بأقلامهمعربي ما وراء الخير والشر عند نيتشه by admin 24 أبريل، 2020 written by admin 24 أبريل، 2020 277 مجلة رمان الثقافية/منى عوض الله / باحثة من فلسطين على خلاف من سبقوه من الفلاسفة، لم يكتفِ الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه بالمرور العابر على ظاهر الوقائع الأخلاقية في إطار محيطه وزمانه وموقعه، بل عمد إلى سبر أغوارها، والبحث في تاريخها وأصل نشأتها، ومقارنة أنماطها، وتفكيك مفاهيمها وقلبها. ولا غرابة، فهو اللغوي الخبير، ومؤسس المنهج الجنيالوجي في تحقيق النصوص، قبل أن يكون فيلسوفًا. مما يعني أنّ بحثه في الأخلاق ليس بحثًا تأصيليًا فحسب، وإنما هو قلب جذري للقيم بصورتها الراهنة، وتخليص لها من تصورات وتحكيمات وتأويلات طمست معالمها الأولى، وفي هذا يقول عن نفسه: “لا تؤاخذوني لأنني، وأنا فيلولوجي عتيق، ما زلت أزاول هوايتي الخبيثة، وأضع الإصبع على الجرح بكشفي فنون تأويل رديئة”. فكان هذا أول سهامه المصوّبة تجاه الفلاسفة السابقين، إذ إنّ ما يدّعونه “تأسيسًا للأخلاق” إنما هو استقصاء اعتباطي، و”ضرب منمق من طيب الإيمان بالأخلاق السائدة، ووسيلة جديدة للتعبير عنها”. تناول نيتشه في فلسفته العديد من الموضوعات المتعلقة بالفعل البشري الأخلاقي واللاأخلاقي، فنقد الإرادة الحرة، وقال بتراتبية الناس وتراتبية أخلاقهم، ونقد المساواة، وأثبت تناقض الخير والشر، وتضاد أخلاق السادة وأخلاق العبيد، مرسخًا بذلك منطلقات فلسفته الرئيسة القائمة على إرادة القوة والتفوق الإنساني المستمر، ومتجاوزًا تصنيفات الخير والشر باعتبارات قيمة الفعل المرتبطة بنتائجه أو مقاصده، ليقفز بفلسفته إلى ما وراء الخير والشر، ويبشر بإنسان المستقبل المنشود. يرفض نيتشه في فلسفته حصر المنظومة الأخلاقية للمجتمع في نمط واحد ووحيد من الأخلاق، بحيث تقتصر على تلك التي هي على شاكلة غرائز التراحم والإنصاف والرفق وتبادل العون، وهي أخلاق القطيع التي صارت تُسمى خيرًا، بل والخير الوحيد. ويطالب بإعادة الاعتبار إلى الأخلاق الفردية التي باتت تُسمى شرًا بعرف العامة، موضحًا أنّ هذه الحال التي صارت إليها التقييمات الأخلاقية إنما هي وليدة الخوف الذي قاد إلى استهجان غرائز الإقدام والجرأة والانتقام والمكر، وما شابهها من صفات، بحيث اعتُبرت غرائز خطرة، فاستُبعدت وأُقصيت وسُمّيت شرًا؛ “كل ما يسمو بالفرد عن القطيع، كل ما يبثّ الخوف إلى القريب، يُسمى منذ الآن شريرًا”. يدعو نيتشه إلى مراعاة التراتبية بين الناس، وبالتالي تراتبية أخلاقهم، فما يُعّد فضيلة بالنسبة إلى أحدهم قد يكون رذيلة بالنسبة إلى آخر (نظرًا إلى رتبته ومكانته ودوره في المجتمع)، يقول: “إنّ ما يصلح غذاءً ورحيقًا للنوع الأعلى من البشر، يجب أن يكون بمثابة سمٍ لنوع مختلف جدًا وأوضع”. ويذكر مثالًا على ذلك فيقول: “لنأخذ على سبيل المثال إنسانًا قُدّر له أن يأمر، وجُبل على ذلك، فإنّ نكران الذات والانكفاء المتواضع لن يكونا بالنسبة إليه فضيلة، بل سيكونان هدرًا للفضيلة”. ونتيجة لهذه التراتبية هو يقول بأخلاق السادة وأخلاق العبيد، ففي حين يجلّ السادة في أخلاقهم كل ما هو قاسٍ وصارم، ويكنون الاحترام لذواتهم، ويتمسكون بفضيلة القدرة والصدق والإكرام وسمو النفس وشموخها، فإنّ العبيد يكرمون “التراحم، واليد اللطيفة المسعفة، والقلب الدافئ، والصبر، والاجتهاد، والخنوع، واللطف”. وفي حين يشرّع السادة أخلاقهم ويخلقون قيمهم، فإنّ العبيد منساقون إلى تزيين تلك الصفات التي تخفف عنهم عبء الوجود وألمه. وفي حين أنّ أخلاق السادة هي أخلاق قدرة، فإنّ أخلاق العبيد هي أخلاق منفعة، ومن ثم فإنّ ما يثير الحسن من وجهة نظر السادة، يثير الخوف ويشكّل خطرًا من وجهة نظر العبيد. ويقبل نيتشه بالمساواة فقط بين أولئك الذين يتماثلون في مقدار القوة ومقياس القيمة، والمجموعين ضمن جسم واحد، أي من كانوا في رتبة واحدة؛ فكل رتبة من الناس تمثّل جسمًا مستقلًا، يتساوى أعضاؤه/ أفراده بينهم، بينما يتمايزون عن غيرهم ممن هم في رتب أقل شأنًا، والتي تمثّل أجسامًا أخرى، يقول: “إنّ ذلك الجسم الذي كما سبق وفرضنا يتعامل الأفراد ضمنه سواسية، ويحدث ذلك في كل أرستقراطية سليمة، عليه هو نفسه، إن كان جسمًا حيًا ومتحضرًا، أن يقوم هو الآخر إزاء الأجسام الأخرى بكل ما امتنع عنه الأفراد ضمنه في مخالطة بعضهم بعضًا: لا بد له من أن يكون إرادة القدرة المتجسدة”، وما عدا ذلك تصبح المساواة مبدأً لانحلال المجتمع وانحطاطه. وخلاصة القول، إنّ اختلاف القيم بين الناس، وعدم اتفاقهم عليها، إنما هو، كما يرى نيتشه، دليل على