فاز فيلم "متل قصص الحب" بجائزة لجنة التحكيم الكبرى للأفلام الفرنسية في مهرجان "الشانزليزيه" (مواقع التواصل) ثقافة و فنون “متل قصص الحب”… ثلاث شخصيات يجمعها حلم واحد by admin 14 يناير، 2025 written by admin 14 يناير، 2025 15 اختصرت المخرجة ميريام الحاج علاقة المواطن اللبناني المعقدة ببلاده بعنوان الفيلم اندبندنت عربية / كارين اليان ضاهر صحافية لبنانية @eliane_carine قدمت المخرجة اللبنانية ميريام الحاج نتاج رحلة توثيقية استمرت سبع سنوات بصورة مذكرات في فيلمها “متل قصص الحب”، فنقلت وقائع من مرحلة اعتبرت حرجة في تاريخ لبنان المعاصر وكثرت فيها الاضطرابات بين عامي 2018 و2021. في رحلة مدتها 110 دقائق تصحبنا المخرجة مع ثلاث شخصيات من أجيال مختلفة لا تجمعهم إلا الرغبة نفسها في إحداث تغيير في البلد، هم: الإعلامية والناشطة السياسية جمانة حداد، والفنانة والناشطة بيرلا جو معلولي، والناشط السابق في الحياة السياسية جورج مفرج. حصل الفيلم الوثائقي على تنويه خاص في مهرجان “جنيف الدولي للسينما الشرقية”، ونال جائزة لجنة التحكيم الكبرى للأفلام الفرنسية في مهرجان “الشانزليزيه”، وجائزة “ساينز” (Signs) في المهرجان الدولي في بانكوك، إلى جانب مشاركته في مهرجانات دولية عدة، منها برلين وكندا وفرنسا وشانغهاي والممكلة المتحدة وتايوان والقاهرة وغيرها. وقد انطلق الفيلم أمس في عرض بيروتي ثم سيقوم بجولة على ان يعود الى مهرجان سينما ميتروبوليس. بين الحب والأزمات للوهلة الأولى لا يبدو أن عنوان الفيلم يعبر بأي شكل من الأشكال عن مضمونه، فأية علاقة قد تربط بين قصص الحب ورومانسيتها، بحال وطن يواجه أزمات واضطرابات ويحاول التحرر من الأغلال التي قيدته طويلاً؟ في الواقع، يختلف اسم الفيلم باللغة الإنجليزية Memories From Lebanon (ذكريات من لبنان) عما هو عليه باللغة العربية، إذ ينقل الوثائقي بالفعل حكايات وذكريات من لبنان خلال حقبة السنوات الأربع الممتدة بين عامي 2018 و2021 في مذكرات شخصية للمخرجة التي تحضر فيه، إلا أن عنوانه بالعربية أتى انطلاقاً من شهادة مواطنين لبنانيين كثر عجزوا عن تفسير تلك العلاقة المعقدة التي تربطهم بوطنهم، التي تجمع بين الحب والكره في الوقت نفسه في ظل التقلبات المستمرة فيه، وهي حالة ترجمتها جمانة في الفيلم بعبارة تختصر العلاقة بصورة أمثل حين شبهتها بقصص الحب. وفي تفسيرها لهذه المقارنة التي تعكس الواقع اللبناني، تقول المخرجة ميريام الحاج “يجب علينا أن نؤمن دائماً أن القصة المقبلة ستكون هي المناسبة لنا. بعد كل خيبة أمل، يجب علينا أن ننهض ونؤمن أنه يمكننا الوقوع في الحب مرة أخرى. هذا ما ينطبق على علاقتنا مع لبنان، نحن نحبها ونكرهها في الوقت نفسه. نشعر بخيبة الأمل، ولكن بأعجوبة نجد القوة لنؤمن بأن الأمور ستتحسن”. قصص وأزمات صحيح أن أفلاماً عدة تناولت حروباً وأزمات سابقة مر بها لبنان، إلا أن المخرجة الحاج استطاعت أن تخرج من فخ التكرار عبر معالجة مختلفة، وإن كانت عجزت عن الانفصال بصورة تامة عن النمط التقليدي. ونقلت الحاج مشاهد من الثورة، ومن شوارع بيروت وقصص منازله، في إطار يستند إلى الواقع بصورة مذكرات تعبر فيها عن غضبها، وعن تمردها على الوضع السائد من خلال الشخصيات التي فيه، بعد أن كانت شعرت أولاً برياح التغيير في لبنان في عام 2018. فكل ما مرت به الشخصيات في الفيلم لا يعبر إلا عن سخط المخرجة وغضبها أثناء متابعة التطورات السياسية والاقتصادية خلال سنوات، وخلال مواكبة للثورات. غضبهم هو غضبها، وأتى الفيلم ليخفف منه نظراً إلى الأذى الكبير الذي تسببت به الأحداث والكوارث في تلك الحقبة. وقالت المخرجة الحاج، “لقد كنت في كثير من الأحيان ممزقة بين الرغبة في التصوير، والرغبة في إسقاط الكاميرا والصراخ في الشوارع كما فعلت بيرلا جو خلال ثورة أكتوبر (تشرين الأول) 2019، لكن بسرعة كبيرة أدركت أن دوري في الثورة كان خلف الكاميرا. أدركت أنني لا أستطيع أن أكون بين أولئك الذين ناموا في الخيام لسد الشوارع، لكنني متلهفة جداً لتصويرهم. هؤلاء هم الأصدقاء الذين خاضوا أخطاراً هائلة، ومن خلال كاميرتي عشت ذلك معهم”. أما شخصيات العمل الذي يرصد لحظات فارقة في تاريخ لبنان المعاصر، فيبدو واضحاً أنها لا تلتقي إلا في حبها للوطن والرغبة في التغيير، فلكل منها رؤية مختلفة إلى السبيل لتغيير الواقع اللبناني مع تباين واضح في ما بينها، فتكثر الاختلافات بين جورج الذي أطلق شرارة الحرب الأهلية في عام 1975 بإطلاق النار على الحافلة الشهيرة في منطقة عين الرمانة في بيروت. فقد قدمه اليمنى، وفي داخله غضب كبير كما يبدو واضحاً من اللحظة الأولى التي ينطق فيها بعبارة “خسرنا الحرب”، ليتحدث لاحقاً عن حياته يعيشها بعيداً من الأجواء السياسية وما يرافقها من مشكلات. شخصية الإعلامية جومانا حداد هي الشخصية الأساسية الثانية في العمل، وتترشح للانتخابات النيابية في عام 2018 علها تتمكن من إحداث تغيير وخرق للنظام الطائفي، إلا أنها تخسر بسبب ما تعتبره تزويراً في عملية الفرز للأصوات. وتظهر الناشطة والفنانة بيرلا جو المفعمة بالحيوية التي تسعى إلى إحداث تغيير في الحياة السياسية عبر التحرك مع القوى الشبابية المختلفة في ثورة الـ17 من أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وما جذب المخرجة إليها كان أنها تشاركها الحلم نفسه، وهو “إنقاذ بلد يحتضر”، على حد قولها. على رغم كل الاختلافات بين من لعب دوراً جوهرياً في الحرب الأهلية، ومن تأتي من خلفية ثقافية، ومن تمثل الشباب المندفع، قاتلت كل من الشخصيات على طريقتها من أجل البلد، كما تبين لها عندما التقت بكل منهم. فتحولت حداد إلى شخصية سينمائية عندما التقت بها الحاج في مايو (أيار) 2018 وخسرت في الانتخابات النيابية، أما مشاركة جورج فأتت امتداداً لقصة فيلمها السابق “الهدنة” الذي يعتبر أول فيلم وثائقي طويل لها، فهو أحد مقاتلي الحرب الأهلية ويمثل ماضياً لم ينقل بصورة صحيحة بالنسبة إليها. وعندما التقت به من خلال صديق كان يكتب كتاباً عن بداية الحرب الأهلية، أذهلتها أسراره وتناقضاته وأخافتها في الوقت نفسه، وأرادت أن تفهمه بصورة أفضل. أما بيرلا جو فنشأت في الطبقة نفسها التي تأتي المخرجة الحاج منها وهي تعرف جراحها جيداً، على حد قولها. فتابعتها في الشوارع عندما أصبحت من الشخصيات المهمة في الثورة مندفعة بحيوية وصدق، وجسدت آنذاك الشباب الغاضب الذي رفض الظلم قبل أن يصدم بأحداث عام 2020 التي أثرت في شخصيات الفيلم التي تمثل المجتمع اللبناني، فيما يحمل كل منهم صوت جيله في مواجهة الأزمات والكفاح من أجل البقاء. في العمل توثيق فعلي للحظات فارقة في تاريخ لبنان المعاصر تنقل المشاهد إلى تلك الحقبة التي شهدت أزمات متتالية واضطرابات عدة على مختلف المستويات، بكل ما تخللها من مشاعر. إلا أن تسارع وتيرة تغير الأحداث وتحولها الجذري بين فترة وأخرى، شكل عقبة في طريق المخرجة حتى بقي السؤال الأساس في الفيلم مطروحاً: كيف للمرء أن يغير في بلاده؟ فكانت تطمح إلى توثيق رياح التغيير التي شعرت بها في البلاد، قبل أن يتبين لها أن التغيير الحاصل لم يكن كما كانت تتمناه، واتخذ الفيلم اتجاهاً مختلفاً مع حصول الكوارث الواحدة تلو الأخرى. حتى أنها لا تنكر أن مونتاج العمل استغرق أكثر من عامين. وقد تكون طول مدة الفيلم، من العناصر التي لم تأت لصالحه، ربما بسبب كثرة الأحداث المتتالية والصدمات التي لم تستطع المخرجة الانفصال عنها بسبب الأثر الكبير الذي تركته فيها. المزيد عن: سينمالبنانالأفلام العربيةالمخرجات العربياتحرب لبنان 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل يصبح التأريخ أكثر حيادية حين يسطره الذكاء الاصطناعي؟ next post جواب دركهايم المبكر: لهذه الأسباب ينتحر الإنسان You may also like محمود الزيباوي يكتب عن: 3 قطع برونزية من... 14 يناير، 2025 ندى حطيط تكتب عن: قصة كلب فيلسوف وحيد 14 يناير، 2025 جواب دركهايم المبكر: لهذه الأسباب ينتحر الإنسان 14 يناير، 2025 “سنوات باريس”… رحلة آدم حنين بين الحجر والروح 13 يناير، 2025 البريطاني إدوارد بارينغ يتتبع رحلة دريدا نحو عصر... 13 يناير، 2025 يوم أثار فريق “البيتلز” الإنجليزي جنون شبيبة أميركا 13 يناير، 2025 كتاب جديد يجمع نصوصا “مجهولة” لبورخيس 13 يناير، 2025 فاز بجائزتي كتارا ونجيب محفوظ.. محمد طرزي: لا... 12 يناير، 2025 عن فلسطين.. في مرآة نعوم تشومسكي وإيلان بابيه 12 يناير، 2025 عودة يوسف حبشي الأشقر رائد الرواية اللبنانية الحديثة 12 يناير، 2025