ثقافة و فنون مرصد كتب “المجلة”: جولة على أحدث إصدارات دور النشر العربية by admin 1 نوفمبر، 2024 written by admin 1 نوفمبر، 2024 38 المجلة / خضر الآغا نتعرّف من خلال هذه الزاوية إلى أحدث إصدارات الكتب العربية، في الأدب والفلسفة والعلوم والتاريخ والسياسة والترجمة وغيرها. ونسعى إلى أن تكون هذه الزاوية التي تطلّ كلّ أسبوعين مرآة أمينة لحركة النشر في العالم العربي. الكتاب: أكاذيب عشنا بها الكاتب: حمزة بن قبلان المزيني الناشر: دار جداول – لبنان كتعريف عام لما يطرحه هذا الكتاب، نقرأ على غلافه كلمة تختصره بدقة، حيث ورد: يتناول هذا الكتاب بعض المقولات الشائعة في الثقافة العربية المعاصرة، ولا سيما في الوعظ الديني أو ما يسمى بـ”الدعوة”، إذ يتناقل الوعّاظ (والدعاة) وبعض الكتّاب هذه المقولات من غير توثيق لمصدرها، وربما يظن ناقلوها أن مجرد شيوعها وتكرارها في كتب قرأوها أو في مواعظ سمعوها يكفي توثيقا لها. وتُسنَد أكثر هذه المقولات إلى كتّاب غربيين مشهورين أو إسرائيليين يعبّرون فيها عن عدائهم للإسلام والمسلمين أو يسخرون منهم أو يهدّدونهم. كما يمكن أن تتضمّن ادعاءات عن سرقة علماء غربيين آراء بعض العلماء العرب القدامى من غير أن يعترفوا بأخذهم منهم، أو ما يتعلق بـ”الإعجاز العلمي في القرآن”، بالإضافة إلى ادعاءات أخرى مما يشيع في الكتابات العامة، بل حتى الأكاديمية أحيانا. تطلب الأمر من الكاتب السعودي حمزة بن قبلان المزيني أن يتتبع المصادر التي زعم كاتب (أكذوبة ما) أنه نقل عنها، مصدرا مصدرا، إلا أنه بعد البحث والتقصي لم يجد الكتاب “المصدر” الأول الذي استند عليه ناقلو تلك الأكذوبة جميعهم، وتبين أنها مجرد إشاعة أو كذبة صدقناها لشيوعها وتواترها بيننا، وذلك في كتابه الجديد “أكاذيب عشنا بها”. وبالفعل، ثمة الكثير من المقولات شائعة في الثقافة العربية، وفي الوعي العربي، ونتحدث عنها يوميا، ونكتبها على وسائل التواصل، إلا أن الكاتب أثبت زيفها، وأنها غير مستندة على أي مصدر، وأنها مجرد شائعة، بل كذبة صدقناها. بعد البحث والتقصي لم يجد الكتاب “المصدر” الأول الذي استند عليه ناقلو تلك الأكذوبة جميعهم، وتبين أنها مجرد إشاعة إضافة إلى الكثير من المقولات الثقافية المنتشرة، وهذا مثل مما أورده الكاتب: نشرت إحدى الكاتبات مقالة ذكرت فيها مقولة منسوبة الى عالم الفيزياء بيار كوري (زوج العالمة مدام كوري)، يقول فيها: “تمكنّا من تقسيم الذرة بالاستعانة بثلاثين كتابا بقيت لنا من الحضارة الأندلسية… ولو كانت لدينا الفرصة لمطالعة المئات والآلاف من كتب المسلمين التي تعرّضت للحرق، لكنا اليوم نتنقل بين المجرات الفضائية” (كذا!). وتستند الكاتبة إلى مصدرين وردت تلك المقولة فيهما معا، وعبر البحث يصل الكاتب إلى أن المصدر الأول لم يذكر ذلك أبدا، والمصدر الثاني ذكرها، ولكن أظهر زيفها وعدم صحتها. الكتاب: القراءات الخطرة؛ القوة المؤثّرة للأدب في الأزمنة المضطربة الكاتب: آذر نفيسي ترجمة: متعب فهد الشمري الناشر: منشورات الجمل – العراق يمكن القول، باختصار، إن هذا كتاب في حبّ الأدب. كذلك في قوته، وفي الآثار التي يتركها على الناس، “فقد لا تحمينا الكتب من الموت، لكنها حتما تساعدنا على العيش” كما تقول الكاتبة الإيرانية المعارضة المقيمة في الولايات المتحدة الأميركية آذر نفيسي في كتابها الجديد “القراءات الخطرة؛ القوة المؤثّرة للأدب في الأزمنة المضطربة”. الكتب، وفق ما يمكن استنتاجه من الكتاب، هي كتب الأدب عامة، والروايات بشكل خاص، بل الروايات تحديدا، هي إذن عامل في مواجهة ما تخلقه الأزمات والاضطرابات في النفس البشرية وفي العالم، وتتساءل إزاء ذلك: “كيف يمكن للأدب أن يكون وسيلة مقاومة؟”