الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024
Home » ما حقيقة المشروع السياسي لإنهاء الأزمة السودانية؟

ما حقيقة المشروع السياسي لإنهاء الأزمة السودانية؟

by admin

جدل حول اتفاق يسعى لتمكين الجيش من السلطة والعقبات: الثوار والشارع والمجتمع الدولي

اندبندنت عربية \ إسماعيل محمد علي صحافي سوداني @ismaelAli61 

أثارت تسريبات بشأن اتفاق يجري الإعداد له بين المكون العسكري في السودان وفصائل متحالفة معه لتمكين سلطة العسكريين في الحكم، جدلاً واسعاً في مواقع التواصل ومجالس السودانيين، باعتبار أن مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يعقد الأزمة السياسية ويدخل البلاد في نفق مظلم وتوترات مستمرة، لتعارضه مع مطالب قطاع عريض من القوة التي تقود الاحتجاجات منذ اندلاعها في 25 أكتوبر (تشرين الأول)، اعتراضاً على قرارات قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بإعلان حالة الطوارئ وتعطيل الشراكة مع المدنيين، بحجة تصحيح مسار الفترة الانتقالية، بينما اعتبرها المعارضون انقلاباً عسكرياً.

استعادة الشراكة

لكن قياديين في الجبهة الثورية، أكدا لـ”اندبندنت عربية”، أن تشاوراً يجري في الساحة السياسية مع أطراف سياسية وعسكرية مختلفة في إطار مبادرة أطلقتها الجبهة الثورية للوصول إلى توافق يقود إلى تشكيل حكومة مدنية في إطار الشراكة بين المكونين العسكري والمدني، من دون أن تكون هناك سلطة مطلقة للجيش.

ووفقاً للأمين السياسي في حركة جيش تحرير السودان، نور الدائم طه، فإن الجبهة الثورية بدأت، في إطار مبادرتها، لقاءات مع بعض القوى السياسية والمكون العسكري من أجل التوصل إلى اتفاق لإدارة ما تبقى من الفترة الانتقالية بموجب شراكة محددة تضم كل الأطراف دون إقصاء لجهة، لكن حتى الآن لا توجد رؤية أو وثيقة جاهزة تم الاتفاق عليها سراً أو علناً.

وتوقع طه أن تعلن قريباً حكومة مدنية بمشاركة السواد الأعظم من القوى السياسية والمدنية، بجانب العسكريين، على ضوء الموافقات المبدئية والتفاعل من كافة الأطراف مع المبادرة. فيما أكدت ستنا محمود، القيادية في مؤتمر البجا، أحد مكونات الجبهة الثورية، أن “أي كلام عن وجود اتفاق سري بين الجبهة الثورية والعسكريين غير صحيح، بل إن مبادرة الجبهة الثورية تهدف للعودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي، وتتكون من مرحلتين: الأولى استعادة الشراكة التي كانت قائمة بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) وأطراف السلام، من خلال حوار تسبقه إجراءات لإعادة الثقة، تشمل إطلاق سراح المعتقلين، وإلغاء حالة الطوارئ، ووقف العنف ضد المتظاهرين. وتتضمن المرحلة الثانية بدء حوار مع بقية القوى السياسية ما عدا حزب البشير.

تقاسم السلطة

في المقابل، قال الكاتب السوداني، الجميل الفاضل، إنه “لا يستبعد أن يكون هناك اتفاق سري بين العسكريين والحركات المسلحة، وهذا أمر ليس جديداً أو مستغرباً، فقد حصل أن اعترف رئيس حركة جيش تحرير السودان، أركو مني مناوي، بأنهم وقعوا خلال فترة التفاوض بشأن السلام في جوبا على اتفاق تحت الطاولة مع المكون العسكري، بالتالي فإن الطرفين على درجة من التنسيق والتعاون من أجل التقاسم على السلطة، والتقيا في المصالح والمآرب لخدمة أجندتهما”.

