جنبلاط والشرع في قصر الشعب في دمشق (علي علوش) ثقافة و فنون محمد حجيري يكتب عن: جنبلاط أهدى الشرع “تاريخ ابن خلدون”.. الأبعاد والمعاني by admin 26 ديسمبر، 2024 written by admin 26 ديسمبر، 2024 24 بالعودة إلى الهدية لأحمد الشرع الذي ظهر في إحدى الصور وهو يقرأ، فهي لها أبعاد مختلفة وتوظيفات متنوعة وفي أكثر من اتجاه في السياسة الجنبلاطية، في خضم الصراع على سوريا وهروب بشار وتزايد التخمينات والتكهنات حول أصل وفصل أحمد الشرع وتوجهاته، جريدة المدن الالكترونية / محمد حجيري – رئيس القسم الثقافي في “المدن” قبل ساعات من وصول النائب السابق وليد جنبلاط إلى دمشق، للقاء زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، كتب أحد الفسابكة “ننتظر أي كتاب سيهدي جنبلاط للشرع”. فسبق أن أهدى حسن نصرالله عام 2006، في خضم الاغتيالات السياسية، رواية “سمرقند” لأمين معلوف وهي تتحدّث عن الشاعر عمر الخيام وزعيم “الحشاشين” حسن الصباح وقلعته “آلموت”، وكان لافتاً أن جنبلاط حمل معه في زيارته إلى دمشق كتاب “تاريخ ابن خلدون” لشكيب أرسلان. والشيء بالشيء يذكّر أيضاً، سبق أن زار جنبلاط قصر الشعب، مرة للعزاء بوفاة حافظ الأسد ومرة أخرى للقاء الرئيس المخلوع بشار الأسد عام 2003، وعندما سُئل لماذا لم تأخذ معك كتاباً عند زيارتك الرئيس الأسد؟ فأجاب متحدثاً إلى جريدة “الشرق الأوسط”: “ذكرني الرئيس الأسد بهذا وسألني عن سبب عدم إحضاري كتاباً معي. صراحة، كنت متهيباً الموقف”. يضيف “من باب قصر الشعب إلى المدخل مسافة بين 200 و300 متر، وهندسة القصر جميلة جداً وبسيطة. كانت المسافة مهيبة جداً. الطريق من الباب إلى المدخل كان طويلاً جداً… وفجأة فتح الباب وابتسم بشار فوراً قائلاً: “أهلا وسهلاً. لم تحضر لي كتاباً معك”. ومع هروب بشار ودخول الناس إلى قصره في حي المالكي الدمشقي و”نهبه”، لاحظ أحد المترجمين الفضوليين من خلال بعض الفيديوهات، أن القصر لا مكتبة فيه ولا من يحزنون، ولا يوجد حتى ديكور لمكتبة (والله أعلم). بالعودة إلى الهدية لأحمد الشرع الذي ظهر في إحدى الصور وهو يقرأ، فهي لها أبعاد مختلفة وتوظيفات متنوعة وفي أكثر من اتجاه في السياسة الجنبلاطية، في خضم الصراع على سوريا وهروب بشار وتزايد التخمينات والتكهنات حول أصل وفصل أحمد الشرع وتوجهاته، واهتمام جنبلاط بمؤسس عالم الاجتماع ابن خلدون وأمير البيان المفكّر شكيب إرسلان (1869 ـ 1946) ليس طارئاً أو جديداً، فعام 2008 غرّد عبر صفحته الخاصة على “تويتر”(إكس لاحقاً) داعياً الى الكفّ عن “القروض وإصلاح ما تيسر قبل فوات الأوان”. وكتب: “لم يبق لنا من حيلة سوى العودة إلى ابن خلدون في وصفه “الاحتكار” أو في قوله “في أن التجارة من السلطان مضرة بالرعايا مفسدة للجباية” أو “وفي الجباية وسبب قلتها وكثرتها”. كفى قروضاً وأسفاراً، واتعظواً “في أن الظلم مؤذن بخراب العمران”. وعام 2010 أصدر جنبلاط، بياناً اعتذر فيه عن الإدلاء بموقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء”، وذلك “بالنظر إلى احتدام المعارك التاريخية الكبرى في البلديات في مختلف المناطق اللبنانية”. أضاف البيان إن جنبلاط “يعكف حالياً على دراسة نظرية ابن خلدون في كيفية الانتقال من مجتمعات البداوة إلى المجتمعات الحضرية التي لا يبدو أن لبنان قد وصل إليها حتى الساعة متأخراً فقط بضعة قرون. رحمة الله على ابن خلدون”. وقتها سارع بعض الصحافيين والنواب إلى التعليق على نظرية ابن خلدون، بل إن بعض السياسيين المقربين إلى جنبلاط بدأ قراءة المجتمع من خلال هذه النظرية، وهذه إشارة الى مدى ارتباط الكتاب بـ”الدعاية” والوظيفة السياسية أو الأدبية. أما بخصوص الأمير شكيب أرسلان، فسبق أن وظف جنبلاط كتبه في السياسة أكثر من مرة، قبل سنوات أهدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان واحداً من كتبه بعنوان “مذكرات مثقف عربي اتحادي”، عند استقباله له. والنافل أن أرسلان أتم تعليمه الثانوي في المدرسة المارونية في بيروت التي تعلم فيها اللغات العربية والفارسية والفرنسية. توجه أرسلان في ما بعد إلى اسطنبول ليتعلم اللغة التركية، وأقام بها سنتين. شارك أرسلان الذي كان يدعم وصول جماعة الاتحاد والترقي إلى سدة الحكم في الحرب ضد القوات الإيطالية التي احتلت ليبيا في أكتوبر 1911. كان يؤمن بضرورة بقاء الدولة العثمانية، معتقدا أن انهيارها سيجعل المنطقة نهباً للدول الأوروبية. وفي