الخميس, نوفمبر 14, 2024
الخميس, نوفمبر 14, 2024
Home » مخاوف من فتنة جراء النزوح في لبنان ووقف النار مدخل للتهدئة

مخاوف من فتنة جراء النزوح في لبنان ووقف النار مدخل للتهدئة

by admin

 

يستهدف الإسرائيليون مراكز تجمع المدنيين بحجة استهداف القيادات الحزبية

اندبندنت عربية / بشير مصطفى صحافي @albachirmostafa

تزداد المخاوف من “فتنة أهلية” بسبب ملف النزوح في لبنان وتشهد أكثر من منطقة إشكالات “فردية” ومحدودة يمكن أن تمتد “شرارتها” إلى أماكن أخرى على غرار ما حصل في بعقلين الشوف (محافظة جبل لبنان). وتبرز دعوات لضبط عمليات النزوح والتدقيق بهويات القاطنين في القرى بحجة تجنب الأخطار الناجمة عن استهداف سلاح الجو الإسرائيلي تجمعات النازحين في مناطق بعيدة من ساحة المواجهة في الجنوب والبقاع، حيث تعرضت مناطق ضمن محافظتي جبل لبنان والشمال تحت ذريعة ملاحقة قياديين في “حزب الله”، وسقط عشرات من المدنيين في قرية عين يعقوب في محافظة عكار (شمال) وبلدة علمات (قضاء جبيل) وعرمون (جبل لبنان)، فيما انطلقت تحركات لإفراغ بعض المدارس من النازحين لبدء العام الدراسي بصورة حضورية.

كرة الثلج

وتشبه أزمة النزوح “كرة الثلج” التي تتدحرج وتكبر لتتجاوز الإمكانات المحلية لمواجهتها، مهددة السلم الأهلي في بعض المدن. وبدأت مساء الإثنين الماضي عملية إخلاء “مدرسة مي الرسمية” في طرابلس (عاصمة محافظة الشمال) من النازحين، وغالبيتهم العظمى من الجنسية السورية. وجالت “اندبندنت عربية” على مراكز إيواء عدة من ضمنها المدرسة المستهدفة بالإخلاء. في الخارج، سيارة تابعة للجيش اللبناني لتأمين النظام وعلى الرصيف أغراض متكدسة تمهيداً للرحيل، أما في داخل بهو المدرسة يجمع بعض الأشخاص أغراضهم من أجل الرحيل، فيما يستقبل موظفون من المدرسة المراجعين ويبلغونهم أن المدرسة ستفتح أبوابها صباح الخميس خلال الـ14 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري لتسجيل الطلاب، على أن يبدأ التعليم الحضوري بدءاً من الأسبوع المقبل.
وتقدم أوساط محافظة الشمال الرواية الرسمية لما يجري وترد على ما أشيع عن طرد النازحين، قائلة إنه “تم تجهيز مركز إيواء بديل خارج طرابلس من أجل نقل العائلات السورية إليه بمواكبة القوى الأمنية والصليب الأحمر ومفوضية اللاجئين، وذلك بهدف إخلاء ’مدرسة مي‘ والعودة إلى التدريس لأبناء المنطقة المجاورة، إلا أن بعض العائلات رفضت وحاولت دخول المدرسة عنوة”. وتستدرك الأوساط ذاتها قائلة إن “هناك ست مدارس في طرابلس تؤوي نازحين سوريين من البقاع والجنوب، وهناك تنسيق مع الأمن العام اللبناني من أجل التحقق من أوراقهم الثبوتية ومناطق النزوح القادمين منها”، علماً أن ثمة 37 مركز إيواء في قضاء طرابلس تستقبل ما يزيد على سبعة آلاف نازح لبناني من مختلف المناطق، ويحظى هؤلاء بالمساعدات المختلفة.

تشبه أزمة النزوح “كرة الثلج” التي تتدحرج وتكبر لتتجاوز الإمكانات المحلية لمواجهتها (اندبندنت عربية)