. يرى المترجم السعودي فهد متعب الشمري أن “نثر نفيسي حاد للغاية، وتحليلها ينبض بالأمل. في هذا الدليل المحفّز للأدب كمقاومة، تسعى نفيسي للإجابة عن تلك الأسئلة العديدة التي طرحتها في الكتاب، وقد فعلت ذلك بالاعتماد على تجربتها كامرأة وقارئة نهمة تعيش في إيران ثم تكمل حياتها مهاجرة في الولايات المتحدة”. الكتاب عبارة عن رسائل افتراضية كتبتها إلى والدها الراحل منذ أكثر من عشر سنوات، “يناقش دور الأدب في عصر تشن فيه بعض الأحزاب والأنظمة السياسية حربا متواصلة ضد الكتاب والكتّاب، والصلة بين الصراع السياسي في حياتنا اليومية والطريقة التي نلتقي فيها أعداءنا على صفحة الخيال، وكيف يمكن للأدب أن يؤثر، من خلال هذا التبادل الحر، على السياسة”. أما لماذا اختارت أسلوب الرسائل لإيصال أفكارها، فتقول الكاتبة في حوار: “كنت أعلم أنني لا أريد أن تكون تلك مجرد مقالات، أردت أن يكون الأمر أكثر حميمية، ولكن ليس إلى حدّ أن تكون شخصية جدا، لذلك عرفت أنني أريد كتابة الرسائل، وبدأت الفكرة من شعوري بالإحباط، لم أكن أعرف كيف أعبر عن غضبي، لذلك كنت أكتب رسائل في مذكراتي للجميع، كما اعتدت منذ صغري”. نلاحظ في الكتاب الذي هو خمس رسائل في الأدب، أنها تولي الروايات دورا كبيرا في التعبير عن الغضب، وفي مواجهة الأزمات، والتعبير عن قضايا الشعوب. يناقش الكتاب دور الأدب في عصر تشن فيه بعض الأحزاب والأنظمة السياسية حربا متواصلة ضد الكتاب والكتّاب تشي العناوين التي اختارتها لرسائلها بالمحتوى العام للكتاب وبغايتها من النظر الى الأدب كتمرد ومواجهة: الرسالة الأولى بعنوان “سلمان رشدي، أفلاطون، راي برادبوري”، والثانية “روزا نيل هيرستون، توني موريسون”، والثالثة “ديفيد غروسمان، إليوت أكرمان، إلياس خوري”، وخصصت الرابعة لـ “مارغريت آتوود”، أما الأخيرة فهي “جيمس بولدوين، تانيهيسي كوتس”. كتاب غنيّ ومترجمٌ باحترافية ومحبة. الكتاب: المرأة في مدينة دمشق بين عامي 1850 – 1920 الكاتب: نايف سعيد الجباعي الناشر: دار جبرا – الأردن قد تكون الكتب الصادرة عن/ وحول المرأة عموما، والعربية خصوصا، لا سيما تلك التي ترصد مراحل تاريخية معينة، وتكون مبنية على معلومات، هي من أكثر ما يوسّع وجهة نظر القرّاء حول المرأة، وأكثر ما يفيد النساء في سعيهن الدؤوب نحو حقوقهن، إذ أن ذلك يعدّل الكثير من جهات النظر المتراكمة عبر التاريخ تجاه المرأة، وربما ضدها. في هذا السياق يأتي كتاب الباحث السوري نايف سعيد الجباعي المعنون “المرأة في مدينة دمشق بين عامي 1850 – 1920″ أي خلال المرحلة العثمانية حتى نهايتها في سوريا. تنبع أهمية الكتاب من كونه توثيقيا، فقد استند على 90% من الوثائق التي تنشر للمرة الاولى، وهذا رقم كبير للغاية من الوثائق الجديدة التي تكشف عن الواقع الاجتماعي والثقافي للمرأة في مدينة دمشق في تلك الحقبة. وهذه