ما هي الطريقة الأمثل لتمتلك نسخة افتراضية وتفاعلية منك؟ "ليست مصممة لتحل محل العلاقات الحقيقية بل لتحل مشكلة مستعجلة، وعلينا ألا نتوقع منها الكثير" نيرمين علي كاتبة سورية @nermenali1 الثلاثاء 8 أبريل 2025 7:38 أداة تقنية جبارة تعبّد الجسر الواصل بين العالمين المادي والافتراضي (آي ستوك) ملخص في حين يشكك كثر في جدوى التخلي عن الاتصال الإنساني، بكل ما يحمله من تفاعل حقيقي وتعاطف وتأثير طاقي ونفسي وعاطفي، واستبداله بنظيره الاصطناعي، يلفت المتخصصون إلى أن معظم الأشخاص قد لا يحتاجون إلى معالج نفسي، جل ما يحتاجون إليه هو شخص يثقون به أو يشعرون بالراحة معه، ومن ثم يمكن للنسخة الاصطناعية أن تؤدي هذا الدور بسهولة. في خضم التطورات التكنولوجية المتسارعة غصت صفحات الإنترنت خلال الأشهر الماضية بالحديث عن روبوتات الدردشة الذكية ومزاياها وطرق الانتفاع منها، وأصبح عديد منا يعتمد عليها في حياته اليومية والعملية، إلا أنه بدأ ينتشر اليوم مفهوم أكثر عمقاً وديناميكية وهو النسخة الرقمية أو التوأم الرقمي، ففي حين تقوم روبوتات الدردشة بأدوار خاصة بالبشر (التدريب والعلاج والتعليم والأعمال)، تأتي النسخ الرقمية اليوم لتمنحها وجهاً وصوتاً وحضوراً أكثر واقعية. فنحن هنا أمام نسخة حية متفاعلة تعتمد على تقنيات متعددة عوضاً عن نموذج بسيط ثابت، فالنسخة مزودة باتصال ثنائي الاتجاه وتدفق للبيانات بين الأصل والنسخة وعملية محاكاة كاملة ضمن سيناريوهات مختلفة، ومن ثم يمكن لهذه التقنية، في حال استخدمت في مكانها المناسب ضمن إمكاناتها وإطارها التطوري الحالي، أن توفر رؤى قيمة وإمكانات لتحسين الأداء والكفاءة واتخاذ القرارات المستنيرة في مختلف المجالات العلمية والصناعية. تمثيلات افتراضية والنسخ الرقمية عبارة عن تمثيلات افتراضية ديناميكية للأصول المادية، تعتمد بالأصل على بيانات ونماذج وتقنية محاكاة تتوصل من خلالها إلى نموذج افتراضي يعكس سلوك وخصائص الأصل (النظير المادي)، إذ يتعلم نموذج الذكاء الاصطناعي إدراك وتمييز الأنماط المتفاوتة في البيانات، وإنجاز عملية محاكاة دقيقة بقدر كبير من الواقعية. وتعتمد عملية إنشاء نسخة رقمية على مكونات أربعة هي الأصل (مادي) والنسخة (رقمية) والاتصال (نظام تبادل معلومات) وتحليل البيانات، فأولاً نحدد الكائن الذي نريد إنشاء نسخة رقمية له كنموذج افتراضي يمثل هذا الكائن (الأصل المادي)، ويزود النظام المسؤول عن هذه العملية بالمعلومات اللازمة لإتمامها، بما في ذلك بياناته وخصائصه وسلوكه، ثم وباستخدام أدوات وتقنيات الذكاء والتعلم الآلي تحلل البيانات الواردة من الأصل والنسخة لتقييمه واستخلاص الرؤى وإجراء التوقعات. التعلم من البيانات تتطلب نماذج الذكاء الاصطناعي التعلم من البيانات، بالتالي كلما زودتها بمزيد من البيانات، بما فيها ما يميز ذاتك البشرية من فيديو وصوت ومشاعر وتعبيرات أخرى، كلما حصلت على صورة رمزية أقرب إلى الأصل (البشري)، إذ يمكن للأشخاص إنشاء نسخ رقمية افتراضية خاصة بهم لتمثيل أنفسهم والآخرين على الإنترنت، من طريق تدريبها على كيفية استجابة الأصل وردود فعله ونبرة صوته، وذلك لأغراض متنوعة أبسطها أن يمثله افتراضياً في حال انشغاله، إذ يمكن لهذه النسخة إجراء مكالمة فيديو أو محادثة عبر الإنترنت في أي وقت. في هذا السياق، تنتج شركة سينثيسيا ((Synthesia المطورة لبرامج إنشاء محتوى مولد بالذكاء الاصطناعي، نسخاً طبق الأصل بتحويل الأوامر النصية إلى فيديو، تطلق الشركة عليها اسم الـ"أفاتار"، ويطلب منك لإنشاء نسخة أن تسجل فيديو عن نفسك لمدة ثلاث دقائق تقريباً، أما في حال رغبت بنسخة أكثر واقعية، فيمكنك قضاء ساعة في استوديو الشركة للتعبير عن مشاعر مختلفة لطاقم الإنتاج. اقرأ المزيد • هل باتت الروبوتات تمتلك الوعي كالبشر فتحب وتكتئب وتنتحر؟ • "دستور روبوتي" من "غوغل" يمنع الروبوتات من قتل البشر خطأ • إليكم الروبوتات الذكية الشبيهة بالبشر القادرة على أداء وظائفنا نائب كفء وداعم ذاتي من هنا قد يكون للاستنساخ هذا دور مهم في مجال الأعمال، إذ يستخدم لأغراض عدة منها، زيادة الإنتاجية في مجالات، كالإعلام والسوشيال ميديا والأعمال والتسويق وغيرها، بغرض تسهيل العمل وتسريعه، من طريق استبدال رأس المال البشري بنسخ رقمية من دون الحاجة إلى حضور الشخص الحقيقي في كل مرة، إذ بإمكان النسخة الحضور نيابة عنك سواء لحضور موعد أو اجتماع أونلاين مثلاً. فبإمكانك مثلاً إرسال توأمك الرقمي للانضمام إلى محادثة ما أو إجراء اتصال للحصول على معلومات، بينما تقضي أوقاتاً ممتعة على شاطئ البحر. ومع ذلك يناقش البعض عن مدى جدوى هذه التقنية، وهل هي مفيدة للإنتاجية فعلاً أم إنه مجرد مضيعة للوقت؟ وفي إطار آخر يمكن استخدام النسخ بكفاءة في مجال المساعدة والدعم الذاتي، خصوصاً في ظل عدم توفر المساعد البشري طوال الوقت، وبذلك قد لا يستطيع كثير من الناس الحصول على الدعم المتعلق بالصحة النفسية عندما يحتاجون إليه، إضافة إلى ما يترتب عليه اللجوء إلى المعالجين النفسيين من كلفة باهظة على كثير من الناس. وفي حين يشكك كثر في جدوى التخلي عن الاتصال الإنساني، بكل ما يحمله من تفاعل حقيقي وتعاطف وتأثير طاقي ونفسي وعاطفي، واستبداله بنظيره الاصطناعي، يلفت المتخصصون إلى أن معظم الأشخاص قد لا يحتاجون إلى معالج نفسي، جل ما يحتاجون إليه هو شخص يثقون به أو يشعرون بالراحة معه، ومن ثم يمكن للنسخة الاصطناعية أن تؤدي هذا الدور بسهولة وتستقبل المشكلات وتقدم الحلول والنصائح والاقتراحات المناسبة. ويبقى تأكيد أن وجود المعالجين البشريين أفضل بكثير من أي تقنية ذكاء اصطناعي، وأن هذه النسخ ليست مصممة لتحل محل العلاقات الحقيقية، بل هي موجودة لكي تحل مشكلة مستعجلة، وهذا الأمر ينطبق على كافة المجالات في الصداقة والتعليم والأعمال. وأخيراً، الأكيد أننا أمام أداة تقنية جبارة تعبد الجسر الواصل بين العالمين المادي والافتراضي، وتسرع عملية التحول الرقمي الذي يسير بسرعة حصان جامح يفتح آفاق الابتكار ويسرع وتيرة الأداء، تاركاً خلفه عاصفة من الغبار والانتقادات، من دون أن يلتفت إلى الوراء برهة. لكن السؤال، هل يمكن (في مجال العلاقات الشخصية) أن يصادق الناس الروبوتات بدلاً من بعضهم بعضاً؟ وهنا كثيراً ما قلقت عالمة الاجتماع والأستاذة في الدراسات الاجتماعية للعلوم والتكنولوجيا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، شيري توركل، في شأن كيفية تأثير التكنولوجيا على العلاقات الإنسانية، حتى قبل ظهور النسخ الرقمية، وطرحت في محاضرة لها في مؤتمر "تيد" (TED) عام 2012 سؤالاً جوهرياً هو "في حين نصمم تكنولوجيا تمنحنا وهم الرفقة، وبينما نتوقع أكثر من التكنولوجيا، هل أصبحنا نتوقع أقل من بعضنا البعض؟". المزيد عن: العالم الافتراضيالذكاء الاصطناعيالروبوتات الشخصيةالنسخ الرقمية الذكاء الاصطناعي ما هي الطريقة الأمثل لتمتلك نسخة افتراضية وتفاعلية منك؟ by admin 8 أبريل، 2025 written by admin 8 أبريل، 2025 20 “ليست مصممة لتحل محل العلاقات الحقيقية بل لتحل مشكلة مستعجلة، وعلينا ألا نتوقع منها الكثير” اندبندنت عربية / نيرمين علي كاتبة سورية @nermenali1 في خضم التطورات التكنولوجية المتسارعة غصت صفحات الإنترنت خلال الأشهر الماضية بالحديث عن روبوتات الدردشة الذكية ومزاياها وطرق الانتفاع منها، وأصبح عديد منا يعتمد عليها في حياته اليومية والعملية، إلا أنه بدأ ينتشر اليوم مفهوم أكثر عمقاً وديناميكية وهو النسخة الرقمية أو التوأم الرقمي، ففي حين تقوم روبوتات الدردشة بأدوار خاصة بالبشر (التدريب والعلاج والتعليم والأعمال)، تأتي النسخ الرقمية اليوم لتمنحها وجهاً وصوتاً وحضوراً أكثر واقعية. فنحن هنا أمام نسخة حية متفاعلة تعتمد على تقنيات متعددة عوضاً عن نموذج بسيط ثابت، فالنسخة مزودة باتصال ثنائي الاتجاه وتدفق للبيانات بين الأصل والنسخة وعملية محاكاة كاملة ضمن سيناريوهات مختلفة، ومن ثم يمكن لهذه التقنية، في حال استخدمت في مكانها المناسب ضمن إمكاناتها وإطارها التطوري الحالي، أن توفر رؤى قيمة وإمكانات لتحسين الأداء والكفاءة واتخاذ القرارات المستنيرة في مختلف المجالات العلمية والصناعية. تمثيلات افتراضية والنسخ الرقمية عبارة عن تمثيلات افتراضية ديناميكية للأصول المادية، تعتمد بالأصل على بيانات ونماذج وتقنية محاكاة تتوصل من خلالها إلى نموذج افتراضي يعكس سلوك وخصائص الأصل (النظير المادي)، إذ يتعلم نموذج الذكاء الاصطناعي إدراك وتمييز الأنماط المتفاوتة في البيانات، وإنجاز عملية محاكاة دقيقة بقدر كبير من الواقعية. وتعتمد عملية إنشاء نسخة رقمية على مكونات أربعة هي الأصل (مادي) والنسخة (رقمية) والاتصال (نظام تبادل معلومات) وتحليل البيانات، فأولاً نحدد الكائن الذي نريد إنشاء نسخة رقمية له كنموذج افتراضي يمثل هذا الكائن (الأصل المادي)، ويزود النظام المسؤول عن هذه العملية بالمعلومات اللازمة لإتمامها، بما في ذلك بياناته وخصائصه وسلوكه، ثم وباستخدام أدوات وتقنيات الذكاء والتعلم الآلي تحلل البيانات الواردة من الأصل والنسخة لتقييمه واستخلاص الرؤى وإجراء التوقعات. التعلم من البيانات تتطلب نماذج الذكاء الاصطناعي التعلم من البيانات، بالتالي كلما زودتها بمزيد من البيانات، بما فيها ما يميز ذاتك البشرية من فيديو وصوت ومشاعر وتعبيرات أخرى، كلما حصلت على صورة رمزية أقرب إلى الأصل (البشري)، إذ يمكن للأشخاص إنشاء نسخ رقمية افتراضية خاصة بهم لتمثيل أنفسهم والآخرين على الإنترنت، من طريق تدريبها على كيفية استجابة الأصل وردود فعله ونبرة صوته، وذلك لأغراض متنوعة أبسطها أن يمثله افتراضياً في حال انشغاله، إذ يمكن لهذه النسخة إجراء مكالمة فيديو أو محادثة عبر الإنترنت في أي وقت. في هذا السياق، تنتج شركة سينثيسيا ((Synthesia المطورة لبرامج إنشاء محتوى مولد بالذكاء الاصطناعي، نسخاً طبق الأصل بتحويل الأوامر النصية إلى فيديو، تطلق الشركة عليها اسم الـ”أفاتار”، ويطلب منك لإنشاء نسخة أن تسجل فيديو عن نفسك لمدة ثلاث دقائق تقريباً، أما في حال رغبت بنسخة أكثر واقعية، فيمكنك قضاء ساعة في استوديو الشركة للتعبير عن مشاعر مختلفة لطاقم الإنتاج. نائب كفء وداعم ذاتي من هنا قد يكون للاستنساخ هذا دور مهم في مجال الأعمال، إذ يستخدم لأغراض عدة منها، زيادة الإنتاجية في مجالات، كالإعلام والسوشيال ميديا والأعمال والتسويق وغيرها، بغرض تسهيل العمل وتسريعه، من طريق استبدال رأس المال البشري بنسخ رقمية من دون الحاجة إلى حضور الشخص الحقيقي في كل مرة، إذ بإمكان النسخة الحضور نيابة عنك سواء لحضور موعد أو اجتماع أونلاين مثلاً. فبإمكانك مثلاً إرسال توأمك الرقمي للانضمام إلى محادثة ما أو إجراء اتصال للحصول على معلومات، بينما تقضي أوقاتاً ممتعة على شاطئ البحر. ومع ذلك يناقش البعض عن مدى جدوى هذه التقنية، وهل هي مفيدة للإنتاجية فعلاً أم إنه مجرد مضيعة للوقت؟ وفي إطار آخر يمكن استخدام النسخ بكفاءة في مجال المساعدة والدعم الذاتي، خصوصاً في ظل عدم توفر المساعد البشري طوال الوقت، وبذلك قد لا يستطيع كثير من الناس الحصول على الدعم المتعلق بالصحة النفسية عندما يحتاجون إليه، إضافة إلى ما يترتب عليه اللجوء إلى المعالجين النفسيين من كلفة باهظة على كثير من الناس. وفي حين يشكك كثر في جدوى التخلي عن الاتصال الإنساني، بكل ما يحمله من تفاعل حقيقي وتعاطف وتأثير طاقي ونفسي وعاطفي، واستبداله بنظيره الاصطناعي، يلفت المتخصصون إلى أن معظم الأشخاص قد لا يحتاجون إلى معالج نفسي، جل ما يحتاجون إليه هو شخص يثقون به أو يشعرون بالراحة معه، ومن ثم يمكن للنسخة الاصطناعية أن تؤدي هذا الدور بسهولة وتستقبل المشكلات وتقدم الحلول والنصائح والاقتراحات المناسبة. ويبقى تأكيد أن وجود المعالجين البشريين أفضل بكثير من أي تقنية ذكاء اصطناعي، وأن هذه النسخ ليست مصممة لتحل محل العلاقات الحقيقية، بل هي موجودة لكي تحل مشكلة مستعجلة، وهذا الأمر ينطبق على كافة المجالات في الصداقة والتعليم والأعمال. وأخيراً، الأكيد أننا أمام أداة تقنية جبارة تعبد الجسر الواصل بين العالمين المادي والافتراضي، وتسرع عملية التحول الرقمي الذي يسير بسرعة حصان جامح يفتح آفاق الابتكار ويسرع وتيرة الأداء، تاركاً خلفه عاصفة من الغبار والانتقادات، من دون أن يلتفت إلى الوراء برهة. لكن السؤال، هل يمكن (في مجال العلاقات الشخصية) أن يصادق الناس الروبوتات بدلاً من بعضهم بعضاً؟ وهنا كثيراً ما قلقت عالمة الاجتماع والأستاذة في الدراسات الاجتماعية للعلوم والتكنولوجيا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، شيري توركل، في شأن كيفية تأثير التكنولوجيا على العلاقات الإنسانية، حتى قبل ظهور النسخ الرقمية، وطرحت في محاضرة لها في مؤتمر “تيد” (TED) عام 2012 سؤالاً جوهرياً هو “في حين نصمم تكنولوجيا تمنحنا وهم الرفقة، وبينما نتوقع أكثر من التكنولوجيا، هل أصبحنا نتوقع أقل من بعضنا البعض؟”. المزيد عن: العالم الافتراضيالذكاء الاصطناعيالروبوتات الشخصيةالنسخ الرقمية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حالة عدم اليقين التجاري تؤثّر على ثقة الشركات والمستهلكين next post تطبيق جديد يهدف إلى حماية الفنانين من الذكاء الاصطناعي You may also like ثورة وشيكة في توقعات الطقس بفضل الذكاء الاصطناعي 11 أبريل، 2025 برسالة “ذكاء اصطناعي” صوتية.. عصابات تبتز الفتيات في... 10 أبريل، 2025 روائي فرنسي يواجه روبوت الذكاء الاصطناعي… والنتيجة مذهلة 10 أبريل، 2025 الحب بالذكاء الاصطناعي… جاذبية ومخاطر 10 أبريل، 2025 سؤال “الضمير” الفلسفي الذي باغت “مايكروسوفت” في عقر... 9 أبريل، 2025 تطبيق جديد يهدف إلى حماية الفنانين من الذكاء... 8 أبريل، 2025 التجسس والذكاء الاصطناعي… من الإنسان وعنه وعليه 2 أبريل، 2025 كيف يغير تقارب الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وجه... 17 مارس، 2025 هل نجحت الصين في ابتكار أول ذكاء اصطناعي... 14 مارس، 2025 لبنان يحاول اللحاق بالركب العالمي للذكاء الاصطناعي 14 مارس، 2025