السبت, فبراير 8, 2025
السبت, فبراير 8, 2025
Home » مصر تضغط بورقة السلام مع إسرائيل لوقف مخطط تهجير غزة

مصر تضغط بورقة السلام مع إسرائيل لوقف مخطط تهجير غزة

by admin

 

القاهرة حذرت من أخطار “على المنطقة بأكملها” بعد تخطيط تل أبيب لإخراج الفلسطينيين من القطاع

اندبندنت عربية / إبراهيم مصطفى صحافي مصري

لأكثر من أربعة عقود اعتُبرت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل أساساً للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وفي الوقت الذي يتهدد فيه ذلك الاستقرار بدعوات تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة تبدو القاهرة متمسكة بالمعاهدة كورقة ضغط على تل أبيب، وكذلك على واشنطن التي تحرص منذ عام 1979 على استمرار حالة السلام بين حليفيها.

دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى “تطهير” قطاع غزة من سكانه وتحويله إلى “ريفييرا” على البحر المتوسط ونقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن التقطتها إسرائيل سريعاً، إذ أوعز وزير الدفاع يسرائيل كاتس للجيش بإعداد خطة للسماح لسكان غزة بمغادرة القطاع على رغم من تكرار كل من القاهرة وعمَّان إدانة تلك المقترحات، فضلاً عن ردود الفعل الدولية الرافضة لتهجير الفلسطينيين.

ولم يتأخر الرد المصري على تحركات إسرائيل، إذ حذرت من “التداعيات الكارثية” لتصريحات عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني، واعتبر بيان لوزارة الخارجية المصرية أن ذلك المخطط يؤدي إلى “أخطار على المنطقة بأكملها وعلى أسس السلام”، كما جدد التأكيد على أن مصر لن تكون طرفاً في أي مخطط للتهجير.

رسائل لإسرائيل والغرب

جاء البيان المصري بعد ساعات من تقارير إعلامية أميركية حول تحركات دبلوماسية مصرية غير معلنة لمحاولة وقف خطة ترمب لتهجير الفلسطينيين من غزة، استناداً إلى التحذير من تداعياتها على تقويض معاهدة السلام مع إسرائيل، التي وصفتها وكالة “أسوشيتد برس” بأنها حجر الزاوية للنفوذ الأميركي في المنطقة منذ أكثر من أربعة عقود. ونقلت الوكالة عن مسؤولين مصريين لم تسمهم أن القاهرة أوضحت لإدارة ترمب وإسرائيل أن اتفاق السلام “سيكون في خطر” حال الدفع بتنفيذ خطط التهجير، وهي الرسالة نفسها التي أوصلتها القاهرة إلى وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين وأعضاء من الكونغرس، إضافة إلى دول أوروبية من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا. كما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن مصر قد تتحرك عسكرياً في حال حدوث تهجير قسري إلى سيناء.

معاهدة السلام التي وقعها الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغين بحضور الرئيس الأميركي جيمي كارتر في البيت الأبيض عام 1979 أنهت صراعاً عسكرياً دامياً بين البلدين خاضا خلاله أربع حروب أعوام 1948 و1956 و1967 و1973. وعلى رغم وصفه بـ”السلام البارد” على المستوى الشعبي، حافظت القاهرة وتل أبيب على علاقاتهما العسكرية والسياسية على رغم تغير الحكومات ومراحل متعددة من التوتر على خلفية اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين.

توتر العلاقات

لكن توتر العلاقات بلغ مرحلة غير مسبوقة منذ هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إذ لم يحدث تواصل معلن بين قيادتي البلدين أو كبار مسؤولي الدبلوماسية، واقتصرت العلاقات على مستوى أجهزة الأمن، وذلك بفعل اتهامات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء في حكومته لمصر بالسماح بتهريب أسلحة عبر أنفاق تمر تحت الحدود بين سيناء وغزة على رغم نفي القاهرة ذلك مرات عدة. ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين مصريين في فبراير (شباط) 2024 أن مصر هددت بتعليق اتفاق السلام إذا دخلت إسرائيل إلى رفح، لكن وزير الخارجية المصري حينها سامح شكري أكد حفاظ مصر على التزاماتها.

وتصاعد التوتر إلى ذروته في مايو (أيار) الماضي حين احتلت إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور صلاح الدين، أو محور فيلادلفي، المحاذي لحدود القطاع مع مصر، وهو ما اعتبره مراقبون خرقاً إسرائيلياً لمعاهدة السلام، وذكر وزير الخارجية المصري بعد أيام من التحرك الإسرائيلي أن هناك آليات ثنائية للتعامل مع أي خرق للمعاهدة، مشدداً على أن السلام هو خيار استراتيجي لمصر.

وفي مؤشر إلى توتر العلاقات لم تقبل مصر حتى الآن سفيراً جديداً لإسرائيل بعد انتهاء مدة السفيرة السابقة أميرة أورون، وفق مصادر تحدثت لـ”اندبندنت عربية”، كما لم ترسل القاهرة سفيراً جديداً لها بدلاً من السفير خالد عزمي الذي أنهى مدة عمله في تل أبيب العام الماضي.