اختلافهم وتراتبيتهم، وعلى اختلاف الخير بينهم وتراتبيته، ومن الخطأ تعميم نمط أخلاقي واحد على الجميع. وإنّ تطوّر الإنسان من العادي إلى المتفوّق منوط دائمًا بالسادة الأرستقراطيين النبلاء، وما يسعى إليه هؤلاء السادة من إقرار لأخلاق القادرين هو ما يقود في نهاية الأمر إلى إعلاء الإنسان وتغلبه على ذاته بصورة مطّردة، ومن ثم يمكّننا أخيرًا من استخدام صيغة أخلاقية بمعنى فوق أخلاقي. أما ما هو فوق أخلاقي، أو ما وراء الخير والشر في فلسفة نيتشه، فهو ما كان نابعًا من إرادة القدرة التي تمثّل الغريزة الأساسية للكائن الحي وغاية أخلاق السادة، وهي تشكّل منطلقًا للفعل الأخلاقي مع الفئات الأقل رتبة كذلك. ولا يقتصر الأمر هنا على الغرائز الفردية التي تمتاز بها أخلاق السادة، بل ويندرج في هذا السياق الغرائز التي هي على شاكلة الرحمة والتعاطف والعفو ونحوه، من حيث هي فائض للقدرة. وتتمثل متعة هؤلاء السادة بالسبعية (التلذذ بالألم)، فما “يقع في النفوس موقعًا عذبًا في حضرة ما يُسمى بالتأثر التراجيدي، وأصلًا في حضرة كل سامٍ، صعودًا إلى أعلى ارتعاشات الميتافيزيقا، وأكثرها رقة، لا يستمد عذوبته إلا مما يشوبه من سبعية”. وهذه السبعية تمثّل إرادة الروح الأصيلة التي تلتذ بكل حيرة والتباس. وكملمح آخر لما وراء الخير والشر، تقرّ فلسفة نيتشه باللاحقيقة شرطًا للحياة في مقاومتها لما اعتدنا عليه من مشاعر قيمية، إذ ترفض جميع الأحكام التي تم ربطها بأوهام منطقية مختلقة ومزيفة، مثل الأحكام التأليفية القبلية التي قال بها كانط، وتفترض خطأها، منطلقة من سؤال “إلى أي مدى يكون الحكم منميًا للحياة، محافظًا على الحياة، محافظًا على النوع، بل ربما محسنًا للنوع؟”. كما وترفض ربط قيمة الفعل بنتيجته أو قصده، فقيمة الفعل الحاسمة تكمن في لاقصديته، وكل ما هو قصدي و”كل ما يُرعى ويُعرف ويوعى منه ينتمي بالأحرى إلى سطحه وقشرته التي شأنها شأن كل قشرة تبوح بشيء وتستر أشياء”، أي إنّ القصد مجرد رمز وعارض يظهر بظهور الحاجة إلى التأويل، ويدل على أمور كثيرة متنوعة، ومن ثم فهو يدل على لا شيء تقريبًا. كما أنّ تلك الأخلاق القصدية إنما هي ضرب من التهور، “وربما شيء مؤقت”، فلا بد من تجاوز الأخلاق لذاتها، باعتبارها محكًا للنفس وحكمًا عليها. ختامًا، سواءً قبلنا ما جاءت به فلسفة نيتشه أم رفضناه، لا بد لنا أن نعترف على الأقل بأسبقيتها في التأصيل للأخلاق، وإدخالها عنصر القيمة كركيزة تنطلق منها لتكشف لنا ما وراء التقييمات الأخلاقية المسلّم بها، فلا يعود السؤال حول “ما هي الأخلاق؟”، وإنما ما هي قيمة هذه الأخلاق؟ وماذا نريد منها؟ 37 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “سيرة أسير عاشق” القديس جان جينيه next post العزلة أو كيف تلوم حبيبك ألف مرةٍ في الدقيقة… You may also like أساف أوريون يكتب عن: تقارب “محورين” في إيران 27 ديسمبر، 2024 Washington institute : هل تستطيع إيران استعادة قوتها... 27 ديسمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: حافظ وليس بشار 26 ديسمبر، 2024 بيل ترو تكتب عن: تفاصيل أسبوع استثنائي في... 26 ديسمبر، 2024 ندى أندراوس تكتب عن: هوكشتاين وإنجاز الرئاسة بعد... 25 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يكتب عن: العودة إلى دمشق.. المدينة... 25 ديسمبر، 2024 بناء سوريا ما بعد الأسد: كيفية التأكد من... 25 ديسمبر، 2024 طارق الشامي يكتب عن: هل تضبط واشنطن إيقاع... 24 ديسمبر، 2024 سام هيلير يكتب عن: كيف يمكن الحفاظ على... 24 ديسمبر، 2024 مايكل ماكفول يكتب عن: كيف يمكن لترمب إنهاء... 24 ديسمبر، 2024 37 comments tinder site 25 يناير، 2021 - 9:02 ص tindr , tinder dating app https://tinderdatingsiteus.com/ Reply best free dating site for serious relationships 31 يناير، 2021 - 9:46 م free dating sites https://freedatingsiteall.com Reply зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 12:19 م Hi there, its nice piece of writing about media print, we all understand media is a enormous source of information. Reply бот глаз бога телеграмм 12 أبريل، 2024 - 6:21 م If you desire to increase your knowledge only keep visiting this website and be updated with the most recent news posted here. Reply глаз бога бот 14 أبريل، 2024 - 12:41 ص Hi there friends, how is everything, and what you want to say about this piece of writing, in my view its really remarkable designed for me. Reply глаз бога бот 14 أبريل، 2024 - 11:04 ص Great goods from you, man. I’ve consider your stuff prior to and you’re simply too fantastic. I really like what you’ve acquired here, really like what you’re stating and the best way by which you assert it. You make it entertaining and you still take care of to stay it sensible. I cant wait to read far more from you. This is actually a terrific site. Reply глаз бога телеграмм 14 أبريل، 2024 - 8:35 م Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back later. Cheers Reply глаз бога телеграмм бесплатно 16 أبريل، 2024 - 2:39 ص Hey there, I think your website might be having browser compatibility issues. When I look at your blog site in Firefox, it looks fine but when opening in Internet Explorer, it has some overlapping. I just wanted to give you a quick heads up! Other then that, very good blog! Reply new cs2 skin betting website 2024 8 مايو، 2024 - 11:51 ص It’s nearly impossible to find educated people about this topic, but you sound like you know what you’re talking about! Thanks Reply new cs skin bets websites 2024 9 مايو، 2024 - 11:22 م Hi, i think that i saw you visited my weblog so i came to return the favor.I am trying to find things to improve my site!I suppose its ok to use some of your ideas!! Reply steam cs:go casino site 10 مايو، 2024 - 10:32 ص Hey There. I found your blog using msn. This is an extremely well written article. I will be sure to bookmark it and come back to read more of your useful information. Thanks for the post. I will definitely comeback. Reply steam cs:go skin gamble site 2024 11 مايو، 2024 - 12:59 م This design is steller! You obviously know how to keep a reader entertained. Between your wit and your videos, I was almost moved to start my own blog (well, almost…HaHa!) Wonderful job. I really enjoyed what you had to say, and more than that, how you presented it. Too cool! Reply new cs2 live betting sites 12 مايو، 2024 - 8:08 ص Hello there! Quick question that’s entirely off topic. Do you know how to make your site mobile friendly? My blog looks weird when viewing from my iphone4. I’m trying to find a theme or plugin that might be able to fix this problem. If you have any suggestions, please share. Thanks! Reply steam cs:go skins betting sites 2024 12 مايو، 2024 - 6:09 م Magnificent goods from you, man. I’ve understand your stuff previous to and you’re just too magnificent. I really like what you’ve acquired here, really like what you’re stating and the way in which you say it. You make it entertaining and you still take care of to keep it sensible. I can not wait to read far more from you. This is actually a wonderful site. Reply University 17 مايو، 2024 - 1:26 ص Reply F. Skorina Gomel State University 18 مايو، 2024 - 10:07 ص ГГУ имени Ф.Скорины Reply University 19 مايو، 2024 - 7:30 م Francisk Skorina Gomel State University Reply Гостиничные Чеки СПБ 25 مايو، 2024 - 4:15 ص This post provides clear idea in favor of the new viewers of blogging, that actually how to do blogging and site-building. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 31 مايو، 2024 - 7:17 ص I constantly emailed this website post page to all my friends, as if like to read it after that my links will too. Reply russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 10:50 ص Write more, thats all I have to say. Literally, it seems as though you relied on the video to make your point. You clearly know what youre talking about, why waste your intelligence on just posting videos to your blog when you could be giving us something enlightening to read? Reply hot fiesta game 14 يونيو، 2024 - 11:23 ص Hi there, I found your website by the use of Google whilst searching for a comparable matter, your site got here up, it seems to be good. I have bookmarked it in my google bookmarks. Reply hot fiesta 14 يونيو، 2024 - 10:38 م Woah! I’m really loving the template/theme of this website. It’s simple, yet effective. A lot of times it’s challenging to get that “perfect balance” between user friendliness and visual appeal. I must say that you’ve done a fantastic job with this. Additionally, the blog loads very fast for me on Opera. Exceptional Blog! Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 3:59 م This post provides clear idea designed for the new users of blogging, that truly how to do blogging and site-building. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 5:48 م I’m impressed, I must say. Rarely do I encounter a blog that’s equally educative and entertaining, and let me tell you, you have hit the nail on the head. The issue is something not enough folks are speaking intelligently about. I’m very happy that I found this in my search for something concerning this. Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 6:34 ص Hi there, I found your blog via Google whilst searching for a similar matter, your site got here up, it appears good. I have bookmarked it in my google bookmarks. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 11:46 م If you wish for to improve your experience only keep visiting this website and be updated with the most recent gossip posted here. Reply мойка самообслуживания под ключ 5 يوليو، 2024 - 1:29 م Строительство автомойки требует знаний и опыта. Наша команда профессионалов поможет реализовать вашу мечту в жизнь. Reply автомойка под ключ 8 يوليو، 2024 - 3:38 ص “Строительство автомойки под ключ” гарантирует высокую отдачу от инвестиций. Начните свой путь к успешному бизнесу с нами! Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 6:23 ص When I originally commented I seem to have clicked the -Notify me when new comments are added- checkbox and now every time a comment is added I get four emails with the same comment. Is there a means you can remove me from that service? Cheers! Reply строительство автомойки 17 يوليو، 2024 - 11:45 ص Франшиза автомойки – это возможность стать частью успешной сети с готовым бизнес-планом и маркетинговой поддержкой на всех этапах работы. Reply Джак 20 أغسطس، 2024 - 1:32 ص I like the valuable information you supply on your articles. I will bookmark your weblog and check again here frequently. I am somewhat certain I will be told many new stuff right here! Good luck for the following! Reply Jac Благовещенск 20 أغسطس، 2024 - 12:17 م fantastic issues altogether, you just gained a logo new reader. What may you suggest in regards to your post that you made a few days ago? Any positive? Reply Jac Благовещенск 20 أغسطس، 2024 - 10:47 م I am curious to find out what blog system you are working with? I’m experiencing some minor security problems with my latest site and I would like to find something more safe. Do you have any suggestions? Reply Джак 21 أغسطس، 2024 - 9:07 ص Hey! This post couldn’t be written any better! Reading this post reminds me of my good old room mate! He always kept talking about this. I will forward this page to him. Pretty sure he will have a good read. Thank you for sharing! Reply Jac Амур 21 أغسطس، 2024 - 9:13 م Thank you, I have recently been searching for information approximately this topic for a while and yours is the best I have found out so far. However, what about the conclusion? Are you positive concerning the source? Reply Jac Амур 22 أغسطس، 2024 - 10:18 ص Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back in the future. All the best Reply theguardian.com 29 أغسطس، 2024 - 6:59 ص Your style is so unique compared to other people I have read stuff from. Thank you for posting when you have the opportunity, Guess I will just bookmark this site. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.