مسرحية تجريبة أميركية (مسرح تجريبي - فيسبوك) ثقافة و فنون “مسرح ما بعد الدراما” يدعو الى إنهاء سلطة الكاتب by admin 27 فبراير، 2025 written by admin 27 فبراير، 2025 61 ناقد ألماني يرافق أزمات الفن العريق بين الكتابة والاستقبال والتفاعل مع التكنولوجيا العالية اندبندنت عربية / عبد الكريم الحجراوي عقب صدور كتاب “ما بعد الدراما” عام 1999، ترجم إلى لغات عدة، بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية واليابانية والفارسية، باعتباره أول دراسة أكاديمية حول أشكال المسرح الجديد، والمرجع الرئيس في مناقشات المسرح المعاصر على المستوى الدولي. وتصف مروة مهدي عبيدو الكتاب بأنه دراسة تاريخية استقصائية متفردة المنهج تعتمد على ثروة من الأمثلة العملية من العروض المسرحية للوقوف على المشهد المسرحي منذ سبعينيات القرن الـ20 وحتى نهاية التسعينيات في أوروبا، واستطاع ليمان من خلال منهجية علمية رصينة أن يقف على التطورات التي لحقت بتاريخ فن المسرح في هذه الفترة، وكذلك على الأزمات التي واجهها في ظل التغيرات التي لحقت بعملية الاستقبال المسرحي واستجابة فن المسرح وتفاعله مع التكنولوجيا العالية وعالم العلامات الحديث. ومع ذلك فقد تعرض لانتقادات حادة في الوسط الأكاديمي الألماني، ووصف بأنه محاولة من مؤلفه لتقديم مجموعة من المصطلحات والمفاهيم المقابلة لمفاهيم الكلاسيكية في المسرح، لوصف بعض العروض التي انحرفت وخرجت عن القواعد التقليدية في البناء الدرامي. الكتاب بترجمته العربية (المركز القومي) يقع الكتاب في طبعته العربية في 428 صفحة من القطع الكبير، ومقسم إلى وحدات وفصول، تكثر فيه العناوين الرئيسة التي يشرحها المؤلف من خلال عناوين فرعية، تتفرع منها عناوين فرعية أخرى، تناقش ظاهرة مسرح ما بعد الدراما من جوانب متنوعة في الفترة الزمنية 1970 إلى 1990. وبصورة عامة يمكن تقسيم الكتاب إلى مجموعة من العناوين الرئيسة، وهي التمهيد ودراما قبل التاريخ وبانوراما مسرح ما بعد الدراما والعرض والنص والفضاء والزمن والجسد والإعلام والخاتمة. غياب الحبكة وفي المقابل كما توضح مهدي، فإن المتحمسين لنظرية ليمان يرون في مصطلح ما بعد الدراما أداة منهجية لتحليل وفهم الحركة المسرحية في فترة ما بعد الحداثة، إذ إنه قدم رصداً تاريخياً محكماً لما أطلق عليه ليمان اسم المسرح المغامر، أي المسرح الذي قبل الدخول في استبعاد الدراما عن المسرح وما نتج من ذلك من صعوبة في تلقي شفرات العرض بالنسبة إلى المتفرجين. وينطلق ليمان من الفصل بين المسرح والدراما، ومن ثم التخلص من سطوة النصوص الأدبية الدرامية، وتعويض ذلك بالاعتماد على العناصر غير اللفظية كالإيماءات والحركة وتعبيرات الوجه والموسيقى والسينوغرافيا والفنون التشكيلية المختلفة، أي أن مسرح ما بعد الدراما يمنح السلطة للعناصر المسموعة والمرئية على حساب الدراما الأدبية. وكان الدافع وراء ذلك كما توضح مروة مهدي – في مقدمة الترجمة – خطوة لتخليص المسرح من سلطة الأدب كنوع من التوجه نحو استقلال الذاتي التدريجي للمسرح كفن مستقل عن فنون الأدب والدراما. مسرحية تجريبية سورية تستوحي رواية “العمى” لساراماغو (اندبندنت عربية) وهكذا تخلص مسرح ما بعد الدراما من كل العناصر التي يعتقد أنها غير قادمة من طبيعة المسرح نفسه، ومن بين هذه العناصر التي أزاحها من طريقه الحبكة بصورتها الأرسطية المعروفة من بداية ووسط ونهاية، وبات يقدم عروضاً مفككة وغير مترابطة لا تشير إلى معان أو دلالات واضحة، مما يجعل المتفرج يشعر بحالة من الإرهاق الذهني أثناء استقباله لهذا الشكل من المسرح، الذي يهدم كل البنى المتعارف عليها في المسرح التقليدي، ويجعل المتلقي من دون مرجعية واقعية يمكن أن يتكئ عليها من أجل فهم ما يجرى أمامه. ما بعد الحداثة يعدّ مسرح ما بعد الدراما ظاهرة ما بعد حداثية بامتياز، تلك الحركة الفلسفية التي غلفت الوعي الأوروبي، وتجلت في فنونه الإبداعية المختلفة وانتقلت إلى بقية العالم، ففي مسرح ما بعد الدراما تكثر سمات ما بعد الحداثة المعروفة مثل الغموض وعدم التجانس واللانصية وتعدد الشفرات والتخريب وتعدد الأماكن والتشويه والتفكيك، واعتبار النص سلطة مستبدة عفا عليها الزمن، ورفض المحاكاة ومقاومة التأويل وعدم القدرة على الإمساك بخطاب