الفتنة المتنقلة

ولم تقتصر المشكلات على ما جرى مع النازحين السوريين في طرابلس، وإنما تجاوزها إلى إشكالات مختلفة في جبل لبنان. فقد شهدت منطقة بعقلين (جبل لبنان) صداماً بين الأهالي ونازحين، فيما تحول ملعب ثانوية عاليه (جبل لبنان) إلى ساحة صدام للنازحين أنفسهم. وتسود خشية من تكرار المشكلات لأسباب ثقافية وأمنية وسياسية، ولكن لا يمكن في المقابل إغفال أثر الاكتظاظ داخل مراكز الإيواء، ومحدودية الموارد على التسبب بصدامات فردية وآنية. وخلال الجولة على مراكز الإيواء لوحظ اكتظاظ الغرف، كما يمكن أن يشترك 50 شخصاً بمرحاض وحمام واحد، أو اضطرار السيدات لانتظار دورهن من أجل غسل الملابس والأدوات الخاصة، فيما يشكو بعض من “نقص المساعدات” و”الجوع بسبب عدم كفاية الطعام”.
وفي السياق، أكد النائب هادي أبو الحسن أمين سر كتلة “اللقاء الديمقراطي” النيابية (بزعامة النائب تيمور جنبلاط) أن “الفتنة لن تقع بسبب وعي الأطراف كافة”، مشدداً على ضرورة الاحتكام للدولة وأجهزتها الأمنية، والمؤسسات الرسمية بوصفها “صمام أمان”. ويدعو البلديات إلى القيام بدورها من أجل تسيير الأوضاع داخل القرى، متحدثاً عن “أمن سياسي” قوامه التواصل بين مختلف الأطراف والأحزاب من أجل التهدئة سياسياً وإعلامياً من أجل الحفاظ على الاستقرار الداخلي.

سيدتان تمران من أمام مبان مدمرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، الخميس 14 نوفمبر الحالي (أ ب)

الحرص واجب

وعلى رغم التطمينات من عدم الوقوع في الفتنة تحرص بعض الأطراف على الحديث عن مخاوف مشروعة من اتساع دائرة النزوح تحت وقع تحذيرات الإخلاء الإسرائيلية، واستغلالها من أجل القيام ببعض الأعمال الأمنية واستغلال الفوضى وحال التراخي في البلاد. وتطرق الباحث السياسي أنطوان سعد إلى محاذير ملف النزوح، منطلقاً من “تجربة النزوح السورية التي استفادت من حال الفلتان وتغلغلت في مختلف المناطق”. وتحدث عن هواجس أمنية بسبب “الهوية المجهولة لبعض الأشخاص والمقاتلين المحتملين”، إذ “تستهدف إسرائيل أي فرد مشتبه فيه دونما النظر إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين على غرار ما حصل في علمات وعكار، وسقوط عشرات الضحايا بسبب الشكوك بوجود مسؤولين حزبيين”.
وسلط سعد الضوء على “اقتحام مجموعات من النازحين بعض المناطق ومراكز الإيواء بالقوة”. ومن جهة أخرى تطرق سعد إلى “استغلال بعض المجموعات الإجرامية للأوضاع من أجل السرقات”، قائلاً إنه “في الأمس القريب قام بعض بسرقة سيارات من المتن الشمالي (جبل لبنان) وحاولوا نقلها إلى بعلبك، بعد إزالة لوحاتها وتركيب زجاج داكن وقد أوقفها الجيش بالصدفة، وأعادها إلى أصحابها الأصليين”.
وطالب سعد بإيجاد “أماكن أكثر أماناً للنازحين”، مقترحاً إسكانهم في الملاعب الرياضية التي لا تستخدم حالياً لإجراء المباريات، وبخاصة بعد امتلاء المدارس والجامعات، من أجل إيواء من يبيت على الطرقات والساحات العامة ريثما تنتهي الحرب أو تُنصب خيم صحية لهم للاحتماء من الشتاء، مشدداً على عدم ترك الناس “لأن الفقر والحاجة يولدان كثيراً من المشكلات، وتصبح مخالفة القانون أمراً سهلاً لأنه لم يعد لديهم ما يخسرونه، إذ يواجهون الموت باستمرار”.
واستند سعد إلى “النمط الإسرائيلي المتبع في غزة”، محذراً من اتساع نطاق الحرب والمماطلة الإسرائيلية لرفض الهدنة بانتظار “حل المشكلة مع إيران، ناهيك بالأضرار الفادحة على المجتمع اللبناني واستقراره المستدام”، معتبراً أن “الحرب الحالية تقرأ كل يوم بيومه”، من دون أن يستبعد تكرار تجربة التنظيمات الإسلاموية التي “اتجهت إلى ارتكاب أعمال خطرة في الداخل بواسطة خلايا مسلحة بعد تصفية هرميتها القيادية”، وصولاً إلى “الضلوع في صدامات أهلية من أجل لفت نظر الأسرة الدولية لوقف الحرب مع إسرائيل، منعاً لاتساع دائرة النزاع الداخلي اللبناني”.

