محكمة مصرية تقضي بإعدام مرشد “الإخوان” و7 قيادات آخرين في “أحداث المنصة”

الإعدام شنقاً شمل قادة أبرزهم محمد بديع ومحمود عزت والبلتاجي وحجازي إضافة إلى أحكام بالسجن المشدد لآخرين وبراءة 21 من أصل 79 شخصاً

“اندبندنت عربية “

بعدما يقارب عامين من التداول، قضت الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة طوارئ بمصر، اليوم الإثنين، بمعاقبة ثمانية من قيادات جماعة الإخوان بالإعدام شنقاً، هم: مرشد الجماعة محمد بديع، والقائم بأعمال المرشد محمود عزت، وقادة التنظيم محمد البلتاجي وعمرو محمد زكي وأسامة ياسين عبدالوهاب وصفوت حجازي، وعاصم عبدالماجد، ومحمد عبدالمقصود، وذلك عما أسند إليهم، في القضية المعروفة إعلامياً بـ”أحداث المنصة”، التي تعود وقائعها لعام 2013.

وشمل الحكم، في القضية التي حملت رقم 72 لسنة 2021 والمقيدة برقم 9 لسنة 2021 كلي القاهرة الجديدة، معاقبة 37 آخرين بالسجن المؤبد ومعاقبة ستة متهمين بالسجن المشدد 15 عاماً، وسبعة متهمين، بالسجن المشدد 10 سنوات، فيما برأت المحكمة 21 متهماً.

تفاصيل القضية

وتعود القضية التي عرفت إعلامياً بـ”أحداث المنصة“، إلى يوليو (تموز) 2013، حين اندلعت اشتباكات في محيط النصب التذكاري بمدينة نصر (شرقي القاهرة) بين محتجين وقوات الشرطة مما أدى إلى مقتل 80 شخصاً وإصابة أكثر من 300 آخرين.

وتدور وقائع القضية المتهم فيها ثمانية من قيادات جماعة الإخوان من إجمالي 79 متهماً بينهم ثلاثة هاربين، حول قيام القيادات الثمانية بتدبير تجمهر منبثق من اعتصام رابعة العدوية بطريق النصر وصولاً للنصب التذكاري بالمنصة، بـ”غرض مد مساحة الاعتصام، وشل حركة المدينة بالكامل، لمنع قوات الأمن من فض الاعتصام مستقبلاً، فضلاً عن رغبتهم في استعراض واستعمال القوة ضد موظفي الدولة ومن يخالفهم من توجهات من المواطنين، وأن القيادات الثمانية أمدوا باقي المتهمين من المشاركين في التجمهر بالأسلحة النارية والذخائر والعبوات الحارقة”.

وبحسب التحقيقات التي استمرت لنحو ثماني سنوات، اتهمت النيابة العامة، قيادات التنظيم الثمانية، بوضع مخطط الأحداث لباقي المتهمين وغيرهم مجهولين، وحددوا دور كل منهم فيها، في وقت تولى القياديان، أسامة ياسين وصفوت حجازي، مهمة قيادة التجمهر ميدانياً، الذي أودى بحياة ضابط من قوة الإدارة العامة للأمن المركزي، بقتله من “مجهولين مدسوسين” عمداً مع سبق الإصرار والترصد، وكذا قتل 14 مواطناً تصادف وجودهم تارة أو كانوا من المناهضين للجماعة وأفعالهم في موقع الأحداث تارة أخرى، فضلاً عن الشروع في قتل 10 من قوات الأمن وسبعة مواطنين آخرين.

وأقامت النيابة الدليل قبل المتهمين استناداً إلى شهادة 57 شخصاً بينهم ضباط وموظفون ومواطنون شهدوا الأحداث، وعلى رأسهم اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة آنذاك، واللواء أشرف عبدربه عبدالله مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي.

وفي أبريل (نيسان) 2021، أحالت نيابة أمن الدولة العليا، قضية أحداث المنصة إلى محكمة جنايات أمن الدولة، لتنظر الدائرة الأولى إرهاب، أولى جلسات القضية في السادس من يونيو (حزيران) 2021، في مقر المحكمة بمجمع محاكم طرة (شرق القاهرة)، قبل أن تنقل المحاكمة مرة أخرى مجمع المحاكم بمأمورية استئناف مركز الإصلاح والتأهيل بمدينة بدر (شرق).

وفي سبتمبر (أيلول) 2021 استمعت المحكمة لأمر إحالة المتهمين في قضية أحداث المنصة حيث اتهمت النيابة العامة المتهمين من الأول حتى السادس أنهم في غضون يوليو (تموز) 2013 بدائرة قسم ثان مدينة نصر، تولوا قيادة في جماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقانون ومنه مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة التي كفلها الدستور والقانون والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.

وجاء في أمر الإحالة أيضاً: “بأن تولى المتهم الأول قيادة جماعة الإخوان “المرشد العام”، وتولى المتهمون من الثاني وحتى السادس قيادة بها “أعضاء مكتب إرشاد الجماعة ومجلس الشورى العام”، تلك الجماعة التي تهدف لتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة والمنشآت العامة، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في تحقيق أغراضها”.

وفي أواخر مايو الماضي، قررت محكمة جنايات أمن الدولة في مصر إحالة أوراق محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها السلطات “إرهابية”، وسبعة من قادة الجماعة إلى مفتي الجمهورية لإبداء رأيه الشرعي في حكم الإعدام، لإدانتهم في القضية.

ومنذ عام 2013، تصنف السلطات المصرية جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية محظورة في البلاد وتقوم بملاحقة من يثبت انتماؤه إليها، كما يقبع مرشد الجماعة محمد بديع وأغلب قياداتها داخل السجون المصرية بعد إدانتهم بموجب أحكام قضائية في اتهامات تتعلق بارتكاب أنشطة إرهابية والتحريض على العنف ضد مؤسسات الدولة وقوات الأمن.

المزيد عن: مصرالإخوان المسلمينتنظيم الإخوانمرشد الإخوانقضية أحداث المنصةالرئيس الأسبق محمد مرسيمحمد بديعمحمود عزتمحمد البلتاجيصفوت حجازيقيادات الإخوان