرئيس الأميركي يسعى للعثور على جهة أو جهات تتحمل مسؤولية الأمن في غزة، وتضمن عدم تكرار الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

المخاطر

يجب أن تكون غزة الآمنة والمستقرة قابلة للعيش، ولا مكان في غزة القابلة للعيش لجماعات مثل “حماس”. وهذا يعني أن أي جهة ستتقدم لتقديم بديل لخطة ترمب ستتحمل تكلفة إعادة إعمار غزة وستتولى مسؤولية الأمن فيها.

قبل أن يفجّر ترمب قنبلته المتعلقة بالاستيلاء على غزة، لم يكن أحد مستعدا للعب دور أمني في القطاع. وكانت الدول العربية، خاصة مصر التي حكمت غزة بين عامي 1948 و1967، تمتلك أسبابا وجيهة لذلك. فإسرائيل، باعتبارها قوة احتلال، تتحمل المسؤولية عن المأساة التي يعيشها الفلسطينيون، وعليها أن تجد حلا للمشكلة التي خلقتها. كما أنه ليس من حقها تصدير هذه المشكلة إلى أي من جيرانها، سواء القريبين أو البعيدين.

لم ترغب مصر في أن تجد نفسها عالقة بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة، بينما كانت تل أبيب تواصل جعل الحياة في القطاع غير محتملة عبر حصارها الخانق. ولم تكن تريد أن يُنظر إليها على أنها تؤدي دور “شرطي إسرائيل” من خلال منع “حماس” والفصائل الأخرى في غزة من شنّ هجمات ضد الدولة التي حولت حياتهم إلى جحيم.

تُظهر مقاطع فيديو إطلاق سراح الرهائن من غزة أن “حماس” لا تزال قائمة وبكامل قوتها، حتى بعد 15 شهرا من الهجمات الإسرائيلية. ويبدو أن الحركة، التي كانت تسيطر على غزة سابقا، خرجت بأضرار محدودة نسبيا من الهجوم الإسرائيلي المستمر.

وهذا يعني أن القوة التي ستتولى مسؤولية الأمن في غزة ستجد نفسها في مواجهة مباشرة مع “حماس”، مما يضعها في موقف القتال ضد الحركة بالنيابة عن إسرائيل لمنعها من شنّ هجمات جديدة ضدها.

كيف تربح ترمب ولا تخسر فلسطين

مع ذلك، لا يعني هذا أن على الدول العربية التراجع وعدم تقديم خطة بديلة، لأن ذلك سيكون محفوفا بالمخاطر أيضا.

إن تدمير إسرائيل لكل شيء في غزة خلال حربها التي استمرت 15 شهرا لم يكن عبثيا، بل كان هدفه واضحا: إجبار سكان القطاع على الرحيل، سواء طوعا أو قسرا.

لإنقاذ غزة من خطر الضم، يتعين على الدول العربية وضع خطة عملية لإعادة إعمار القطاع وإدارته، بحيث تشكل هذه الخطة خطوة نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة تضم غزة والضفة الغربية

يُنظر إلى تولي ترمب السلطة في الولايات المتحدة على أنه فرصة ذهبية لأحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل وجماعات المستوطنين لضم جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة وما تبقى من الضفة الغربية. لذلك، عندما تناول ترمب خطته بشأن غزة خلال مؤتمره الصحافي مع نتنياهو في 5 فبراير/شباط، بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي متوترا. فببساطة، يجد الرئيس الأميركي نفسه، في مساعيه للسيطرة على غزة، في مواجهة آخر كيان استعماري متبق في العالم، وهو إسرائيل. وقد تجاوز ترمب بالفعل الحدود التقليدية لما كان يُعد مقبولا في السابق.

أ.ف.ب / فلسطينيون يعبرون ممر نتساريم الذي يقسم شارع الرشيد ويربط النصيرات بمدينة غزة في وسط قطاع غزة في 10 فبراير

ولإنقاذ غزة من خطر الضم، يتعين على الدول العربية وضع خطة عملية لإعادة إعمار القطاع وإدارته، بحيث تشكل هذه الخطة خطوة نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة تضم غزة والضفة الغربية، وذلك قبل انتهاء ولاية ترمب الحالية. غير أن صياغة هذه الخطة وتنفيذها لا يمكن أن يقتصر على مصر والأردن وحدهما، بل ينبغي أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الأخلاقية بالتدخل إلى جانب هذين البلدين، من خلال المساهمة في تنفيذ الخطة، سواء عبر التمويل أو نشر قوات لضمان الاستقرار.

سيؤدي هذا التدخل الدولي في البديل المقترح لخطة ترمب إلى إحراج الولايات المتحدة وإسرائيل، إذا اعتقدتا أنه بإمكانهما التلاعب بسهولة بعقود من التضحيات الفلسطينية وحقوقهم التاريخية.

المزيد عن:  قطاع غزة دونالد ترمب نتنياهو القضية الفلسطينية

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili