ثقافة و فنونعربي محاولة سينمائية أميركية نادرة لإنصاف السكان الأصليين by admin 28 أغسطس، 2021 written by admin 28 أغسطس، 2021 182 “الباحثون” لجون فورد ثورة عابرة على الشاشة مهدت لثورة طاولت هوليوود على غير توقع اندبندنت عربية \ إبراهيم العريس باحث وكاتب “ربما يكون ما عبرت عنه في الفيلم ردّ فعل غير واع من قبلي، لكن هذا الاحتمال لا يمنعني من القول إنهم (الهنود الحمر) شعب يعتد بكرامته إلى حد كبير حتى حين يُهزمون. ومن الطبيعي القول هنا إن التعبير عن مثل هذا الموقف في السينما ليس موقفاً يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة. فالجمهور هنا يحب أن يشاهد الهنود الحمر وهم يتساقطون قتلى، هو الذي لا يعتبرهم كائنات بشرية تمتلك ثقافة عميقة وإن كانت تختلف عن ثقافتنا. والحقيقة أنك إن نظرت إلى الأمور عن كثب ستجد أن إيمانهم يتشابه مع إيماننا في العديد من نقاطه…”. قائل هذا الكلام ليس عالم اجتماع من يساريي ستينيات القرن العشرين ولا مناضلاً من مناضلي حقوق الإنسان، بل هو وبكل بساطة واحد من مخرجي هوليوود الأكثر أميركية ومحافظة وبعداً عن الأحكام التقدمية. هو جون فورد اليميني المحافظ الذي اشتهر خاصة بأفلام رعاة البقر وبالتعبير عن الحلم الأميركي في أقوى تجلياته. ومع ذلك لم يتردد دون إبداء هذا الموقف الذي لم يكن في ذلك الحين متوقعاً وإن كانت السينما الأميركية سوف تتغير كثيراً بعد ذلك ويصبح الموقف الذي عبر عنه فورد سائداً منذ السبعينيات على الأقل. أبكر مما يجب؟ اللافت هنا هو أن جون فورد عبر عن هذا الموقف خلال النصف الثاني من سنوات الخمسين وقاله بصدد فيلم حققه في ذلك الحين كان من الصعب على الذهنية الأميركية تقبله وهو “الباحثون” (1956) الذي عرف عالمياً بعنوانه الفرنسي الأكثر شهرة “أسيرة الصحراء”. ولقد كان مما زاد الطين بلة أن بطولة الفيلم كانت لجون واين الذي لم يكن يقل عن جون فورد رجعية ومحافظة. لكنه هنا تبنى هذا الفيلم تماماً وتبنى الآراء التي عبر عنها فورد فاعتُبر الأمر ثورة حقيقية في السينما الأميركية، لا سيما من حيث الصورة التي قدمها للهنود الحمر معاكسة للصورة التي كانت السينما الشعبية الأميركية تصورهم بها. ويمكننا القول إن “الباحثون” هذا سيكون الرحم الشرعي الذي ستولد منه ليس فقط أفلام تالية أخرى لفورد نفسه تتعامل بإنصاف مع الهنود الحمر، ولا سيما منها واحد من آخر أفلامه “خريف الشايين”…، بل كذلك أعمال أكثر إنصافاً تجاه الهنود لمبدعين أميركيين آخرين ومن علاماتها الكبرى “الجندي الأزرق” و”ليتل بيغ مان” و”جيريميا جونسون”، والثلاثة ينتمون إلى سنوات السبعين. ومهما كان الأمر فإن “الباحثون” يبقى ظاهرة كبيرة حتى ولو أن استقباله الأميركي بدا فاتراً أول الأمر ليكتسب مكانته السياسية والفنية أكثر وأكثر تدريجياً، ويعتبر اليوم أعظم أفلام “الغرب” الأميركي على الإطلاق وواحداً من أعظم الأفلام الأميركية. جون فورد (1894 – 1973) خلال التصوير(غيتي) جندي وحيد لحربين خاسرتين ومع ذلك يكاد الفيلم لا يخرج مبدئياً عن نطاق السينما التي تهتم بتصوير الصراع بين الأميركيين الجدد وسكان البلاد الأصليين من هنود وجدوا أنفسهم مجبرين على قتال غير متكافئ للحفاظ إن لم يكن على الأرض فعلى الكرامة. وينطلق الفيلم “كالعادة” من هجوم عدواني تقوم به جماعة من هنود الكومانشي على مزرعة معزولة لأسرة من آل إدواردز تنتهي بقتل معظم أفراد العائلة وأسر ابنتين لها إحداهما الصغرى ستقتل على الطريق لاحقاً بينما الكبرى ديبي سوف تؤسر من قبل الهنود لتصبح لاحقاً إمرأة لزعيمهم الذي سنفهم بعد ذلك أنه إنما شن الهجوم واقترف ما اقترف لأنه كان قبل ذلك قد فقد ولدين له في معركة مع الذين سيقعون ضحايا له لاحقاً. لكن قبل أن نعرف ذلك سنكون قد تعرفنا إلى ناثان إدواردز (جون واين) شقيق رب العائلة المقتولة وعم ديبي، العائد لتوه من هزيمتين مني بهما الجانب الذي كان يناصره: الكونفيدراليون في الحرب الأهلية، وجنود الإمبراطور ماكسيميليان في حرب مكسيكية. وها هو هنا يفاجأ بما يشبه تلك الإبادة التي طاولت عائلة أخيه وبأن ابنة هذا الأخير المفضلة لديه قد أسرت وتعيش كهندية بين الهنود. وأمام هذا الواقع الأليم والمعقد يقرر ناثان التوجه إلى مكان إقامة الهنود عند المناطق الضارية الواقعة عند الحدود بين أريزونا ويوتاه، من ناحية للانتقام لأخيه وكذلك لزوجة أخيه – التي سوف ندرك لاحقاً أنه كان مغرماً بها وهي ما تزوجت الأخ إلا لأنه هو قد تخلى عنها وتابع حياة التجوال وخوض المعارك كفارس وحيد لا يجد وسيلة للاستقرار -، ولكن من ناحية ثانية كي يقتل ابنة أخيه ديبي عقاباً لها على تحولها إلى هندية ودائماً هنا من موقع عنصري ولكن كذلك من موقع شخصي. فديبي هي المفضلة لديه وهو لعنصريته لا يستسيغ إطلاقاً تحولها إلى هندية بالنظر إلى أنها تذكره بأمها التي سيظل يندم دائماً لتخليه عنها! ماذا بعد الانتقام؟ طبعاً سيصل إيثان ويحقق ما يبغيه من انتقام ولو متأخراً سبع سنين عن الزمن الذي حدثت فيه المجزرة في مزرعة أخيه. وهو سيخوض معركته وينتصر على الهنود ولكنه في اللحظة التي يحاول فيها أن يقتل ديبي لن يفعل. فالحب والعائلة سيحولان دون ذلك بل إنه في مشهد سيوصف لاحقاً بأنه واحد من أجمل المشاهد السينمائية الأكثر عاطفة ودرّاً للدموع سوف يمد لها يده ويعيدها إلى الديار ليتابع هو بعد ذلك طريقه وحيداً باحثاً عن المعارك من دون أن يبدو أنه قد تغير كثيراً. غير أن الذي كان قد تغير في تلك الأثناء هو تعاطي السينما نفسها مع القضية الهندية وأهلها. فهنا ها هو جون فورد لا يصورهم آلات حرب وحشية لا يهمها سوى أن تقاتل وتقتل من دون أي توضيح لمبررات ما تفعل. فهم في نهاية الأمر حتى وإن كانت الهزيمة ستكون من نصيبهم كما يروي لنا التاريخ الواقعي نفسه، هم كائنات بشرية لها تاريخها وحقها الذي تدافع عنه، ولديها ما يمكنه أن يكون حافزاً لفتاة حسناء فقدت عائلتها في القتال مع الهنود تحديداً، كي تواصل العيش بينهم ما لا يقل عن سبع سنوات كان من الواضح أنها عاشتها بسعادة وانتماء واضحين قبل أن يصل عمها وينتزعها من تلك الحياة… ربما بغير إرادتها. العبرة في التفاصيل صحيح أن هذه كلها تبدو وكأنها مجرد تفاصيل عابرة لا مكانة فكرية أساسية لها في التصور الشعبي العام للنظرة إلى الهنود الحمر، النظرة التي رسختها السينما الشعبية بما فيها معظم أفلام رعاة البقر و”الغرب” التي كان جون فورد قد حققها سنوات طويلة قبل “الباحثون” كما فعل غيره. لكن الأهمية الفائقة هنا تكمن من دون شك في التفاصيل. وبالتحديد في تلك التفاصيل المتعلقة بالصورة الإنسانية التي قدمها الفيلم بخاصة عن الحياة اليومية التي يعيشها الهنود ناهيك بكونه قد جعل لهم تاريخاً. ومن المعروف في فلسفة التلقي أن تعاطف المتلقي مع شخصيات العمل الفني أو الأدبي إنما يبدأ منذ اللحظة التي يلتقي بها من ناحية بتاريخ الشخصية، ومن ناحية ثانية بتفاصيل حياتها اليومية. وعلى هذا النحو هنا تمكن جون فورد من دون أن يحدث أية قلبة أيديولوجية حقيقية في السياق العام لسينماه، تمكن من أن يحدث تلك القلبة الكبيرة في المفاهيم التي تبثها سينما ستكون بعد عقد ونصف العقد من السنين في مقدمة ضروب الإبداع الأميركية التي راحت تشتغل على ثورة في الذهنيات، بصدد النظر إلى التاريخ الأميركي بما فيه تاريخ “الهنود الحمر” وتاريخ الحلم الأميركي، وبقية ما تبقى من تلك الصور النمطية التي جعلت الأميركيين يعيشون في أوهام تاريخهم حتى اللحظة التي أيقظتهم فيها هزيمة فيتنام و”فضيحة ووترغيت” على حقائق دفعتهم إلى إعادة نظر ربما كانت هي ما بوّأ فيلم “الباحثون” تلك المكانة التي بات يحتلها ولا يزال حتى اليوم. مكانة كان أهم عناصرها كون جون فورد، متشاركاً مع جون واين، هو المسؤول عنها من حيث لم يكن هو يتوقع ولم يكن يتوقع أحد سواه! المزيد عن: فيلم العبرون\جون فورد\هوليوود\الهنود الحمر\سكان أميركا الأصليين 33 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الأميركية أليس ماكديرموت تتأمل في فن الرواية next post “إثيوبيا ليست كما يصورها آبي أحمد وقد تنهار بسبب الحروب الأهلية”.. ما يجب على الأمريكيين فهمه في الملف الإثيوبي You may also like مهى سلطان تكتب عن: جدلية العلاقة بين ابن... 27 ديسمبر، 2024 جون هستون أغوى هوليوود “الشعبية” بتحف الأدب النخبوي 27 ديسمبر، 2024 10 أفلام عربية وعالمية تصدّرت المشهد السينمائي في... 27 ديسمبر، 2024 فريد الأطرش في خمسين رحيله… أربع ملاحظات لإنصاف... 27 ديسمبر، 2024 مطربون ومطربات غنوا “الأسدين” والرافضون حاربهم النظام 27 ديسمبر، 2024 “عيب”.. زوجة راغب علامة تعلق على “هجوم أنصار... 26 ديسمبر، 2024 رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري… الراسخ في... 26 ديسمبر، 2024 محمد حجيري يكتب عن: جنبلاط أهدى الشرع “تاريخ... 26 ديسمبر، 2024 دراما من فوكنر تحولت بقلم كامو إلى مسرحية... 26 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يتابع الكتابة عن العودة إلى دمشق:... 26 ديسمبر، 2024 33 comments web hosting of 28 أغسطس، 2021 - 1:48 ص My brother recommended I might like this blog. He was totally right. This post actually made my day. You can not imagine just how much time I had spent for this info! Thanks! Reply my web hosting 28 أغسطس، 2021 - 1:52 ص Admiring the persistence you put into your site and in depth information you present. It’s good to come across a blog every once in a while that isn’t the same old rehashed information. Fantastic read! I’ve bookmarked your site and I’m adding your RSS feeds to my Google account. Reply MASTABATE 28 أغسطس، 2021 - 1:54 ص Greetings! I know this is kinda off topic but I was wondering which blog platform are you using for this website? I’m getting sick and tired of Wordpress because I’ve had problems with hackers and I’m looking at alternatives for another platform. I would be awesome if you could point me in the direction of a good platform. Reply Williamnix 28 أغسطس، 2021 - 1:55 ص aralen chloroquine hydroxychloroquine sulfate tablets Reply s128.net 28 أغسطس، 2021 - 2:00 ص Fabulous, what a website it is! This website gives valuable data to us, keep it up. Reply 188bet 28 أغسطس، 2021 - 2:05 ص Hi there! Someone in my Myspace group shared this website with us so I came to check it out. I’m definitely enjoying the information. I’m bookmarking and will be tweeting this to my followers! Excellent blog and brilliant design and style. Visit my web site: 188bet Reply hnt token price 28 أغسطس، 2021 - 2:13 ص Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter updates. I’ve been looking for a plug-in like this for quite some time and was hoping maybe you would have some experience with something like this. Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates. Take a look at my web site: hnt token price Reply Source URL 28 أغسطس، 2021 - 2:13 ص What’s up friends, how is all, and what you desire to say on the topic of this piece of writing, in my view its in fact amazing for me. Reply Goodiawaize 28 أغسطس، 2021 - 2:33 ص Reply ThomasMub 28 أغسطس، 2021 - 2:34 ص modinafil med provigil vs modafinil Reply free xxx porn sex video 28 أغسطس، 2021 - 2:40 ص When some one searches for his necessary thing, therefore he/she needs to be available that in detail, therefore that thing is maintained over here. Reply 강남레깅스룸전화번호 28 أغسطس، 2021 - 2:41 ص My brother recommended I might like this web site. He was once entirely right. This publish truly made my day. You cann’t consider just how so much time I had spent for this information! Thanks! Reply buy wire drawing dies 28 أغسطس، 2021 - 2:42 ص Hello everyone, it’s my first visit at this site, and post is genuinely fruitful for me, keep up posting these types of posts. Reply gia derza porn 28 أغسطس، 2021 - 2:42 ص I don’t know if it’s just me or if everyone else experiencing issues with your blog. It appears as though some of the written text in your content are running off the screen. Can someone else please provide feedback and let me know if this is happening to them as well? This may be a problem with my internet browser because I’ve had this happen before. Thanks Reply 스포츠중계 28 أغسطس، 2021 - 2:47 ص Awesome blog! Do you have any suggestions for aspiring writers? I’m planning to start my own website soon but I’m a little lost on everything. Would you advise starting with a free platform like Wordpress or go for a paid option? There are so many choices out there that I’m completely confused .. Any recommendations? Thanks a lot! Reply Buy hits 28 أغسطس، 2021 - 2:47 ص What’s up friends, pleasant article and fastidious urging commented at this place, I am actually enjoying by these. Reply 3 isis terrorists arrested in delhi 28 أغسطس، 2021 - 2:49 ص I like the valuable information you provide in your articles. I’ll bookmark your blog and check again here frequently. I am quite sure I will learn many new stuff right here! Best of luck for the next! Reply download mpo slot apk 28 أغسطس، 2021 - 2:51 ص Hello, Neat post. There’s a problem together with your site in web explorer, may test this? IE still is the marketplace chief and a good component of folks will omit your wonderful writing due to this problem. Reply Mesin Slot 28 أغسطس، 2021 - 2:51 ص May I simply say what a comfort to discover somebody that really understands what they’re discussing on the internet. You definitely understand how to bring an issue to light and make it important. More people ought to check this out and understand this side of the story. I can’t believe you’re not more popular because you most certainly have the gift. Reply your web hosting 28 أغسطس، 2021 - 2:58 ص Hi there! This is my 1st comment here so I just wanted to give a quick shout out and tell you I genuinely enjoy reading your blog posts. Can you suggest any other blogs/websites/forums that deal with the same topics? Thanks for your time! Reply 출장마사지 28 أغسطس، 2021 - 3:05 ص Hey there! Do you know if they make any plugins to safeguard against hackers? I’m kinda paranoid about losing everything I’ve worked hard on. Any recommendations? Reply ทดลองเล่น sexy baccarat 28 أغسطس، 2021 - 3:15 ص Hello mates, how is the whole thing, and what you want to say regarding this paragraph, in my view its truly remarkable in support of me. Reply joker 123 28 أغسطس، 2021 - 3:15 ص Simply desire to say your article is as amazing. The clarity in your post is just nice and i can assume you are an expert on this subject. Fine with your permission let me to grab your feed to keep up to date with forthcoming post. Thanks a million and please continue the rewarding work. Reply ออรัลเซ็กซ์ 28 أغسطس، 2021 - 3:17 ص I am truly grateful to the owner of this site who has shared this wonderful post at at this place. Reply sex how it works 28 أغسطس، 2021 - 3:26 ص Pretty! This has been an extremely wonderful post. Thanks for supplying this info. Reply 강남셔츠룸 28 أغسطس، 2021 - 3:28 ص Hi there! This post couldn’t be written any better! Reading through this post reminds me of my previous roommate! He always kept preaching about this. I am going to send this information to him. Fairly certain he’ll have a very good read. Thanks for sharing! Reply web hosting in 28 أغسطس، 2021 - 3:29 ص It’s an amazing piece of writing in support of all the online people; they will obtain advantage from it I am sure. Reply or web hosting 28 أغسطس، 2021 - 3:31 ص It’s actually a cool and helpful piece of info. I am glad that you shared this useful info with us. Please keep us informed like this. Thank you for sharing. Reply ManuelDioms 28 أغسطس، 2021 - 3:35 ص modafinil online modafinil side effects Reply DymnInememe 28 أغسطس، 2021 - 3:39 ص hydroxychloroquine for covid 19 hydroxychloroquine generic Reply 대구마사지정보 28 أغسطس، 2021 - 3:43 ص An outstanding share! I’ve just forwarded this onto a friend who had been conducting a little research on this. And he actually ordered me dinner because I discovered it for him… lol. So allow me to reword this…. Thank YOU for the meal!! But yeah, thanks for spending time to talk about this topic here on your internet site. Reply that web hosting 28 أغسطس، 2021 - 3:51 ص This excellent website really has all of the information and facts I needed about this subject and didn’t know who to ask. Reply tracfone special coupon 2022 29 نوفمبر، 2022 - 11:55 ص What’s up to every single one, it’s actually a good for me to pay a visit this website, it consists of precious Information. my web site; tracfone special coupon 2022 Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.