موقف البنتاغون

وعلى رغم إثارة فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر منذ بدء الحرب على القطاع قبل نحو 16 شهراً، فإن الطرح المرفوض مصرياً تضاعفت خطورته في الأسبوعين الماضيين، مع حديث الرئيس الأميركي المتكرر عنه، مما يشير إلى ضغط أميركي كبير على مصر، يصب في صالح حكومة نتنياهو الذي وصف ترمب بأنه أفضل حليف لإسرائيل على الإطلاق، وهو ما يبدو أنه دفع القاهرة لاستخدام أقوى أوراق الضغط، وهو التحذير من التداعيات على “أسس السلام”، ما اعتبره مراقبون إشارة مبطنة إلى معاهدة السلام مع إسرائيل.

ويرى مدير إدارة الشؤون المعنوية في الجيش المصري سابقاً اللواء سمير فرج أن خطاب التحذير من انهيار السلام مع إسرائيل هو ما قد يردع واشنطن وتل أبيب عن الاستمرار في تنفيذ مخطط تهجير الغزيين، مضيفاً لـ”اندبندنت عربية” أن هناك ضرورة حالياً لتوضيح أن أفكار ترمب لن تجلب السلام إلى المنطقة كما يتصور. وأضاف أن وزارة الدفاع والاستخبارات في الولايات المتحدة تدركان أهمية مصر في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط، وستعارضان أي زعزعة لأمن مصر، بينما لا يعول كثيراً على دور الجيش الإسرائيلي في الحفاظ على العلاقات مع مصر، باعتباره يتأثر بتوجهات نتنياهو الذي غير أخيراً قيادة وزارة الدفاع وهيئة الأركان.

ومنذ توقيع معاهدة السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة تمد واشنطن القاهرة بمساعدات عسكرية سنوية تقدر بـ1.3 مليار دولار تستخدم عادةً في شراء الأسلحة الأميركية، كما يتم تدريب عديد من العسكريين المصريين في أميركا. وبلغ إجمال المساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية لمصر نحو 80 مليار دولار خلال نحو 45 عاماً.

“إسرائيل لن تضحي بالسلام”

كذلك أكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أحمد فؤاد أنور أن واشنطن تحتاج إلى مصر كنموذج للسلام، كما أن إسرائيل ليس لديها رفاهية التضحية بـ45 عاماً من السلام مع مصر بهذه السهولة، بخاصة أن مصر دولة قوية وقادرة على الدفاع عن نفسها.

وأوضح أنور، وهو أستاذ في الأدب العبري بجامعة عين شمس، أن أفكار التهجير ليست محل إجماع في المجتمع الإسرائيلي بحسب ما تشير إليه استطلاعات الرأي، كما أن هناك تخوفاً من رد الفعل المصري ظهر في تصريحات سفيرة إسرائيل السابقة لمصر أميرة أورون التي قالت “أنتم لا تعلمون ما يعنيه الخط الأحمر لمصر”، في إشارة إلى الرفض المصري للتهجير.

وأشار إلى محاولة إسرائيل ابتزاز مصر عبر إدعاءات تهريب السلاح، ثم التصريحات الأخيرة حول أسباب تسلح الجيش المصري، بينما تل أبيب انتهكت معاهدة السلام باحتلال محور فيلادلفي، بحسب قوله. وتابع أن إسرائيل حالياً تحاول إثناء مصر عن موقفها الرافض للتهجير.

ويعول أنور على فكرة تجنب المواجهة التي تقوم عليها علاقة مصر وإسرائيل لتكون منطلقاً للعسكريين الإسرائيليين لمنع انزلاق الأمور مع مصر، مضيفاً أن هناك “هاجساً” لدى الإسرائيليين من احتمال مباغتة مصر لهم عسكرياً على غرار ما حدث في صبيحة يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من جانب حركة “حماس” في ظل قرب مصر الجغرافي وقوتها العسكرية، بخاصة أن إيران على رغم بعدها جغرافياً استطاعت توجيه ضربات موجعة لإسرائيل، وفق تعبيره. وأشار إلى اختلاف مواقف المستويين العسكري والسياسي حول العلاقات مع مصر منذ بدء حرب غزة، سواء في ملف معبر فيلادلفي أو مفاوضات إطلاق سراح الأسرى.

ويصف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية بأنها “شعرة معاوية” التي تربط البلدين، واعتبر أن المعاهدة ورقة ضغط بيد مصر يمكن من خلالها مخاطبة مؤيدي السلام داخل إسرائيل، بخاصة أن مقترحات التهجير لا يوافق عليها كل الإسرائيليين، وهناك البعض يدرك خطورة تداعيات ما يجري.

المزيد عن: مصر دونالد ترمبخطة ترمبتهجير الفلسطينيينغزةحرب القطاعإسرائيلمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيلالشرق الأوسطيسرائيل كاتسالحكومة الإسرائيلية

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili