3 قطع فخارية من موقع مويلح في الشارقة ثقافة و فنون محمود الزيباوي يكتب عن: قطع فخارية من موقع مويلح في إمارة الشارقة by admin 5 فبراير، 2025 written by admin 5 فبراير، 2025 18 تغيب عنها الصور الآدمية باستثناء واحدة الشرق الاوسط / محمود الزيباوي تحوي إمارة الشارقة سلسلة من المواقع الأثرية، من أبرزها موقع مويلح في ضاحية الجرينة المجاورة للمدينة الجامعية. يعود هذا الموقع إلى العصر الحديدي، ويضمّ مستوطنة سكنية اندثرت إثر تعرّضها لحريق ضخم في القرن السابع قبل الميلاد. كشفت أعمال المسح عن أطلال هذه المستوطنة، كما جمع العديد من اللقى الأثرية فيها، ومنها مجموعة من القطع الفخارية، أشهرها قطعة على شكل قبّة يعلوها تمثال ثور ذي سنام، وقطعة نحتيّة تمثّل جملاً يعلو ظهره سرج عريض مربّع. تقع مستوطنة مويلح على بعد 15 كيلومتراً من الخط الساحلي لمدينة الشارقة، و45 كيلومتراً من سهل الذيد الداخلي، وسط سهل رملي يضم بين جنباته جامعة الشارقة، والجامعة الأميركية، والعديد من المساكن الحديثة. بدأ استكشاف هذا الموقع بشكل تمهيدي في عام 1988، حيث عهدت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بهذه المهمة إلى البعثة الفرنسية للآثار في الإمارات العربية. وبعد سنوات، تمّ الاتفاق مع العالم بيتر ماجي من جامعة سيدني على مواصلة هذه المهمة في 1994، فأشرف على سلسلة من عمليات التنقيب تواصلت على مدى ثلاث سنوات، وأدّت هذه الأعمال إلى الكشف عن معالم مستوطنة مويلح. استمرّت هذه الأبحاث في السنوات التالية، حيث عمل إلى جانب الدكتور بيتر ماجي فريق من العلماء المتخصصين من فرنسا وألمانيا وأميركا حتى عام 2001. اتّضح أن مستوطنة مويلح تضم سلسلة من 7 مبانٍ محصّنة بسور، منها ما أُنشئ للسكن، ومنها ما خُصّص للتخزين. وبرز في هذا الميدان مبنى ضخم، عُرف في المحاضر التوثيقية باسم «المبنى 2»، وهو مكوّن من صالات عدة، تتوسطها صالة مركزية تبلغ مساحتها نحو 100 متر مربع، تحوي قواعد أعمدة بلغ عددها 18، توزّعت على 4 صفوف. حوى هذا المبنى مجموعة ضخمة من اللقى البرونزية تشهد لوجود ورشة لتصنيع هذه المادة، كما حوى نحو 40 قطعة حديدية، منها السكاكين والخناجر ونصال الرماح المتعددة الأشكال. خرجت من هذه المستوطنة عشرات القطع الخزفية المهشّمة التي أعيد تصنيفها وجمعها بشكل علمي على مدى سنوات، وأسفر هذا الجهد عن ظهور مجموعة من الأواني المصبوغة والجرار ذات المصبات. حوت هذه المجموعة جرة كبيرة يبلغ ارتفاعها 155 سنتيمتراً وقطرها 141 سنتيمتراً، تُعتبر أضخم جرة فخارية أثرية في دولة الإمارات وسواحل الخليج. كما حوت كسرة حملت كتابة بخط المسند المعتمد في جنوب الجزيرة، تُعتبر أقدم كتابة سبئية معروفة ظهرت إلى يومنا في دولة الإمارات العربية المتحدة. حملت بعض قطع مويلح الفخارية نقشاً تصويرياً يتمثّل بثعبان منقّط وملتوٍ، تبعاً لتقليد فني ساد في شبه جزيرة عُمان، تشهد له مجموعة كبيرة من القطع التي خرجت من مواقع أثرية متعدّدة في هذا الإقليم. من جهة أخرى، حوى هذا النتاج قطعة مميّزة طولها 24.5 سنتيمتراً وعرضها 29 سنتيمتراً، وهي على شكل قبّة ذات ثقوب دائرية يعلوها تمثال ثور، وتمثّل على الأرجح غطاء مجمرة مخصّصة لحرق البخور. تشكّل ثقوب هذه القبة شبكة من 3 صفوف متوازية من النقاط تلتفّ من حول غطاء هذه المبخرة. ويحضر في أعلى هذا الغطاء ثقب دائري ناتئ يشكّل فوهة تحتلّ مركز الوسط في قمة هذه الكتلة الدائرية. فوق هذه الفوهة، يحضر مجسّم يمثّل ثوراً ذا