كثيراً ما اكتسبت وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية سمعة سيئة باعتبارها واحدة من أكثر ممارسي التخريب والاغتيالات والحرب السيبرانية عدوانية في العالم (رويترز) عرب وعالم ما هي الوحدة الروسية “29155” التي يخشاها الغرب؟ by admin 12 يناير، 2025 written by admin 12 يناير، 2025 15 منذ عام 2022 تولى المتسللون الذين جُندوا فيها زمام المبادرة في العمليات السيبرانية بما في ذلك البرامج الضارة التي تدمر البيانات باسم “ويسبر غيت” اندبندنت عربية / سامي خليفة صحافي متخصص في العلوم والتكنولوجيا كثيراً ما اكتسبت وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية سمعة سيئة باعتبارها واحدة من أكثر ممارسي التخريب والاغتيالات والحرب السيبرانية عدوانية في العالم، لكن وحدة جديدة داخل تلك الوكالة برز اسمها في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، وارتبطت ارتباطاً وثيقاً بعمليات التسمم ومحاولات الانقلاب والتفجيرات داخل الدول الغربية، حتى بات يصفها البعض بأنها تندرج ضمن قائمة أكبر التهديدات للغرب. وتعرف هذه الوحدة باسم “29155“، وقد كشفت مجموعة واسعة من الحكومات الغربية بما فيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوكرانيا وأستراليا وكندا وخمس دول أوروبية، العام الماضي، عن أن هذه المجموعة التي أطلقت عمليات قرصنة متعددة تستهدف أوكرانيا والولايات المتحدة ودولاً أخرى في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية، بأنها قسم وكالة التجسس المعروف بأعمال التخريب الجسدي والقتل بدوافع سياسية. وارتبطت هذه الوحدة، في الماضي، بمحاولة تسميم المنشق عن جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية سيرغي سكريبال بغاز الأعصاب “نوفيتشوك” في المملكة المتحدة عام 2018، فضلاً عن مؤامرة اغتيال أخرى في بلغاريا، وانفجار مستودع للأسلحة في جمهورية التشيك، ومحاولة انقلاب فاشلة في الجبل الأسود. نشرت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية العام الماضي بياناً يفصل أساليب القرصنة التي تتبعها المجموعة وطرق اكتشافها والتخفيف منها (موقع freepik) الأعمال الأكثر فظاعة منذ عام 2022 تولى المتسللون الذين جُندوا في وحدة “29155” زمام المبادرة في العمليات السيبرانية، بما في ذلك البرامج الضارة التي تدمر البيانات باسم “ويسبر غيت”، التي ضربت ما لا يقل عن 20 منظمة أوكرانية عشية هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إضافة إلى تخريب مواقع الحكومة الأوكرانية وسرقة وتسريب المعلومات منها تحت شخصية مزيفة تعرف باسم “فري سيفيليان”. وبحسب المسؤولين الغربيين، تظهر هذه الوحدة كيف تعمل الاستخبارات العسكرية الروسية على طمس الخط الفاصل بين التكتيكات المادية والسيبرانية في نهجها للحرب الهجينة، وهي وحدة تشغيلية جسدية بصورة كبيرة، مكلفة الأعمال الأكثر فظاعة التي يطلبها الكرملين. اتهامات أميركية ونشرت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية العام الماضي بياناً يفصل أساليب القرصنة التي تتبعها المجموعة وطرق اكتشافها والتخفيف منها، في وقت وجهت وزارة العدل الأميركية، في وقت سابق من الصيف الماضي، الاتهامات إلى خمسة أعضاء من المجموعة بالاسم، جميعهم غيابياً، إضافة إلى سادس وجهت إليه اتهامات من دون أي ذكر علني للوحدة “29155”. وكتب مساعد المدعي العام بوزارة العدل الأميركية ماثيو جي