الوثائق هي سجلات المحاكم الشرعية، والأوامر السلطانية الصادرة من العاصمة العثمانية إلى دمشق، وكذلك وثائق المحكمة التجارية التي تأسّست في نهاية القرن التاسع عشر. وما أفاد الباحث، حسب مقدّمة الكتاب، هو عمله في مركز الوثائق التاريخية لسنوات، وقد حصل منها على 12000 وثيقة. من خلال تلك الوثائق توصل الكاتب إلى استنتاجات ونسب إحصائية وصفتها المقدمة بـ”الدقيقة”. إذ أنه قارن بين تلك الوثائق والواقع الفعلي للمرأة في دمشق الذي درسه، وكشف عن إما مبالغات أو تقليل لدور المرأة. فثمة وثائق سلطانية بالغت على سبيل المثل في نسبة تعلّم النساء، بينما حسب دراسة الواقع الفعلي وحسب الوثائق التجارية ووثائق المحاكم الشرعية، تبين له أن ثمة مبالغة. قارن الكاتب بين تلك الوثائق والواقع الفعلي للمرأة في دمشق الذي درسه، وكشف عن إما مبالغات أو تقليل لدور المرأة إضافة إلى ذلك أظهر أن ثمة تقليلا من دور المرأة في تلك الحقبة التاريخية، وأظهر كما كبيرا من وجهات النظر الخاطئة في ذلك، فالمرأة لم تكن مستكينة لواقعها وراضية به، بل ثمة نضال مستمر خاضته للوصول إلى حقوقها الاجتماعية والثقافية، وحقّقت إنجازات كبيرة، وهذا ما أغفلته الأبحاث والدراسات الأكاديمية وغير الأكاديمية الأخرى. الكتاب: الجنّيُّ.. الذي قالت أمي مريم إنه يُملي عليّ القصص الكاتب: عبد العزيز بركة ساكن الناشر: منشورات تكوين؛ الكتابة عن الكتابة – الكويت يروي الكاتب السوداني عبد العزيز بركة ساكن في كتابه الجديد الموسوم بعنوان ينطوي على نوع من الغرابة، حيث يزعم فيه أن أمه قالت إن جنيّا يُملي عليه كتاباته! بمعنى أنه ليس هو الذي يؤلف قصصه، بل ثمة جنّي يُمليها عليه، هذا العنوان هو “الجنّيُّ.. الذي قالت أمي مريم إنه يُملي عليّ القصص”! وفي التفاصيل يكشف سيرته الذاتية حيث ولد ونشأ وعمل أعمالا متنوعة، بعضها في مهن قاسية ناتجة من فقر عائلته. إنها سيرة كتابية أيضا، فقد عرض لرواياته وظروف تأليفها والمنع الذي طال بعضها في بعض الدول العربية. أما قصة الجنّيّ تلك فيوضحها بقوله: “من عجائب الأقدار أن يصبح الكتاب الذي سرقته من غرفة أخي الأكبر، هو الذي يقرر كيف تكون حياتي في المستقبل. كُتِب على غلافه: قصص الرعب والخوف، تأليف: إدغار آلان بو، ترجمة: خالدة سعيد. ما جذبني للكتاب هو العنوان الغريب، فربما كلمتا الرُّعب والخوف قد أثارتا روح المغامرة في نفسي أو هيّجتا عشّ زنابير المخاوف التي تكمن في أركان الطمأنينة الزائفة. من دون تردد أخذت الكتاب، خبّأته بين ملابسي، ومضيت في خطوات وئيدة مثل تلك التي يتصف بها اللص الماهر، إلى شاطئ النهر. اتخذت موقعا بعيدا عن مُشْرَع السقّائين، لم أعبأ بما يقال عن النهر في ما يخصّ ساكنيه الذين هم من الجن والعفاريت، وقرأته في العراء عند شجرة اللالوب الأسطورية قرب مزار الشيخ يوسف أبشرا، وقرأته في كواليس غرفة جدتي”. فإذا قالت أمي مريم إن الجني هو الذي يكتب نيابة عني، فهذا دليل كافٍ على أن هناك جنّيّا تعرفه أمي وهو يكتب لي ينتهي الكتاب بحوار مع الكاتب، ويجيب فيه عن سؤال العنوان: “لا أستطيع أن أروي كل ما حدث لي، أو أدّعي، أو أتخيل أنه حدثت لي في حياتي أمور غريبة؛ مع ملاحظة أنني أصدق كل الوقائع: تلك المُدّعاة، والمتخيلة والتي حدثت بالفعل. ولكن الفيصل