سنام، وهو الثور الذي يُعرف اليوم باسم «الزابو»، وهو بلغة العرب الثور الدرباني، كما يُستدل من قول ابن منظور: «ومن أجناس البقر، الدراب، ممّا رقّت أظلافه، وكانت له أسنمة، ورقّت جلوده، واحدها درباني». نشأت هذه الفصيلة البقرية المستأنسة في العالم القديم، وتمّت تربيتها في سائر أنحاء البلدان الاستوائية، واشتهرت بتكيّفها مع الجفاف والقحط والحر الشديد، وتشير الأدلة الأثرية إلى حضورها في الشرق الأوسط كما في الجزيرة العربية منذ أقدم العصور. يحضر ثور مويلح في كتلة واحدة جامعة مجرّدة من الأرداف والمفاصل، يعلوها سنام يظهر من خلف الرأس، عند أعلى الظهر. يتكوّن هذا الرأس من أنف ناتئ، وعينين دائريتين حُدّدتا بخط غائر، وقرنين صغيرين مرتفعين نحو الأعلى. ويتكوّن بدنه من صدر عريض، مع ذيل منسدل من الخلف، و4 قوائم منتصبة بثبات. وتوشّح هذا البدن حلّة من الخطوط السوداء تمتدّ على سائر أعضائه. من جانب آخر، حوت هذه الغلّة من الفخاريات تمثالاً منمنماً يمثّل جملاً يحضر كذلك في قالب مختزل. وصل هذا الجمل بشكل شبه كامل، واستعاد الجزء الأسفل من قائمته الأمامية اليسرى الذي سقط منه، ولم يفقد من مكوّناته سوى أذنه اليسرى. حظي هذا الجمل بشهرة واسعة إعلامياً، وتميّز بسرجه الذي يعلو سنامه على شكل مكعّب مسطّح، ورأى أهل الاختصاص في هذا السرج العريض دليلاً على استئناس الجمل في هذه الناحية من الجزيرة العربية خلال الألف الأولى قبل الميلاد. تقابل هذه القطعة قطع مماثلة تجسّد جمالاً، غير أنّها وصلت مهشّمة ومجتزأة، ومصدرها موقع تل أبرق التابع لإمارة أم القيوين، وموقع الرميلة التابع لإمارة أبوظبي. من جهة أخرى، تحضر قطعة نحتية حيوانية أخرى من مويلح تبدو اليوم شبه مجهولة، وتمثّل طيراً يحضر في قالب مختزل مشابه، ويتميّز بعنق طويل وبجناحين عريضين. تغيب الصور الآدمية عن فخاريات مويلح بشكل شبه كلي، وتحضر استثنائياً في كسرة من الفخار الأبيض تبدو فريدة من نوعها. يبلغ طول هذه الكسرة 8.5 سنتيمتر، ويزيّنها نقش يمثّل رجلاً عاري الصدر، يرفع كتفيه نحو الأعلى، ويرخي ذراعيه المتدليتين. تعلو صدر هذا الرجل دائرتان حُددتا بنقش غائر تشيران إلى حلمتين، وتظهر عند خصره كتلة بيضاوية ناتئة على شكل قربة يصعب تحديد هويّتها. الوجه مجرّد من أي ملامح، واليد اليسرى مبسوطة، وتحدّها 4 أصابع متوازية. تعود هذه الكسرة لوعاء ضائع يصعب تحديد وظيفته، والأرجح أنه كان يُستخدم في طقوس دينية شعائرية، كما يوحي النقش الذي يزيّنه. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ترودو يستضيف قمة حول العلاقات الكندية الأميركية بعد غد next post شوقي بزيع يكتب عن: =هل الشعر والفن قابلان للتوريث؟ You may also like “خطيبة للبيع” أوبرا هزلية تشيكية تحولت إلى رمز... 5 فبراير، 2025 شوقي بزيع يكتب عن: =هل الشعر والفن قابلان... 5 فبراير، 2025 مرصد الأفلام… جولة على أحدث عروض السينما العربية... 5 فبراير، 2025 تشيخوف يرسم روائيا دروب انعتاق المجتمع الروسي 5 فبراير، 2025 “نتفليكس” تصدم مشاهديها بقصة مجزرة في الغرب الأميركي 5 فبراير، 2025 عندما اصطاد الإيطالي غولدوني سلفه الفرنسي موليير في... 3 فبراير، 2025 رسائل ميكائيل أنجلو مثل معجزاته الفنية تكشف خفاياه 3 فبراير، 2025 أجواء حزينة تحاصر “غرامي” وأسهم بيونسيه للفوز تتصاعد 3 فبراير، 2025 صرخات النازحين إلى جزيرة لا تصل “من وراء... 3 فبراير، 2025 بعد ترشيحها للأوسكار… بطلة “إميليا بيريز” تعتذر عن... 2 فبراير، 2025