أولسن في بيان أن “حملة ويسبر غيت التي شنتها الاستخبارات العسكرية الروسية، بما في ذلك استهداف البنية التحتية الحيوية الأوكرانية وأنظمة الحكومة التي لا قيمة عسكرية لها، ترمز إلى تجاهل روسيا البغيض المدنيين الأبرياء أثناء شنها غزوها الظالم”. وأضاف “لائحة الاتهام تؤكد أن وزارة العدل ستستخدم كل أداة متاحة لتعطيل هذا النوع من النشاط السيبراني الخبيث ومحاسبة الجناة على الاستهداف العشوائي والمدمر للولايات المتحدة وحلفائها”. كما نشرت وزارة الخارجية الأميركية على موقعها الإلكتروني مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد هوية أعضاء المجموعة أو تحديد مكانهم إلى جانب صورهم. استهدافات واسعة وإلى جانب العمليات المعروفة سابقاً ضد أوكرانيا، يقول مسؤولون في وكالات الاستخبارات الغربية إن الوحدة استهدفت، أيضاً، مجموعة واسعة من المنظمات في أميركا الشمالية وأوروبا الشرقية والوسطى وآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية، كقطاعات النقل والرعاية الصحية والوكالات الحكومية و”البنية التحتية الحيوية” بما في ذلك البنية التحتية للطاقة. وكشفت وزارة الخارجية الأميركية، في يونيو (حزيران) 2024، عن أن قراصنة الوحدة سعوا إلى العثور على نقاط ضعف قابلة للاختراق في أهداف البنية التحتية الحيوية الأميركية، وخصوصاً قطاعات الطاقة والحكومة والفضاء الجوي. وتفيد لائحة الاتهام التي رفعتها وزارة العدل أخيراً ضد قراصنة “29155” بأنهم فحصوا شبكة وكالة حكومية أميركية في ولاية ماريلاند 63 مرة، كما بحثوا عن نقاط ضعف في ما لا يقل عن 26 دولة عضواً في حلف شمال الأطلسي. وفي كثير من الحالات، بدا أن نية قراصنة “29155” هي التجسس العسكري، وهذا ما نصت عليه تقارير وكالات الاستخبارات الغربية التي أشارت إلى أن الوحدة اخترقت وكالة سكك حديد في وسط أوروبا للتجسس على شحنات القطارات التي تحوي إمدادات إلى أوكرانيا. وفي أوكرانيا نفسها، اخترق القراصنة، بحسب التقارير دائماً، كاميرات مراقبة المستهلكين، ربما للحصول على رؤية واضحة لحركة القوات أو الأسلحة الأوكرانية. وكان المسؤولون الأوكرانيون قد حذروا في السابق من أن روسيا استخدمت هذا التكتيك لتوجيه الضربات الصاروخية. من جانبها، اتهمت الاستخبارات الألمانية الوحدة “29155”، العام الماضي، بالمسؤولية عن عمليات الشبكة الحاسوبية ضد أهداف عالمية لأغراض التجسس والتخريب والإضرار بالسمعة منذ عام 2020 في الأقل. وجاء التحذير بعدما اتهمت برلين موسكو بسلسلة من الهجمات الإلكترونية ضد “الحزب الديمقراطي الاجتماعي” الحاكم وعدد من الشركات الألمانية في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والخدمات اللوجيستية والفضاء الجوي، وشملت الهجمات سرقة ونشر بيانات حساسة. تكوينها وتقول مصادر وكالات الاستخبارات الغربية إن فريق القرصنة التابع لوحدة “29155” شُكل في وقت مبكر من عام 2020، وركز بداية على التجسس بدلاً من الهجمات الإلكترونية الأكثر إزعاجاً. وبحسب ما يضيفون فقد دفعت هذه الوحدة للبحث عن فريق قرصنة متخصص خاص بها بسبب المنافسة الداخلية داخل جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية، فضلاً عن نفوذ المجموعة المتزايد في أعقاب النجاح الملحوظ لعملياتها حتى محاولة اغتيال سكريبال الفاشلة. وتتألف الوحدة من 10 أفراد أو نحو ذلك، وجميعهم من ضباط الاستخبارات الشباب نسبياً، وشارك عديد من أفرادها في مسابقات القرصنة “كابتشر ذا فلاغ” قبل الانضمام إلى الاستخبارات الروسية. وتفيد المعلومات، أيضاً، بأن الفريق الصغير أقام شراكة مع قراصنة الإنترنت الروس في بعض الحالات، ووسعوا مواردهم وصولاً إلى استخدام برامج ضارة إلكترونية تجارية جعلت من الصعب نسب عملياتهم إلى الدولة الروسية. وأحد الأمثلة على هذه الشراكات هو أمين تيموفيتش ستيجال، وهو قرصان حاسوب روسي وجهت إليه الولايات المتحدة اتهامات غيابية في يونيو الماضي بتهمة المساعدة في هجمات “ويسبر غيت” التي شنتها الوحدة الروسية على الحكومة الأوكرانية. “متلازمة هافانا” من ناحية ثانية كشف تحقيق نشرته شبكة “سي بي أس” الأميركية ومجلة “دير شبيغل” الألمانية إضافة إلى صحيفة “ذا إنسايدر” الروسية المستقلة، العام الماضي، عن أدلة تربط الحالة الصحية الغامضة المعروفة باسم “متلازمة هافانا” بأعضاء الوحدة الروسية ذاتها. وظهرت “متلازمة هافانا” للمرة الأولى إلى العلن عام 2017، بعدما عانى أكثر من 20 مسؤولاً أميركياً عُينوا في كوبا من أمراض طبية غريبة في العاصمة هافانا. ومنذ ذلك الحين تخطى عدد المصابين الـ100، وانتشرت الإصابات بين الصين وحتى واشنطن العاصمة. ومن بين الضحايا دبلوماسيون وجواسيس وضباط عسكريون ومقاولون أميركيون. ونفذت هذه الهجمات بواسطة أسلحة الطاقة الموجهة التي أُنشئت من خلال البحث العلمي الذي يعود تاريخه إلى برمجة الاستخبارات العسكرية في الحقبة السوفياتية. وتراوح الأعراض الناتجة من الهجمات بين الصداع المزمن والدوار والطنين والأرق والغثيان والضعف النفسي الفيزيولوجي الدائم وحتى العمى أو فقدان السمع. وشُخص كثير من الضحايا بإصابات دماغية رضية، مما أجبرهم على التقاعد طبياً من الخدمة الحكومية. وتعرضت إحدى الضحايا، وهي ممرضة وزوجة مسؤول في السفارة الأميركية مقيم رسمياً في العاصمة الجورجية تبليسي، لهجوم من الوحدة خارج منزلها في 2021. ووفقاً للتحقيق عانت هذه الأخيرة الصداع يومياً مذاك وخضعت بالفعل لعمليتين جراحيتين وستحتاج إلى جراحة ثالثة لمعالجة التدهور السريع لعظمها الصدغي. وتكشف أدلة أخرى عن أن كبار أعضاء هذه الوحدة حصلوا على جوائز وترقيات لعملهم في تطوير “أسلحة صوتية غير قاتلة”، وهو مصطلح تستخدمه الاستخبارات الروسية والأدبيات العسكرية في موسكو لوصف أجهزة الطاقة الموجهة القائمة على الصوت والترددات الراديوية. المزيد عن: الوحدة الروسية 29155ويسبر غيتوكالات الاستخبارات الغربيةالحرب السيبرانيةسيرغي سكريبالمتلازمة هافانا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post صرخات المصرية جويس منصور في فرنسا next post التعليم في مصر: كل يغني على ليلاه والإصلاح بات عصياً You may also like رئاسة الحكومة: ميقاتي “الجاهز” ومخزومي “المتوثب” ومنيمنة “الثائر” 12 يناير، 2025 فلول الأسد دخلت لبنان: مُجرمون وأثرياء وهويات مُزورة 12 يناير، 2025 الاتفاقات “الأسدية” بين لبنان وسوريا… الى مهب الريح 12 يناير، 2025 هزائم “الدعم السريع” هل تشير إلى قرب حسم... 12 يناير، 2025 التونسيون يدفعون ثمن زيادة أجورهم 12 يناير، 2025 التعليم في مصر: كل يغني على ليلاه والإصلاح... 12 يناير، 2025 لماذا تتقاعس حسناوات روسيا عن إنجاب فتيان لحروب... 12 يناير، 2025 لماذا يضطر مارك زوكربيرغ إلى إرضاء ترمب؟ 12 يناير، 2025 أميركا تتيح لنحو مليون مهاجر من أربع دول... 12 يناير، 2025 بـ 178 مليون .. السلطان هيثم يأمر بمكرمة... 12 يناير، 2025