خطط إيواء فعلية

خلال الأيام القليلة الماضية، تلقى النازحون رسائل بضرورة التسجيل على منصة “صامدون” من أجل إحصائهم، وتحديد حاجاتهم من أجل دراستها ومتابعتها من الجهات الحزبية. وتتضمن الرسائل دعوة النازحين للتواصل مع “الوسطاء” المنتشرين في المناطق والأحياء. وشكك النائب قاسم هاشم (عضو كتلة التنمية والتحرير التي يترأسها رئيس البرلمان نبيه بري) في نجاعة تلك المنصات التي قد لا تخدم الجميع، و”بعض منها إعلامي ليس أكثر”، وذلك بسبب “ورود مراجعات كثيرة بعدم الاستجابة لاتصالات النازحين”.
واقترح هاشم “إنشاء لجان من أبناء المناطق التي يتحدر منها النازحون لمتابعة أحوال الأهالي بصورة مباشرة”. وكشف عن أن “22 في المئة من النازحين يقطنون في مراكز الإيواء ويحصلون على مساعدات، فيما الغالبية العظمى من النازحين توجد في شقق أو تسكن لدى أقارب لها أو ضيوف لدى بعض القرى، ويستهلك هؤلاء مدخراتهم ولن يتمكنوا من الصمود طويلاً دون مساعدة في حال طالت الحرب”. واعتبر هاشم أن “صفة النازح لا تقتصر على قاطني مراكز الإيواء”، مشيراً إلى أن “النزوح إلى تزايد بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية. ومن هنا لا بد من توسيع دائرة المساعدات”. ولفت هاشم إلى جهود يتولاها “مجلس الجنوب” (إدارة رسمية) لتقديم المساعدات ضمن خطة ممنهجة ومرنة والصرف من موازنته، إضافة إلى قيام الهيئة العليا للإغاثة بتقديم الفرش والأغطية.

تجهيز المدينة الرياضية

في إطار أعمال التجهيز لاستقبال وإيواء النازحين تتحضر “مدينة كميل شمعون الرياضية” في بيروت لاستقبال النازحين، وبحسب مديرة البرامج الاجتماعية في جمعية “بنين” ريم إسماعيل فإنه “خلال أسبوع واحد ستستقبل المدينة الرياضية النازحين المسجلين لدى محافظة بيروت وما زالوا دون مأوى”. ولفتت إلى أن “القدرة الاستيعابية تبلغ قرابة 800 شخص”، متحدثة عن “بنى تحتية غير صالحة في المدينة الرياضية سواء كانت تتعلق بإمدادات المياه أو الصرف الصحي، أو الكهرباء والمغاسل”. وأضافت “أعدنا تجهيز المرافق كافة، وتعاونا مع محافظة بيروت لإنجاز البنى التحتية المتعلقة بالمياه والصرف الصحي، أما الكهرباء فستعتمد على مولدات أحضرتها الجمعية، علماً أنها حصلت على مساعدات من جهات مانحة في الولايات المتحدة وأستراليا”.

رجل يتفقد متجره المدمر في شارع تعرض لغارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، الخميس 14 نوفمبر الحالي (أ ب)​​​​​​​

وقف الحرب الآن

وتسود مخاوف من طول فترة الحرب الإسرائيلية على لبنان، إذ ستزداد معها معاناة النازحين.
وفي هذا الصدد قال النائب هاشم “نحن أمام عدوان لا أفق له، وهناك احتمالات بأن يطول في ظل فشل المبادرات والوعود”، لذا “لا بد من تأمين الحاجات المختلفة للنازحين”. وفي المقابل يسود القلق من سياسة التدمير الشامل التي يتبعها الجيش الإسرائيلي للقرى الأمامية، إذ تعرضت 22 بلدة لتدمير شبه كامل وتلقت 14 قرية جنوبية أخرى أوامر إخلاء.
وجزم قاسم هاشم أن “الأولوية الآن هي لوقف إطلاق النار”، معتبراً أنه “ما إن تتوقف الحرب حتى يعود أبناء الجنوب إلى بلداتهم وقراهم، وسيتشارك هؤلاء موقتاً ما تبقى من بيوت الأقارب، لأن الشعب اعتاد على التضحية طوال 76 عاماً، وهو يواجه اليوم همجية غير موصوفة، وعمليات تدمير غير مسبوقة”، معولاً على “مواقف الأشقاء العرب، والتي ظهرت في القمة العربية الإسلامية التي نظمتها المملكة العربية السعودية من أجل وقف العدوان على لبنان”.

المزيد عن: حرب لبنانأزمة النزوحالفتنةإسرائيلحزب اللهلبنان

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00