يرى ستيف بانون إن الحزب الشيوعي الصيني هو أكبر تهديد للحضارة الغربية فيما روسيا قريبة في قيمها من الحضارة الغربية (رويترز) عرب وعالم ما دور ستيف بانون في انحياز ترمب إلى بوتين في شأن أوكرانيا؟ by admin 14 مارس، 2025 written by admin 14 مارس، 2025 9 قد يكون قرار الرئيس الأميركي بالانحياز إلى جانب روسيا جزءاً من تحرك دبلوماسي أعمق للتصدي للصين، لكن محاولة المناورة بين بوتين وشي محفوفة بالصعوبات اندبندنت عربية / مايكل شيريدان مايكل شيريدان، مراسل الشؤون الخارجية والمحرر الدبلوماسي لصحيفة “اندبندنت” منذ فترة طويلة، وهو مؤلف كتاب “الإمبراطور الأحمر” (صادر عن منشورات هدلاين، 25 جنيهاً استرلينياً) ستيف بانون يعشق الكلام. في الواقع، لا يستطيع التوقف عنه. هذا المستشار المقرب من ترمب وضع خطة وراء التخلي عن أوكرانيا، وهي أن تعقد الولايات المتحدة صفقة مع روسيا وتوجه أنظارها نحو عدوها الحقيقي: الصين. وبينما ينشغل مفكرو مراكز الأبحاث في واشنطن بتحليل دبلوماسية إدارة ترمب، خرج بانون بكل سرور إلى وسائل الإعلام، وكان أحدث ظهور له في بودكاست الكوميدي تيم ديلون، ليشرح الأمر للعامة. الخلاصة كالتالي، الحزب الشيوعي الصيني في حال حرب مع الولايات المتحدة، النخب في وول ستريت ووادي السيليكون خانوا الطبقة العاملة وسلمت الصينيين مفاتيح الثروة، والآن، السبيل الوحيد لوقف الصين هو قطعها تماماً عن رأس المال والتكنولوجيا، وهذا ما يسمى فك الارتباط. ويقول بانون الذي شغل منصب كبير مستشاري ترمب خلال ولايته الأولى إن الصينيين يريدون تجنب حرب فعلية لأنهم، على حد تعبيره: “يدركون أن الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله هو الحراك وتفجير الأمور وقتل الناس، حسناً؟ نحن بارعون جداً في ذلك”. على مدى أعوام، قال بانون إن الحزب الشيوعي الصيني هو أكبر تهديد للحضارة الغربية. وقد جادل خلال ولاية ترمب الأولى بأن روسيا لديها كثير من القواسم المشتركة مع القيم الروحية والفلسفية للغرب. وبالفعل، فقد التقى عام 2018 ألكسندر دوغين، المفكر الصوفي القريب من فلاديمير بوتين، ليقيم رابطة بين ما اعتبره قوتين عظيمتين في الفلك اليهودي-المسيحي، وهو يرى الآن إمكان عقد صفقة كبرى. وفي المنظومة الأخلاقية هذه، فإن مصير أوكرانيا وشعبها ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، الذي يمقته بانون، ليس سوى عرض جانبي. إنه نوع من الواقعية القاتمة، التي، للمفارقة، تستهوي رجال الدولة الصينيين. أما مفكرو السياسة الخارجية، فقد تركوا في حيرة يحاولون التقاط الإشارات وسط الضوضاء. البعض يجد العزاء في فكرة أن هذه مجرد تحركات متخبطة لإدارة جديدة يسودها الفوضى وتصادم الأهواء، وهي مجرد بداية عاصفة ستنتهي بالتسوية مع الواقع. ويتحدث المتفائلون عن “كيسنجر بشكل عكسي”، وهذه إشارة إلى الدبلوماسية السرية لهنري كيسنجر، التي أعادت العلاقات بين واشنطن وبكين وأفضت إلى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس ريتشارد نيكسون إلى الصين عام 1972. وقد أشاد بها المعجبون بكيسنجر باعتبارها ضربة لسياسة الحرب الباردة التي أدت إلى سقوط الاتحاد السوفياتي. أما هذه المرة، كما تقول الحجة، فالأمر معكوس. فصل روسيا عن الصين لإلحاق الهزيمة بطموحات الرئيس شي جينبينغ، ومن ثم معالجة العواقب غير المقصودة لسياسة عام 1972، أي صعود الصين لتصبح ثاني أكبر اقتصاد على وجه الأرض. يعتقد بانون أن ذلك قد يؤدي إلى تغيير النظام في بكين. المشكلة أن ذلك لن ينجح، أولاً، عام 1972، كانت الصين منقسمة بالفعل عن الاتحاد السوفياتي، حتى أنهما خاضا حرباً حدودية. ثانياً، كانت الصين ضعيفة وفقيرة، وكان قادتها يعلمون أن عليها الإصلاح والانفتاح، لذلك كانت هناك حوافز للانضمام إلى التجارة العالمية، على عكس حروب ترمب الجمركية. وأخيراً، ربما كان كيسنجر يفتقر إلى المبادئ، لكنه كان عبقرياً في الدبلوماسية، أما الآن… حسناً، فلا يزال ذلك المنصب شاغراً. لم يقابل الرئيس شي دونالد ترمب بعد عودة الأخير إلى الرئاسة (أ ب) ربما، كما اعتاد ترمب أن يقول، هناك أمور