الأربعاء, ديسمبر 4, 2024
الأربعاء, ديسمبر 4, 2024
Home » مخرجة تونسية تتعقب الشباب في السودان المشتعل

مخرجة تونسية تتعقب الشباب في السودان المشتعل

by admin

 

فيلم هند المدب “السودان يا غالي” يوثق مآسي السنوات الخمس الأخيرة بروح درامية

اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان 

لا يحظى السودان بتغطية إعلامية واسعة كتلك التي تحظى بها فلسطين التي تسرق كل الأضواء، لأسباب كثيرة، منها ما عبر عنه جان لوك غودار بالقول “الفلسطينيون محظوظون أن اليهود هم أعداؤهم”. وهذا بمعنى أن الاهتمام بهم يتأتى أصلاً من اهتمام المجتمع الدولي باليهود. فبحسب منظمة الصحة العالمية، الحرب الدائرة في جميع أنحاء السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش وقوات “الدعم السريع” نتج منها مقتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص. هذه المأساة متواصلة في أشكال مختلفة منذ أكثر من خمس سنوات، تاريخ اندلاع الثورة السودانية، وتحققت فصولها في ظل تجاهل عربي ودولي مثير للريبة.

طفولة سودانية من خلف النافذة (ملف الفيلم)

حتى المهرجانات العربية التي احتفت أخيراً بغزة ولبنان ووجهت التحية إلى صمودهما، لم تعذب نفسها بكلمة، ولو عابرة، عن السودان، وكأنه كُتب على السودانيين الموت بصمت، وكأن حياتهم لا تتساوى مع حيوات شعوب أخرى في المنطقة. وهذا ما حدث في مهرجان القاهرة السينمائي الذي صرف النظر تماماً عن السودان، مخصصاً حفل افتتاحه إلى فلسطين حصراً، على رغم العدد الكبير من اللاجئين السودانيين الذين يقيمون في مصر منذ فرارهم من بلادهم. لحسن الحظ أن هناك من يحرص على الإضاءة على معاناة السودانيين، انطلاقاً من قناعة ووقفة ضمير، وهذه حال الصحافية والمخرجة التونسية هند المدب، التي جاءتنا أخيراً بعمل وثائقي في عنوان “السودان يا غالي”. افتتح الفيلم الدورة الأخيرة من مهرجان “أجيال” السينمائي الذي عقد أخيراً في الدوحة، ففاز الفيلم بجائزة الجمهور، بعدما كان شارك في الدورة الأخيرة من مهرجان البندقية السينمائي.

الشباب السوداني المنتفض (ملف الفيلم)

هند المدب تونسية، ومع ذلك تكفلت بما لم يتكفل به حتى السينمائيون السودانيون أنفسهم: توثيق الأعوام الخمس الأخيرة من الواقع السوداني على الشاشة، أي منذ اندلاع الثورة، مروراً بكل ما شهد السودان من تغييرات سياسية وأمنية سريعة، أشبه بالدراما المسرحية. شجانة ومها ومزمل وخطّاب هم “أبطال” الفيلم الذين تتعقبهم كاميرا المخرجة. إنهم سودانيون في العشرينيات من أعمارهم. من خلالهم نرى الجهد الجماعي المبذول لإحداث تغيير في البلاد. نكتشف جيلاً واعياً سياسياً ومتحصناً أخلاقياً وطموحاً وتغييرياً، يناضل من أجل الحرية، لا بالعنف والقتل والسلاح (ولو أن ذلك مشروع أيضاً في وجه الظلم)، بل بالكلمات والقصائد والأناشيد التي تملأ الساحات والشوارع والأرصفة. لكن هؤلاء يجدون أنفسهم في مواجهة سلطة مسؤولة عن جرائم حرب. وعلى رغم أن كل شيء كان ينذر بأن الحراك الشعبي لن ينجح وأن مصيره سيكون أشبه بمصير ثورات كثيرة من الثورات التي حدثت في البلدان العربية، فالأمل كان ملك عيون هؤلاء الشباب، والفيلم الذي تقدمه المدب هو حكاية هذا الأمل الذي يأخذ بالصعود قبل أن يتبدد مجدداً على مرأى الجميع ومسمعهم.

المخرجة التونسية هند المدب (ملف الفيلم)

يزجنا الفيلم في هذه الأجواء الجميلة المبهجة التي سادت خلال الحراك الشعبي السوداني. أجواء مزنرة بقوة الخيال وسطوة الخطاب الشعري، وهذا كله أسهم في إطاحة النظام السابق، على رغم ما حدث بعد ذلك من أحداث أعادت السودان إلى نقطة الصفر، بل إلى تحت الصفر. هند المدب تنتقل بكاميرتها من مكان إلى مكان، تلتقط لحظات هنا وهناك، أحياناً بجمالية سينمائية وأحياناً أخرى بنمط لا يتجاوز مدرسة الريبورتاج التلفزيوني، إذ يصبح المضمون أهم من الكيفية. تنكب المخرجة على موضوعها قلباً وقالباً، إيماناً منها بالشباب السودانيين وقضيتهم. خلال اعتصامهم الذي استمر 57 يوماً أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم، ثم بعد نجاتهم من مجزرة الثالث من  يونيو (حزيران) 2019، عندما هاجم الجيش الاعتصام لفضه، فقتل مئات في ساعات قليلة أثناء احتجاجهم على الانقلاب العسكري. واستمر هذا كله حتى بداية الحرب التي تسببت في الموت والدمار، مما اضطر الناس إلى اختيار طريق المنفى.

يرينا الفيلم تمسك السودانيين بالكلمة في حراكهم ونضالهم. وفي هذا الصدد، تقول هند المدب في الملف الصحافي الخاص بالفيلم “إلقاء الشعر في السودان أمر طبيعي. إنه أشبه بأن تتنفس. الشعر في السودان أداة من أدوات المقاومة، يظهر في الحوارات والشعارات على الجدران… كلما تقدمت في البحث أدركت الخطوط العريضة لعهد جديد يمكن أن أصفه بـ’ما بعد الإسلاموية‘. طوال 30 عاماً من الديكتاتورية، كان الدين في السودان يُستخدم للتحكم بحياة الناس. ولم يعد الثوار السودانيون يريدون ذلك. يناضل الجيل الجديد من أجل تحرير الضمير، كما نرى في هذا البيت الشهير ’يقتلوننا باسم الدين. لكن الإسلام يقول لنا: انتفضوا ضد الطغاة!‘. الرصاصة لا تقتل، بل الصمت هو الذي يقتل. يقع السودان على تقاطع العوالم التي ترددت عليها منذ طفولتي. غادر والداي شمال أفريقيا في السبعينيات بحثاً عن الحرية في أوروبا… هذا الفيلم هو عن كيفية مواجهة هذا التغيير المستحيل، وعن الوقوف في وجه جيش قوي، وأخيراً عن مدى قدرة حركة سلمية على إسماع صوت المواطنين العزل”.

المزيد عن: فيلم سودانيوثائقيروائيمخرجة تونسيةمهرجان سينمائيحرب السودانالشبابالمأساة

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00