ثقافة و فنونعربي محمد بكري… التزام سياسي لا يحول دون تفنّن الأداء by admin 12 مارس، 2020 written by admin 12 مارس، 2020 125 يُكرّم في الدورة السادسة في مهرجان سينيبالستين في تولوز نديم جرجوره / ناقد سينمائي من لبنان ليس مفاجئاً ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي مع الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري. هذا دأبه. يريد إسكات كلّ من يتجرّأ على فضح شيء بسيطٍ من إجرامه. يضيّق سبل العيش على أبناء البلد، ويجهد في إفراغه منهم، من دون أي تردّد إزاء تجاوز قوانين دولية وأعراف إنسانية وأخلاقية، فالقوانين والأعراف المعمول بها يضعها المحتلّ الإسرائيلي وفقاً لثقافته العنصرية والقمعية والتسلّطية والتزويرية. الفلسطينيون جميعهم يُعانون وحشية المحتلّ الإسرائيلي، وتزويره حقائق ووقائع. من يحمل الجنسية الإسرائيلية بينهم غير محيّدين أبداً عن هذين التزوير والوحشية. المسألة بسيطة: “خطيئة” محمد بكري كامنةٌ في تصويره بعض جوانب الفعل الجُرمي الإسرائيلي، في “جنين.. جنين” (2002). الجيش الإسرائيلي يقتحم مخيم جنين، في عملية “السور الواقي”. كاميرا بكري تدخل المخيم بعد انتهاء العملية. لقاءات مع فلسطينيين يعيشون وحشية الجنود الإسرائيليين، ويوثّقون مع الكاميرا شهادات حيّة عن ارتكابات تتجاوز كلّ وصفٍ ممكن. الرقابة الإسرائيلية تمنع عرض الفيلم، لأنّه “أحادي النظرة”، كما تقول. التماس أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، التي تُجيز عرضه بعد عامين من المداولات: “لا أحد يحتكر الحقيقة”، بحسب قرارها. 5 جنود يُشاهدون الفيلم، فيتقدّمون بدعوى قضائية ضد محمد بكري. يُطالبون بنحو 800 ألف دولار أميركي، تعويضاً عن “أذيّة” يُلحقها المخرج وفيلمه بهم. يقولون إنّ المخرج في فيلمه “يُسيء” إلى مشاعرهم، وهم يعتبرون أنّ أفعالهم “نظيفة” و”إنسانية” في مخيم جنين، وفي فلسطين المحتلّة كلّها. نزاع طويل، وصدامات كثيرة، ومحمد بكري مستمرٌّ في مواجهة كيانٍ يفتعل وقائع ويُقدّمها إلى العالم بصفتها حقائق، ويرفض أي نصّ يوثِّق جُرمه، الذي يعيشه كثيرون، ويُشاهده كثيرون. لكن سيرة محمد بكري غير معقودة على هذا الفصل، المهمّ للغاية في سيرته تلك، الحياتية والمهنية. ممثل مولود في “البعنة” (الجليل) عام 1953، يدرس المسرح في جامعة تل أبيب، ويخوض تجارب فيه كما في السينما، تجعله أحد أبرز الممثلين الفلسطينيين. “هانا ك.” (1983) للفرنسي اليوناني كوستا ـ غافراس خطوة تأسيسية. يغوص الفيلم في تعقيدات الحالة الفلسطينية في ظلّ الاحتلال. يميل إلى مشاعر في سرده العلاقة الصدامية بين المحتلّ وابن البلد. يُقدّم بكري دوراً يعكس التزاماً أخلاقياً وحِرفيةَ، تتوطّد لاحقاً في أدوارٍ كثيرة، بعضها مسرحيّ. لكنّ المشكلة أنّ المسرحيّ غير منتشر كالسينمائيّ، رغم أنّ فصلاً من “المتشائل” يُقدّمه بكري في لقاء سينمائي في الدوحة، عام 2001، يمنح المهتمَّ إضافةً أدائية تمثيلية، تؤكّد حيوية الحركة والنطق والبوح والتماهي بالذات والروح الخاصّتين بالشخصية الفنية. في الدوحة، ينتقي محمد بكري ما يتيسّر له من أدوات بسيطة للغاية، ويصعد إلى خشبة مسرح كبيرٍ وغير لائق بالتقشّف السينوغرافيّ للنصّ المسرحيّ الأصلي. مع هذا، يُبدع الممثل في إعادة صوغ الحكاية الفلسطينية، المستقاة من كتابة إميل حبيبي، والمفتوحة على همّ وقلق وأرق واجتهاد وعيشٍ. بهذا، يُلغي بكري فراغ الخشبة واتّساعها، لتمكّنه الأدائي من جذب كلّ اهتمامٍ إلى صنيعه كفردٍ، يحوِّل المونولوغ إلى مشهدية بصرية مثيرة للتنبّه والمتابعة والتساؤل والتأمّل. رغم هذا، يؤدّي محمد بكري أدواراً سينمائية عادية أحياناً، وهذا جزء من مهنة يستحيل أنْ تبقى ذات سوية عالية دائماً. يُشارك في أفلامٍ أجنبية، ويمثّل في أفلامٍ فلسطينية. يختار ما يعتبره ملائماً لهمّ أو اشتغال، ساعياً إلى جعل الشخصية المكتوبة إنساناً متجاوباً مع انفعالاته وتوتّراته وأهوائه وأمزجته وقلاقله ورغباته. وإنْ تبتعد شخصياتٌ سينمائية، يؤدّيها بإدارة مخرجين مختلفين، عن همّ فلسطيني محلّي، إلاّ أنّه يُتقن أداءً محترفاً يُلغي المسافات كي يؤكّد أنّ التمثيل مهنة، وإنْ تسقط في أفخاخٍ مختلفة، تبقى نمط عيشٍ وأسلوب تعبير وحِرفية عمل. له مع ميشال خليفي تجربتا “حكاية الجواهر الثلاث” (1994) و”زنديق” (2009)، ومع علي نصّار “درب التبانات” (1999). تجربته الأولى مع رشيد مشهراوي في “حيفا” (1996)، دافعٌ إلى اختبارٍ ثانٍ معه في “عيد ميلاد ليلى” (2008). مع عاموس غيتاي، هناك “استِرْ” (1986)، وهذا يؤدّي إلى اختبارات أخرى مع عيران ريكليس وأوري بارباش مثلاً. سينمائيون غربيّون يتعاونون معه: الإيطالي سافيريو كوستانزا في Private عام 2004، والأخوان الإيطاليان باولو وفيتّوريو تافياني في “مزرعة القبّرات” (2007)، والفرنسي إيريك روشّان يتعاون معه في حلقات الموسم الثالث من المسلسل التلفزيوني “مكتب الأساطير” (2017). هذه نماذج. بعضها معقودٌ على حكايات فلسطينية، تكشف جوانب من وقائع العيش في بلدٍ محتلّ. الفلسطينيون يرون فيه وجهاً ملائماً لاختزال بعض تلك الحكايات. آن ـ ماري جاسر تجمعه بابنه صالح في “واجب” (2017)، فيخوض محمد بكري مغامرة تكاد تُلغي كلّ حدّ فاصل بين الحقيقة والمتخيّل. الفيلم مبنيّ على لقاء أبٍ بابنه المهاجر إلى إيطاليا منذ أعوامٍ عديدة. عودة الابن إلى الناصرة منبثقة من التحضيرات العائلية لزواج شقيقته. تسليم الدعوات معقود على الأب الذي يُرافقه ابنه في شوارع المدينة وفضائها وحالاتها. لعبة التمثيل بينهما جزءٌ من سجالٍ داخل الفيلم حول البلد ومفهوم الوطن والهوية والغربة والماضي والتاريخ والراهن. “زنديق” خليفي يعود ببطله إلى الناصرة أيضاً. بينما ليلى المحتفلة بعيد ميلادها تأخذه إلى رام الله، في رحلة يقوم بها في سيارة الأجرة الخاصّة به. التجوال في أزقة مدن فلسطينية وشوارعها أساسيّ في التقاط نبض حالة وأناسٍ، وفي تمرينٍ إضافيّ لممثل يُكثِّف حضوره أمام الكاميرا، كي يصنع من حركة أو نبرة صوت أو ملمح وجه أو نظرة عين مرايا مفتوحة على وقائع وانفعالات. لن تكون أفلامه كلّها متساوية الأهمية. مع هذا، فإنذ محمد بكري متمكّن من إزالة بعض الفرق لامتلاكه حيوية أداء يُطلقها في”هانا ك.”، ويعكسها في تنويعاتٍ عدّة، ويصقلها في وقوفٍ على خشبة مسرح، كي يروي مقتطفات من سيرة “المتشائل”. في حوار منشور في الصحيفة اليومية الفرنسية “لو موند” (5 أبريل/ نيسان 2005)، يقول محمد بكري إنّ الحالة “هنا” (فلسطين) تُجبره على التزام سياسي في خياراته المهنيّة. الممثل شاهدٌ على فصلٍ حياتيّ يعيش تفاصيله شاباً في عشرينياته. يحدث هذا عام 1976، مع تعرّض فلسطينيين من “أراضي الـ48″ إلى قمعٍ إسرائيلي أثناء أول تظاهرة تحتفل بـ”يوم الأرض”. احتفال سيُصبح سنوياً ضد السياسة الإسرائيلية المتعلّقة بمصادرة الأراضي الفلسطينية. تظاهرة تنتهي بـ16 شهيداً. هذا لن يكون تفصيلاً عابراً. التكوين السياسي يبدأ في ذات المرء انطلاقاً من لحظات كهذه. محمد بكري، أول فلسطيني يدرس المسرح في جامعة إسرائيلية. هذا أيضاً لن يكون تفصيلاً عابراً. البدايات تتأسّس في وقتٍ باكر. أفلامٌ له تعكس شغفه في قراءة الحالة الفلسطينية بعيون سينمائيين فلسطينيين وأجانب. أتكون هذه لعنة، أو قدرٌ مفتوح على معنى فلسطين في الاشتغال الفني؟ أداءٌ يقول إنّ التزاماً سياسياً لن يحول دون تمثيل يحوّل الشخصية إلى كيان حيّ. أدوار مختلفة تجعله يتفنّن في ابتكار أشكالٍ مختلفة لشخصيات، ربما تتقارب في همومٍ وحالات ومخاوف وتطلّعات، لكنّ محمد بكري يُفرِّق بينها بتمثيلٍ ينبثق من المسرحيّ من دون أنْ يسمح للمسرحيّ بالتغلّب على معنى الوقوف أمام الكاميرا. 37 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post خامنئي يتحدث عن حرب بيولوجية next post ‘Suspect still at large’: Why Sudan hasn’t handed Omar Bashir over to the ICC You may also like فريد الأطرش في خمسين رحيله… أربع ملاحظات لإنصاف... 27 ديسمبر، 2024 مطربون ومطربات غنوا “الأسدين” والرافضون حاربهم النظام 27 ديسمبر، 2024 “عيب”.. زوجة راغب علامة تعلق على “هجوم أنصار... 26 ديسمبر، 2024 رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري… الراسخ في... 26 ديسمبر، 2024 محمد حجيري يكتب عن: جنبلاط أهدى الشرع “تاريخ... 26 ديسمبر، 2024 دراما من فوكنر تحولت بقلم كامو إلى مسرحية... 26 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يتابع الكتابة عن العودة إلى دمشق:... 26 ديسمبر، 2024 كوليت مرشليان تكتب عن: الصحافي والكاتب جاد الحاج... 26 ديسمبر، 2024 إسماعيل فقيه يكتب عن: “دعوني أخرج”!… قالها الشّاعر... 26 ديسمبر، 2024 عقل العويط يكتب عن: سوف يصفّق في الظلام... 26 ديسمبر، 2024 37 comments зарубежные сериалы смотреть онлайн 22 مارس، 2024 - 5:21 م It’s really a nice and helpful piece of information. I’m glad that you shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thank you for sharing. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 11 أبريل، 2024 - 3:50 ص Appreciate the recommendation. Will try it out. Reply cs:go live casino websites 8 مايو، 2024 - 6:31 ص I have been surfing online more than 2 hours today, yet I never found any interesting article like yours. It’s pretty worth enough for me. Personally, if all website owners and bloggers made good content as you did, the net will be much more useful than ever before. Reply University 16 مايو، 2024 - 7:35 ص Francisk Skorina Gomel State University Reply Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 11:12 م Usually I do not read article on blogs, however I wish to say that this write-up very forced me to try and do so! Your writing taste has been amazed me. Thank you, quite great article. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 1:55 ص Thanks for sharing your thoughts on %meta_keyword%. Regards Reply 国产线播放免费人成视频播放 4 يونيو، 2024 - 12:33 ص This design is wicked! You obviously know how to keep a reader entertained. Between your wit and your videos, I was almost moved to start my own blog (well, almost…HaHa!) Great job. I really enjoyed what you had to say, and more than that, how you presented it. Too cool! Reply хот фиеста slot 13 يونيو، 2024 - 6:38 ص I do agree with all the ideas you have presented in your post. They are very convincing and will definitely work. Still, the posts are too quick for beginners. May just you please prolong them a bit from next time? Thank you for the post. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 7:20 ص Good replies in return of this difficulty with real arguments and explaining everything concerning that. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 11:11 م Nice blog here! Also your site rather a lot up fast! What host are you using? Can I am getting your associate link in your host? I want my website loaded up as fast as yours lol Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 12:25 م Hi, Neat post. There is a problem together with your site in internet explorer, might check this? IE still is the marketplace leader and a large component to other folks will leave out your fantastic writing due to this problem. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 1:33 ص Hi there, I desire to subscribe for this website to get most up-to-date updates, thus where can i do it please help. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 2:22 م This blog was… how do I say it? Relevant!! Finally I have found something that helped me. Thanks a lot! Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 3:13 ص My spouse and I absolutely love your blog and find a lot of your post’s to be what precisely I’m looking for. Do you offer guest writers to write content available for you? I wouldn’t mind creating a post or elaborating on some of the subjects you write regarding here. Again, awesome web log! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 4:06 ص Hey there! I just wanted to ask if you ever have any trouble with hackers? My last blog (wordpress) was hacked and I ended up losing months of hard work due to no data backup. Do you have any solutions to prevent hackers? Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 7:54 م What’s up, always i used to check blog posts here early in the break of day, as i love to learn more and more. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 9:33 ص I was more than happy to discover this great site. I want to to thank you for your time for this wonderful read!! I definitely appreciated every little bit of it and I have you book-marked to check out new things on your web site. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 11:03 م Thank you for any other magnificent article. Where else may anyone get that kind of information in such a perfect means of writing? I have a presentation next week, and I am at the look for such information. Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 12:31 ص Hello! Someone in my Myspace group shared this site with us so I came to take a look. I’m definitely enjoying the information. I’m book-marking and will be tweeting this to my followers! Superb blog and great design and style. Reply автомойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 7:01 ص Автомойка самообслуживания под ключ – это экономия времени клиентов и вашего вложения в персонал. Будущее за инновациями! Reply строительство автомойки под ключ 6 يوليو، 2024 - 11:30 م 1Строительство автомоек под ключ – наша специализация. Мы предлагаем полный пакет услуг и качество по доступным ценам. Reply строительство автомойки 8 يوليو، 2024 - 12:34 ص 1Строительство автомойки – это инвестиция в стабильный бизнес. Мы сотрудничаем только с проверенными поставщиками и используем самые современные технологии. Reply автомойка под ключ 8 يوليو، 2024 - 12:03 م “Автомойка самообслуживания под ключ” открывает новые возможности для предпринимателей. Входите в перспективный бизнес с надежной поддержкой! Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 11:50 م Выбирая франшизу автомойки, вы получаете готовый бизнес-план, маркетинговую поддержку и постоянное обновление технологий. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 1:06 ص Hey very interesting blog! Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 4:32 م Today, I went to the beachfront with my kids. I found a sea shell and gave it to my 4 year old daughter and said “You can hear the ocean if you put this to your ear.” She put the shell to her ear and screamed. There was a hermit crab inside and it pinched her ear. She never wants to go back! LoL I know this is completely off topic but I had to tell someone! Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 5:53 ص Hi, i think that i saw you visited my website so i got here to go back the favor?.I am trying to in finding things to improve my site!I guess its ok to use some of your ideas!! Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 6:54 م This is a topic that’s close to my heart… Take care! Where are your contact details though? Reply мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 5:20 ص “Франшиза автомойки” от нашей сети – это готовое решение для старта вашего бизнеса. Мы предлагаем полную поддержку и профессионализм. Reply мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 1:50 م 1Франшиза автомойки от нашей команды – это успешный бизнес с минимальными инвестициями. Давайте станем партнерами! Reply строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 10:24 م 1Строительство автомойки – это инвестиция в стабильный бизнес. Мы сотрудничаем только с проверенными поставщиками и используем самые современные технологии. Reply строительство автомойки 16 يوليو، 2024 - 6:55 ص С нами строительство автомоёк под ключ превращается в приятный и легкий процесс, ведь мы заботимся о каждом аспекте вашего будущего предприятия. Reply строительство автомоек под ключ 16 يوليو، 2024 - 3:34 م Предлагаем строительство автомоек под ключ для вашего бизнеса. Всё будет выполнено быстро, качественно и по конкурентоспособным ценам. Reply строительство автомойки под ключ 17 يوليو، 2024 - 12:29 ص Инвестиции в строительство автомоеок под ключ обещают быструю окупаемость благодаря оптимальной цепочке поставок оборудования и расходных материалов, а также продуманной системе управления бизнесом. Reply мойка самообслуживания под ключ 17 يوليو، 2024 - 9:27 ص Reply Джак 19 أغسطس، 2024 - 10:07 ص Pretty nice post. I just stumbled upon your blog and wanted to say that I have really enjoyed browsing your blog posts. In any case I’ll be subscribing to your feed and I hope you write again soon! Reply theguardian 23 أغسطس، 2024 - 8:33 ص obviously like your website however you need to check the spelling on quite a few of your posts. A number of them are rife with spelling problems and I in finding it very bothersome to tell the truth then again I will surely come back again. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.