وتابع الفاضل، “من الواضح أن الطرفين يسعيان بقدر المستطاع لخلق صيغة نظام شمولي يمكن من خلاله أن يحققا أهدافهما، بخاصة أن الحركات المسلحة ذات طابع عسكري، ومزاجها أقرب للعسكر من المدنيين، بالتالي فإن كل طرف يستقوي بالآخر لمواجهة الطيف المدني، لكن المؤكد أن مثل هذا الاتفاق لن يجد القبول سواء من قبل الشارع السوداني، الرافض الشراكة مع العسكر، أو من المجتمع الدولي، الذي ظل يشدد على تشكيل حكومة مدنية تحظى بقبول الشارع، وليس مجرد حكومة مزيفة تحت غطاء مدني، لكن بشكل عام، من الواضح أن العسكريين متشبثون بالسلطة، ولم ييأسوا من مشروع الانقلاب”.

جدل وضغوط

بحسب “رويترز”، فإن مشروع الاتفاق محل الجدل يأتي مع تعرض الجيش لضغوط بسبب الاقتصاد المتدهور، والاحتجاجات المتكررة على الرغم من حملة القمع العنيفة التي تشنها قوات الأمن ضد المتظاهرين، والتي راح ضحيتها 95 قتيلاً وآلاف الجرحى منذ بدء التظاهرات.

ويتضمن الاتفاق الذي صاغه سياسيون مقربون من الجيش، ويلقى قبولاً من المكون العسكري، بعض الإجراءات التي أشار الجيش بالفعل إلى أنه سيتخذها، مثل تعيين حكومة تكنوقراط وبرلمان للحكم حتى الانتخابات المتوقعة، العام المقبل، وترشيح أعضاء الهيئات القضائية ومفوضية الانتخابات. كما يقضي الاتفاق بأن الجيش هو السلطة المؤسسية والمشرف على المرحلة الانتقالية ويتولى سلطات مجلس الأمن والدفاع، على غرار التجربة الانتقالية التي أعقبت الإطاحة بنظام الرئيس السابق، جعفر النميري، أبريل (نيسان) 1985.

مشروع الاتفاق نص كذلك على إطلاق سراح السجناء السياسيين كإجراء لبناء الثقة، وهو تعهد سبق أن تضمن اتفاقاً وقع بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، عاد بموجبه الأخير لمنصبه رئيساً للوزراء. ومن بين المعتقلين حالياً عدد من القيادات السياسية الذين كانوا أعضاء في لجنة تعنى بمهام تفكيك نظام البشير، الذي يحمل اسم “المؤتمر الوطني”، بخاصة من الناحية الاقتصادية بعد حظره سياسياً.

فك العزلة

وربط مراقبون الجولة التي بدأها البرهان في العاشر من مارس (آذار) إلى خمس دول عربية وأفريقية هي بالترتيب الإمارات، والسعودية، ويوغندا، ومصر، وتشاد، بهذا الاتقاق، من ناحية تسويقه كمشروع وطني يجري التشاور حوله لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، وإيجاد الدعم له لفك العزلة المضروبة على السودان بعد استيلاء الجيش على السلطة في نظر المجتمع الدولي، ما أدى إلى توقف المساعدات المالية التي تقدر بمليارات الدولارات من قبل مؤسسات التمويل الدولية وأصدقاء السودان.

وترفض لجان المقاومة، التي تقود التظاهرات الحالية، فضلاً عن غالبية الأحزاب السياسية المنضوية تحت مظلة قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، التي عزلها الجيش من الحكم، علانية الحوار مع الجيش، وطالبته بالانسحاب من المشهد السياسي والعودة إلى ثكناته، وتسليم السلطة إلى المدنيين كاملة.

وكان سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج في الخرطوم أكدوا، في وقت سابق، أنهم أجروا حديثاً صريحاً وبناء مع البرهان، وعبروا عن دعمهم حواراً يفضي إلى حكومة انتقالية مدنية ذات مصداقية. بيد أن البرهان ظل يؤكد في مناسبات عدة أن “الجيش لن يسلم السلطة إلا بعد الانتخابات”، وهدد بطرد مبعوث الأمم المتحدة، الذي يحاول المساعدة في التوصل إلى اتفاق سياسي إلى جانب الاتحاد الأفريقي.

المزيد عن: السودان \ مجلس السيادة الانتقالي \ قوى الحرية والتغيير \ المبعوث الأممي إلى السودان \ الاتحاد الأفريقي

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00