صحةعربي مستشفى الرعب: 1643 “حادثة جنسية” داخل وحدة للأطفال في إنجلترا by admin 14 أبريل، 2023 written by admin 14 أبريل، 2023 27 أرقام صادمة تكشف عن وقوع آلاف الحوادث منذ عام 2019 في وحدات الصحة العقلية للأطفال لكن واحدة منها في “مستشفى هانتركومب” بمدينة ميدينهيد كانت محور أكثر من نصف هذه التقارير اندبندنت عربية \ ريبيكا توماس مراسلة الشؤون الصحية كشفت أرقام مثيرة للصدمة صادرة عن هيئة “الخدمات الصحية الوطنية” (أن إتش أس) NHS في المملكة المتحدة أن مستشفى متخصصاً في علاج الصحة العقلية لليافعين لديه 59 سريراً فقط، وقعت فيه أكثر من 1600 “حادثة مرتبطة بالسلامة الجنسية” في غضون أربعة أعوام. ويعد “مستشفى هانتركومب” Huntercombe Hospital في مدينة ميدينهيد بإنجلترا محور أكثر من نصف التحقيقات المرتبطة بالانتهاكات الجنسية التي تم الإبلاغ عنها في 209 وحدات للصحة العقلية الخاصة بالأطفال في مختلف أنحاء البلاد. وعلى رغم تلقي هيئة “أن إتش أس” ما معدله أكثر من تحذير في اليوم منذ عام 2019، فإنه لم يتم اتخاذ أي تدبير لوقف تحويل مرضى “الخدمات الصحية” الضعفاء إلى تلك الوحدة التي طاولتها الفضيحة بعد الإفادة عن وقوع حوادث جنسية فيها بلغ عددها 1643. ومن المقرر الآن أن يجرى أخيراً إغلاق هذه الوحدة الخاصة بعدما كشف تحقيق أجرته “اندبندنت” عن مزاعم بتوجيه إساءات لفظية وحدوث انتهاكات جسدية مما حدا بهيئة “الخدمات الصحية الوطنية” إلى سحب المرضى منها، وقالت إدارة المستشفى منذ ذلك الحين إنها تخطط لإعادة فتحه كوحدة لعلاج البالغين. وتبين الأرقام التي تم الحصول عليها من بيانات هيئة “أن إتش أس” أن “مستشفى تابلو مانور” Taplow Manor Hospital الوحدة التابعة لـ “مجموعة هانتركومب” في ميدينهيد وقع فيها 57 في المئة من 2875 حادثة واعتداء جنسياً تم الإبلاغ عنها في ’خدمات الصحة العقلية للأطفال والمراهقين‘ Child and Adolescent Mental Health Services (CAMHS) على مدى الأعوام الأربعة الأخيرة، ويمكن أن تتفاوت الحوادث المبلغ عنها ما بين استخدام لغة غير لائقة جنسياً وارتكاب اعتداءات جنسية خطرة وأعمال اغتصاب. ديبورا كوهين، الرئيسة التنفيذية لمنظمة “إنكويست” الخيرية INQUEST التي دعمت عدداً من العائلات خلال التحقيقات في سوء الرعاية أثناء وجود أفرادها في وحدات الصحة العقلية، رأت أن الأرقام “المثيرة للقلق تتطلب مزيداً من التدقيق”، وأضافت أنه “من المفترض أن يوضع الأطفال في بيئة علاجية تؤمن لهم الرعاية والحماية المناسبتين، فهذا أمر يتعلق بحقوق الإنسان التي تقضي بالحفاظ على سلامة الأطفال وأمانهم، ويطرح في المقابل علامات استفهام حول الثقافة السائدة داخل تلك الوحدات إذ تعد الأرقام بالغة الارتفاع”. “دروس كان يمكن ويتعين تعلمها” هذه البيانات تظهر للمرة الأولى فداحة الحجم المروع للحوادث الجنسية التي جرى الإبلاغ عنها في “مستشفى تابلو مانور” على رغم المخاوف التي أثيرت سابقاً في مستشفيات “هانتركومب” التي أصبحت الآن تديرها “مجموعة أكتيف كير” Active Care Group بعدما كانت تتولاها “مجموعة هانتركومب” في السابق. وكانت “اندبندنت” كشفت العام الماضي عن أن الشرطة فتحت تحقيقاً في اغتصاب مزعوم لطفلة في مستشفى “تابلو مانور” تورط فيه اثنان من الموظفين، كما تقدمت مريضة شابة ببلاغ إلى الشرطة في شأن اغتصاب مزعوم على يد مريض آخر عام 2019. وكُشف الشهر الماضي عن وقوع اعتداء جنسي آخر داخل وحدة صحية في ستافورد بإنجلترا تابعة لمجموعة “أكتيف كير” وتبلغت به الشرطة، وذلك بعدما أغلقت “مجموعة هانتر كومب” وحدة “واتكومب هول” Watcombe Hall في ديفون جنوب غرب