محدد، وسيطرة عناصر مثل التأمل والإيماءات والإيقاع والنغمة والأشكال العدمية والمشوهة والفضاءات الفارغة والصمت. ويرى ليمان أن هذه الصفات المابعد حداثية السابقة قادرة على وصف المسرح الجديد من قريب أو بعيد، لكنها غير صالحة في الوقت نفسه لتوصيف التفاصيل فهي في اعتقاده مجرد كلمات عمومية ومفتاحية، بينما مصطلح ما بعد الدراما أكثر دقة في وصف هذا الواقع. ذلك المصطلح الذي ظهر للمرة الأولى عام يد الباحث الأكاديمي أندريا فيرت عام 1987 في ورقته البحثية «المسرح يوتوبيا جمالية – تحولات المسرح في بيئة الإعلام» التي ميز فيها بين العروض التي تعتمد على اللغة، في مقابل صعود عناصر مسرحية أخرى مثل الصوت والصوة التي هيمنت على العروض المسرحية في أوروبا منذ سبعينيات القرن الماضي. جماليات جديدة أوجد هذا الشكل الجديد من المسرح جماليات جديدة في التلقي، أبرزها رفض المعنى الواحد أو تقديم إجابات سهلة وواضحة للمتفرج، بل عمد إلى عدم الاهتمام أصلاً بوجود معنى في العرض، وتميزت أيضاً عروض مسرح ما بعد الدراما بحسب وصف ليمان بسرقة الواقع من المتفرج، فلم يعد لهذا لتصور الواقع الدرامي أي وجود على خشبة المسرح الجديد، مما غيب المرجعية عن المتلقي لفك الشفرات، وفهم المعنى، وترك المتفرجين أمام علامات مسرحية لا يملكون أية مرجعية لفك طلاسمها. وأزاح المسرح الجديد في سكته أيضاً النص واللغة وقلل من العلامات الحوارية وأكثر من استخدام الموسيقى والإيقاع ولغة الجسد واحتفى بالحركة، وبسبب هذه الثورة العنيفة التي لحقت بالمسرح الدرامي وجد المتلقي العادي كما يفسر ليمان صعوبة في فهم مسرح ما بعد الدراما الذي مثَّل نقطة التقاء للفنون، وطور قابلية جدية للتلقي اختلفت عن النموذج الدرامي وعن الأدب كلية وانفصلت عنه، وجذب هذا النوع من المسرح في الغالب محبي فنون أخرى مثل الفن التشكيلي والرقص الموسيقى أكثر من رواد مسرح السرد الأدبي. وعمدت مروة مهدي في ترجمتها إلى استخدام لغة عربية واضحة وسلسلة قدر الإمكان، مع الاجتهاد في ترجمة المصطلحات، وتفسير المفاهيم الغامضة وغير الشائع استخدامها أو الجديدة تماماً على الواقع العربي، مع التعريف بالحركات المسرحية وروادها الذين يأتي على ذكرهم مؤلف الكتاب. كما كانت مقدمتها حول الكتاب – على رغم قصرها – وافية حول مضمونه وتبيان أهميته، وإعطاء لمحة للقارئ العربي للأهمية التي حظي بها والجدل الذي أثاره في الأوساط الأكاديمية الغربية، وإبراز أهم خصائص مسرح ما بعد الدراما كما صكها مؤلف الكتاب. ومن الجدير بالذكر أن مروة مهدي عبيدو هي مترجمة مصرية حصلت على درجتي الدكتوراه في مجال الدراسات المسرحية والفنون الأدائية من جامعتي كولن والجامعة الحرة في ألمانيا، وعملت باحثة في عدد من الجامعات الأوروبية، واهتمت بالعلاقة بين الفن والمجتمع واستخدام الفنون خصوصاً المسرح في السياقات الثقافية العابرة للثقافات، وتعمل حالياً في مجال الترجمة المتخصصة لنظريات المسرح عن اللغة الألمانية ونشر لها عام 2024 كتاب «جماليات الأداء» لإيريكا فيشر – ليشه عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، وطبع هذا الكتاب للمرة الأولى في مصر عام 2012 بواسطة المركز القومي للترجمة. المزيد عن: المسرحالحداثةالدراماما بعد الدراماالكاتبالنصالإخراجالتكنولوجياالجمهورالتفاعل 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أم كلثوم تكسر حاجز اللغة التركية وتحدى تغريب أتاتورك next post Gene Hackman and his wife found dead at their home You may also like في يوم الشعر العالمي… تطورت أشكال القصيدة لكن... 20 مارس، 2025 كسر “الإله” أدونيس 20 مارس، 2025 نوام الإسرائيلية المعتدلة متهمة بالخيانة في فيلم “بئسَ... 20 مارس، 2025 فيردي استعار أوبرا “القرصان” من لورد بايرون ثم... 20 مارس، 2025 مهى سلطان تكتب عن: أنسيلم كيفر ابن الثمانين... 19 مارس، 2025 حين غيبت أخبار الحرب رحيل رومان رولان 19 مارس، 2025 الحقوق السياسية للمرأة من منظور نسوي تاريخي 18 مارس، 2025 شوقي بزيع يكتب عن: العصر العباسي الأول… المفارقة... 18 مارس، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: آنيتان من مقبرة سار... 18 مارس، 2025 هؤلاء الفلاسفة المسلمون الذين نعود اليهم دوما 18 مارس، 2025