أواخر عام 1923، توجه مجدداً إلى اسطنبول، في محاولة لتشكيل جبهة عربية تركية مشتركة تعمل على طرد الفرنسيين من سورية، بيد أن مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال رفض المطالب التي تنادي بإعادة بناء الحدود العثمانية في المناطق التي لا تتحدث التركية. وكان من أبرز دعاة الوحدة الاسلامية العربية، وارتكزت أعماله الفكرية والسياسية والصحافية على حثّ العالم العربي الإسلامي للوحدة والسير في ركب النهضة والتقدمية. ونذر أرسلان نفسه لفلسطين، إلى نضاله ضدّ الانتدابين الفرنسي والبريطاني من فلسطين إلى المغرب العربي. لكنّ ما أخذته أولى القبلتين من أرسلان كان عمراً فيها ومن أجلها. ويوم تركها عائداً إلى لبنان عاش فيه ستة أشهر فقط. كتب أرسلان في مجلة “المنار” عام 1925 عن الصهيونية وعن وعد بلفور. واستبق الراهن القائم اليوم قائلاً إنّ الصراع مع الصهيونية إذا ما قُيّض لها أن تنجح في مخطّطها، لن يكون قومياً وديمغرافياً، وسيكون دينياً لأنّ الصهاينة يريدون الأقصى. وفي أيلول 2016، افتتح جنبلاط جامع المختارة بعد حوالى مئتي عام على إغلاقه، وأطلق عليه اسم “جامع الأمير شكيب أرسلان”، وخيار جنبلاط بتسمية المسجد هو أيضاً تكريم لوالدته مي أرسلان ابنة أمير البيان. أما كتاب “تاريخ ابن خلدون”(صدر عام 1936) الذي أهداه جنبلاط للشرع، ففيه اهتم أرسلان بتاريخ العلامة “ابن خلدون”، حيث وجد في كتابهِ المسمى بـ”كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر” درة علمية نفيسة تشكل أحد أعظم الكلاسيكيات الاجتماعية في التراث الإنساني. يقول إرسلان في مقدمة الكتاب “لم نعلم أحدًا من العلماء والفلاسفة قبل ابن خلدون أفرد بالتأليف علم طبيعة العمران وما يسمى اليوم بعلم الاجتماع، برغم أن هذا العلم لم يكن من الأسرار الخفية ولا من المباحث التي لا تجول فيها أفكار الحكماء”، و”أنت ترى أن التاريخ في نظر ابن خلدون هو عبارة عن تمحيص الحوادث والبحث عن أسبابها. وهذان الأمران يستلزمان معرفة أحوال الشعوب والبصر بطبيعة العمران، وكان ابن خلدون يرى العمران في زمانه قد أجحف به النقصان” و”يذهب إلى أن المدنيات قد أشرقت شموسها على العالم من مشارق متعددة ولكنه قد غاب الكثير منها وانطوى بدثور المعالم”، و”هذا الفيلسوف غالب عليه الافتتان بسذاجة المعيشة، وبرغم أنه كان مترفًا متبحرًا في العلوم، عارفًا بقدر الصناعات، تراه يحمد دائمًا معيشة البداوة، ويراها أقرب إلى الطبيعة البشرية، وهو يقول: إن البداوة أصل، والحضارة فرع وإن الأمصار إنما عمرت بأهل البادية، وإن هؤلاء هم أحسن أخلاقًا من أهل المدن لأنهم يحمون أنفسهم بأنفسهم. والحال أن أهل المدن ينغمسون في النعيم ويتركون لولاة المدن مهمة حماية أنفسهم وأموالهم، فالمدن والحواضر تعيش في ظلال حامياتها وأسوارها، بينما سكان البوادي يأنفون من السكنى وراء الأسوار، وتحت خفارة الجنود، ويرون أنفسهم أكفأ للقيام بالدفاع عن أنفسهم وأموالهم، وهم دائمًا على حذر شديد لا يعرفون النوم إلا غرارًا، لأنهم أبدًا يلقون السمع حتى إذا سمعوا أقل نبأة هبوا مستعدين لمقابلة الخطر الواقع”. وسبق لجنبلاط أن وظف عشرات الكتب في زياراته السياسية سواء للبطريرك صفير أو الرئيس ميشال عون أو الرئيس نبيه بري أو رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع…الخ. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لبنان يتمسك بتحييد شمال الليطاني عن جنوبه والكلمة لهوكستين next post طرطوس: القبض على محمد كنجو..مصدر أحكام الإعدام بحق المعتقلين You may also like مطربون ومطربات غنوا “الأسدين” والرافضون حاربهم النظام 27 ديسمبر، 2024 “عيب”.. زوجة راغب علامة تعلق على “هجوم أنصار... 26 ديسمبر، 2024 رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري… الراسخ في... 26 ديسمبر، 2024 دراما من فوكنر تحولت بقلم كامو إلى مسرحية... 26 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يتابع الكتابة عن العودة إلى دمشق:... 26 ديسمبر، 2024 كوليت مرشليان تكتب عن: الصحافي والكاتب جاد الحاج... 26 ديسمبر، 2024 إسماعيل فقيه يكتب عن: “دعوني أخرج”!… قالها الشّاعر... 26 ديسمبر، 2024 عقل العويط يكتب عن: سوف يصفّق في الظلام... 26 ديسمبر، 2024 روؤف قبيسي يكتب عن جاد الحاج … صفحات... 26 ديسمبر، 2024 بول شاوول يكتب عن: أمير القصة العربية يوسف... 25 ديسمبر، 2024