إنجلترا في أعقاب إدانة ممرض بتهمة استمالة مريضتين والاعتداء جنسياً عليهما. إحدى هاتين المريضتين تدعى نيما هانت واختارت التنازل عن حقها في عدم الكشف عن هويتها والتحدث بصراحة عما حصل معها، وقالت لـ “اندبندنت” إنه “كان ينبغي استخلاص العبر من شكاوى المرضى وتجاربهم في مستشفيات ’خدمات الصحة العقلية للأطفال والمراهقين‘ التابعة لـ ’مجموعة هانتركومب‘ التي يرجع تاريخها لـ 10 أعوام”، مضيفة “أشعر بالهلع لسماع أن هناك تحقيقات تجريها الشرطة مع موظفي ’مجموعة أكتيف كير‘ في ما يتعلق بالاعتداء الجنسي على يافعين في وحداتها الطبية”. وأردفت قائلة “لقد قررت الإفصاح عن الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له من جانب أحد موظفي ’هانتركومب‘ على أمل حماية مرضى آخرين في المستقبل، وإنني أشعر بقلق من أن يتم تجاهل سلامة المرضى في وحدات ’أكتيف كير‘ مقابل تحقيق مصالح وأرباح”. يشار إلى أن “مجموعة أكتيف كير” ادعت أن ورود هذا العدد الكبير من التقارير يعد “مؤشراً على أهمية اتباع أفضل الممارسات”، مرفقة بثقافة تعاملٍ أكثر أماناً، وقال متحدث باسم المجموعة إن “مستشفى ’تابلو مانور‘ هو أكبر وحدة من نوعها في البلاد، وإن عدد الحوادث يعكس ذلك”. ورأى أن “التلميح إلى غير ذلك أمر مضلل لأن الإبلاغ عن الحوادث مسألة بالغة الأهمية من حيث إرساء ثقافة عدم اللوم والحرص على معالجة المشكلات المتعلقة بسلامة المرضى على وجه السرعة”. ويشار كذلك إلى أن الأرقام على الصعيد الوطني تشمل تقريباً جميع وحدات الصحة العقلية للأطفال لكنها لا تغطي الخدمات التي تحظى بمستويات “متوسطة من الأمان” والتي عادة ما تكون مخصصة للمرضى ذوي الحاجات الأكثر إلحاحاً أو الذين جرى تحويلهم عبر نظام العدالة الجنائية. ومن بين مزودي الخدمات الآخرين في القطاع الخاص تم الإبلاغ عن 704 حادثات في أربع مستشفيات تابعة لمجموعة “سيغنيت هيلث كير” Cygnet Health Care (تقدم خدمات الصحة العقلية والتوحد وصعوبات التعلم) التي تمتلك نحو 200 سرير. الدكتورة روزينا ألين خان المتحدثة باسم حزب “العمال” البريطاني المعارض لشؤون الصحة العقلية قالت لـ “اندبندنت” إنه يتعين على الحكومة التزام معالجة الحوادث الجنسية في وحدات المرضى الداخليين، معتبرة أن “النظام أثبت فشله في علاج الأطفال والشباب الأكثر ضعفاً على امتداد البلاد، وبالتالي يتعين على الحكومة تعلم الدروس من إخفاقاتها السابقة في سبيل حماية المرضى”. وفي المقابل تشير إحصاءات إلى أن 48 في المئة من المرضى الذين قدموا شكاوى خلال الربع الأخير من العام تلقوا دعماً نفسياً بعد تقديم ادعاءاتهم. “قمة جبل الجليد” في عام 2020 نبهت “لجنة مراقبة جودة الرعاية” Care Quality Commission (CQC) إلى أن “الحوادث الجنسية باتت تتكرر في أجنحة الصحة العقلية”، وفي العام التالي أنشأت هيئة “الخدمات الصحية الوطنية” و”الكلية الملكية للأطباء النفسيين” Royal College of Psychiatrists مجموعة لمعالجة المشكلة. وتدعي إحدى النساء التي أرادت عدم الكشف عن هويتها أنها تعرضت قبل نحو 20 عاماً للإساءة والاغتصاب على نحو متكرر عندما كانت طفلة، وذلك على يد أحد العاملين في وحدة خاصة لـ “خدمات الصحة العقلية للأطفال واليافعين”. وقالت “لقد كان نوعاً من السر المعروف، فقد طغت ثقافة مبنية على إلقاء اللوم على المرضى ومعتقدات فيكتورية للغاية تنظر إلى الضحايا على أنهن نساء ساقطات ويجرى نعتهن بأوصاف مثل هؤلاء الفتيات مجنونات، لكن ليس هذا وحسب بل كان يلقى باللوم عليهن ويقال لهن أشياء مثل ’لا بد أنك أنتِ المذنبة لأنك مجنونة وغير متزنة جنسياً‘”. وتضيف أن “ما يحدث هو أنهم لا