تجري لا يعلمها إلا هو، لكنها بالتأكيد لم تفصح لأرفع دبلوماسي صيني، وانغ يي، الذي عقد أخيراً مؤتمراً صحافياً استمر 90 دقيقة لتوضيح موقف بلاده وروسيا، كما يراه. كان وانغ يتحدث إلى الصحافيين الدوليين في نهاية “الجلستين” وهي سلسلة اجتماعات سياسية سنوية في بكين. وهو في فترة ولايته الثانية وزيراً للخارجية (اختفى سلفه على الطريقة السوفياتية وسط إشاعات عن عشيقة وطفل وطائرة خاصة ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية). ولذلك كان لكل كلمة نطق بها وزنها، فالدبلوماسيون الصينيون لا يرتجلون. وقال وانغ “بغض النظر عن كيفية تطور المشهد الدولي، فإن المنطق التاريخي للصداقة الصينية – الروسية لن يتغير ولن تتضاءل قوتها الدافعة الداخلية”، مضيفاً “التأملات العميقة في التجارب التاريخية” قادت الصين وروسيا إلى إقامة “علاقات حسن جوار دائمة” وإلى “تنسيق استراتيجي شامل”. هذه العبارة ترمز إلى تدفق تكنولوجيا الأسلحة إلى روسيا وإرسال القوات الكورية الشمالية، إلى جانب تعميق العلاقات التجارية والمالية المدفوعة بالعقوبات الغربية على روسيا والتعريفات الجمركية الأميركية الجديدة على الصين. وتبدو الرسالة الصينية هي أنه إذا كان أي شخص في واشنطن يعتقد أن بإمكانه تطبيق “كيسنجر بشكل عكسي”، فالواقع هو العكس تماماً. ليس لدى شي أي أوهام في شأن روسيا، فقد تعلم في شبابه عدم الثقة بالاتحاد السوفياتي واحتقاره. وفي أول وظيفة له في وزارة الدفاع، رأى خرائط على حائط الوزير تظهر مساحات شاسعة من الإمبراطورية القديمة التي اقتطعها القياصرة في القرن الـ19. كان رئيسه يقول إن الروس أرادوا أن يجعلوا من الصين مخزناً زراعياً فقيراً للكتلة الاشتراكية. واليوم، الصين هي قوة أعظم [من روسيا]، ومن منظور براغماتي بحت، فإن شي جينبينغ لديه كثير ليكسبه. فقد قال وزير خارجيته إن التحالف بين الأنظمة الاستبدادية لن يتأثر بالأحداث، “فضلاً عن أن يكون خاضعاً لتدخل أي طرف ثالث”، مضيفاً أنه “عامل ثابت في عالم مضطرب، وليس متغيراً في ألعاب الجغرافيا السياسية”. وحتى الآن، لم يلتق شي مع دونالد ترمب في الولاية الثانية للرئيس الأميركي، لكن الرئيسين شي وبوتين التقيا ثلاث مرات العام الماضي لتوجيه شراكتهما من خلال ما يزعم كلا الرجلين أنها تغييرات لم يشهدها العالم منذ 100 عام. ومن المرجح أن يحج الرئيس الصيني هذا العام إلى الساحة الحمراء للمشاركة في احتفالات روسيا بالذكرى الـ80 لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. وقد بدأ الجانب الصيني بالإشارة إليها باسم “الحرب العالمية المناهضة للفاشية”، في تماهٍ مع لغة بوتين حول أعدائه في أوكرانيا. وبحسب وزير الخارجية الصيني، فإن الجانبين “سيدافعان عن النظرة التاريخية الصحيحة للحرب العالمية الثانية”، وسيدعمان النظام الدولي الذي يرتكز على الأمم المتحدة ويعززان “نظاماً دولياً أكثر عدلاً وإنصافاً”. لا يبدو ذلك واعداً بالنسبة إلى نظرية بانون في “لعبة القوى العظمى”. © The Independent المزيد عن: ستيف بانوندونالد ترمبفلاديمير بوتينهنري كيسنجرالحرب في أوكرانياأوكرانياالعلاقات الصينية الروسية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حكام إيران بين مطرقة ضغوط ترمب وسندان الاقتصاد الهش next post ابن عم نائب الرئيس الأميركي يقاتل الروس في أوكرانيا You may also like ابن عم نائب الرئيس الأميركي يقاتل الروس في... 14 مارس، 2025 حكام إيران بين مطرقة ضغوط ترمب وسندان الاقتصاد... 14 مارس، 2025 كيف تحسم كندا وغرينلاند معركتهما مع ترمب؟ 14 مارس، 2025 إسرائيل: باقون بخمس نقاط في جنوب لبنان لأجل... 14 مارس، 2025 لبنان يرفض تبادل أراضٍ مع إسرائيل 14 مارس، 2025 لبنان… جنبلاط يرفض مشاركة بعض مناصريه في ذكرى... 14 مارس، 2025 لبنان يُفاجأ بخطة إسرائيلية «واسعة وشاملة» تقايض الانسحاب... 14 مارس، 2025 سوريا تبدأ مرحلة جديدة بتوقيع الشرع على الإعلان... 14 مارس، 2025 فرنسا تشتبه في تجسس موظف بالمالية لحساب الجزائر 14 مارس، 2025 وفد درزي سوري نحو إسرائيل للمرة الأولى 14 مارس، 2025