في كل ذلك أمي، فإذا قالت أمي مريم إن الجني هو الذي يكتب نيابة عني، فهذا دليل كافٍ على أن هناك جنّيّا تعرفه أمي وهو يكتب لي، فالأمهات كُلهن نبيّات، ويوحى لهن في ما يخص أولادهن. فهذا الشيطان دائما معي، أعرفه ويعرفني ونؤازر بعضنا على مقاومة مكر وشرور بني البشر”. كتاب يصلح أن يكون ورشة كتابية. الكتاب: جواهر الأخبار وملح الأشعار الكتاب: القاضي مؤتمن الدين الحسن بن محمد بن أبي عقامة اليمني تحقيق: نهى عبد الرازق الحفناوي الناشر: المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت/ دار الفارابي – لبنان قد تكون الكتب التراثية التي تنطوي على ذكر أخبار الناس وحيواتهم وشعرائهم وعارفيهم وغير ذلك، من أكثر الكتب إفادة ومتعة، فهي تؤرخ وتوثّق الحياة اليومية التي عادة لا يرد ذكرها في كتب التاريخ (الرسمية)، وتنبش الأخبار التفصيلية، الطريفة منها والصعبة، وتبحث في أصولها ومن أين جاءت وما تعليق الناس عليها في فترتها. ويجعل تحقيق تلك الكتب، بما ينطوي عليه من صعوبة، من وجودها أمرا واقعيا. الكتاب الذي نحن في صدده الآن حافل بالأخبار والأشعار ومسائل الفقه واللغة والكلام، كتاب أسمار ومحاضرات، ومأثورات وأمثال شعبية وغير ذلك. يضم أيضا أشعار النساء وأخبارهن، ويشمل عصورا عديدة: الجاهلي والإسلامي والعباسي.. وقد وضعه صاحبه القاضي مؤتمن الدين الحسن بن محمد بن أبي عقامة اليمني المتوفي عام 480 هجرية، تحت عنوان “جواهر الأخبار وملح الأشعار”، وحقّقته الكاتبة المصرية نهى عبد الرازق الحفناوي. الكتاب جزآن يضمان مائة خبر، ينتهي الجزء الأول بالخبر الثالث والستين، أما الثاني فيبدأ بالخبر الرابع والستين حتى المائة. بعد ذلك يأتي على ذكر المأثورات والأمثال التي كانت متداولة آنذاك. كتاب بتوثيق عالٍ، وينطوي على تفاصيل رواة الأخبار والأشعار، ما تناقض منها يحلّه بالإسناد، وما نقص منها يكمله بمعارفه تقول محققة الكتاب على موقع المعهد الألماني للأبحاث الشرقية: “إن القيمة الأدبية والتوثيقية الكبيرة لهذا الكتاب ليست فقط في كونه أوّل كتاب وضعه أهل اليمن في هذا الفن، ولا في كونه يضم نصوصا لم تكن معروفة من قبل شعرا ونثرا، وإنّما تتجلّى أيضا في اهتمامه بإسناد الأخبار على نحو ما يكون في كتب الحديث أو قريبا منها، مما يجعل الاستيثاق من صحّتها أو ضعفها ممكنا، وهذا قليل في كتب الأدب”. وبالفعل، هو كتاب بتوثيق عالٍ، وينطوي على تفاصيل رواة الأخبار والأشعار، ما تناقض منها يحلّه بالإسناد، وما نقص منها يكمله بمعارفه، مما جعله كتابا ممتعا ومفيدا وزاخرا بالمعلومات، خاصة عن اليمن وهذا قليل في دراسات التراث وأخبار الناس في هذا البلد. المزيدعن: كتب نشر دور النشر العربية الكتاب القراءة المعرفة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post نتنياهو يسكب «ماء بارداً» على المتحمسين لوقف إطلاق النار في لبنان أو غزة next post تصاعد الملاحقات لصحافيين معارضين لـ”حزب الله” You may also like المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 فيلم “مدنية” يوثق دور الفن السوداني في استعادة... 21 نوفمبر، 2024 البلغة الغدامسية حرفة مهددة بالاندثار في ليبيا 21 نوفمبر، 2024 من هي إيزابيلا بيتون أشهر مؤثرات العصر الفيكتوري؟ 21 نوفمبر، 2024