يقولون لك فقط إن أحداً لن يصدقك بل يمكنهم أيضاً أن يقدموا على جميع أنواع التهديدات الأخرى، فقد قيل لي ’إذا أخبرتِ أي شخص فسنقوم بحبسك ونرمي بالمفتاح بعيداً ولن يصدقك أحد‘”. وتشير إلى أن “الشرطة أجرت تحقيقاً في الموضوع لكن لم يتم توجيه أية اتهامات على الإطلاق، وهناك فكرة مفادها أن شخصاً ما يمكن أن يغتصب الأطفال المصابين بأمراض عقلية والاعتداء عليهم جنسياً لأنهم ليسوا مهمين كثيراً، فإضافة إلى عدم تصديقك يتم التقليل من قيمة حياتك في الأساس”. ليان باتريك الممرضة المتخصصة في العنف القائم على النوع الاجتماعي تشير إلى أن “الأفراد المعتدين ينجذبون إلى الأماكن التي تتيح لهم أن تكون لديهم فيها سلطة على الأشخاص الضعفاء، وليس من المستغرب أن نجد تركيزاً أكبر على الاعتداءات التي تحدث في بيئات مراكز الصحة العقلية، مقارنة بوحدات الرعاية الأوسع التابعة لـ ’الخدمات الصحية الوطنية‘ لكن ما سنراه ما هو قمة جبل الجليد”. يذكر أنه بعد التقارير التي نشرتها “اندبندنت” أطلقت الحكومة البريطانية “مراجعة عاجلة” مستقلة على رغم أنها واجهت انتقادات بسبب تركيزها على البيانات الموجودة في خدمات الصحة العقلية. وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إن المراجعة السريعة التي أطلقتها “لا تمنع أي تدقيق مستقبلي، وإن الحكومة تنظر في جميع الخيارات”. ومن المقرر أن يغلق “مستشفى تابلو مانور” الشهر المقبل بعدما كشفت “اندبندنت” عن اتهامات بتقييد شديد لحركة المرضى وإجبارهم بالقوة على تناول الطعام وتعريضهم إلى “إساءة منهجية”، وقد أدى ذلك إلى امتناع هيئة “أن إتش أس” من تحويل المرضى إلى المستشفى. متحدث باسم “هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا” (أن إتش أس إنغلاند) NHS England، اعتبر “سوء السلوك الجنسي والعنف والتحرش وإساءة المعاملة أفعالاً جرمية”، مشيراً إلى “وجوب التزام جميع مؤسسات الخدمات الصحية تطبيق إجراءات صارمة لضمان اتخاذ تدابير فورية في أية حالات يتم إبلاغها بها، وينطبق هذا المطلب بشكل متساو على المرافق المستقلة التي تقدم خدمات بالنيابة عن ’أن إتش أس‘”. وقد جرى الاتصال بوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية لكنها لم تعلق على المزاعم المتعلقة بوقوع حوادث جنسية على وجه التحديد، وقالت “إن أي شخص يتلقى علاجاً في منشأة خاصة بمرضى الصحة العقلية يجب أن يحصل على رعاية آمنة وعالية الجودة ورحيمة، وأن يتم التعامل معه بكرامة واحترام”. © The Independent المزيد عن: المستشفيات البريطانيةهيئة الخدمات الصحية الوطنيةوزارة الصحة البريطانيةالصحة العقليةرعاية الأطفالالعنف ضد الأطفالالاعتداء الجنسي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هؤلاء الكنديون الذين اختاروا العيش في تونس next post سبب برودة “رخام” الحرم المكي You may also like اكتشاف مركب كيماوي “سام” في مياه الشرب الأميركية 28 نوفمبر، 2024 مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء» 27 نوفمبر، 2024 كيف تتغلب على مشاعر القلق؟ 27 نوفمبر، 2024 التصدي لمرض الإيدز يتقدم لكن بوتيرة بطيئة 27 نوفمبر، 2024 كيف مارست التوائم الملتصقة حياتها الخاصة قديماً؟ 25 نوفمبر، 2024 الزواج يبطئ شيخوخة الرجال 24 نوفمبر، 2024 قريبا: استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن أورام الدماغ 24 نوفمبر، 2024 هل نحن معرضون للإصابة بإنفلونزا الطيور عبر تناول... 24 نوفمبر، 2024 رصد أول إصابة بجدري القردة في كندا 24 نوفمبر، 2024 القاتل الصامت: لماذا تستحق الأمراض التنفسية المزمنة الاهتمام... 21 نوفمبر، 2024